تخريب بيئي واسع النطاق تمارسه "إسرائيل" في مختلف أنحاء البحر المتوسط
"إسرائيل" غير مؤهلة لمواجهة تلوث بحري كبير قد يحدث في أية لحظة
|
تنقيب إسرائيلي عن الغاز في البحر المتوسط |
ج. ك.
خاص بآفاق البيئة والتنمية
كشفت "شركة الدفاع عن الطبيعة" الإسرائيلية مؤخرا عن تخريب بيئي واسع النطاق تمارسه إسرائيل في مختلف أنحاء البحر المتوسط. فلا توجد نقطة واحدة في البحر على طول الساحل الفلسطيني "آمنة" بيئيا؛ إذ توجد عشرات البؤر البحرية الخطرة بسبب النشاط الإسرائيلي المدمر للبيئة البحرية، وأهمها: التنقيب عن النفط والغاز، برك الأسماك، المياه العادمة المتدفقة من المصانع والمدن نحو البحر، استنزاف الجريان السطحي، خطوط الغاز، حقوق استخراج النفط على مساحة ملايين الدونمات، أقفاص للأسماك، موانئ، المراسي البحرية، محطات تحلية مياه البحر، مسارات للإبحار ومناطق تدريب عسكرية للجيش الإسرائيلي.
ويحذر خبراء البحار من أن إسرائيل غير مؤهلة لمواجهة تلوث بحري كبير قد يحدث في أية لحظة؛ وبالرغم من ذلك تواصل الحكومة الإسرائيلية منح التصاريح المتتالية لعمليات التنقيب البحري عن النفط، ما يفاقم احتمالات حدوث تلويث ضخم للبحر المتوسط.
وكانت مجلة آفاق البيئة والتنمية قد كشفت، في عددها الصادر في نيسان الماضي، عن تدفق كميات ضخمة من المياه العادمة غير المعالجة وملوثات إسرائيلية أخرى إلى البحر، بما في ذلك تدفق ملايين الأمتار المكعبة من الحمأة سنويا. كما تتسبب مشاريع التحلية الإسرائيلية التي تستنزف الطاقة والأراضي الساحلية الفلسطينية المحدودة، وتهدد بيئة الشواطئ، في مزيد من تدهور البيئة البحرية. وتعمل حاليا على طول الساحل الفلسطيني ثلاث محطات تحلية تنتج أكثر من 270 مليون متر مكعب من المياه سنويا.
يضاف إلى ذلك التدهور الحاصل بسبب التوسع الإسمنتي السكني والسياحي المكثف في المناطق الساحلية الفلسطينية، وتوسعة الموانئ ومشاريع التنقيب عن النفط والغاز. ويعد التنقيب الإسرائيلي عن النفط والغاز واستخراجهما المتوقع الخطر الأكبر على البحر المتوسط؛ علما بأن عمليات التنقيب التجريبية الجارية حاليا تتسبب في أذى للأحياء والنباتات البحرية.
والجدير بالذكر، أن بعض خبراء البيئة والبحار الإسرائيليين عَبَّروا مؤخرا عن قلقهم من استمرار عمل منصات التنقيب عن النفط والغاز التي تشوش التركيب الطبيعي للأحياء البحرية في مقاطع البحر المتوسط المواجهة للساحل الفلسطيني، علما أنه أثناء أعمال التنقيب والفحص والتطوير والاستخراج تتسرب مواد سامة إلى البيئة البحرية. وقد ظهرت في السنوات الأخيرة أنواع بحرية غريبة وصلت إلى البحر المتوسط؛ الأمر الذي يقلق خبراء البحار. ويتخوف الخبراء من أن تخلّ الأنواع الجديدة بالتوازن الطبيعي وتستولي على مصادر غذاء الأنواع القائمة؛ ما يؤدي إلى الإضرار بالأخيرة، بل والتسبب في انقراض بعضها.
والأنكى من ذلك، أن الاحتلال الإسرائيلي، وبسبب حصاره الوحشي المفروض على قطاع غزة وما ينتج عنه من انقطاع كبير ومتواصل للكهرباء والوقود، وبالتالي شل عمل محطات جمع المياه العادمة ومحطة المعالجة المركزية في جنوب غزة، يتسبب أيضا في تدفق عشرات آلاف الأمتار المكعبة من المياه العادمة غير المعالجة يوميا نحو شواطئ بحر غزة؛ ما يتسبب في تلوث خطير لتلك الشواطئ ومياه البحر والأسماك.
يشار إلى أن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP ) اقترح جعل منطقة التنقيب مقابل الساحل الفلسطيني كواحدة من المحميات الطبيعية الإثنتي عشرة لأعماق البحر المتوسط.
|