مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
كانون أول 2012 - كانون ثاني 2013 - العدد 50
 
Untitled Document  

مركز معا في قطاع غزة: نجحنا في الحد من أخطار الغرق في أحواض الصرف الصحي..!!
مواطنون: غرق مسن والعثور على جثمانه بعد ثلاثة ايام

أسوار أنشأت حول أحواض الصرف الصحي في قطاع غزة لمنع وقوع الأطفال والمارة بداخلها

سمر شاهين / غزة
خاص بآفاق البيئة والتنمية

نجح مركز العمل التنموي / معا بإيقاف الخطر الناجم عن أحواض الصرف الصحي ومياه الأمطار في مناطق مختلفة من قطاع غزة،  وذلك بعد وقوع العديد من حالات الغرق فيها ولاسيما لدى الأطفال.
ويقول م. ماجد حمادة من "معاً" ان فريق العمل نجح في تسييج هذه الأحواض (...)  وذلك بإنشاء سياج معدني أو بناء أسوار حولها، مشيرا إلى أن ذلك تم بتمويل من صندوق الاستجابة الإنسانية  من خلال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
ومن هذه الأحواض التي شكلت لفترة طويلة خطراً كان يتربص بالمواطنين:  حوض "بركة عسقولة" لتجميع مياه الأمطار، الواقع في مدينة غزة،  إذ انه يعد اخطر الأحواض – بحسب م. حمادة، ويلفت إلى ان خطورته تتمثل في وجوده بمنطقة مكتظة بالسكان وفيها العديد من المدارس والمحال التجارية.
وعن مجريات العمل يشير م. حمادة إلى انه وأثناء العمل في حوض عسقولة تبين الحاجة الماسة والعاجلة في إنشاء سور يحيطه ويحول دون وقوع المارة داخله.
ويوضح ان هذه الخطوة جاءت عقب تواجد كثيف لأطفال المدارس، وهم في طريقهم للعودة إلى منازلهم حيث يتخذون من الحوض مكانا للعب واللهو ما يشكل عليهم خطرا كبيرا ويزيد من احتمالية انزلاقهم داخل الحوض وغرقهم، خصوصا أثناء امتلاء الحوض بالماء في فصل الشتاء.
ويروى أحد السكان المجاورين للحوض من الجهة الجنوبية المواطن عصام المدهون لـ"أفاق البيئة والتنمية"، تفاصيل غرق ابن أخيه ويقول: "كان يلعب حول الحوض ثم انزلق داخله فجأة وكاد أن يغرق، لولا لطف الله، حيث تم إسعافه من قبل منقذ تواجد في المنطقة بطريق الصدفة".
وبتنهيدة حملت بين ثنياها الراحة، يضيف المدهون بأن المشروع الذي تمثل في بناء جدار من الطوب حول الحوض وتثبيت الشبك عليه يحول دون تمكن الأطفال من الدخول إلى الحوض واللعب فيه، ما اعتبر خطوة أشاعت الأمان في المكان.
ويشير إلى ان حادثة تكرار الغرق قد تتكرر بصورة يومية، اذا ما بقي الحوض مفتوحا بسبب التواجد الكثيف لطلاب المدارس الذين يلهون ويتسابقون في الحوض خصوصا عند امتلاء الحوض بالماء في فصل الشتاء.
ومن القصص المؤلمة في ذات المكان غرق مسن كان يسير ليلا بجانب الحوض، حيث سقط به من الجهة الجنوبية الشرقية، وبعد ثلاثة أيام تم اكتشاف جثته طافية فوق سطح الماء.
بينما يقول المواطن محمد الشرفا أحد أصحاب المحال التجارية المجاورة للجانب الشمالي من الحوض، ان تنفيذ مركز معا للجدار الشمالي بارتفاعه الحالي، جعله مطمئنا من حيث منع وصول الأطفال إلى داخل الحوض فقد عانى من ذلك كثيراً، حيث أنه كان يضطر لترك عمله أحيانا ليبعد الأطفال عن الحوض.
 وفي رفح جنوب القطاع، ساهم مركز معا في الحد من ذات المخاطر، وكل حوض مفتوح يحمل بين طياته حكاية تهديد لحياة العديد من المواطنين، ونتيجة لذلك انطلق "معا" ليشارك بوضع حدٍ لمعاناة المواطنين جراء هذه الأخطار الناجمة من الأحواض المفتوحة، فأصبح الجهة المنفذة لمشروع إنشاء سياج معدني حول ثمانية أحواضٍ مفتوحة.

حوض الصرف الصحي بعد حمايته وتسييجه ومنع تكرار حالات الغرق اليومية فيه

وللجنوب نصيب من التسييج
"لولا رحمة الله لحلت الكارثة بنا" يقول محمد أبو ضباع من منطقة حي الجنينة  المجاور لحوض تجميع مياه الأمطار في رفح جنوب القطاع.
ويتابع بـأن المشروع أراحه من حالة الخوف التي كانت لا تفارقه كما غيره كثيرون، مستذكراً حادثةً ليست ببعيدة، حين كان ابن أخيه يلعب قرب حوضِ للصرف الصحي، قبل إتمام عملية التسييج له فسقط داخله، إلا ان العناية الإلهية أنقذته، لاسيما أن الفصل كان صيفاً والحوض كان فارغاً من المياه.
كما يروي عبد الرحمن أبو عرار -أحد السكان المجاورين لحوض تجميع مياه الأمطار بمنطقة تل السلطان، والذي يملك حوشا للمواشي بجوار الحوض- خوفه الدائم على رأس ماله "الأغنام"، ويلفت إلى أن الحوض يقع في منطقة حيوية، وأن الكثير من الأطفال يلعبون بجواره ويتعرضون للسقوط، ولكن بعد التسييج أصبحت المنطقة شبه آمنة.
وأشار المواطن  أحمد زعرب المجاور لحوض مضخة مياه الصرف الصحي بتل السلطان، إلى حالة الفزع والرعب التي انتابته بعد سماعه مؤخراً عن غرق طفلين في أحواض الصرف الصحي في مدينة خان يونس.
لافتاً إلى انه كان دائم الاتصال بأهل بيته للاطمئنان على أطفاله، ويضيف: "أحذر أبنائي كل صباح ومساء كما كنت أحول دون خروجهم من المنزل للعب في الشارع لقرب الحوض من بيتنا".
ويختم حديثه: "بعد السياج تغيرت حياتي وأصبحت أكثر اطمئنانا على أبنائي".

حوض مضخة مياه الصرف الصحي بتل السلطان
أطفال غزيون يلهون قرب أحواض الصرف الصحي المكشوف
التعليقات

الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 

 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية