مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
أيــــــــــــــار 2012 العدد-44
 
Untitled Document  

مؤشرات تقييم مصداقية التصريحات المطبوعة على غلاف السلعة "الصديقة للبيئة"

خاص بآفاق البيئة والتنمية

تكاثرت في الآونة الأخيرة السلع المختومة بعنوان: "سلعة خضراء"، أو "منتج بيئي" أو "منتج صديق للبيئة".  ماذا يقف خلف هذه العناوين؟  وهل يمكننا، كمستهلكين، أن نتخذ قرارات ذات طابع بيئي، استنادا إلى إعلانات المنتجين على سلعهم؟
يفترض بنا كمستهلكين، أو كجهات رقابية، أن نستخدم مؤشرات محددة لتقييم مدى مصداقية التصريحات المطبوعة على غلاف السلعة.  ويفترض بتلك المؤشرات أن تشكل أداة تطبيقية شاملة وبسيطة نسبيا، قابلة للمقارنة وفعالة؛ بحيث تتضمن فحصا لجميع الجوانب التي يفترض تدقيقها في السلعة، وترجمتها إلى أسئلة مباشرة يمكن الإجابة عليها بواسطة معلومات من مصادر منوعة، مثل الشركة المنتجة، السلطات المسؤولة، تحليل دورة حياة السلعة، استطلاع رأي مستهلكي السلعة، وبعض المعطيات الإقليمية.
وتفحص المؤشرات تأثير اللاعبين المختلفين ذوي الصلة بالسلعة المحددة، وتحديدا المنتجين والمستهلكين والسلطات المسؤولة، والعلاقات المتبادلة بينهم التي تنعكس على مدى مصداقية السلعة.  كما تهدف المؤشرات بشكل أساسي إلى التعبير ببساطة، نسبيا، عن مدى تأثير السلعة على البيئة، ومساعدة المنتجين والمستهلكين في آن معا على اتخاذ القرارات. 
ومن الزاوية البيئية يفترض أن تتضمن المؤشرات نظرة صحيحة وشمولية لتأثيرات السلع المختلفة؛ وذلك من خلال فحص تلك التأثيرات طوال مراحل دورة حياة  السلع.
لذا، تفحص المؤشرات ثلاث مراحل أساسية في حياة السلعة:  مرحلة الإنتاج؛ بما في ذلك مرحلة جمع المواد الخام، مرحلة استعمال السلعة، ومرحلة نهاية دورة حياة السلعة.  والتعامل مع كل مرحلة يكون مستقلا وقائما بذاته.
كما تتضمن المؤشرات جانبا اقتصاديا، علما بأن الشركة المنتجة تقيس نشاطها وفقا لمعيار الربحية.  وبشكل عام تهتم الشركات بفحص مدى ربحية عملية إنتاجها، أو خط منتجات معينة أو إنتاج كل سلعة بحد ذاتها.  ولا يمكن ضمان استدامة كل من الجوانب السابقة، ما لم يتم التأكد من جدواها الاقتصادية.      
ومن منظور اقتصادي-بيئي، يتمثل التحدي الأساسي في إنجاز منافع اقتصادية وبيئية في آن معا.  وتكمن قدرة إنجاز المنافع الاقتصادية والبيئية في جوانب مختلفة من العمليات الإدارية للشركات؛ بحيث تفحص المؤشرات مدى استفادة الشركات من الفرص المتاحة.
وتكتسب مثل هذه المؤشرات أهمية كبيرة لبلورة السياسة المستقبلية الخاصة بتطوير المنتجات سواء للتسويق المحلي أم للتصدير.  ويعد استخدام هكذا مؤشرات خطوة قد تساهم في تحقيق أهداف الاستهلاك البيئي الرشيد والنمو الأخضر. 
إن اتباع سياسة موجهة لتشجيع الشركات المحلية على استخدام مثل هذه المؤشرات، منذ مرحلة العمل على تطوير السلعة، وإعلانها بشكل واضح على عبوة أو غلاف السلعة في مرحلة التسويق، يعد خطوة متقدمة نحو تكريس وتثبيت الاعتبارات البيئية في عمليات التصنيع.

التعليقات

 

الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية