:اريد حـــلا
المنزل البيئي
جورج كرزم
تعد منازلنا ثالث أكبر مستهلك للطاقة، بعد قطاعي النقل والصناعة. وهي تحوي العديد من المواد الكيميائية السامة والخطرة، مثل المنظفات والمعطرات والمبيدات والأدوية. وتعد جميع هذه المواد مؤذية للبيئة وللصحة العامة. لذا، يمكننا المساهمة في الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية وصحتنا، انطلاقا من منازلنا. وسنستعرض في هذه العجالة بعض الأفكار البيئية التي يمكننا تطبيقها بسهولة في منازلنا، وبالتالي نخطو أولى الخطوات العملية نحو تحويل بيوتنا إلى بيوت بيئية.
بداية، لنتأكد من أن مصابيحنا المنزلية جيدة الإضاءة ومقتصدة في الطاقة الكهربائية. إذ يمكننا، على سبيل المثال، استعمال مصابيح غاز النيون. وبوسعنا ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية المستخدمة في الإضاءة، من خلال اقتناء اللمبات الفلورسنتية الموفرة للطاقة من نوع سي.إف.إل، والتي تستهلك 20% من الطاقة الكهربائية المستهلكة في اللمبة العادية المكافئة لها، وتعطي نفس نوعية الإضاءة، ولا تبدد الطاقة على شكل حرارة، وتوفر المال على المدى البعيد. كما أن العمر التشغيلي لهذه اللمبات أطول بكثير من العمر التشغيلي للمبة العادية. ويجب ألا ننسى بأن ننظف المصابيح كل بضعة أشهر، لأنها، إجمالا، تجذب الغبار، الأمر الذي يضعف الإضاءة.
ومن المدهش، أن العديد من الناس لا زالوا يشترون الثريات الكبيرة المبددة للكهرباء، وخاصة تلك التي تحوي عددا كبيرا من المصابيح المُثَبَّتَة إلى أعلى، ما يقلل كثيرا من فعاليتها. لذا، يفضل الامتناع عن استعمال مثل هذه الثريات.
وفي سياق ترشيد استهلاك الطاقة في منازلنا، ننوه هنا إلى ضرورة إطفاء جهاز التلفزيون بواسطة مفتاح التشغيل في التلفزيون، وليس بواسطة جهاز التحكم عن بعد. ذلك أن التلفزيون، عندما يتم إطفاؤه بواسطة جهاز التحكم عن بعد، يواصل استهلاك نحو ربع كمية الكهرباء التي يستهلكها أثناء عمله، ويعد هذا تبديدا للطاقة والمال، ومساهمة في انبعاث كميات هائلة إضافية من ثاني أكسيد الكربون من محطات توليد الطاقة الكهربائية.
وبهدف تعويض الرطوبة المفقودة، بسبب استعمال أجهزة التدفئة في منازلنا، والتي قد تجفف الهواء وتتسبب في احتقان الأنف، ينصح بوضع أوعية ماء في الغرف المدفاة.
وتساعد الستائر المحكمة والمبطنة في غرف الجلوس أو النوم، في تخفيض فقدان الدفء والحرارة. إذ أن تبطين الستائر يقلل كثيرا من خروج الحرارة عبر النافذة في أيام البرد، فضلا عن تقليل تسرب البرد الشديد إلى داخل المنزل. وتعد الستائر المبطنة أقل كلفة من تركيب الزجاج المزدوج.
يستعمل العديد منا البطانيات المصنوعة من ألياف "الأكريليك". ومن المعروف أن هذه الألياف مصنوعة من مادة "الأكريلونيتريل" التي ثبت بأنها مسرطنة، ناهيك أنها تتسبب في مشاكل بالتنفس، وخاصة لدى الأفراد الحساسين لهذه المادة. لذا، يفضل تفادي استعمال هذه البطانيات، واستبدالها ببطانيات مصنوعة من الصوف أو القطن.
وبالإضافة إلى ذلك، يُشَكُ بأن مادة "البولي – يوريثين" المستعملة في الوسائد، قد تكون مسرطنة للإنسان، فضلا عن تسببها في التهابات بالجهاز التنفسي ومشاكل جلدية. وإذا ما شب حريق في المنزل، تتفاعل هذه المادة مع "البولْيِستِر" الذي يستعمل في أغطية الوسائد، وينتج عن هذا التفاعل غاز "تولُوين ديسوسيانيت" السام الذي يؤدي استنشاقه المتواصل، في حال حدوث حريق، إلى الوفاة.
أخيرا، وبهدف إطالة عمر الأزهار المنزلية وإبقائها جميلة ونضرة، لا ضرورة إطلاقا لاستخدام المواد الكيماوية. وبدلا من هذه المواد الضارة، يمكننا إبقاء الوعاء مملوءاً بالماء، فضلا عن قص سيقان الأزهار بشكل منحرف، بواسطة سكين، ما يزيد من قدرة الأزهار الامتصاصية للماء. كما يفضل زراعة الأزهار في الأواني النحاسية التي تساهم في القضاء على الفطريات، الأمر الذي يُبقي الأزهار نضرة لمدة أطول.
للمزيد من التفاعل، أو للحصول على معلومات إضافية، يمكنكم الكتابة على العنوان الإلكتروني التالي:
george@maan-ctr.org
|