|
|
![]() |
|
||||||||||||||
|
الائتلاف
العربي لمحاربة الفقر
موجه إلى
القمة العالمية للغذاء في روما
|
||||||||||||||||
|
حزيران 2008 العدد (4) |
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا |
June 2008 No (4) |
||||||||||||||
|
|
|
|
||||||||||||||
|
|
|
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||||
|
أضواء من قلب الحصار في غزة أصوات من خلف الكمامات الواقية من بخار السيرج
د.كامل خالد الشامي / غزة
أستاذ جامعي وكاتب
الصورة غير مألوفة على الإطلاق، رجال ونساء يقفون في ساعات الصباح في أماكن متعددة بانتظار سيارة أجرة تقلهم إلى عملهم، بعضهم يضع كمامة، كي لا يتنفس رائحة السيرج الذي يخرج على شكل عادم غير مكتمل الاحتراق من مداخن السيارات. في الصباح يكون الهواء على اليابسة باردا ويتحرك ببطء،فتختلط به الملوثات الناجمة عن السيارات، تشكل سحبا ملوثة قريبة من سطح الأرض ،وتزداد نسبة البخار في الهواء، أجهزة الحرق في السيارات لا تساعد على احتراق السيرج بالكامل،نظرا لعدم توفر الحرارة الكافية للحرق،ينتج عن ذلك أبخرة غير مكتملة الحرق،لها رائحة لا يتقبلها الناس، تسبب الغثيان عند البعض،أو الصداع، أو التهاب العيون،أو أمراض الربو، وبخاصة عند الأطفال.يقول الأطباء : إنهم يعالجون أعددا متنامية من حالات الإصابة بالربو عند الأطفال،منذ استخدام السيارات للسيرج بدل المحروقات. تتحسن حركة الهواء عند ساعات الظهر حيث يسخن الهواء ويصعد إلى أعلى فتصعد معه الملوثات،وعند المساء تزداد الملوثات ورائحة السيرج وتضايق الناس مرة أخرى بسبب برودة الهواء وتواجده بنسب أعلي بالقرب من سطح الأرض. يجتهد الناس في تفسير الأضرار الناجمة عن منفوثات بخار السيرج، وأثره على صحة الإنسان. العوادم بشكل عام مضرة بالصحة، وتؤدى كما يقول الأطباء إلى الحالات المرضية التي سبق ذكرها، ولكن كلما زادت نسبة الملوثات في الهواء، زادت الجرعات التي يستنشقها الإنسان؛ مما يؤدى إلى تطور نوع الأمراض التي تنتهي عادة بالأمراض الخبيثة. لا يوجد في قطاع غزة مختبرات علمية متخصصة لفحص عينات الهواء للتعرف على مكوناته، ومعرفة أنواع الملوثات فيه، حتى هذه التقنية تغيب عن الجامعات في قطاع غزة، كما أن المواد التي تستخدم أصلا لتحليل العينات في المختبرات تقع ضمن المواد المحظورة من الدخول إلى قطاع غزة،وما يدلي به بعض الناس في وسائل الإعلام،هو مجرد آراء غير مدعمة بنتائج مخبريه.. وهى في الغالب غير دقيقة المضمون . ولكن لدينا مشكلة تلوث الهواء ببخار السيرج، وهي بحاجة إلى دراسة دقيقة تستمر على الأقل عدة أسابيع. تستطيع البلديات التغلب على هذه المشكلة بالتشجير، فالأشجار تمتص أكثر من 70% من الملوثات التي يحملها الهواء، وتساعد على تلطيف هواء المدن وزيادة نسبته النقية عن طريق عملية التمثيل الضوئي. لحسن الحظ أننا نعيش في مناطق حارة نسبيا مما يجعل الهواء في حالة ارتفاع إلى أعلى، وكثافة السيارات لدينا قليلة،مما يجعل الآثار الناجمة عن استخدام السيرج تقتصر على ساعات الذروة في الصباح، وفى المساء حيث يكون الهواء هابطا . يحاول السكان في قطاع غزة التأقلم مع الوضع الجديد باستخدام الكمامة،أو تجنب ركوب السيارات التي تسير بالسيرج إلا عند الضرورة، كما ويستخدم عدد أكبر من الشباب الدراجات الهوائية أو النارية، بينما يلجأ كبار السن مع أسرهم إلى استخدام العربات التي تجرها البهائم.
على الرغم من مبادرة السكان في قطاع غزة إلى إيجاد الحلول للمشكلات الناجمة عن نقص المحروقات،إلا أن الغالبية منهم يعانون من مشكلات التنقل، وبخاصة عند حدوث طارئ، فلم يعد من السهولة بمكان طلب سيارة إسعاف عند الطوارئ، لعدم توافر البنزين لهذه السيارات، كما لم يعد ممكنا إلا بنسبة قليلة جدا التمتع بطلب سيارة أجرة تقل الشخص من بيته إلى حيث يريد، كما كان الحال سابقا.هذا وتختفي أغلب السيارات بعد عودة العاملين من أعمالهم،فتصبح الشوارع والطرقات شبة فارغة، وقد بدأت تلوح في الأفق بوادر أزمة الحصول على السيرج. ترى ماذا سيستعمل سائقو السيارات لتشغيل سياراتهم لمواصلة المشوار في "مختبر" قطاع غزة؟ |
||||||||||||||||
كانت تُصدّره فصارت تستورده!هل "انقراض" بطيخ جنين من عواقب التغير المناخي؟
عبد الباسط خلف:
"كانت محافظة جنين وأراضيها الشاسعة أم البطيخ" مثلما يقول المزارع أبو أنور الذي شارف الثمانين، لكنها اليوم لم تعد تزرعه وصارت تستورده من "إسرائيل" بكميات كبيرة.
ما يزال عالقاً في ذهن الشاب علاء الدين إبراهيم جيداً ذلك المثل الذي استضافه كتاب قواعد اللغة العربية عن بطيخ جنين، والذي ينسب ثمار البطيخ إلى أراضي المدينة الخصبة. في طفولة علاء الدين الأولى، وفي شباب الكهل أبو أنور، الكثير من التفاصيل عن علاقة أراضي جنين بالبطيخ، فقد شهدت عصراً ذهبياً لمواسم محصول البطيخ، الذي كان يصدر إلى الأردن وحتى إلى أسواق الشام. من التفاصيل التي يتذكرها أهالي جنين عن البطيخ تلك المساحات الشاسعة التي كانت تخصص لزراعة هذا النوع من الثمر، والأحجام الكبيرة للبطيخ التي كانت تصل إلى العشرين كيلو غراماً، دون إضافة أي نوع من الأسمدة الكيماوية، وحتى المبيدات الحشرية وغيرها، وحتى بدون ري، أما اليوم فالمناخ متقلب، والمطر شبه مفقود. انقلابيقول المهندس الزراعي حسن أبو الرب: كل شيء تغير بشأن البطيخ، فالأرض الزراعية استنزفت عناصرها، وزادت نسبة الملوحة فيها، ولم تعد الأسمدة الطبيعية مستخدمة، وقلت نسبة الأمطار الهاطلة في فصل الشتاء، وجفت معظم اليانبيع الطبيعية، وتغير كل شيء تقريباً، وصرنا نسمع في كل يوم عن تغير مناخي كبير.يضيف: لم تعد أراضي مرج ابن عامر ومرج صانور وغيرها صالحة لزراعة البطيخ غير المروي، ولم يعد تلك السوق التي كانت رائجة للبطيخ في بدايات سنوات الثمانين وما قبلها. يوالي حديثه: ما نسمعه من أمثلة عن بطيخ جنين، كان صالحاً قبل عقود، أما اليوم فلم تعد أراضي مرج ابن عامر أخصب بقاع العالم العربي كما كنا ندرس، فلا ترابها الذي كان خصباً بقي على حاله، ولا المطر الغزير الذي يهطل عليه استمر. ولا تغيب عن تاريخ الفلاحين تلك الأيام الجميلة، التي عاشوها في "مقاثي"البطيخ، وتلك السوق التي أدرت عليهم دخلاً كبيراً، والحكايات التي رووها على حقولهم، والأموال التي وفّروها من وراء ذلك. ذهب أخضر يعترف أبو مصطفى: لولا تلك السنوات التي قضيتها في زراعة البطيخ وتصديره إلى الأردن والخليج، لما كان وضعي الاقتصادي كما هو عليه اليوم، إذ بفضله اشتريت أرضًا، وبنيت بيتًا، وجددت جراري الزراعي، ووفرت الكثير من المال، وعلمت أولادي في الجامعات. يضيف: لو أردت فعل هذا من وراء الزراعة في هذه الأيام لما استطعت، لأن أسعار كل شيء محطمة، والفلاح مدمر. يدلل على الحال الاقتصادي الجيد للبطيخ، بحال المزارعين الذين كانوا يقضون معظم وقتهم في الحقول، منذ بدايات آذار وحتى تموز: زراعة، حراثة، إزالة الأعشاب، حراسة الحقول، القطاف، التسويق. ينهي: كنا نسمي البطيخ بالذهب الأخضر. تتذكر الحاجة أم عادل، كيف كان المزارعون يتنافسون على سيارات الشحن الزرقاء الكبيرة التي كانت تنقل المحصول إلى عمان، لدرجة أن بعضهم كان يمضي أياما طويلة في البحث عن سيارة واحدة فلا يجد. تقول: كان الفلاحون يتقاتلون على السيارات، وكانت أسعارها ترتفع، وبعض المزارعين كانوا يتأخرون في قطاف المحاصيل لعدم وجود سيارات تنقل بطيخهم. منير وعبد الحكيم وقاسم ثلاثتهم عملوا في طفولتهم في قطاف البطيخ، كانوا يرفعون الثمار إلى الشاحنة من المزرعة، وكان عليهم أن يضعوا الثمار الكبيرة في أعلى السيارة لتبدو في حال أجود. يقول منير: كانت بعض الثمار كبيرة لدرجة لم نكن نستطيع رفعها لأعلى، فيأتي الشبان الأكبر منا لفعل ذلك، وكنا نأخذ أجراً يومياً كبيراً وبالدينار الأردني. فكاهةمن القصص الطريفة لشاحنات البطيخ كما يروي أبو إبراهيم: في الطريق إلى عمان من جنين، وعند ارتفاع سيلة الظهر، كان الشبان ينتظروننا على الطريق لسرقة البطيخ من السيارة، وهي تجتاز الطرقات المرتفعة.يضيف: بعضنا كان يجلس شاباً في أعلى السيارة ليضرب الشبان الذين يحاولون الصعود إلى الشاحنة بالحجارة، وآخرون كانوا يجلسون بأنفسهم لمنع سرقة الثمار الكبيرة من أعلى السيارة."اختفت المزارع وانقرضت زراعة البطيخ، ولم يعد هناك أحد يزرع هذا النوع" هكذا قال لنا المزارع فراس العيسى، الذي وصف الأحوال الزراعة الحالية بالبائسة.يقول: لكل فترة محاصيل تميزها، فهناك البطيخ، والشمام، والجزر، وعباد الشمس، واليوم الباذنجان والخيار والفلفل، من يدري ماذا تخفي الأيام القادمة؟. يصف البائع المتجول أبو رامي خنفر البطيخ بزينة الصيف، ويقول: الثمار التي تأتي لأسواقنا هي من الأصناف غير الجيدة(برارة)، لأن الثمار الممتازة تصدر للخارج أو تباع في الأسواق الإسرائيلية. يقول: لا أتعامل دائماً بهذا النوع من الفاكهة، إلا إذا كانت البضاعة المتوفرة جيدة، لكن المشكلة في أن الزبائن يطلبون البطيخ، وإذا أحضرنا لهم "البرارة" فلن تعجبهم، وإذا بحثنا عن الأصناف الجيدة، فلن يقبلوا بشرائها على الكيلو بثمن مرتفع. مش "آيس كريم"عصام محمود، تاجر حديث العهد بالبطيخ يقول: هذه التجارة ممتازة، فالبطيخ الذي أحضره من المزارع مباشرة، وسعره معقول، والناس مفلسة، لذا فسيشترون البطيخ مش الآيس كريم مرتفع الثمن، وسيقدمونه لضيوفهم. في قرى جنين وبلداتها المحيطة، تنمو في الصيف ظاهرة باعة البطيخ المتجولين: سيارات مشطوبة، أو جرارات زراعية مربوطة بعربة محلية الصنع، أو مركبات في طريقها للتآكل، ومكبر للصوت، أو صبي ينادي على الزبائن"الأربعة بعشرة، الثلاثة بعشرة، البطيخة بشيقل.."، ثمار بطيخ فوق كومة من القش، بعض النقود فكة، وميزان أحياناً إذا كانت البضاعة في بداية الموسم وثمنها مرتفع. يقول البائع المتجول سمير عوض: البطيخ سلعة الفقراء والأغنياء في الوقت نفسه، رخيص وغالي، ويعتمد أحياناً على الحظ، وأبيض أو أحمر، تقدمه لك ولضيوفك، في الليل والنهار. يضيف: أبتكر عبارات كي أروج لبضاعتي، فأقول: "أحمر ع السكين يا بطيخ"، "ع الموس منعلم البطيخ"، "حلاوة وعسل يا بطيخ"، "مال جنين يا بطيخ" ، رغم أنني أعرف أنه ليس من جنين التي لم تعد تعرف شكل أوراقه. يعترف سمير بوجود عدد كبير من المنافسين، وبخاصة في ظل ظروف الفقر والبطالة، ويقر أيضا بممارسة الإزعاج خلال البيع، وخصوصاً في أوقات الصباح الباكر، أو "عز الظهر"، لكنه يقول: لقمة العيش صعبة، ونحن مش في سويسرا. يتابع: البعض يغش البضائع، وآخرون يفتشون عن البطيخ غير الجيد لمضاعفة أرباحهم، وكل واحد يبيعه بالسعر الذي يناسبه، وهناك من يضارب على غيره، وكل واحد يصير تاجراً بيوم وليلة. جاهز للتقديمتعتاد غدير وهي مدرسة أن تقدم لأطفالها طبقاً من البطيخ بجوار الجبنة البلدية المسلوقة، في أيام الصيف، فهي وجبة سريعة التحضير ومفيدة، ويحبها الجميع. لكن البطيخ يتسبب ببعض المتاعب لأم زيد، التي تتشاجر في الصيف هي وزوجها لأن البطيخ برأيها يجلب النمل والذباب ويصنع لها الغلبة، أما زوجها فمدمنُ عليه كما تقول، لكنه يتمنى لو كان البطيخ من مقاثي مرج ابن عامر وسهل صانور.. |
||||||||||||||||
|
عاطفة الأمومة في الطبيعة فرخ حبارى يضل عن أمه وأخرى تتبناه
عـماد سـعد – أبو ظبي: في مشهد فريد من نوعه، وجد فرخ حبارى، في المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي، أحضان الأمومة الدافئة في أنثى حبارى أخرى وفرت له الحنان بعد أن ضل عن أمه فأنقذته من موت محقق. وذكر الباحثون بالمركز الوطني لبحوث الطيور التابع لهيئة البيئة – أبوظبي أن هذه الحبارى هي التي كان قد عثر
عليها خلال العام الماضي تحتضن أول أفراخ لها على رمال الصحراء الإماراتية، والتي كانت من إنتاج المركز حيث تم تفريخها وتربيتها على أرض الدولة ضمن برنامج الإكثار في الأسر الذي نجحت الهيئة من خلاله في تحقيق إنجاز علمي رائد في إكثار طيور في بيئات مغايرة لبيئاتها الطبيعية ضمن ظروف اصطناعية. كما كانت هذه الأنثى ضمن مجموعة من الطيور التي أطلقها المركز في صحراء الإمارات خلال عام 2005 بغرض دراسة جدوى إطلاقها ضمن تجارب وبرامج إطلاق الحبارى المكثرة في الأسر لدارسة إمكانية إعادة توطينها في الدولة. ويعتبر السلوك الذي قامت به أنثى الحبارى الأسيوية مؤشرا هاما لبرامج إكثار وحماية هذا النوع، كما أنها أعطت الباحثين أملا جديدا وبشرى بأن تصبح الحبارى إماراتية ومستوطنة، مؤكداً أن تعشيش هذه الأنثى خلال هذا الموسم هو التعشيش الثاني لها على أرض الإمارات. وقد لاحظ الباحثون خلال مراقبتهم المستمرة لهذه المجموعات التجريبية التي يتم إطلاقها، لاحظوا أن هذه الأنثى التي تبنت هذا الصغير الضال كانت قد قامت بحضانة ثلاث بيضات في عشها، وقد نجحت بيضتان فقط من أصل ثلاث في الفقس، الأمر الذي دفع الباحثين إلى نقل البيضة الثالثة إلى المركز الوطني لبحوث الطيور في منطقة سويحان بهدف حضانتها اصطناعيا ومراقبتها. إلا أنهم اكتشفوا بعد فقس البيضة أن صغير الحبارى كان يعاني من تشوهات ربما لا تمكنه من العيش ضمن ظروف الصحراء القاسية، ليموت بعد ذلك بأيام قليلة ولتعوض هذه الأنثى بالصغير الضال عوضا عن فرخها العليل. وهذه الحدث السار دفع الباحثين في المركز إلى القيام بتجربة لضم فرخ حبارى من إنتاج المركز ويبلغ من العمر ثلاثة أيام لأنثى في البرية كانت ترعى صغيرا لها يبلغ من العمر أيضا ثلاثة أيام. وقد تقبلت هذه الأنثى الفرخ الجديد وقامت برعايته، الأمر الذي شجع الباحثين على تكرار العملية مع أنثى أخرى لديها صغيران يبلغان من العمر 6 أيام، ليقوم الباحثون بإضافة فرخ ثالث لها يبلغ من العمر6 أيام كذلك، وقد قامت هذه الأنثى الثانية بحضانته وضمه لصغيريها. وقد أكد الباحثون أن الصغيرين اللذين تم تبنيهما هما في أتم الصحة والعافية ولا يعانيان من أية مشاكل في تتبع الأم البديلة والتعلم منها. وأكدت الهيئة أن التجارب والأبحاث في هذا المضمار لن تتوقف حتى يتحقق الحلم وتصبح الحبارى مستوطنة على أرضنا، فقد قام الباحثون بتجربة استبدال بيضتين لإحدى الإناث التي تم إطلاقها في الإمارات بعد أن لاحظ الباحثون عدم فقس بيضها وإمكانية أن يكون البيض غير مخصب. واستبدل الباحثون بهاتين البيضتين ثلاث بيضات في مراحل حضانتها الأخيرة من إنتاج المركز للموسم الحالي، لتعود الأنثى بعد 15 دقيقة من عملية الاستبدال وتكمل حضانة البيض الذي فقس بعد يوم واحد وليصبح لهذه الأنثى ثلاثة صغار بعد أن كادت أن تخسر عشها. وتعتبر التجارب والدراسات التي تقوم بها الهيئة في مجال حماية وإكثار طيور الحبارى الآسيوية هي
خطوات مهمة في سبيل حماية هذا النوع المهدد بخطر الانقراض، مؤكدة أن هذه التجارب التي يقوم بها المركز الوطني لبحوث الطيور منذ 2004 وحتى الآن، تهدف إلى توطين هذا النوع في الإمارات بهدف دعم برامج حمايته وحماية ما يمثله من قيم بيئية وتراثية لهذه المنطقة، ولباقي دول انتشار الحبارى من منغوليا وحتى شبه الجزيرة العربية. فعودة هذا النوع مستوطنا في دولة الإمارات ونجاح تقنيات إكثاره وإطلاقه في داخل دولة الإمارات أو خارجها سيساهمان وبشكل كبير في تحقيق الآمال بحمايتها ويسرعان الخطى نحو مستقبل آمن ومستدام للأنواع المهددة بالانقراض. وتؤمن الهيئة بأن كل عش وكل فرخ يتوسد أو يخطو على هذه الأرض هو حلم يتحقق بعد سنوات طويلة من البحث والدراسة، وفخر لكل مواطن على هذه الأرض التي رغم أنها تصبو إلى الحضارة والتطور إلا أنها لم تتجاهل مواردها وثرواتها الطبيعية.
|
||||||||||||||||
|
"معرض للمنتوجات الريفية" بعيون أصحابه..
م.أيهم أبو بكر وجهت لي الدعوة لحضور افتتاح معرض للمنتجات الريفية في إحدى القرى، ولكن نتيجة لارتباطات سابقة ولعلمي أن اليوم الأول يقتصر على الكلمات والخطب الرنانة والشكر والتقدير فقد قررت زيارة المعرض في اليوم التالي، وعند وصولي إلى المعرض الذي يتم تنفيذه في حديقة عامة غاية في الجمال والترتيب وفي بلدة حدودية حاصرها الجدار، أهلها معروفون بطيبتهم وكرمهم الأصيل .
دخلت الحديقة وكان في استقبالي بعض المزارعين وأهل القرية من الأصدقاء الطيبين، وأول ما لفت نظري لوحات فنية جميلة قام برسمها احد سكان القرية وتظهر التراث الفلسطيني وموسم الحصاد ومشاركة الرجال والنساء جنبا إلى جنب في عملية الإنتاج، والى جانب هذه الصور تم وضع قطع تراثية جميلة استخدمها سكان المنطقة فيما مضى وانقرضت نتيجة التقدم المشوه الذي نعيشه، فترى الطواحين ومجسّماً للطوابين إضافة إلى قطع أخرى مميزة. واصلنا المسير حتى وصلنا إلى ركن الإنتاج الريفي النسوي وكانت هناك مجموعة من النسوة بدأن بتقديم شرح حول هذه المنتجات كالزيتون، الجبنة، المخللات بأنواعها، اللبنة، الزعتر..... إلخ وكانت هذه المنتوجات تفوح منها رائحة الطبيعة والريف الفلسطيني في وقت أصبحنا نشتاق فيه لتلك الرائحة بعد أن اختنقنا برائحة الكيماويات والسموم التي تستخدم في زراعاتنا المكثفة. سألت إحدى السيدات وكانت عضوة في جمعية نسوية عن إنتاجهن وطرق التسويق فقالت لي: " نساؤنا شاطرات فالإنتاج يتم من خلال نساء الجمعية ونحن على استعداد لإنتاج العديد من المنتجات؛ وأضافت: إن منتجاتنا طبيعية وخالية من السموم وجميعها صحية. وحول موضوع التسويق وأهمية المعارض أضافت" نحن كجمعية نذهب إلى كل المعارض التي تقام، ولكننا نشعر بالإحباط، فالشغل صعب، والتكلفة عالية وفي النتيجة ليس هناك ناتج، لا نشعر بالفائدة في النهاية، نتأمل أن يكون هناك مؤسسات راعية لهذا الإنتاج؛ وتضيف: الناس تأتي فقط تنظر ثم تذهب". ثم تركت السيدة وعيناها تنظران إلى إنتاجها على أمل أن يأتي من يشتري شيئا ويعوض عنها تكاليف الإنتاج، وانتقلت إلى القسم الآخر من المعرض وكان عبارة عن مشغولات يدوية غاية في الإتقان والإبداع وفي هذا القسم كانت تقف سيدتان من أعضاء الجمعيات النسوية، وعند السؤال حول هذه المنتجات وهل تساهم في تمكين المرأة اقتصاديا وما هي المشاكل التي تواجه الإنتاج؟ قالت لي إحداهن " إذا سوقنا سوف نساعد عائلاتنا في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة، ولكن كما ترى تم افتتاح المعرض ولا يوجد بيع، المحلات التجارية لا تساعدنا ويبخسون الأسعار ويتم مقارنتها بشغل الصين بالرغم من جودتها العالية ، والناس لا يهتمون بالتراث ويسترخصون العمل"، وحملت لي قطعة وكانت مطرزة بشكل جميل وقالت " مثلا هاي القطعة سعرها عشرة شواكل بالسوق، وتكلفنا مواد خام فقط عندما نصنعها خمسة عشر شيكلا، ونحن نبيعها بخمسة وعشرين شيكل، نحن على استعداد للإنتاج ولكن لا يوجد مؤسسات تسوق إنتاجنا ولا نشعر بأي نتيجة من المعارض. وأضافت تقول" من فات قديمه تاه، ومن لم يكن وفي لتراثه ليس به خير" وأنهت حديثها قائلة: يا ريت المؤسسات والحكومة تلتفت للجمعيات حتى تستطيع الاستمرار . وبعد هذه الجولة القصيرة جعلتني تلك النسوة أشعر بالإحباط ، فإذا كانت تلك المعارض لا تعود على تلك النساء بأي فائدة، فلماذا يتم تنظيمها؟ أم إنها مجرد ضرورات تمويلية وأموال يتم صرفها هكذا؟، فقررت أن أسأل أحد الذين يقومون بالإشراف الميداني على تنفيذ المعرض وسألته: كم كلف التجهيز لهذا المعرض؟ فقال حوالي 18 ألف دولار ما بين إعلانات بالجرائد، وبوسترات، وتجهيز المكان.....إلخ، وحول الحضور والمشاركة أضاف: إن الإقبال كان ممتازا، الحضور الكبير من المؤسسات الحكومية والأهلية حول المعرض إلى مهرجان. وحول سؤال هل تعتقد أن هذه الأموال كان الأولى أن يتم صرفها بطريقة أفضل تحقق الهدف من المعرض؟ قال: صحيح كان بالامكان أن يتم إعطاء دور اكبر للنساء من خلال تحضير المكان وأن يتم دفع مبلغ مالي لكل جمعية مقابل الإنتاج، فالنساء اللواتي تراهن في المعرض يقضين أوقاتهن من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الخامسة مساءً، ويتم دفع مواصلاتهن فقط. وحول سؤال هل هذه المعارض ترفع مكانة النساء؟ أضاف: هذه المشاريع إهدار للأموال بغير محلها، ولكن أنت تعلم أن الممول يفرض ما يشاء، وبعد إغلاق المعرض ينتهي كل شيء. وحول تسويق هذه المنتجات الريفية أضاف: لا بد من وجود مؤسسات رسمية وغير رسمية لدعم المرأة والبحث عن تسويق لهذه المنتوجات وهذا يعود بالنفع على العائلات بدل أن نبقى نردد شعارات فارغة.
ومن ثم قابلت صديقاً لي وهو من المشرفين الرئيسيين على المعرض ومعروف بدبلوماسية عالية وأجوبة محسوبة وسألته بعض الأسئلة السابقة، فأجابني : اسمع، هذا المعرض هو اختتام لمشروع ضخم تم تنفيذه وشمل بنية تحتية إضافة إلى دعم مؤسسات نسوية، وشبابية، ومزارعين حسب احتياجاتهم في المنطقة، وان فكرة المعرض هي حفل بنهاية المشروع ومن اجل أن يرى الزائر إنتاجنا وفرصة لكي يلتقي الناس والقرى المجاورة، وحول المنتجات الريفية أضاف: أن الناس لا تشتري لان بعض المنتوجات غالية الثمن. ومن ثم غادرت الحديقة والمعرض وأنا أتساءل: لماذا نقيم معارض منتوجات ريفية إذا كانت لا تباع؟ إلى متى سيتم إقحام هؤلاء الريفيات في معارض لا تعود عليهن بأي فائدة، أم إن المهم هو الاحتفال فقط؟ كيف نساعد هؤلاء في تسويق إنتاجهن ونوفر لهن عيشا كريما بدل الاتكال على المساعدات الطارئة؟ كيف نرسم الفرح في نفوسهن بدل أن تبقى الحسرة تملأ عيونهن في النظر إلى إنتاجهن المعروض؟ |
||||||||||||||||
|
المناطق الأكثر حساسية للتغيرات المناخية ستواجه الفيضانات والأعاصير والجفاف إرتفاع حرارة الأرض سيدمر الأنظمة البيئية والتنوع الحيوي
خاص بآفاق البيئة والتنمية
حدد التقرير الصادر عن الملتقى الدولي حول "المناطق الأساسية الحساسة للتغيرات المناخية"، التأثيرات المتوقعة للتغيرات المناخية في بعض المناطق. وقد تناول الملتقى الدولي التعريف بالمستوى المسموح لتأثيرات التغيرات المناخية والتأقلم معها، وذلك وفقا للفصل الثاني من الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية. واعتبر التقرير أن المناطق الأكثر حساسية للتغيرات المناخية المتصلة بظاهرة الاحتباس الحراري هي الصين، إفريقيا الجنوبية، إفريقيا الساحلية، استراليا، أسيا الجنوبية، شمال غربي ووسط اوروبا، المغرب وشمال أفريقيا، كاليفورنيا، المنطقة الأنديزية، روسيا، المنطقة القطبية الشمالية، العليا والمحيط الهادي والكاريبي. نوجز فيما يلي أهم التغيرات المناخية المتوقعة في بعض هذه المناطق، خلال العقود القادمة، وعواقب هذه التغيرات على الأنظمة البيئية والتنوع الحيوي.
الصين تتمثل أهم تأثيرات المناخ على المجتمع الصيني في خطر الجفاف والفيضانات. يتنبأ نموذج التقدير المناخي بزيادة في الجفاف بالنسبة للمنطقة الشمالية الغربية، بينما يتوقع زيادة في الأمطار للجهة الجنوبية الشرقية وهذا إعتمادا على المعطيات المسجلة. نظرا لأن 60% من الجداول والأنهار في غربي الصين، تعتمد على ذوبان الجليد كمصدر إضافي للمياه، فإن الأمن المائي سيكون مهددا بالنقصان في فصل الجفاف ببضعة عقود قبل فقدان هذا الجليد. كما يتوقع أن تكون الكميات المفقودة من الجليد هامة مع حلول سنة 2100. إرتفاع درجات الحرارة بما يساوي 2.5 إلى oC3 فوق ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية، سينجم عنه انخفاض في إنتاجية الأرز بمقدر 10 إلى 20% على مشارف سنة 2080 في أسوأ حالات تقدير الإخصاب بثاني أكسيد الكربون. إلا انه في حال النظرة المستقبلية الإيجابية للإخصاب بـ CO2 فإن المردود يمكن أن يتغير من 10- إلى 20+%. أظهرت الدراسات على مستوى المناطق الفرعية الإقليمية أن كل الغابات تميل إلى الانتقال شمالا. غابات الصنوبر سوف تختفي في حين سيقع إدخال غابات استوائية ومساحات غابية في مناطق أخرى من البلاد، وسيتسبب ارتفاع البحر في مشكلة للمدن الساحلية المنخفضة كشنغاي.
إفريقيا الساحلية العقود الثلاثة الماضية المتميزة بالجفاف في المنطقة الساحلية مددت من فترة المواجهة الاجتماعية والطبيعية لعامل المناخ. سنوات الجفاف تؤدي لنقص هام في الأمن الغذائي وارتفاع الفقر والهشاشة. كما انه من المتوقع أن تزيد حالات الجفاف في خضم الارتفاع العام لدرجات الحرارة خلال هذا القرن؛ مما يزيد من تفاقم الوضع الحالي. يؤدي انهيار استراتيجية المقاومة عندما تطول فترة الجفاف إلى ما يمكن تصنيفه بحالة خطر. فالضعف البيئي يمكن أن يزيد من دافع الهجرة سواء الداخلية أو الخارجية. أهم التأثيرات الملحوظة والمتوقعة من جراء النقص في الأمطار في غربي الساحل الإفريقي على النظام البيئي، تتمثل في اختفاء الغطاء العشبي في أغلب المنطقة، اختفاء الأشجار ومنها الخروب، النقص في المياه الجوفية، النقص في التنوع البيئي مع اختفاء العديد من فصائل الحيوان والنبات، تعزيز الحركة الرملية(التصحر) وتحرك بعض الكثبان المثبتة. إفريقيا الجنوبية يعد عدد السكان في المناطق المعرضة لتأثيرات التغيرات المناخية كبيراً. التغيرات المناخية تمثل ضغطا إضافيا لمجالات الزراعة والصيد البحري، وبالأخص على المستوى الاجتماعي. الحلول التي تقود إلى الأمن الغذائي في المنطقة تعتمد أساسا على توفير الموارد المائية والتقنيات الزراعية الملائمة. الارتفاع في نسبة تواتر الجفاف سيؤثر سلبا على الأمن الغذائي. وقد ارتفع عدد السكان المتأثرين من جراء الجفاف في المنطقة بما يقارب الصفر في السبعينيات إلى حوالي 35 مليون نسمة في العام 2000، كما يتوقع أن يتكاثر تواتر الجفاف في المستقبل. مع حلول العام 2030 يتوقع أن تشكو معظم المنطقة من حدة النقص في المياه مع انخفاض نسبة المياه المتاحة لأقل من 2000 م3 للشخص الواحد مقابل 7000 م3 للشخص الواحد لسنة 1950. أثناء الانخفاض في مصادر المياه خلال السنوات 40 الماضية، ثبت أن الأنظمة التجارية الزراعية هي الأكثر مرونة من الأنظمة المشتركة. على أي حال، فإن التغيرات في درجات الحرارة والأمطار المتوقعة خلال القرن 21، ستؤثر بخاصة على الزراعات الحديثة كالذرة بينما تعد المحاصيل التقليدية مثل الدخن والذرة البيضاء أكثر مرونة للتحمل. يحتمل أن يكون الانخفاض في المحصول أكثر من 80% عند ارتفاع درجات الحرارة بـ Cْ2 عن المعدل الحراري العام عن فترة ما قبل الثورة الصناعية. كما يبدو ان الخطر المضاعف الذي زاد في الحرارة والجفاف يمكن أن ينجم عنه مشاكل هامه بالنسبة للزراعات التجارية كالذرة والفاكهة والزراعات المعيشية. الثروات السمكية للبحيرات والخزانات الطبيعية تساهم بتزويد كميات هامة من البروتينات وبخاصة في ولايات حوض زمبيسي وشرقي البحيرات الإفريقية الكبرى. تبين المعطيات الأخيرة ان زيادة درجات الحرارة أدت إلى تقليص إنتاجية الصيد في أعماق البحيرات، كما تشير إلى ذلك بحيرة تنغنيكا وكاريتا. التغير المفاجئ للحرارة ببضع درجات يزيد في احتمال تجاوز درجة الحرارة الحرجة التي تؤدي لتدهور التجمع السمكي بسبب ازدهار الطحلب الفيروزي (blue – green algae). إذا أخذنا على سبيل المثال مالاوي، عمليا هذا سيزيل المصدر الرئيسي للبروتينات لـ50% من السكان تقريبا. فيما يخص النظم البيئية، من المنتظر أن تقع التغيرات المناخية بسرعة تفوق قدرة التأقلم في النظم البيئية الشبه جافة، وبخاصة ذات التضاريس المنبسطة في المناطق الحارة للتنوع البيولوجي. هذا سيؤدي مع حلول العام 2050 إلى نقص بـ25% من فصائل النباتات المستوطنة بأغلب المناطق الجنوبية إذا ارتفعت الحرارة بما يناهز oC2.4، لما قبل الثورة الصناعية. أسيا الجنوبية سيكون للأضرار البيئية والاقتصادية المتأتية من التغيرات المناخية في هذه المنطقة نتائج وخيمة، كما أنها ستتسبب في عدم الاستقرار الاجتماعي. كما أن النمو الاقتصادي بالمنطقة، والذي عادة ما يكون سريعا، يبدو انه غير كاف لـ 60% من السكان نظرا لضعف قدرة التأقلم. والجدير بالذكر أن ارتفاع درجة الحرارة الليلية سيؤدي إلى انخفاض مردود الأرز في بلدان أسيا الجنوبية من 6 إلى 10% مع كل c1 ارتفاع ولن يكون التخصيب بـ CO2 مجديا لتعويض هذه الخسارة. وفي ما يخص القمح، فإن التغيير في مردوده من المتوقع أن يكون في هذه المنطقة بمعدل ما بين 4+و 34-% في منتصف القرن الواحد والعشرين، وذلك نتيجة ارتفاع محتمل لدرجات الحرارة ما بين 3 و oc 4 درجات في فترة ما قبل الثورة الصناعية. أما الانخفاض في مردودية القمح البعلي والأرز حسب هذه السيناريوهات فإنه سيكون سببا في انخفاض المردود الخاص بالمزارعين بنسبة 9 إلى 25%. كما اتضح انه خلال الفترة الزمنية ما بين 2030 و2050 ستشهد هذه المنطقة زيادة في درجات الحرارة بمعدل ْc 2,6 مع نقص في كميات الأمطار بمعدل 20%. كما سيرتفع تواتر الفيضانات بصفة كبيرة في حوض النهر الرئيسي للهند، بنغلادش والنيبال. ستشهد بنغلادش تغييرات سريعة في مدى وعمق الفيضانات إذا ارتفعت معدلات درجات الحرارة العامة بنسبة oC2.6. الإرتفاع في مستوى البحر سيتسبب في أضرار وخيمة على مختلف الأنظمة الزراعية والموارد المائية وبخاصة في المناطق الساحلية لبنلقلاداش والهند. كما أن تمادي اتساع ظاهرة ذوبان الثلوج في جبال الهملايا ستضر بالنظام الهيدرولوجي للمنطقة.
شمال غربي ووسط أوروبا سينتج عن إرتفاع درجات الحرارة تأثيرات سلبية على التنوع البيئي نظرا لانتقال عدد هائل من الأصناف مع خطر عدم القدرة على الهجرة بالسرعة المطلوبة. الانخفاض المفاجئ لأنظمة التوزيع الحراري الملحي (Thermonaline) سيكون له تأثيرات هامة. كما انه من المتوقع سنة 2100، فقدان نسبة هامة من الأصناف البرية على الصعيد المحلي خاصة في جنوب اوروبا لتبلغ 60% ، وذلك إثر ارتفاع درجات الحرارة بـ oC 3 عن ما قبل الثورة الصناعية. تركيبة الأصناف ستتغير بصفة ملموسة وذلك في المنطقة الشمالية حيث ستتغير كامل المنظومات التركيبية للأصناف نتيجة لإرتفاع درجات الحرارة بأكثر من درجة أو درجتين مما كانت عليه قبل الثورة الصناعية. وسيكون من المستحيل تحقيق الهدف الأوروبي المتمثل في المحافظة على التنوع الحيوي للأصناف إذا تواصلت معدلات الحرارة في الارتفاع. المغرب وشمال إفريقيا يعد المناخ في المغرب وشمال إفريقيا مكونا أساسيا للثروة الطبيعية. المناخ في هذه المناطق يعتبر من بين المناخات الأكثر تغيرا في العالم، كما يمثل الجفاف المتكرر عاملا سلبيا في جميع بلدان المنطقة وذلك لسنين عدة؛ مما يؤدي إلى مشاكل اجتماعية كبيرة. مناطق كثيرة تواجه مشاكل جفاف حادة ومتتالية؛ مما يؤدي إلى نقص في المياه ولعدة فترات مع تدهور النوعية. خلال السنوات الثلاثين الأخيرة انخفضت كميات الأمطار الربيعية في عدة مناطق؛ مما أدى إلى تفاقم الآثار السلبية للجفاف. هذا الانخفاض في كميات الأمطار متوافق مع التنبؤات المستقبلية للتغيرات المناخية. الاحتياجات المتزايدة للمياه في ميدان الزراعة تساهم في النزاعات بين مستعملي المياه وكذلك النزاعات الحدودية. زيادة على هذا فإن التغيرات المناخية وخاصة منها الانخفاض في كميات الأمطار، وكثرة التقلبات، وزيادة الجفاف تؤثر بحدة على المنطقة. كل التنبؤات المناخية تبين انخفاضاً في كميات الأمطار يفوق في بعض الحالات 40 ملم وذلك في العام 2050 بالمقارنة مع الفترة الفاصلة بين سنة 1961 و1990، مع ارتفاع عام لدرجات الحرارة بنسبة 1.8 أوc o26 مقارنة مع فترة الثورة الصناعية. كما ان الصراع على الماء في هذه المنطقة أصبح يجلب أكثر انتباه خبراء المناخ للإحاطة أكثر بوقائع وآفاق الحاجيات المائية. أما سياسات السلطات التي ترمي إلى تثبيت سكان الأرياف لتفادي الهجرة إلى المدن والمساهمة في البطالة، فهي تشكو صراعا دائما من الاستعمال غير المجدي للأراضي والمياه. روسيا من المحتمل أن تواجه روسيا ارتفاعاً في درجات الحرارة يفوق المعدل الكوني(global) خاصة بالنسبة للمناطق المرتفعة من القطب الشمالي (Arctic ). بينما ستواجه بعض المناطق وخاصة مناطق القطب الشمالي ارتفاعاً في كميات الأمطار، وارتفاعاً في تواتر فترات الجفاف مع انخفاض في الإنتاج الزراعي. كما ستواجه منطقة غرب سبيريا وشمال القوقاز نفس المشاكل. كما ستشكو بعض المناطق من تضاعف في تواتر الجفاف في أسوء الحالات بعد العام 2020، وسيبلغ تواتر الجفاف ثلاثة أضعاف ما هو عليه الآن بعد العام 2070. وبما أن أغلب المناطق في روسيا تعتمد على الإنتاج الزراعي لهذه المناطق القليلة، فإن آثار الجفاف سيكون لها تأثير في روسيا كلها. كما سيبلغ الإنتاج الزراعي في روسيا القمة مع ارتفاع درجات الحرارة بما يعادل درجة أو ثلاثة درجات سلزيوس، كما سنسجل في مشارف سنة 2070، ارتفاع معدل درجات الحرارة بحوالي 3-6 درجات سلزيوس مقارنة بالفترة بين 1961 و 1990 سيسبب انخفاضاً للإنتاج القومي ما بين 5 إلى 12% و 14 إلى 41% بالنسبة لأهم المناطق الفلاحية اعتمادا على الاحتمالات المختلفة للمنافع والأضرار على الإنتاج الزراعي. ومن المتوقع أن ينتج عن ذلك توترات بين المناطق (مثل الحد من الصادرات للمناطق التي تعتمد عليها). من المتوقع كذلك أن تكون الدببة القطبية في الحدود الشمالية لروسيا أكثر الحيوانات المعرضة للخطر مع نمور الثلج في المناطق الجبلية لـ Altai sayan. ستؤثر التغييرات المتوقعة خارج حدود منطقة Sibrian tundra على الأنظمة البيئية؛ مما سيؤدي للتأثير على الطيور المهاجرة في القارة الأوروآسيوية. من ناحية أخرى من المتوقع أن تتكاثر الظواهر الطبيعية الحادة مثل موجات الحرارة في موسكو؛ ما سيتسبب في أضرار خطيرة على الصحة بالإضافة إلى ذلك من المتوقع أن تنتشر العوامل الناقلة للأمراض في المنطقة الشمالية. المخاطر المناخية الأساسية يمكن التعريف بمؤشرات المخاطر المناخية من خلال تحليل التغيرات الطارئة على المناخ الجيوفيزيائي ونظمه الفرعية والأحداث المناخية القصوى. ستبرز تأثيرات التغيرات المناخية المحتملة والتي اتفق على نطاق واسع أنها خطرة، خلال هذا التقرير بمثالين اثنين: ارتفاع مستوى البحر بأمتار خلال قرون قليلة؛ من المتوقع أن يؤدي إلى تقليص مساحات المناطق الساحلية مثل بنغلادش، النيل، دلتا ينقتسو وميكون. كما ستؤثر على أنظمتها البيئية والبشرية وستمس هذه التأثيرات العديد من أكبر مدن العالم. في أول الأمر سينتج عن ارتفاع معدل درجات الحرارة بـ ْ 3في سنة 2030 ارتفاع في مستوى البحر من 3 إلى 5 أمتار. إذا اعتبرنا أن ارتفاع معدل درجات الحرارة بـ c ْ3 يقابل مضاعفة نسبة تركيز ثاني أكسيد الكربون، ب560 جزءاً من المليون (ppm) لن تكون كافية لمنع هذه التأثيرات الخطيرة. ثانيا تباطؤ هام للحركة الحرارية الملحية (الترموهالين Themohaline Circulation) سيكون له تأثير هام على كلتا المنطقتين الأطلسية الشمالية (برودة، ارتفاع إضافي لمستوى البحر وتأثيرات على البيئة البحرية و الصيد البحري) والمناطق الاستوائية (إنتقال الأحزمة المطرية المرتبطة مع منطقة ما بين المدارين (Intertropical Zone). ثالثا من المنتظر أن يؤدي ارتفاع درجة الحرارة على مستوى الكرة الأرضية لتغيرات على نطاق واسع في نماذج التغيرات الخاصة بالمحيطات والجو. من المتوقع حصول ذبذبات جنوبية شديدة للنينو (El Nino) في بعض النماذج أو تغيرات شديدة في الرياح الموسمية الهندية (Mousson) مع نتائج وخيمة على الأمن الغذائي. إضافة إلى ذلك، إن العديد من الظواهر الطبيعية القصوى مثل الأعاصير، الزوابع، الفيضانات والجفاف، موجات حرارية من شأنها أن تواكب أكثر نتيجة لتغيرات مناخية تعكس تأثيرات العامل البشري. كذلك احتمال فقدان الجليد الذي يغطي البحر القطبي خلال فصل الصيف إثر ارتفاع درجة الحرارة ب oC 2.5 عما كانت عليه قبل الثورة الصناعية. وفقدان هذا الجليد سينتج عنه انقراض الدببة القطبية، والفقمة التي تعتمد على الجليد. بالإضافة للأمثلة المذكورة اعلاه والتي تناولت الأثر الخطير لتداخل مختلف العوامل الطبيعية، فمن المنتظر أن تتضاعف نتيجة رد فعل الآليات البيوجيوفيزيائية (biogeophysical)(حلقة الكربون وتموه الميتان) والتي تعتبر خطيرة في حد ذاتها. إذا كانت ردود الفعل إيجابية وستحدث على نطاق واسع فهي ستؤدي إلى استقرار نسبة تركيز غازات الاحتباس الحراري الشيء الذي يستحيل الوصول إليه بالتكنولوجيا والسياسات الحديثة. تتنبأ العديد من الدراسات بانبعاث كميات كربون هامة من التربة إذا ارتفعت معدلات درجات الحرارة بدرجتين أو ثلاثة. كما توجد دراسة ترى أنه كان من الممكن تعويض منظومة غابات الأمازون بالسفانا (savanna) نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بما يقارب درجتين أو ثلاثة، وهذا سيؤدي ليس فقط إلى اختفاء منظومة بيئية ثمينة فحسب، بل كذلك إلى إطلاق كميات هامة من الكربون. في الختام يمكننا القول أن نظام المناخ سيواجه حدود حرجة في أنظمته الفرعية الأساسية إذا ارتفعت درجات الحرارة بما يعادل درجتين أو ثلاثة درجات عما كانت عليه قبل الثورة الصناعية. لكن ارتفاع درجات الحرارة بأقل من درجتين لا يمكن أن يعتبر حالة "أمان" إذا أخذنا بالاعتبار ارتفاع مستوى البحر على مدى طويل وارتفاع تواتر وحدة الظواهر الطبيعية القصوى، التي من المحتمل أن تؤثر سلبيا على بعض المناطق والأنظمة حتى إثر ارتفاع حراري كوني بأقل من درجتين. |
||||||||||||||||
|
|
|
|
||||||||||||||
|
التعليقات |
||||||||||||||||
|
البريد الالكتروني: enas1998@yahoo.com الموضوع: الراصد البيئي التعليق: اتفق كثيرا مع مادة البطيخ، فوالدي كان يذهب لجنين وحدثنا كثيرا عن البطيخ. وقد قرأنا في الكتب عن جنين التي كانت مضرب المثل في البطيخ. صحيح نود ان نشكر الاستاذ عبد الباسط على هذه المادة فهي تدعم الممارسات الجيدة للبيئة انس ابو ديس
|
||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
|
الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا. |
||||||||||||||||