التغيرات المناخية: أسئلة مفتوحة وإجابات مفقودة.. هل يتكيف المزارعون للبقاء في ظروف محدودية المياه في التربة؟ المكتبة..... (أغنية) تلوث الهواء .... (فيلم إرشادي) البيئة في فلسطين ... (فيلم إرشادي) طبقة الأوزون ....(فيلم إرشادي)

 

حزيران 2008 العدد (4)

مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا 

June 2008 No (4)

 

لماذا "آفاق البيئة والتنمية" ؟

منبر البيئة والتنمية الراصد البيئي

أريد حلا

أصدقاء البيئة

شخصية بيئية

تراثيات بيئية

اصدارات بيئية - تنموية قراءة في كتاب الصورة تتحدث الاتصال بنا الصفحة الرئيسية

 

 أصدقاء البيئة:


 

تجربة شخصية

التغيرات المناخية: أسئلة مفتوحة وإجابات مفقودة..

عبد الباسط خلف

ما زالت ذاكرة الطفولة تستضيف عشرات المشاهد المرتبطة بأحوال الطقس والمناخ ومشتقاتها، فعند المحطة الأولى منها تتناثر قصة تستعصي على الرحيل من شريط طفولتي. ذات شتاء انهمر المطر بغزارة، ولم يمنحنا "هدنة" ولو صغُرت لبضع دقائق للتعاطي مع كميات المياه المتدفقة، إلى أن غرقت ساحة بيتنا المرتفعة نسبياً. يومئذ تخصصنا في مهمة التخلص من الفائض الذي ازداد عن الحد، ولم نجد وقتئذ غير الدلاء وأواني المطبخ المتواضعة. نجحنا نسبياً في مهمتنا، وانتقلنا لمساعدة العمة عذبة-رحمها الله-؛ فبيتها منخفض أكثر ويغري المياه السائبة، التي  كانت تسرع في غمره في معظم أيام الشتاء المتواضعة.  اقتحم المطر غرف العمة المُحصنة، وتطوعنا طوال النهار في مهمة إنقاذها، ورفع أواني المنزل التي تتلف من سر الحياة، كانت عباراتها الغاضبة تقول: "لو أن الجيران تركوا مجرى الماء مفتوحاً لما حدث لنا هذا، لكنهم أغلقوا كل شيء".

  في سنوات مبكرة في الثمانينيات، اعتدنا الذهاب إلى الحووز(كما كنا نسميه دون التزامنا بقواعد اللغة كتابة ونطقاً) ، في مدخل البلدة الرئيس، كنا نرتشف المياه المثلجة، ونهرب من حر الصيف، ونحضر كميات منه للمنزل، يوم كانت تختفي عنا الثلاجات والكهرباء.

 كان المشهد رائعاً: تيار من الماء المتدفق يسير بين جبلين، أناس كثر يتزودون بالماء، ماء منبعث من أعماق الصخور، بيارات برتقال ومزروعات عند الحواف، ممرات مائية من الأسمنت تنقل الماء لبساتين بعيدة في مرج ابن عامر.

 مع كل سنة  كانت تضاف إلى عمرنا، تتناقص معها كميات المياه من "الحووز"، إلى أن جفت في نهاية الثمانينيات، وصارت جزءا من الماضي.  كمهمة تحليلية، رحت أفتش عن السر، فهل السبب تدني معدلات الهطول المطري، أم القرار الذي اتخذه الاحتلال الإسرائيلي بحفر بئر "عرابة" القريب من المكان، أم بالتغييرات المناخية، أم الطبيعة نفسها؟

 تداخلت الإجابات بعضها ببعض، وصار "الحووز" جزءأ من الماضي الجميل، وجفت البيارة القريبة، وتبخر القنال الذي كان يخترق الشارع الموصل إلى مدينة جنين، ولم تبق إلا عينات من آثار قنوات الماء الناقلة، والكثير من أحاديث أمي عن طفولتها، وكيف كان النبع يستهويها ورفيقاتها في التنافس على حمل جرار ماء فوق رؤوسهن بدون أن يمسكنها بأيديهن، ولو لحظة واحدة في طريق الإياب للمنزل ، بالرغم من الطريق المنحدر.

 لا زلت أتذكر شتاء العام 1992، يوم جادت أبواب السماء علينا بنعمة المطر المدرار، وبنسختين من الثلج. وقتئذ، تدفقت الينابيع، وحطم معدل الأمطار رقماً قياسياً لم أشهد له مثيلاً في حياتي، وبأكثر من ألف ومئة ميليمتر، حينئذ أيضا، استعاد "الحووز" عافيته السليمة لوقت قصير.

  حملت أسئلتي وانطباعاتي إلى مقاعد الدراسة، لكني لم أحظ بإجابة شافية، لأنني المتهم بحرف الحصة عن مسارها، وبإضاعة الوقت.

  أكاد في كل يوم أفتش عن السر في التغيير المناخي الذي أفسد فصولنا الأربعة، وغيّر طبيعة حياتنا. لم يعد الشتاء الذي أعشقه موجوداً إلا في أيام معدودات، وصار الربيع والخريف- وحتى الشتاء- محطات متكررة للحر والجفاف والأجواء المغبرة.

  اخترت في الجامعة مساق "اقتصاديات فلسطين" مادة حرة، لأنني سمعت كثيرًا عن محتواها وطريقة مدرسها د. هشام عورتاني. مازلت أذكر جيداً مداخلاته الجانبية عن مناخ فلسطين المحتلة، حينما كان يقول:" لا تصدقوا أحداً من أجدادنا عندما يقول لكم بأن مناخ فلسطين رائع، فذلك كان جزءا من الماضي. وهو اليوم يتغير في كل سنة نحو الأسوأ، وقد يأتي الزمان الذي يتحول فيه إلى صحراء قاسية."

 اهتم د. عورتاني كثيراً بالحديث عن الأرقام والنسب، ولم يوفر أي فرصة للإشارة إلى نهب الاحتلال الإسرائيلي لمياهنا وينابيعنا وأرضنا.

  كان يروي لنا، في مدرج جامعة النجاح الذي يتسع لأكثر من ثلاثمئة طالب من كليات ملونة، أحاديث تدلل على قوة الشتاء في السنوات الماضية، ثم يتبعها بتحليل علمي لما كان يكرره في امتحاناته، وما زلت أذكره جيداً.

 يفيد د. عورتاني، في معرض وصفه لأمطار فلسطين:" تمتاز بلادنا بمواسم مطرية متقلبة، فالشتاء متذبذب من عام لآخر، ويمتاز بأنه مختلف من مدينة لأخرى، كما يتصف بعدم توزيعه الجيد في الموسم المطري، فقد تهطل السماء في ساعات معدودة، أكثر مما يهطل على مدار شهر بأكمله."

  انتقلنا من الجامعة، ولم انتقل من خانه المفتونين بالشتاء والمطر، والقلقين بمناخاتنا المتقلبة، فقد التزمت بتقليدي السنوي في تدوين حالة الطقس كركن رئيس من يومياتي التي بدأت بها منذ العام 1987. هكذا أخط في كل يوم على مدار العام:"مطر أو طقس جاف، أو حر، أو طقس دافئ، أو أجواء مغبرة، أو خماسيني، ولا أكتفي بذلك، بل أقارن أحياناً الأحداث المناخية الحاصلة في سنوات سابقة، واضعاً علامة تعجبية أو استفهام في الأيام الغريبة بطقسها، أو أخصص مذكراتي كلها للحديث عن التقلبات المناخية.

  كأمثلة مما دونت:"  الاثنين، 8 شباط 1999 أمطار متوسطة(هذا ليس بشباط الخباط الذي سمعنا عنه، وعرفنا فيه عن سعد ذابح  وإخوانه)، الأحد  11 نيسان 1999 جو حار( كان الله في عون شقائق النعمان). الأحد  13 كانون ثاني  2002 جو مشمس( يا خسارة)، الاثنين 30 أيلول 2002 طقس قائظ( أيلول ذيله مش مبلول هذه المرة)، الخميس 2 كانون الثاني 1997، جو مشمس في عز الشتاء( ليتها تمطر)، الثلاثاء  2 آذار  2004، طقس خماسيني(  أين آذار أبو الزلازل والأمطار؟ يبدو أن صيفنا سيكون ساخنا)."

  أخصص حيزًا من شتاء العام 2007 لتأريخ بعض من أحاديث والدي عن التغييرات المناخية، ومما رواه لي:" كانت خلة التفاح تطفح إلى بابها، ذات مرة سحبت الماء الحاج أبو يوسف في الواد الجنوبي للبلدة، ولولا شجرة التين لمات غرقاً، كنا نقعد في البيت أربعين يوماً متواصلة، ولم نكن نرى الشمس ولو ليوم واحد، نتذكر أن جراراً زراعياً  بقي في السهل أكثر من شهرين بسبب الوحل،  غرقت دوابنا في وادي خروبة أكثر من مرة،  كانت الوديان لا تسكت في الشتاء وتظل تجري حتى الربيع، كنا نزرع كل شيء بعل(دون ري)."

  أسافر إلى نيويورك في خريف العام 2004، وأخص جزءاً من وقتي لمراقبة الحال المناخي، ففي تلك المدينة-العالم تتغير السماء  بشكل تلقائي وطبيعي بين يوم وليلة، فمن شتاء ومطر وثلج إلى شمس وقيظ وهواء شديد البرودة. أسال موظفاً كبيراً في الأمم المتحدة: كيف ستحاربون الاحتباس الحراري والدخان الكثيف لا يهدأ من مصنع لا يبعد عن مقر المنظمة الدولية أكثر من مئة متر؟

  نعيش في نيسان وأيار 2008 حالة مناخية شديدة التقلب: أجواء خماسينية وحر قائظ، أمطار، رعد، برق، غيوم سوداء، ليالٍ باردة، طقس أعلى بنحو عشر درجات مئوية من المعدل، أو أقل بعشر درجات من المعتاد، رياح، رطوبة.

  أقرأ واسمع أخباراً ذات صلة بالمناخ، وتستوقفني تكهنات تقول: سيتغير وجه بلادنا مناخياً، وقد نصاب بالتصحر. أسأل نفسي:  كيف نتحول من شركاء في جريمة زيادة حدة تقلب مناخنا، إلى مساهمين في الحفاظ على مزاج متوازن لفصولنا الأربعة؟ بالتأكيد الجواب ليس لغزا، وانتصرنا للطبيعة.. 

aabdkh@yahoo.com

  للأعلىé

التغيرات المناخية والسلوك الزراعي

 هل يتكيف المزارعون للبقاء في ظروف محدودية المياه في التربة؟

 

تحسين يقين

 

قال كبار السن: هذه سنوات حامية..وتلك سنوات باردة ومضوا!

وبقينا نحن نتأمل الأمثال الشعبية التي تتجلى فيها خبرة الآباء والأجداد، لعلنا نستطيع من خلالها وصف حال الأرض والسماء، لربما استطعنا وصف الدواء!

فهل من دواء مثلا لسنوات قلة الماء التي نعيشها منذ سنوات؟ أين ولت سنوات الخير والمطر الذي كان يكون ضيفا ثقيلا يستمر لأيام في النزول مما يجعل الناس يحنون إلى الشمس ودفئها!

كانت حبة البندورة كيلو غرام، أما البطيخة فحدث ولا تخف، ولا يكتفي المزارعون من وصف كبر أحجام الفواكه والخضار من القدس إلى جنين..إلى كل مكان زراعي في فلسطين.

سنوات الخير تلك هل ذهبت إلى طريقها ولن تعود؟

وهل التغيرات في المناخ بين دورة والدورة الأخرى يكون لها هذا التأثير السلبي على المزارعين وعلى الأرض؟

تلك أسئلة المزارعين على وجه التحديد، هي أسئلة المزارعين صيفا وشتاء، وأسئلة الرعاة أيضا ومربي الأغنام والأبقار..

وهي نوع من أسئلة الجدوى الاقتصادية أيضا، فلسان حال المزارع في جنين يقول: وهل أضمن الماء للري في ظل هذا الجفاف؟

وما الأفضل كي أزرع؟

أما مزارعو القدس، من فئة مزارعي الفواكه كالعنب مثلا، والذي يتم قطفه في آخر أشهر الصيف، فتراهم يتساءلون إن كان مخزون الماء في الأرض يكفي لإنضاج الثمر، أو لربما سقطت قطوف العنب، أو جفاف النصف السفلي من العناقيد التي كانت تدلى بدلال كثريات الذهب، والتي صرنا نخاف عليها من وصف شاعر آخر غير جبران خليل جبران، يظهر عيبها الذي يمكن أن يظهر في سنوات الجفاف..

 

المنتوج الثانوي صار رئيسيا

وجد مزارعو العنب في قرى القدس ورام الله أسلوبا جديدا في التعامل مع الثمار، كيف؟

كان المزارعون في السابق يزرعون العنب، من أجل بيع محصول العنب بشكل أساسي، أي أن العناقيد التي كانت تتدلى كثريات الذهب هي التي كانوا يبيعونها في الأسواق حتى يجنوا من ورائها الأرباح، لربما يشترون بها الذهب لأبنائهم المقبلين على الزواج في ذلك الموسم، واللحم والرز لطعام الغداء للمدعوين، والملابس والحاجيات..

لكن في ظل تراجع كميات الإنتاج، ونوعيتها، وفي ظل هجوم العنب الإسرائيلي المروي من ماء الشعب الفلسطيني والذي تسرقه سلطات الاحتلال لصالح المستوطنين المزارعين الإسرائيليين في الأغوار الفلسطينية وغيرها، فقد لجأ المزارعون في عدد من القرى في القدس والخضر والخليل إلى البحث عن إمكانيات بديلة في التعامل..

نظر المزارعون في أشجار العنب، ووجدوا أنهم يستغلون أوراقها في البيع في أشهر الربيع، بدءا من نيسان حتى حزيران..فقد كان منتوج ورق العنب يدر دخلا ثانويا، يساعد الفلاحين والمزارعين في تمضية أشهر الربيع بانتظار دخل العنب السنوي!

وهنا، لم يكن صعبا على المزارعين أن يغيروا في المعادلة قليلا، ففي سنوات تغير المناخ، فإن المجال مفتوح للتغير في العادات والأساليب الجديدة لتلائم الحال.

فكان أن أصبح المزارعون ينظرون إلى منتوج ورق العنب كمنتوج منافس لثمر العنب، إن لم يصبح لدى آخرين هو المنتوج الأساسي وثمر العنب الثانوي!

مصطفى العبد مزارع يبيع ورق العنب في سوق البيرة المركزي يصف هذا التغير، ويرى أن المزارعين لا يختارون أساليبهم، بقدر ما تحكم الظروف حياتهم، ويضيف أن  المزارعين إنما ينسجمون مع المناخ ومع حاجات الجمهور..فيرى أن الطلب على ورق العنب وهو يستخدم في الطعام كأشهر طبخة شعبية محببة ذات طعم جميل ونكهة مميزة، وشهرة في العالم العربي، يدفع المزارع لتلبية هذا الطلب في السوق والذي ينسجم مع واقع سوق الثمر من جهة وقلة الماء اللازم للشجر من جهة أخرى.

من جهته يرى الحاج أبو عادل أن هناك سهولة في تصريف منتوج العنب، حيث يقبل الجمهور عليه أكثر، وهذا يحقق لنا مصلحة، فورق العنب يكون في أشهر الربيع، حين يكون في الأرض بعض الماء، في حين يخف الماء مع الدخول في فصل الصيف..

 

مزارعو الخضار..

كما أن زارعي الخضار راحوا يركزون في زراعة الأرض بالقمح من أجل بيع منتوج الفريكة، لأن الري يتطلب تكاليف إضافية..

الحاجة أم نائل ترى أن زراعة الخضار للموسم الصيفي أصبحت مغامرة، فقد قلت "الربّة" أي الرطوبة في الأرض، وفي ظل ذلك فإننا لا نضمن إنتاجا مربحا، كما أن أبيات الخضار تتعرض للجفاف والعطاء المحدود.

والأفضل من وجهة نظرها الزراعة الشتوية، ففي هذه السنوات نضمن على الأقل موسما مقبولا من الحبوب، خصوصا أن أصحاب الأغنام والدواب يكونون في حاجة لشراء التبن والشعير لإطعام دوابهم.

أبو محمد مزارع نباتي، لكنه يعتمد على الحيوانات أيضا يشكو جفاف المراعي، مما يدفعه لبيع جزء من الأغنام، لأن الجدوى الاقتصادية تصبح غير مقبولة، فإطعام الأغنام بواسطة التبن والأعلاف يعمل في غير مصلحته ويعرضه للخسارة، بعد أن تصبح المراعي جافة، أضف لذلك أن جدار الفصل العنصري سلب المزارعين ما تبقى من مراع في السنوات الثلاث الأخيرة.

لقد ارتفع ثمن اللحم ارتفاعا كبيرا، ولربما يشكل بيع الأغنام فرصة جيدة للدخل، وحينما يعود المناخ جيدا نعيد تربية الأغنام من جديد..

 

تكيف البدو

والبدو أيضا يتكيفون، وهم ليسوا بعيدين عما يفعل المزارع أبو محمد، من قرى القدس، كيف؟

إنهم يقضون وقتا أطول في مناطق نمو النباتات المبكر، فهم بدلا من الهبوط الى أريحا في شهر 12، فإنهم يبكرون، و يصعدون إلى الجبال مبكرا لترعى أغنامهم ما بقي في المراعي.

إنهم يتنقلون طلبا للعشب والماء، فيقضون وقتا أكبر في مناطق العشب،سواء أكان ذلك مبكرا كما في الغور، أم متأخرا قليلا كما هو في جبال الضفة الغربية.

من ناحية أخرى قال لي أبو عارف رحمه الله من بدو النجوم، إن البدو يميلون إلى بيع الغنم في سنوات القحط، لأن إطعامها يكلفهم، فيصبح بيعها أكثر ربحا، وإنما يبقون بعض الغنم حتى لا يضطروا للشراء من جديد. فمن عنده 200 رأس غنم يحتفظ بأقل من نصف هذا العدد.

 

التعامل مع الشجر

أما الانسجام مع التغيرات المناخية في أسلوب التعامل مع الشجر، فقد انتبه له المزارعون، والذين يقلمون الشجر بطريقة تناسب قلة الماء، بحيث يميلون إلى تحديد من سيسمح له من الأغصان بالبقاء حتى لا تشكل ضغطا على الشجرة.

يحدث هذا في الزيتون والعنب والبرقوقيات واللوزيات..أما في حالة ضمان المطر، فإن المزارعين يعودون إلى ترك الأغصان تنمو لأنها ستكون قادرة على إنضاج المحاصيل والثمر.

إنه نوع من التكيف الذي توارثه الجيل الجديد عن الجيل السابق، وهو تكيف ذكي يضمن البقاء.

بيع المشروبات المثلجة والباردة .. مبكرا

ينادي أحمد على المواطنين المارين في دوار الأسود في رام الله، كي يشتروا من عصائره ومشروباته، كان ذلك في آذار، علما أن هؤلاء  الباعة يظهرون في شهر أيار..وما كان ليحدث هذا الأمر مبكرا لولا هجوم الحرّ..فكلنا يذكر موجة الحر الخماسيني التي جاءت في آذار هذا العام، مما جعلت الباعة الصيفيين يبكرون كثيرا هذا العام، ليطفئوا من ظمأ المارين للتسوق في المدن!

هو تكيف آخر يحدث في المدينة، كما حدث في القرية، وهو تكيف اقتصادي ذكي يجعل  زمن سوق المثلجات يطول عدة أشهر، فلا يحتجب إلا في شهري كانون الثاني وشباط!

وهذا من دواعي سرور الباعة!

أما المواطنون، فهم كمستهلكين للمنتوجات النباتية والحيوانية، سيجدون أنفسهم يشكون الغلاء، يضاف إلى ذلك سوء الأحوال الاقتصادية في هذا الحصار الاقتصادي الذي نعيشه منذ سنوات، وفي ظل ازدياد أعداد العاطلين عن العمل، والذين هم بالطبع لم يتعطلوا عن الطعام!

Ytahseen2001@yahoo.com

للأعلىé

" المكتبة... "

 

ملاحظة: لسماع الأغنية الرجاء الضغط على زر التشغيل......

 

للأعلىé

 

التعليقات

 
 

 

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

 

الاسم:
بريدك الالكتروني:
 
التعليق:

 

 
     
 

 الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا أو المؤسسة الداعمة.