:سياحة بيئية

حقل الرعاة

ابراهيم سلامة خوري

يقع قرب بلدة بيت ساحور ويبعد عن بيت لحم قرابة كيلومتر واحد فقط، واليوم يكاد اتساع البناء في ( بلدة الرعاة) بيت ساحور يطمس معالم هذا الحقل.
سكان المنطقة يدعونه "صيار الغنم" وبحسب التقليد كانت هذه هي الأجواء التي اعلنت فيها البشارة بميلاد السيد المسيح كما تقرأ في انجيل لوقا( 2-8) ما يلي: "وكان في تلك الناحية رعاة يبيتون في البرية، يتناوبون السهر في الليل على رعيتهم.  فحضرهم ملاك الرب وأشرق مجد الرب حولهم، فخافوا خوفا شديدا. فقال لهم الملاك: لا تخافوا ها اني أبشركم بفرح عظيم يكون فرح الشعب كله. ولد لكم اليوم مخلص وهو المسيح الرب واليكم هذه العلامة: ستجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود" وانضم الى الملاك بغتة جمهور الجند السماويين يسبحون الله فيقولون: "المجد الله في العلى والسلام في الارض للناس اهل رضاه".
نرى الى الشرق من بيت ساحور كنيسة للروم الارثوذكس وبقربها درجات نهبط بها الى كنيسة تحت الارض هي بمثابة مغارة رممت بحجارة قديمة ربما تعود الى دير قديم في المكان الذي يدعى الراعوات، وكان معروفا لدى الزوار منذ  سنة 1518.
وفي ناحية اخرى شمالي شرقي بيت ساحور توجد كنيسة للفرنسيسكان شيدت سنة 1954 تبرع ببنائها مسيحيو كندا، صمم بناءها المرحوم المهندس برلوتسي فجعل شكلها خيمة. وكشفت الحفريات في المكان عن بقايا ثلاث كنائس وأديرة قديمة تعود لعدة قرون منها الرابع والخامس والسادس على التوالي مع قطع من الفسيفساء وغيرها من الآثار كمعاصر الزيت والآبار ومخازن الحبوب والمغاور، والتي تعطي فكرة أن سكان هذه الاديرة كانوا يعيشون على الزراعة وانها كانت مأهولة منذ العهد الهيرودسي.