مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
تشرين أول 2011 العدد-39
:اريد حـــلا
نحو تحويل مدارسنا إلى صروح بيئية...
جورج كرزم
عالجنا في مقال سابق بعنوان: "البيئة المدرسية الخضراء" بعض الأفكار العملية للنشاطات البيئية المدرسية، الهادفة إلى الحفاظ على البيئة الفلسطينية وتحسين جودتها. سنستعرض في هذه العجالة، مزيدا من الأفكار والتوصيات البسيطة وسهلة التطبيق.
بداية، من المفيد أن يبادر بعض الطلاب إلى إقناع رفاقهم وأساتذتهم، بأن يدعوا نشطاء من المؤسسات والهيئات البيئية، ليُحَدِّثوا الطلاب عن قصصهم البيئية الناجحة، وليناقشوهم في بعض القضايا والمشاكل البيئية. ومن المفيد أيضا، دعوة مسؤولين من قطاع الصناعة، ومحاورتهم حول البيئة الفلسطينية.
وبهدف تنظيم النقاشات والتحركات البيئية الممكنة، بإمكان بعض الطلاب أن يشكلوا فريقا بيئيا، يعمل على تنظيم النشاطات واللقاءات والحملات البيئية، فضلا عن تعميم المعلومات والقصص البيئية على سائر الأصدقاء والطلاب. وبإمكان هذا الفريق أن ينضم إلى ناد بيئي، أو منظمة أو جمعية بيئية.
وكمجموعة من المستهلكين، وبالتعاون مع سائر تلاميذ الصف، بإمكان الفريق الطلابي البيئي، كتابة الرسائل المقنعة إلى مدراء وأصحاب الشركات والمصانع التي تنتج أو تستورد سلعا مؤذية للبيئة وللصحة العامة، بحيث يُطْلَب منهم تغيير طرق إنتاجهم، أو استيراد بدائل أكثر بيئية، وبالتالي، مراعاة الاعتبارات البيئية والصحية.
ومن الملاحظ، أن مدارسنا إجمالا، لا تعتمد المواضيع البيئية كمادة أساسية إلزامية في المنهج الدراسي. لذا، لا بد أن يبادر الطلاب والمدرسون إلى المطالبة باعتماد منهاج التربية البيئية التي تُكْسِبهم المعرفة البيئية والمهارات الأساسية المتصلة بالبيئة، وبالتالي، تحويل الطلاب إلى عناصر مؤثرة بيئيا في المدرسة والمنزل والشارع، ولاحقا في مكان العمل.
ومن المتعة بمكان، أن يَعْمَد الطلاب إلى تصوير الحياة البرية في قراهم ومدنهم، بواسطة آلة تصوير أو فيديو، ما يمكنهم من اكتشاف العديد من التفاصيل والمكنونات البيئية، فضلا عن أن عملية التصوير، بحد ذاتها، تشكل وسيلة ترفيهية وتربوية.
وللتخفيف من كميات النفايات المتراكمة، بإمكان مجموعة من الطلبة، جمع بعض النفايات المنزلية، بهدف إعادة استعمالها، مثل علب البلاستيك الكرتونية، قناني الصابون السائل، عبوات مساحيق التجميل الفارغة بعد تنظيفها، والثياب الممزقة. ومن ثم، قد تقدم هذه النفايات المفيدة إلى صفوف الحضانة والروضة، حيث يمكن للأطفال هناك أن يستمتعوا بصنع أشكال مختلفة منها. وبإمكان نفس المجموعة الطلابية، وبالتعاون مع مجلس الطلبة، المبادرة بالتوجه إلى إدارة المدرسة، ومطالبتها بتطبيق نظام فرز النفايات الورقية، ومن ثم، العمل، مع سائر التلاميذ، على جمع الدفاتر التي أنهى الطلاب استعمالها، لتضاف إلى الورق الذي تم جمعه أيضا في الحاوية الخاصة بالنفايات الورقية. وأخيرا، ترسل هذه النفايات إلى مصنع لإعادة تصنيع الورق.
وهنا، من المفيد الإشارة، إلى أن العديد من المؤسسات استبدلت المناشف القطنية في المراحيض، بمناشف ورقية، يلقى كميات ضخمة منها في مكبات النفايات، علما أن إنتاجها يستهلك طاقة كبيرة. فلتبادر مجموعات من الطلبة، إلى تنظيم حملات لإعادة استعمال المناشف القماشية، أو على الأقل، استخدام الورق الخالي من الكلور السام والملَوِّث، والقابل لإعادة التصنيع.
وبإمكاننا، تحويل طلاب المدارس إلى مزارعين نشيطين، من خلال تشجيعهم على زراعة الأشجار المثمرة، وأصناف مختلفة من الأعشاب الطبية، والأزهار، والخضار البلدية والفاكهة. وفي نهاية العام الدراسي، بإمكان الطلاب دعوة أساتذة صفهم إلى وجبة غذاء دسمة، حيث يعملون على تزيين صفهم بالأزهار الجميلة، ويُعِدون أطباقا من سلطات الخضار المنوعة والغنية.
وكما ذكرنا في مقال سابق، يجب ألا ننسى تشجيع أطفالنا وتلاميذنا على تناول الغذاء البيئي والصحي والبلدي والطبيعي. وهنا، من المفيد التنويه، إلى أن الدراسات الحديثة بينت أن الأطفال الذين يتناولون وجبات غذائية طبيعية وخالية من المواد الكيميائية الصناعية، أو أنها، أي الوجبات، تحوي كميات ضئيلة جدا من المضافات الكيميائية الاصطناعية، يكونون أذكى من زملائهم وأقل ميلا إلى العدوانية. وقد غطت إحدى هذه الدراسات أكثر من مليون تلميذ، وبينت أن معدل علامات التلاميذ الذين قُدِّمَت لهم وجبات صحية خالية من المضافات الكيميائية، ارتفع بنسبة 15%. إذن، فلنشجع أطفالنا على التخلي عن تناول السكاكر والشوكولا والشيبس والمشروبات الغازية والعصائر الاصطناعية، والإكثار من الأغذية والمشروبات الطبيعية، والفواكه الموسمية الطازجة.
أخيرا، نقول لأعزاءنا المدرسين وأولياء الأمور، وبهدف التقليل من عدد السيارات في الشوارع، وبالتالي التخفيف من تلوث البيئة والصحة العامة، لا تنسَوا تشجيع تلاميذكم وأبنائكم على الذهاب إلى مدارسهم مشيا على الأقدام، أو استخدام وسائل النقل العامة أو المدرسية. علاوة على استعمال الدراجة التي تعد وسيلة نقل آمنة في العديد من المناطق، وغير ملَوِّثَة للبيئة، فضلا عن كونها رياضة مفيدة وممتعة يحبها الأطفال كثيرا.
للمزيد من التفاعل، أو للحصول على معلومات إضافية، يمكنكم الكتابة على العنوان الإلكتروني التالي:
يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.)أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء). ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة. الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
نلفت انتباه قرائنا الأعزاءإلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء منالمجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكرالمصدر .
توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة