اختفاء النسور من معظم أنحاء فلسطين

خاص بآفاق البيئة والتنمية
اختفت النسور، أو كادت تختفي من الأجواء الفلسطينية، وبخاصة النسر الأسمر الذي كانت أزواج عديدة منه تنتشر، حتى قبل عشر سنوات فقط، في صحراء القدس والنقب وصحراء الخليل وجبال الجليل. وهو من الطيور التي تعمل على تنظيف الطبيعة من الجيف ومخلفات الفرائس. بينما تعاني هذه الطيور، حالياً، من خطر الانقراض النهائي. ويعتقد خبراء الطيور بأن الإزعاجات والتشويشات التي تتسبب بها الطائرات الحربية الإسرائيلية التي تكثر من تدريباتها في جنوب فلسطين، تعد من الأسباب الهامة لاختفاء النسور؛ إذ أن ذلك يعيق عملية تعشيشها وتكاثرها. يضاف إلى ذلك تسمم الطعام، وأعمدة الكهرباء وخطوط التوتر العالي التي تتسبب في تكهرب الطيور وموتها، فضلا عن نقص الغذاء والماء بسبب الجفاف. ناهيك عن موتها بسبب تناولها الغذاء السام. ويتخوف الخبراء من أن تنقرض النسور نهائيا من منطقتي صحراء القدس والنقب، خلال أقل من عشر سنوات.
ويقدر الخبراء بأن عدد النسور حاليا نحو أربعين زوجاً تعشعش في هضبة الجولان وصحراء القدس والنقب. بينما كان عددها، قبل نحو عشر سنوات، أكثر من 130 زوجاً.
وحاليا، لا يمكننا، تقريبا، رؤية النسور التي كانت تجذب إليها المتنزهين وعشاق الطبيعة ومحبي البيئة. وقد نرى، هنا وهناك، بعض الأزواج المعزولة. ومن المقلق أن الجيل القادم قد لا يحظى برؤية هذا الطير الضخم الجميل الذي يألف المناطق الصحراوية والمناخ المتوسطي، وبخاصة المنحدرات الجبلية المرتفعة.
ومن الضروري أن تتحرك الجهات العلمية المهتمة بالطيور وتبذل قصارى جهدها للحفاظ على طائر النسر، وإلا فإن مصيره سيكون الانقراض، كما حدث مع طيور أخرى قبله.
ولا بد من تتبع ما تبقى من النسور النادرة جدا في فلسطين، وسائر الطيور التي يتهددها خطر الانقراض، ومنع اختفائها من المشهد البيئي الجميل.
|