November 2010 No (30)
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
تشرين ثاني 2010 العدد (30)
هل الغذاء العضوي مصطلح رديف للحمية ("الدايت")؟ نوع نباتي واحد من بين كل خمسة أنواع على الكرة الأرضية يواجه خطر الانقراض التغيرات المنتظرة ... غضب الطبيعة من البشر المحادثات الدولية حول التغير المناخي في الصين انتهت بخيبة أمل تلوث كبير في نهر النيل بأسوان بسبب تسرب أكثر من مئة طن سولار إلى مياهه مدينة مصدر الإماراتية الصديقة للبيئة تستقبل أول قاطنيها مصلحة مياه بلديات الساحل تدخل نظام المراقبة والتحكم عن بعد في آبار المياه نشطاء بيئيون يحثون الأمم المتحدة على حظر مشاريع "هندسة المناخ" زراعة النباتات على سطح المبنى مكون أساسي في البناء الأخضر الغذاء والصحة المتوازنان قصص بيئية قصيرة نحو إرساء بنك معلومات مفتوح يوثق جودة البيئة في المدن الفلسطينية مسؤوليتنا اتجاه كوكبنا : (فيلم وثائقي) / مدارس الفرندز عادات شعبية خاصة بالزيتون والزيت الفلسطيني وما قيل فيهما من أمثال البيئة في فكر مي زيادة (2) زهرة من ارض بلادي \ جزر بري كيف نتخلص من استعمال المواد الكيماوية في منازلنا؟ قانا الجليل (كفر كنا) شذرات بيئية وتنموية  د. توفيق ناصر: الشجرة هي خط الدفاع الأول ... ونطمح لأن يتحول المشفى إلى قرية علاجية متكاملة "سياسات التغير المناخي في الوطن العربي
 

:سياحة بيئية

 

قانا الجليل (كفر كنا)

إبراهيم سلامة خوري

كفر كنا بلدة عربية فلسطينية في الجليل سكانها مسلمون ومسيحيون، فيها كنائس للروم الأرثوذكس وللروم الكاثوليك واللاتين. تبعد إلى الشمال عن مدينة الناصرة زهاء ثماني كيلومترات. وحسب الاعتقاد المسيحي  فقد أجرى فيها السيد المسيح  أولى معجزاته بناءً على طلب من أمه مريم العذراء، حيث كان مع تلاميذه يحضرون عرساً في البلدة. ومن المعتقد ان أصحاب العرس، هم من أقرباء العذراء مريم.
ومن عادات أهل القرى، أن تتم دعوة جميع سكان البلدة، خلافاً لما نفعل في أيامنا هذه من تحديد عدد الحضور، وبعض المسنين يتذكرون تلك العادات القديمة التي لم يمضِ على تغييرها زمن طويل، والظاهر ان أصحاب العرس اخفقوا في تقدير عدد المدعوين، فزاد العدد. مما تسبب في نفاذ الخمر، ولما علمت بذلك أم المسيح من خلال تهامس النساء المشرفات على أعمال الضيافة، لم يستطع قلبها العطوف على الإنسانية، إلا ان تتوجه إلى ابنها، وهي الوحيدة التي تعلم جيدا من هو المسيح، وما هي رسالته المزمع ان يؤديها قريبا بعد ان عاش حياة خفية قاربت الثلاثين عاما. فأسَّرت إليه قائلة:" ليس لديهم خمر" فأجابها: "هذا يا سيدتي لا يعنيني، حيث لم تأتِ ساعتي بعد". فالمعنى: ان الله لم يطلب منه بعد، ان يبدأ رسالته الخلاصية والولوج في أبواب مجده. ولكن مريم كانت واثقة أن الله لا يرفض له طلبا. فقالت للخدم: "مهما أمركم، افعلوا". وفي الحال استجاب الله للأم مريم، وكان لها بحسب قولها. فالساعة التي لم تكن حاضرة للمسيح، قد أتت.
فقد كان هناك ستة أجران من الحجر، يسع كل واحد منها مكيالين أو ثلاثة فقال المسيح للخدم: املأوا الأجران ماء. فملؤوها إلى أعلاها. فقال لهم: اغرفوا الآن وناولوا وكيل المائدة. فناولوه، فلما ذاق الماء الذي صار خمرا، دعا العريس وقال له: كل امرئ يقدم الخمرة الجيدة أولا، فإذا سكر الناس قدّم ما كان دونها من الجودة. أما أنت فحفظت الخمرة الجيدة إلى الآن. لقد كانت هذه أولى آيات المسيح التي أتى بها في قانا الجليل. فاظهر مجده وامن به تلاميذه."
قام الآباء الفرنسيسكان بشراء المكان سنة 1879، وبنوا الكنيسة الحالية سنة 1881. وبسبب بعض القيود على بنائها في ذلك الحين، لم تسنح لهم الفرصة لدراسة المكان من الناحية الأثرية، ولكنهم بعد عدة سنوات اجروا الحفريات فتبين لهم ان المكان يعود إلى بيت قديم منذ زمن المسيح. ووجد في قبو الكنيسة جرة تعود للعهد البيزنطي، وأخذت إلى كاثيدرائية كولون في ألمانيا. يمكن مشاهدة نسخة عنها في القبو. ووجد في ارض الكنيسة فسيفساء تعود إلى القرن الرابع الميلادي عليها كتابة آرامية تقول ما يلي: " إكراما لذكر يوسف بن تنحوم ابن بوتا وأولاده الذي عمل هذه الفسيفساء قليكن مباركا آمين". كما وجدت خارج الكنيسة لجهتها الشمالية فسيفساء أخرى وساحة مبلطة تعود للقرن الخامس الميلادي، وحجارة أعيد بناؤها في مناسبات متعددة ربما تعود إلى ما قبل المسيح.


يوجد في الزاوية الشرقية من قبو الكنيسة، بئر يظن البعض ان الخدم استقوا منه الماء الذي صبوه في الأجران فتحول خمرا، والأرجح أنهم احضروا الماء من النبع الموجود في مدخل كفركنا الجنوبي حتى يومنا هذا، والذي لا يبعد عن بيت العرس أكثر من 400 متر. لقد ظن بعضهم ان قانا الجليل في مكان آخر يدعى خربة قانا الواقعة على الطريق الرئيسي ما بين عكا وبحيرة طبريا، ولكن أثبتت الحفريات التي جرت في المكان، انه لم يكن فيها آثار للمسيحية، مع كون المكان يعود للحقبة الرومانية. وعندما زارت القديسة باولا الرومانية قانا، ذكرت المكان وعين الماء، مع ان خربة قانا لا توجد فيها عين ماء. أما المياه المتواضعة في قانا، كما قال احد الشعراء "فعندما شاهدت سيدها المسيح أحمّر وجهها خجلا".
أما الكنيسة الأرثوذكسية، ففيها جرنان حجريان كبيران يظن البعض أنهما من الأجران الستة التي كانت على زمن المسيح، عندما وضع أجوبة تحويل الماء إلى خمر، إلا ان الحقيقة تدل على كونهما جرني معمودية قديمان.
في الجهة الشمالية من بلدة قانا شيد الآباء الفرنسيسكان كنيسة تحمل اسم نتائيل ابن تولومي، على اسم أحد سكان قانا الذي آمن بالمسيح.

يذكر الأزواج المسيحيون في العالم، الأغنياء منهم والفقراء "قانا الجليل" في يوم زواجهم، لأن فصل الإنجيل الذي يتلى بركة العروسين هو أولى عجائب السيد المسيح الذي بحضوره بارك الزواج وقدسه. كثيرون من الحجاج المسيحيين الأزواج، عندما يزورون قانا الجليل، يتهافتون لتجديد مواعيد زواجهم في هذا المكان التاريخي المقدس.

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية