هل الغذاء العضوي مصطلح رديف للحمية ("الدايت")؟ نوع نباتي واحد من بين كل خمسة أنواع على الكرة الأرضية يواجه خطر الانقراض التغيرات المنتظرة ... غضب الطبيعة من البشر المحادثات الدولية حول التغير المناخي في الصين انتهت بخيبة أمل تلوث كبير في نهر النيل بأسوان بسبب تسرب أكثر من مئة طن سولار إلى مياهه مدينة مصدر الإماراتية الصديقة للبيئة تستقبل أول قاطنيها مصلحة مياه بلديات الساحل تدخل نظام المراقبة والتحكم عن بعد في آبار المياه نشطاء بيئيون يحثون الأمم المتحدة على حظر مشاريع "هندسة المناخ" زراعة النباتات على سطح المبنى مكون أساسي في البناء الأخضر الغذاء والصحة المتوازنان قصص بيئية قصيرة نحو إرساء بنك معلومات مفتوح يوثق جودة البيئة في المدن الفلسطينية مسؤوليتنا اتجاه كوكبنا : (فيلم وثائقي) / مدارس الفرندز عادات شعبية خاصة بالزيتون والزيت الفلسطيني وما قيل فيهما من أمثال البيئة في فكر مي زيادة (2) زهرة من ارض بلادي \ جزر بري كيف نتخلص من استعمال المواد الكيماوية في منازلنا؟ قانا الجليل (كفر كنا) شذرات بيئية وتنموية  د. توفيق ناصر: الشجرة هي خط الدفاع الأول ... ونطمح لأن يتحول المشفى إلى قرية علاجية متكاملة "سياسات التغير المناخي في الوطن العربي
 
November 2010 No (30)
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
تشرين ثاني 2010 العدد (30)
 

قراءة في كتاب

 

"سياسات التغير المناخي في الوطن العربي"

 

عرض: ربى عنبتاوي

الكتاب: سياسات التغير المناخي في الوطن العربي (تحديات واستراتيجيات)، المؤتمر الإقليمي، تشرين أول  2008
سنة الإصدار: 2009
عدد الصفحات: 100 صفحة من القطع الصغير
الناشر: مؤسسة هينرش بل الألمانية

تعالج الأوراق العلمية المنشورة  في كتاب التغير المناخي في الوطن العربي، والتي طرحت أساساً في المؤتمر الإقليمي المنعقد في العاصمة الأردنية، عمان، تشرين أول من عام 2008، بعض المحاور الأساسية ذات الصلة بالتغيرات المناخية في المستويين العربي والعالمي، المصنفة في الكتاب ضمن أربعة فصول: التسخين العالمي وأبعاده البيئية، التغيرات المناخية وأثرها على المياه والزراعة، التغير المناخي والصراعات السياسية، التغير المناخي والنوع الاجتماعي.
وقد جمع هذا الكتاب الصادر في كانون الأول 2009، نخبة من الأوراق المقدمة في المؤتمر المنظم من قبل مؤسسة هينرش بل الألمانية وجامعة الأمم المتحدة، حيث هدف المؤتمر إلى فهم اثر التغير المناخي على المنطقة، وزيادة الوعي لإيجاد علاجات للخروج من الأزمة، كما سعى أيضا إلى دعم التزام المجتمع المدني بصياغة مواقف وسياسات خاصة بالتغير المناخي، وزيادة المعرفة بالتغير المناخي بين الناشطين في المنطقة.
المؤتمر الذي شارك فيه ناشطو وباحثو البيئة وممثلو المؤسسات الأهلية والحكومية والمجتمع المدني، أوصى في بيانه الختامي بدعم المراكز العلمية والجامعات من قبل الحكومات العربية لإجراء دراسات وبحوث حول طرق التخفيف من تغير المناخ، وضرورة وضع خطط وطنية من قبل الحكومات للتخفيف من آثار تغير المناخ وضرورة مشاركتها الايجابية في مؤتمرات الأمم المتحدة لنص معاهدة جديدة حول تغير المناخ، وتحمل جزء من هذه المشكلة وخصوصا في البلدان النفطية، عدا عن العمل من اجل استخدام تقنيات الطاقة المتجددة ووضع التشريعات اللازمة لتسهيل تطبيق هذه التقنيات.

آثار التغير المناخي والحلول المقترحة
وجاء في مقدمة الكتاب الذي أعده الباحث البيئي في مركز العمل التنموي والمشارك في المؤتمر جورج كرزم: "يجمع علماء المناخ على وجود ارتفاع في درجة حرارة الأرض، حيث يتوقع ان ترتفع في الوطن العربي ووسط آسيا بنحو درجتين مئويتين في الفترة بين العامين 2030-2050 ما سيفاقم مشاكل تعرية التربة، وبالتالي سيهبط  الإنتاج الزراعي كثيرا، وقد يصل إلى حد الكوارث الطبيعية.  وتصل بعض التوقعات  إلى ان تغيرات جذرية سوف تؤثر على أنماط المناخ بمنطقتنا، وتتمثل في هبوب العواصف المدمرة وانتشار الجفاف لفترات طويلة في كثير من المناطق وتشريد عشرات الملايين، كما ان المجاعات وشح المياه وتلوثها، والفيضانات ستتسبب في انتشار الأمراض وارتفاع حاد في معدل الوفيات".
وجاء أيضاً في المقدمة، انه إذا لم تتمكن المجموعات البشرية من إيقاف أو إبطاء السبب الأساسي في ارتفاع درجة حرارة الأرض، بسبب التراكم الكبير لغازات الدفيئة الناتجة من الصناعة ووسائل المواصلات في الغلاف الجوي وخاصة الغازات الكربونية، فان ظاهرة الاحتباس الحراري ستتفاقم، مع كل ما يعنيه ذلك من تغيرات مناخية مدمرة خلال العقود القليلة الماضية.
واقترح كرزم في مقدمته حلولا للتخفيف من مسألة التغيير المناخي، تمثلت بالتالي: الالتزام الجدي بترشيد استهلاك الطاقة الاحفورية والتقليل حتى الحد الأدنى من استخدامها، كسر احتكار المعرفة العلمية والتقنية الغربية بالتكنولوجيا الخضراء ووضعها بالكامل في متناول الشعوب الفقيرة، البحث عن أصناف محصولية أكثر مقاومة للجفاف والحرارة، إلغاء الدعم الحكومي للوقود الكربوني وفرض سعر على تلوث الغلاف الجوي من خلال فرض الضرائب، وفي المقابل دعم القطاع الخاص لتطوير تقنيات الطاقة المتجددة والفعالة، وعلى الحكومات ان تفرض على أوساطها الصناعية أنظمة عمل وخطوات فعلية تقلل بشكل جذري من عملية الاحتباس الحراري، عبر زيادة كفاءة السيارات والشاحنات، ومحطات توليد الكهرباء، وتقليص الطلب على الكهرباء بنسبة 40%، من خلال استخدام التقنيات الموفرة في استهلاك الطاقة.

الكارثة البيئية الناجمة عن الحرب الأمريكية على العراق
وقد جاء في الفصل الأول ( التغيرات المناخية... مشهد عام) -عبر ورقتين أعداها الأستاذان مقداد الجباري وجنان المختار من جامعة بغداد، العراق-  الأبعاد الطبيعية والبشرية والاجتماعية والاقتصادية لظاهرة التسخين العالمي، والتهديدات البيئية والمناخية الجدية التي يطرحها استمرار ارتفاع درجات حرارة الأرض، كما قدمت الورقتان الحلول للتحرك على مختلف الأصعدة وبخاصة قطاعي الطاقة والنقل، كما تم التطرق إلى العلاقة بين ارتفاع حرارة الأرض والصراعات السياسية والحروب والاقتصاد والهجرات البشرية.
وقد استشهدت الورقتان بالعراق كنموذج حي، حيث تم الإشارة إلى حقيقة مرعبة بدأت منذ عام 2003، حين تسببت الحرب في انبعاث ما لا يقل عن 141 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون،  والتي تعادل تسيير 25 مليون سيارة إضافية سنويا في شوارع الولايات المتحدة. ولو تم تصنيف الحرب على العراق على أنها دولة، فستفوق كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة منها سنوياً تلك التي تنتجها 139 دولة في العالم.

التغير المناخي والزراعة
وقد ناقش الفصل الثاني الذي أعده كل من د.فايز عبد الله من الجامعة الأردنية للعلوم والتكنولوجيا، محفوظ أبو زنط من الجامعة الأردنية، م. محمود عبد الفتاح أبو ستة من نقابة المهندسين الزراعيين الأردنيين و د. أمجد عليوي من دار المياه والبيئة فلسطين، ناقش آثار التغير المناخي على أنظمة التغير المناخي عامة، وفي الأردن وفلسطين خاصة، وعالج مؤشرات تدهور المراعي في الوطن العربي، وقدم نبذة عن السياسات الزراعية الأردنية في ظل التغير المناخي، وطرح بعض أنماط التكيف مع التغيرات المناخية  والتهديدات المحتملة للموارد المائية والأنظمة الزراعية.
وقد جاء في ورقة د. عليوي على سبيل المثال: " ... بعد دراسة الأيام الماطرة خلال الثلاثين سنة الماضية في مدينة نابلس الفلسطينية، يمكن الاستنتاج بأن كمية المطر في اليوم الماطر آخذة في التزايد، بينما تكرار الأيام الماطرة آخذ في الانخفاض. كما تفتقر 40% من التجمعات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى حرية الوصول للمياه" .

التغيرات المناخية والصراعات السياسية
أما الفصل الثالث، فقد تركز على التغيرات المناخية والصراعات السياسية والهجرات، وقد جاء في تقديم هذا الفصل، أن ارتفاع حرارة الأرض قد يفجر الوضع الساخن أصلا في المنطقة العربية، نتيجة المصالح السياسية حول مصادر المياه الآخذة في التآكل، علما بأن مثل هذه الصراعات قد تردع إسرائيل من تنفيذ أي انسحاب من الضفة الغربية والجولان، ويتوقع أيضا حتى عام 2025 ان يرتفع مستوى سطح البحر 30 سم، ما سيؤدي إلى إغراق نحو200 كم2، من الأرض المصرية، ونتيجة ذلك، قد يشرد أكثر من نصف مليون مصري.
ويناقش هذا الفصل -الذي أعده كل من إليك جروفورد من المعهد الدولي للتنمية المستدامة، جنيف، تامر عفيفي  من معهد  البيئة والأمن البشري والباحث جورج كرزم- التغير المناخي وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي، آثار الانتهاكات الإسرائيلية للبيئة والموارد الطبيعية الفلسطينية على التغير المناخي، والمشاكل البيئية التي تؤدي إلى اللجوء البيئي في مصر على سبيل المثال.

إسرائيل الملوث الأكبر للبيئة
وفي الدراسة التي أعدّها الباحث كرزم، والتي اختصت بآثار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للبيئة والموارد الطبيعية الفلسطينية على التغير المناخي،  تم التأكيد على أن الصناعات ومحطات توليد الكهرباء والنشاطات العسكرية الإسرائيلية اكبر ملوث للهواء الفلسطيني، حيث ان معظم الكهرباء الإسرائيلية من الفحم، ما يسبب الأمطار الحامضية، عدا عن محطة الطاقة في الخضيرة، كما يشكل التلوث العابر للحدود من إسرائيل إلى أجواء الضفة الغربية مصدرا أساسيا من مصادر تلويث الهواء الفلسطيني، من خلال الرياح الغربية والتي تحمل الملوثات الصناعية التي تؤدي إلى تزايد الأوزون المتكون من التفاعل الكيميائي الضوئي لأكاسيد النيتروجين في القدس وبيت لحم والخليل، إضافة إلى غازات الدفيئة الناتجة عن الأعمال العسكرية، حيث استهلكت إسرائيل على سبيل المثال منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 0 200 حتى عام 2009  مليارات اللترات، عدا عن العقود السابقة لعام 2000. كما تسربت المواد الكيميائية الخطرة إلى الأجواء الفلسطينية مثل  تسرب كميات كبيرة من المبيدات الكيماوية السامة من مصنع مختشيم رمات حوفيف في جنوب فلسطين. عدا عن المؤشرات الواضحة لارتفاع درجة حرارة الأرض، السموم في بحيرة طبريا وتفشي الأوبئة، الانبعاثات الغازية المكثفة في منطقة طولكرم، انبعاث كمية كبيرة من الملوثات القادمة من المنطقة الصناعية، تفاقم أمراض الجهاز التنفسي والسرطان،  الجدار العنصري وتدمير الغطاء النباتي وتهديد الحياة البرية... وغيرها من الحقائق عن التلوث البيئي الذي خلفه الاحتلال على تلك الأراضي، وآثارها المرضية على السكان.

التغير المناخي والنوع الاجتماعي
أما الفصل الرابع فيناقش النوع الاجتماعي والأبعاد القانونية، حيث يتناول هذا الفصل العلاقة بين التغير المناخي والنوع الاجتماعي، ومستوى وطبيعة تأثر الشرائح الاجتماعية المختلفة من التغير المناخي، حيث يقدم رؤية للتطلعات المستقبلية، كما يتناول تعامل التشريعات العربية مع ظاهرة التغيرات المناخية ويطرح تصورا مستقبلياً لتطوير التشريعات البيئية. وذلك من خلال ثلاث أوراق أعدها كل من د. ابتسام العطيات، الجامعة الألمانية الأردنية، محمد ناجي، مركز حابي للحقوق البيئية-مصر، د. سمير عفيفي من الجامعة الإسلامية في غزة ورئيس جمعية أصدقاء البيئة الفلسطينية.
وعن هذا الفصل، ورد في ورقة د. العطيات على سبيل المثال: " تعتبر الشرائح المهمشة والفقيرة الأكثر تأثراً من التغير المناخي، إذ أنهم يملكون اقل القدرات والفرص للتكيف مع آثار التغير المناخي، والنساء هن الأكثر تأثراً، كونهن يشكلن 70% من أفقر سكان العالم، كما تتأثر النساء من الصراعات التي قد تنشأ عن التغيرات المناخية بشكل مختلف، فمعظم اللاجئين هم من النساء والأطفال" .    

 

الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية