November 2010 No (30)
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
تشرين ثاني 2010 العدد (30)
هل الغذاء العضوي مصطلح رديف للحمية ("الدايت")؟ نوع نباتي واحد من بين كل خمسة أنواع على الكرة الأرضية يواجه خطر الانقراض التغيرات المنتظرة ... غضب الطبيعة من البشر المحادثات الدولية حول التغير المناخي في الصين انتهت بخيبة أمل تلوث كبير في نهر النيل بأسوان بسبب تسرب أكثر من مئة طن سولار إلى مياهه مدينة مصدر الإماراتية الصديقة للبيئة تستقبل أول قاطنيها مصلحة مياه بلديات الساحل تدخل نظام المراقبة والتحكم عن بعد في آبار المياه نشطاء بيئيون يحثون الأمم المتحدة على حظر مشاريع "هندسة المناخ" زراعة النباتات على سطح المبنى مكون أساسي في البناء الأخضر الغذاء والصحة المتوازنان قصص بيئية قصيرة نحو إرساء بنك معلومات مفتوح يوثق جودة البيئة في المدن الفلسطينية مسؤوليتنا اتجاه كوكبنا : (فيلم وثائقي) / مدارس الفرندز عادات شعبية خاصة بالزيتون والزيت الفلسطيني وما قيل فيهما من أمثال البيئة في فكر مي زيادة (2) زهرة من ارض بلادي \ جزر بري كيف نتخلص من استعمال المواد الكيماوية في منازلنا؟ قانا الجليل (كفر كنا) شذرات بيئية وتنموية  د. توفيق ناصر: الشجرة هي خط الدفاع الأول ... ونطمح لأن يتحول المشفى إلى قرية علاجية متكاملة "سياسات التغير المناخي في الوطن العربي
 

منبر البيئة والتنمية

 

التغيرات المنتظرة ... غضب الطبيعة من البشر

 

التغيرات المنتظرة ... غضب الطبيعة من البشر

حبيب معلوف / لبنان

هل ما نشهده من موجات حر هنا وفيضانات هناك، حرائق هنا وأوبئة هناك... هو الدليل على تغير المناخ فعلا؟
يمكن الإجابة بنعم. فهذه الظواهر المناخية، هي ما كان يحذر منه خبراء المناخ المكلفون من الأمم المتحدة في تقاريرهم منذ العام 1995 والدراسات من قبل كبار العلماء منذ العام 1988، بأن هذه الظواهر هي جزء من السيناريوهات والتحذيرات التي تحدثت عنها تلك التقارير عندما كانت تنبه إلى ان ظاهرة تغير المناخ العالمي هي ظاهرة "إنسانية" ناجمة عن حضارة الإنسان المتقدمة، لا سيما عن تراكم الانبعاثات في الغلاف الجوي والمنبعثة من الأرض، ولا سيما من احتراق الوقود الاحفوري لإنتاج الطاقة. 
بالإضافة إلى جواب "نعم"، يمكن الإجابة بـ"لا". المناخ لم يتغير، بل نحن الذين تغيرنا. فعلى المستوى الشعبي، نحن تغيرنا فعلا. اعتقدنا لوهلة أننا حققنا تقدما ملحوظا عندما "تكيفنا" مع التغيرات المناخية باستخدامنا للمكيفات، فحوّلنا الحر برودة صيفا، والبرد حرارة شتاء. وبقدر ما "نجحنا" في التكيّف، فقدنا القدرة على التحمل خارج أنظمة التكييف في الغرف والسيارات. وهكذا بات يمكن القول أيضا، مع التسليم بمسألة تغير المناخ، ان كل شكوى اليوم من زيادة الحر، هي ناجمة عن ضعف في التحمل والتكيف عند الإنسان الحديث المتكيف، أي الذي يعيش في نظام مكيف. 
بالإضافة إلى ذلك، يتحدث البعض اليوم عن المضار الصحية للتكييف الاصطناعي، ويشكو البعض من آلام في أنحاء مختلفة من الجسم نتيجة تقلص العضلات بسبب الانتقال السريع من أجواء الحر إلى أجواء التكييف، إلا أن أحدا لا يستطيع أن يتكهن أيضا بما سيكون تأثير التكييف على إنسان المستقبل، على عظامه ودماغه وأجزاء أخرى من أعضاء جسمه. لا أحد يستطيع التكهن ما ستكون عليه تأثيرات استخدام التبريد في الأنظمة المفرطة في التكييف على نظام الجسم الإنساني عامة.
إلا أن تقارير خبراء الأمم المتحدة تتحدث عن سيناريوهات أكثر تعقيدا لآثار تغير المناخ، من زيادة حرارة الأرض وذوبان الجليد وزيادة الفيضانات وغيرها من المظاهر المناخية المتطرفة. وهناك سيناريوهات تتحدث في حصيلتها عن فقدان التنوع وعن إمكانيات جدية لحدوث تغييرات في نظام الأرض، والتي يمكن ان ينجم عنها تغييرات كونية، وظهور أمراض وأوبئة جديدة وسريعة، يمكن ان تتسبب في تهديد وجود النوع الإنساني نفسه، قبل ان يستطيع العلم والطب الحديث ان يفك شيفرتها، وان يلحق بتلك التغييرات السريعة.
ان يقال ان ظاهرة تغير المناخ يمكن ان تتسبب في فقدان بعض الأنواع في الطبيعة وفي المساس في فكرة التنوع، فهي نتيجة بغاية الخطورة وتتطلب تأملات عميقة ومتأنية من قبل علماء وفلاسفة العالم على السواء. فالعالم و (الطبيعة) بالتعريف هو عالم التنوع والاختلاف والتعدد، وما كانت محاولات الإنسان للتوحيد والبحث عن الكوني والجوهري في الأشياء سوى محاولات لتسهيل فهم العالم والتكيف معه وليس لتغييره. وما اللجوء إلى الرموز والتجريد والبحث عن المعادلات والقوانين إلا محاولة للفهم والعلم، وليس للسيطرة والتحويل في قوانين الطبيعة وفرض القوانين الإنسانية عليها.  فكيف يطلب اليوم من العلم، نتاج التحدي لقوانين الطبيعة، ان يعالج الاختلالات المناخية الناجمة أصلا عن ذاك التحدي؟  كيف يمكن لعلم، شعر يوما بالتفوق، وسخر من التفسيرات الماورائية للظواهر المناخية -التي كانت تعتبر ان العواصف وموجات الحر هي بمثابة غضب إلهي- ان يواجه اليوم سخرية الطبيعة منه، وإمكانية تفسير ما يحدث بمثابة غضب الطبيعة نفسها من التصرفات الإنسانية وادعاءاتها العلمية؟
فهل تغير الظواهر المناخية المستجدة ومشكلة تغير المناخ من نظرتنا إلى العلم والحضارة والتقدم، كما غير العلم من نظرتنا إلى الطبيعة يوما؟

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية