تراثيات بيئية
عادات شعبية خاصة بالزيتون والزيت الفلسطيني وما قيل فيهما من أمثال
ناديا البطمة
من العادات الشعبية المتعلقة بالزيت والزيتون، دهن جسم الطفل الحديث الولادة بالزيت لفائدته للجلد والعصب فيقولون "دهنه بالزيت وارميه ورا البيت" و"اطعم ابنك زيت وارميه في البيت" كناية عن مدى القيمة الغذائية والفوائد الصحية لتناول زيت الزيتون واستعماله الخارجي والداخلي لجسم الإنسان.
كما يستعمل مغلي أوراق الزيتون لمعالجة أمراض البرد وآلام الصدر، تخفيض الحرارة، وجع المفاصل والتهابات اللثة والحلق.
وفوائد الزيت الغذائية والعلاجية والتجميلية والصناعية كثيرة وله مكانة خاصة في نفوس الناس كافة، ولا يعلو عليه أيّ نوع من الزيوت مهما تعددت، ويتميز الزيت البلدي بطعمه المحبب ونكهته الطيبة.
الزيت والزيتون في المثل الشعبي الفلسطيني:
الفلاح الفلسطيني خبير في أصناف وأنواع شجر الزيتون، وصفات كل نوع وميزات زيته وصعوبة أو سهولة جني ثماره فيقولون:
- "النبالي زيته سيال ولقاطه في عجال" ولعل هذا الصنف ينسب في تسميته إلى قرية بيت نبالا قضاء الرملة أو إلى بيرنبالا في منطقة القدس.
- "السري زيته طيب أما القاطه بشيب" (السري صنف زيتون حبته صغيرة).
- "المليص زيته طيب أما القاطه يغلّب"
- "الذكر زيته عكر عند لقاطه بتفكر، والسري زيته طيب، وعند لقاطه بشيب، والنبالي زيته عالي وعند لقاطه بشرح البالي".
- "السري زيته طيب وعند القاطه بشيب، يا ويلي عليه والذكر زيته عكر وعند القاطه بدكّر".
- "البري زيته مري أو البري زيته حري"، (البري نوع من شجر الزيتون ينمو غالباً طبيعياً وهو كناية عن طعمه الحار والمر".
ومن الوعي البيئي في زراعة أشجار الزيتون والعناية بها هذه الأمثال:
- "قصقص فروع الزيتون العالية وفروع التين الواطية".
- "التين اقطع واطية والزيتون اقطع عالية" (والكلام هنا عن التقليم والتشذيب).
- "قَنبني ولا تكرّبني" (أي أن تقليم الزيتون أهم من حراثة أرضه).
- وللتعبير عن قيمة حطب الزيتون وتميزه يقال "أخضر الزيتون ولا يابس الحطب"، بمعنى، أن حطب الزيتون سريع الاشتعال حتى ولو كان رطباً.
كثافة الزراعة:
- "أبعد أختي عني وخذ ثمرها مني" (كناية عن وجوب توسيع المساحة بين غرس الزيتون وشجرة الزيتون معروفة بأنها نامية لكن ببطء)
- وفي عقد ثمار الزيتون يقول المثل: "ندى وسموم تا يعقد الزيتون" (السموم هي الرياح الحارة الجافة)
وفي عصير الزيتون يقولون:
- "ما بطلع الزيت إلا من كثر العصر".
- "من الشجر للحجر" لضمان جودة الزيت فالعصر مباشرة يعطي جودة عالية).
إن قوة ملاحظة الفلسطيني ومتابعته لشجرة الزيتون خلال السنة تدل عليها هذه الأمثال:
- "سيل الزيتون من سيل كانون" .
- "إن أزهر بآذار جهزوا له الجرار".
- "إن لسّن الزيتون في آذار هيئوا له الزيارة" أي (الجرار).
- "إن حسم الزيتون في الخميس هيئوا له المغاطيس". (الأواني الصغيرة لضعف المحصول والخميس هو شهر نيسان".
- "وفي أيلول بطيح الزيت في الزيتون".
- "وفي أيلول بيدور الزيت في الزيتون والمر في الليمون".
- "وأيلول دبّاغ الزيتون".
- "لما يصلب الصليب ما ترفع عن زيتونك القضيب" (أي يمكن البدء في عملية الجداد واليوم لا تستعمل الجدادة لأنها تؤثر على سلامة القمم النامية، ولكن يمكن أن يجمع الزيتون (النفل) الساقط تحت الشجر، ويؤجل القطاف إلى آخر تشرين أول في مناطق الشمال وفي أواسط تشرين ثاني في الجنوب وبعد نزول المطر).
ويقول المثل في علاقة العناية بالشجرة على الإنتاج:
- "الزيتونة مثل ما بدك منها بدها منك" بمعنى (وجوب تقديم الرعاية حتى تثمر جيداً)
أما في ظاهرة قصر النهار في التشرينين فيقول المثل:
- "أيام الزيت أصبحت امسيت".
- "أيام الزيت طول الخيط".
وفي قيمة الزيت العلاجية يقول المثل:
- "الزيت مسامير المعصب أو الركب" (المعصب هو المريض بأعصابه وآلام المفاصل).
- دهنه بالزيت وارميه ورا البيت" بمعنى أن الزيت علاج لأمراض الجلد وتشققاته. وفي مدينة نابلس أم الزيتون يعبر هذا المثل عن فوائد الزيت الغذائية حيث يقول :
- - "كول زيت وانطح الحيط" كناية عما يمد الزيت الجسم من القوة والطاقة والمغذيات).
- "اطعم ابنك زيت وارميه في البيت" كناية على الاعتماد على الزيت كغذاء مقوي ومفيد.
وفي استعمالات الزيت يقول المثل:
"الزيت في العجين ما بيضيع" بمعنى أنه يكسبه ليونة وطراوة ونكهة الزيت البلدي المحببة
- "الزيتون شيخ السفرة".
- "وخبز وزيتون أطيب ما يكون".
وفي أهمية الزيت الاقتصادية فيقول المثل: "الزيت ملك المعاجز" أي فوائد كثيرة.
- "خلي الزيت في جراره تتيجي أسعاره" أو "ظبي الزيت في جراره تتيجي أسعاره".
- "أجرة البيت وحق الزيت ما فيها جميلة".
- "إذا أمك في البيت ايدك في جرة الزيت" و"اللي أمه في البيت بوكل خبز وزيت" بمعنى من كانت أمه في البيت فلا خوف عليه ويشير المثل أيضاً أن المرأة هي فارسة الأمن الغذائي وسيدته.
البيئة في فكر مي زيادة (2)
علي خليل حمد
(1)
بيئة الخير والمحبة
نزعت ورقة الأمس عن تقويمي فوجدت على صفحة اليوم هذه العبارة الجميلة لشكسبير :"إننا خلقنا لنصنع خيراً". أجل، إنها لعبارة جميلة تستحوذ على القلب دفعة واحدة، لأنها بسيطة وتدب فيه حب الخير ورغبة العمل. أميل بنظري إلى ما حولي فأرى هذا المعنى منطبقا على جميع الأشياء والكائنات، فالكتب الصامتة التي تملأ غرفتي تنتظر إشارة من يدي لتبرز لي كنوزها .الأدوات المبعثرة أمامي والأشياء الجامدة مما أرى وما لا أرى، لها عمل خاص بها لا يتوقع أن يقوم به نوع من غير نوعها. الغيوم التي تطل علي من أعالي الجو، والأشجار التي تتمايل أمام نافذتي، والأطيار التي تسبح في الفضاء مغردة، جميعها تخدم أرضنا خدمات جميلات. والأشباح السائرة في الشارع نساء ورجالا يخدمون الجمعية ( المجتمع) كل بحسب قواه وطبيعته ومركزه، فلماذا أكون أنا في هذه الأيام الصعبة، رقما مهملا يجمع ويطرح ويضرب في قوائم الإحصاء وكشوف المحافظة فقط؟ لماذا لا أجتهد أن أكون رقماً نافعاً؟
(2)
(ثورة النباتات)
تتذكرون الاغراس في عالم النبات؟ إنها تخال راضية قابعة (قانعة؟) ليس لها من شوق ولا مطلب، ولكنها رغم الظواهر تتمخض أحشاؤها بثورة عنيفة. إنها أبداً ناقمة على نظام العبودية الذي رسخ جذوعها في الثرى، أبداً مهيأة البذور منها للانتقام، والبذور النشوى بجدة الحياة وحداثتها لا تلبث أن تمزق الأنسجة واللفائف، وتهجر مرابضها في كؤوس الإزهار لتفر إلى دائرة نمو جديدة، إلى ممكنات عالم جديد تستقر في تربته، وتتشبث بحيويته وتندمج في فضائله، وما هي بذلك إلا خاضعة لقانون التطور في الكون الذي يحدو بالكائنات والموجودات والخلائق من مظهر عبودية إلى مظهر حرية تنقلب بدورها عبودية، إلى مظهر آخر من الحرية، ذلك القانون الهاتف على الدوام، رغم الصعاب والعقبات والنوائب: إلى الأمام! إلى الأمام!
(3)
(البيئة المعنوية)
ليست البيئة من خصائص الإنسان. بل للجماد، الحيوان والنبات بيئتها الموافقة لنموها الملائمة لطبيعتها، إلا أن الإنسان قد يكون في بيئته الحسّية يقوم بكلّ فرائض مرتبته الاجتماعية ومطالبها، ويعد فيها من السّعداء أو من البؤساء، ويظلّ في داخله شاعرا بشعور غير هذا الذي يحسبه الناس عليه، ويرتبونه بموجبه
...
ما سمعت أديبا يذكر أهمية المحيط ومبلغ تأثيره إلا سمعت منه الشكوى. ما حدّثني مطلع على شؤون الشبان العائدين من أوروبا، إلا قال أنهم بعد وصولهم يشعرون بنقص علمي عظيم حولهم، ولا يلبثون أن يفهموا أنهم عائشون في وحدة فكرية وفنّية، بعيدا عن تواصل الحركة الذهنية في العالم.
>>>
البيئة المعنوية الصميمة كانت لعائشة التيمورية في كتبها وأوراقها، وفي الكتب التي تقرأ، وفي الأوراق التي تحبّر، ففيها كانت تجد التعزية، وفيها المعونة .
(4)
(الطبيعة – الأم)
تولّد المرأة أحيانا صنوف التوليد المحسوس. فأحوال حياتها جميعا تتهيأ لهذه الوظيفة، وتتجه نحوها اتجاه الأنهار إلى البحر. ولقد شبهت الأم دواما بالطبيعة، تلك الأم العظمى، وكان ما يرمز إلى أمومة الطبيعة ووظيفة التوليد الرائع فيها أنثى في جميع ديانات الأقدمين. فإيزيس المصريين تلك الإلهة التي بدأت التوليد الإلهي، والأم الإلهية التي ولدت جميع الأشياء واللواتي قمن مقامها في المثيولوجيات الأخرى، يرمزن إلى المرأة القادرة بأمومتها، الممثلة الطبيعية بوظيفتها، القائمة حلقة مغناطيسية بين الحياة والحياة .
(5)
( الشجرة )
هناك في قلب الصحراء، يستظل أهل البادية بالشجرة اليتيمة، فيتذوقون بعد القحط والضنى خضرة الخمائل، وهناء المروج، ثم يودعونها وقد اوجب الشكر عبادتها في قلوبهم، ويعلقون على غصونها ما في العنق من قلادة، وما في المعصم من سوار .
(6)
(الطبيعة وقانون البقاء للأصلح)
لقد مرت ملايين الأعوام وألوف الدهور، والطبيعة صماء لا تلين لصراخ الضعفاء وزفير المتوجعين، ونبضات قلبها الكبير لا تضرب إلا على وفق نبضات القلوب المنتصرة، وكأن أصواتها الكثيرة تهتف للصاعد سلم الغلبة، وتشجعه فيدوس على أعناق المنحدرين متخذا من جماجمهم مراقي يصل بها إلى القمة المنشودة. هذا هو ناموس تنازع البقاء وبقاء الأصلح: للقوي البقاء وللضعيف الفناء. ناموس جائر إلا انه قاهر وأحكامه ثابتة لا تتغير .
ولكن، ألا سكبت عليك البركات يا قلوبا سمت بكرمها، فأدركت إن فوق نظام الظلم نظام الرحمة! وأسبغت عليك النعم يا أيدي الشفقة والإحسان، لأنك تكونين الحلقة الإنسانية الذهبية المتعالية على جور الطبيعة طموحا إلى عظمة الإلوهية .
>>>
استعرض ما شئت من فصول التاريخ الطبيعي، تجد بين الحيوان والنبات مصارعة مطردة، وبين النبات والنبات مقاتلة سرية أو علنية بلا تباطؤ ولا مهادنة؛ ومثلها في تاريخ علم طبقات الأرض: فهنا الصخور والمعادن تتزايد وتتناقص، وهناك تراجعت الأمواج في محيطها فاستحالت ارض غارت تحت تقلب الأواذي (الأمواج) مدينة آهلة. ومثلها في تاريخ الفلك حيث تتكون عوالم وتزول عوالم، وليس التاريخ البشري ليختلف عن تلك التواريخ. غير أن الإنسان يمتاز على سائر الكائنات بالعقل والغريزة الاجتماعية، فهو يطبع كل ما يقحم من خطر، ويشهد من حرب، ويركب من هول بطابع هاتين الميزتين. ولمّا كان تنازع القوى الطبيعية ينتهي دوما بصعود الغالب وهبوط المغلوب، كانت نظم الإنسان ومبادئه وأحزانه أبدا في ارتفاع وانخفاض .
(7)
(مع الطبيعة)
أكتب في هذا الصباح على شرفتي الصغيرة والأفق تجلله سجوف القمر العسجدية المزركشة بألوان قوس قزح. والشجيرات حولي يرنحها النسيم فتتمايل سعيدة في الظاهر، ولكن قلبي يحدثني بأن تمايلها هذا قد يكون تململا من أحكام القدر الذي قيدها في مكانها، فكانت حياتها معنى إرغام، أكثر منها معنى اختيار. ولكن أليس الإنسان مثلها في ذلك، ومن يدرينا ما إذا كان البوذيون مخطئين في إثباتهم الإخوة العامة بين الإنسان وجميع المخلوقات؟ مهما كان الأمر، فإني أشعر بقرابة خفية تصلني بهذه المخلوقات الجميلة، واحزن حينما أرى الأوراق تتساقط عن أغصانها. أرى أحداً يقصف الغصون، أو أشهد العناصر الهائجة تقتلع الأشجار. يحزنني أني لا أستطيع الدفاع عن هذه الكائنات الضعيفة في قوتها، ويذهلني ما عندها من ذكاء يفوق ذكاء الإنسان، ما أعظم الغريزة حتى في أدنى أدوارها، أي في العالمين النباتي والحيواني.....
إني أنسى كل شيء في هذا الصباح الأغر، وأعجب بجمال اللون الأخضر الذي يريح البصر ويزين الوجود. كل شجرة خضراء، وكل نبات أخضر، لكلّ خضرة طبيعتها الخاصة ومزاجها الخاص الذي يكوّن لها اخضرارا يختلف عن أي اخضرار آخر. يذهلني أحيانا هذا اللون وأسال نفسي لماذا اختارته الطبيعة دون غيره لتقول به "نعم" . إذا أرادت الأرض سلبا صمتت، وإذا أرادت إيجابا كان كلامها اخضرارا في اخضرار، اخضرار الزرع، واخضرار الرجاء، واخضرار الحياة.
ما أعذب تغريد الأطيار في وسط السكون الشامل، وما أكثر ما في هذا التغريد من المعاني البشرية! إن لي في العصفور الصغير الذي يقمز على قضبان شرفتي أخا، في عينيه السوداويين الجميلتين يرتسم معنى الحياة العميق، وفي كل حركة من حركاته أرى رغبة في البقاء، وطمعا في الخلود.
زهرة من أرض بلادي
جزر بري
د. عثمان شركس / جامعة بيرزيت
الاسم اللاتيني : Daucue carota L. subsp . maxims (Dest) Bell
الاسم الانجليزي : Wild carrot
الاسماء العربية المحلية الشائعة : جزر بري، جزر
العائلة : الخيمية Umbelliterae
الوصف: نبات عشبي ثنائي الحول، يعيش لفترة سنتين تقريبا، يتراوح ارتفاعه ما بين 1-1,8م . وأوراقه مركبة متضاعفة وأعناقه طويلة، ونورته خيمية مركبة، وأزهاره الطرفية بيضاء اللون، أما الموجودة في وسط النورة فيميل لونها إلى الأرجواني، والثمرة ثنائية البذور، والبذور ذات شكل بيضاوي متطاول.
فترة الإزهار: نيسان – أب
التوزيع الجغرافي: ينتشر هذا النبات في السهول وعلى جوانب الطرق والاراضي المهملة في جبال فلسطين الوسطى، وقد جمعت العينة من حرج جامعة بيرزيت.
أهمية النبتة واستعمالاتها: يستخدم هذا النبات في الطب الشعبي، حيث يستفاد من الجذور لاحتوائها على فيتامينات (أ، ب، ج) والأملاح المعدنية. كما يستخدم الجزر البري في علاج التسلخات الجلدية عند الاطفال، وذلك بتلبيخها بالجزر المبشور الطازج، كما يستفاد من هذا النبات، لأمراض نقص الفيتامينات وفي حالات فقر الدم والضعف العام. ويعالج الجزر البري الاسهال عند الأطفال، ويقوي العظام ويدر البول وينصح به في إصابات البرد، كما يخفض نسبة السكر في الدم. يفيد مغلي بذور الجزر البري في علاج مرض الرمل في الكبد وآلام البواسير.
 |
 |
| |
Daucue carota L. subsp . maxims (Dest) Bell |
|
