تشرين الثاني 2009 العدد (19)

مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا

November 2009 No(19)

 

لماذا "آفاق البيئة والتنمية" ؟

منبر البيئة والتنمية الراصد البيئي

أريد حلا

أصدقاء البيئة

شخصية بيئية

تراثيات بيئية

سياحة أثرية وبيئية قراءة في كتاب البيئة والتنمية في صور الاتصال بنا الصفحة الرئيسية

 

سياحة بيئية وأثرية:

بستان الزيتون وكنيسة الجسمانية

إبراهيم سلامة خوري

 

يوجد في هذا البستان ثماني شجرات زيتون قديمة من المعتقد أنها رومانية تعود إلى زمن المسيح حيث شهدت صلاته ونزاعه في المكان؛ وبحسب الفحص المخبري على طريقة كربون (14) ثبت أنها تعود إلى تلك الحقبة. وقد أشار إليها زائرو الأراضي المقدسة منذ القدم وذكروها في مفكراتهم.  وفي سنة (1666) تم شراؤها من قبل الاباء الفرنسيسكان مع باقي آثار الكنائس القديمة التي كانت في المنطقة فأحاطوها بالسور محافظة عليها.

ولو فرضنا أن أشجار الزيتون هذه لم تكن هي ذاتها زمن المسيح فمن المؤكد أنها نبتت على أصول تلك الأشجار الأولى، خصوصا كما هو معروف أن أشجار الزيتون لا تموت.  ومن الجدير بالذكر أن هذه الأشجار ما زالت تثمر إلى يومنا هذا، والمكان لم يتغير.

كنيسة الجسمانية

اقيمت الكنيسة في محاذاة بستان الزيتون وتضم الصخرة حيث صلى السيد المسيح واكتأب. لذلك نرى أن ثيودوسيوس بنى في هذا المكان كنيسة بين(379-393)، ذكرتها الراهبة ايجيريا في مفكرتها. وقد هدمها الفرس سنة (614) ولكن المواطنين المسيحيين أعادوا بناءها خلال حكم الصليبيين، وهدمت هي الأخرى وبقيت بعض أثارها الى أن ابتاع المكان كما أسلفنا الآباء الفرنسيسكان واخذوا في الحفريات الاثرية ما بين سنة(1891-1909) وظهرت لهم بقايا الكنائس السابقة وفي سنة (1924) تم بناء الكنيسة الحالية. ومما يذكر أنهم في آن  واحد قاموا ببناء كنيسة التجلي على جبل طابور. الكنيسة من تخطيط المهندس الإيطالي الشهير انطونيو برلوتسي تدعى كنيسة الجسمانية وأيضا كنيسة النزاع؛ لأنها المكان الذي قاسى فيه السيد المسيح آلام الموت، لأن عرقه الذي شابه قطرات الدم يدل على اقسى حزن وألم يجابهه الإنسان.  قال يسوع:  "إن نفسي حزينة حتى الموت" ولكن يحلو للبعض أن يدعوها كنيسة جميع الشعوب لكونها شيدت من تبرعات شعوب عديدة، وتحمل قبابها الاثنتي عشرة في داخل كل منها شعار البلد الذي قدم تبرعاته.

يقوم بناء الكنيسة على صفين من الأعمدة يقسمها إلى ثلاثة أروقة.  ففي الرواق الأيمن ترى قبة الولايات المتحدة الأميركية والثانية ألمانيا والثالثة كندا والرابعة بلجيكا وفي الرواق الوسط بريطانيا، إسبانيا، فرنسا وإيطاليا. وفي الرواق الشمالي المكسيك، تشيلي، البرازيل والأرجنتين.  فيها ثلاث حنايا مزينة بالفسيفساء الجميلة، الأولى تمثل يسوع يجابه جمهور معتقليه قائلا لهم "أنا هو"، وهي تقدمة من بولونيا.  والحنية الوسطى تمثل يسوع مستندا إلى الصخرة يصلي، بينما التلاميذ الثلاثة يغطون في سبات عميق، وهي تقدمة من هنغاريا. والحنية الثالثة إلى اليسار تمثل قبلة يهوذا الخائن ليسوع وهي تقدمة من الشعب الأيرلندي.

المذبح يتصدر الحنية الوسطى وهو كناية عن بلاطة مرتكزة على حجر منحوت بشكل كأس جميلة إشارة إلى كأس الآلام التي كابدها يسوع. وأمام المذبح تنبسط الصخرة المضمخة بعرق المسيح وقد عزلها عن بقية الصخور الظاهرة في الكنيسة، جماعة المسيحيين الأولين الذين تابعوا التقليد المسيحي القديم، وحافظوا عليها إلى أن بنوا الكنيسة الأولى في القرن الرابع. يحيط بالصخرة درابزون حديدي على شكل إكليل من الشوك إشارة إلى الإكليل الذي وضع على رأس المسيح في يوم محاكمته أمام بلاطس، جمله الفنان بالعصافير التي تلتقط الديدان العالقة بأجسام الأبقار ضخمة الحجم فتريحها، وهذا يرمز إلى أن يسوع يتعزى ويرتاح للصلاة معه ولو ساعة واحدة. وكذلك نرى رمزا أخر وضعه الفنان على إكليل الشوك، وهذا يعطينا فكرة عن نزاع الحمائم التي تمد جناحيها المرتعشين قبل موتها.  وهكذا أراد الفنان الإيطالي أن يعمق تأثر الإنسان وتهيبه أمام آلام المسيح. هناك فاصل حجري يحيط بالصخرة والمذبح ينظم الدخول اليهما. جعلوا نوافذ الكنيسة من المرمر الشفاف(الألبستر) تعطي ضوءا خافتا للكنيسة يعبر عن صلاة يسوع في الليل. أرضية الكنيسة مفروشة بالفسيفساء الجميلة ومعظم زخرفتها منقولة عن الفسيفساء القديمة التي تعود إلى الكنيسة الأولى، وما زال قسم منه على حاله مغطى بالزجاج البلاستي يمكن مشاهدته.

واجهة الكنيسة تزينها الأعمدة تعلوها أربعة تماثيل للإنجيليين الأربعة يتصدرون الرواق المؤدي لمدخل الكنيسة.  تزين هذه الواجهة الفسيفساء التي تمثل المسيح يقدم للاب الأزلي آلامه وأتعابه مضافا إليها آلام جميع الناس على اختلاف مللهم وطبقاتهم.  وفي الأعلى ينتصب صليب يحدق إليه من جانبيه ظبيان.

 

عن:   الدليل السياحي لأهم الأماكن الدينية والأثرية في الأرض المقدسة 

 للأعلىé

 

 

التعليقات

 
 

 

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

 

الاسم:
بريدك الالكتروني:
:
التعليق:

 

 
     
 

 الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا أو المؤسسة الداعمة.