![]() |
![]() |
![]() |
||||||||||||||
|
||||||||||||||||
تشرين الثاني 2009 العدد (19) |
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا |
November 2009 No (19) |
||||||||||||||
![]() |
|
![]() |
||||||||||||||
![]() |
|
![]() |
||||||||||||||
مشـــاهد بيئيــــــة: بيئتنا تستصرخ ..من المسئول سمر شاهين / غزة آفاق البيئة والتنمية البيئة ..عنوان لمستقبل أبنائنا، وأرضنا وهواءنا ...ورغم ذلك، ورغم معرفة أصحاب الاختصاص والمسئولين، إلا أن البيئة الفلسطينية وتحديدا في قطاع غزة، تعاني الكثير، ليس فقط من الاحتلال الإسرائيلي، ولكن من سلوكياتنا الخاطئة التي نمارسها ليل نهار، رغم معرفتنا بأنها خاطئة. وللأسف، تبريراتنا تسبق دوما أفعالنا.
في هذا العدد من زاوية مشاهد، سنرصد جملة من السلوكيات الخاطئة التي
بلا شك تنعكس سلبا ودمارا على صحة الإنسان الغزي وسلامة بيئته.
المِشهد الأول.. يحل المطر ضيفا على قطاع غزة بعد تأخر طال، و تغرق الشوارع من الزخات الاولى. هكذا بدا المشهد في سوق مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، حيث بات المرء يتخوف المضى قدما في الطريق. وتكرر المشهد، بخطورة أكبر، في حي الزيتون شرق المدينة، وتحديدا قرب مدارس الزيتون الابتدائية حيث اخذ الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم العشرة سنين، يلهون في الماء، وقد خلع معظمهم أحذيته وبات يسبح في الماء دون هوادة، غير آبه بما سيلحق بهم من أمراض لا قدر الله. والسؤال أين هي الخطط التي أعدها المسئولون من اجل تصريف مياه الأمطار، أم أن المبررات ستخرج من الحناجز بعد وقوع كارثة ما.
المشهد الثاني .. يعاني قطاع غزة، لاسيما المناطق الشمالية والجنوبية على حد سواء، من أتلال ركام المنازل المهدمة بفعل الآلة العسكرية الإسرائيلية، إذ لا يخلو شارع من ذلك. ورغم خطورتها على التربة والبيئة، إلا أنها لا تزال تراوح مكانها منذ سنوات، الأمر الذي يحول دون استخدام التربة أو الانتفاع بها في المستقبل القريب، لأنها، بحسب الخبراء، قد تلوثت وضعفت وتكونت في باطنها السموم.
المشهد الثالث.. بات المريض في غزة يدرك انه مهما خف مرضه فان المقبرة في انتظاره، نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع منذ ثلاث أعوام من ناحية، والنقص الحاد في الآلات والمعدات من ناحية أخرى. لكن، ما برز في الاونة الأخيرة يؤكد أن الموت هو الحل، حيث باتت تنتشر الأدوية العلاجية دون تاريخ الإنتاج أو تاريخ انتهاء الصلاحية، وان وجدت، فيكون الصنف في أيامه الأخيرة، أو أن صلاحيته انتهت. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تعداه إلى سحب ورقة الإرشادات من داخل العبوة، وأصبح المريض لا يجد سوى كمية الأدوية دون معلومات أخرى عنها .. وان استفسر المريض عن ذلك، يجيبه الصيدلي: "تعرف هذا الدواء عبر الأنفاق، لذا فإننا نحرص على حمل المفيد ولا داعي للورق ..!!". المريض بكر شاكر"54" عاما، قال: "اشتريت كمية من الأدوية بناء على وصفة الطبيب، بعد ان تعرضت لحادث ألزمني الفراش منذ أربعة شهور، إلا أن حالتي الصحية، إثر ذلك العلاج، تراجعت، مما دفعني إلى البحث عن ورقة الإرشادات فلم أجدها. ثم بحثت في الانترنت؛ فوجدت أن هذا الدواء يمنع استخدامه في العديد من الدول، كما أن جانب من تركيباته تضر كبار السن، ولا تتلاءم مع ما أعانيه من الضغط. وحينما تحدثت مع الصيدلي قال لي "ولا يهمك أرجعه وسأرسل لك بديلا، ما لا ينفع مع البشر ينفع مع التربة"، يا الله نحن سنعاني في كل الحالات" هكذا اختتم قوله.
المشهد الرابع ... قلة المياه وانقطاعها عنوان بلا شك للمرحلة القادمة، فالجفاف حليفنا، كيف لا والمياه لم تعد تصل الى المنازل الا في ساعات محددة. وقد يصل بنا الحال الى البحث عن قطرة ماء طيلة يومين أو أكثر. كما ان هذه المياه غير صالحة للاستخدام الآدمي، بحسب الخبير المائي ومدير مصلحة المياه م. منذر شبلاق، في حديثه لآفاق البيئة والتنيمة. ويؤكد شبلاق ان 10% فقط من مياه القطاع صالحة للشرب، أما 90% منها فلا يمكن استخدامها للشرب. لذا فالأمر ينذر بكارثة حقيقية. هنا في حي الدرج، كانت الطفلة "اماني" ذات الاعوام الستة تحمل بيدها الصغيرة جالون ماء بسعة 4 لتر، وتقول: "لا يوجد لدينا ماء منذ ثلاثة ايام، والحمامات الشمسية فرغت. وقد انتقلت إلى الشارع الثاني وعبأت هذا الجالون من عند الجيران الذين تصلهم المياه في وقت مختلف عنا، ولا حل أمامنا الا ذلك".
وتشير الطفلة التي كانت تنادى على الأطفال الذين يطرقون الأبواب بحثا
عن الماء، إلى ان بيت "ابو حسن" يوجد به ماء من البلدية لكنها
ضعيفة، وهذا ما يدفع الأطفال إلى الجري وكأنهم في سباق، لا لشيء الا من
اجل الحصول على قطرة ماء.
المشهد الخامس.. تتوالى المشاهد التي تأبى التوقف، وكأن البيئة الفلسطينية وجدت لتدمر، بل وليتم التفنن في قتلها حتى من أولئك الذين يعتبرون أنفسهم رجال ونساء المجتمع، ولاسيما في المناسبات. ففي عيد الفطر السعيد كانت غزة تغرق في كومة في القمامة واستمر الحال لأيام متواصلة. كنت أتابع سلوك الناس في منتزه الجندي المجهول، وكان الواقع مؤلما؛ فعمال النظافة، شأنهم شأن الآخرين، في إجازة امتدت لأكثر من سبعة أيام، والقاذورات كانت تتجمع خلال الايام السبعة، دون انتباه من احد. أين المسئولون عن هذه التلال من القاذورات، لاسيما أولئك الذين يتشدقون بضرورة النظافة. المضحك المبكي، أن بعض العائلات كانت تحرص على إلقاء مخلفاتها بمحاذاة الآخرين، بعيدا عن مكان تواجدها بمتر أو أقل. |
||||||||||||||||
![]() |
|
![]() |
||||||||||||||
التعليقات |
||||||||||||||||
|
||||||||||||||||
الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا أو المؤسسة الداعمة. |
||||||||||||||||