تحت ستار "حماية البيئة":  شركة إسرائيلية تنوي تشغيل حافلاتها بواسطة الغاز الطبيعي المستخرج من نفايات المستوطنين في الأغوار الفلسطينية المحتلة موارد المياه الفلسطينية بالمنظور الإسرائيلي:  مسألة أمنية استراتيجية من الدرجة الأولى زعرب: بيتي الطيني كومة من الركام والاحتلال السبب

 

نيسان 2009 العدد (13)

مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا

April 2009 No (13)

 

لماذا "آفاق البيئة والتنمية" ؟

منبر البيئة والتنمية الراصد البيئي

أريد حلا

أصدقاء البيئة

شخصية بيئية

تراثيات بيئية

اصدارات بيئية - تنموية قراءة في كتاب البيئة والتنمية في صور الاتصال بنا الصفحة الرئيسية

 
 

 

تحت ستار "حماية البيئة":  شركة إسرائيلية تنوي تشغيل حافلاتها بواسطة الغاز الطبيعي المستخرج من نفايات المستوطنين في الأغوار الفلسطينية المحتلة

خاص بآفاق البيئة والتنمية

 

أفادت جريدة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، بأن شركة حافلات "كونكس" التي تشغل مجموعة من الخطوط في مدن إسرائيل تنوي تشغيل حافلاتها بواسطة الغاز الطبيعي المنتج من النفايات الصلبة.  وتتبع هذه الشركة التي تشغل خطوط مواصلات في طبريا ومستعمرة "موديعين" (في الضفة الغربية) المجموعة العالمية Veolia التي تمتلك بعض مكبات النفايات في إسرائيل. 

وبحسب "يديعوت أحرونوت"، يمر السماد العضوي في المكب بمراحل تحلل مختلفة، تشكل الكميات الكبيرة من الغاز الطبيعي إحدى نتائجها.

الغاز الموجود في المكب (بعد تنقيته) يشبه في تركيبه الغاز الطبيعي المستعمل عالميا لتشغيل السيارات. 

ويتوقع أن يحظى المشروع بمباركة وزارة البيئة الإسرائيلية، وقد عرضته "كونكس" على وزارة المواصلات لدراسة إمكانية تجربته على بعض الحافلات التي ستستورد خصيصا لهذا الغرض. 

إلا أن الشرطة الإسرائيلية، كما تقول الصحيفة الإسرائيلية، قد تفشل هذا المشروع، علما بأنها عارضت في الماضي فكرة تشغيل الحافلات بواسطة الغاز الطبيعي بادعاء أن اسطوانات الغاز الموجودة في الحافلة قد تنفجر في حال حدوث عملية فدائية، مما سيفاقم عدد الإصابات.  وتقول شركة Veolia بأنها تضع بالعادة اسطوانات الغاز على سطح الحافلة، مما يخفض كثيرا خطرها المحتمل، وذلك عكس الحالات المعروفة التي يتم فيها وضع أسطوانات الغاز في الجزء السفلي من الحافلة.

وتشغل Veolia حاليا 4 مكبات نفايات، منها اثنان في جنوب فلسطين وواحد في غور الأردن.  ويوجد في بعض هذه المكبات أنظمة لجمع الغاز.

ويتكون نظام جمع الغاز من سلسلة أنابيب مثبتة داخل أكوام النفايات، بحيث يتسرب الغاز داخل شبكة الأنابيب ليتم توصيله إلى موقع تجميع مركزي.  وإذا ما تمت الموافقة على المشروع فستقيم الشركة محطات لتعبئة الغاز. 

وأعلن "موشي ليسكر" نائب مدير قسم التشغيل في شركة Veolia للمواصلات العامة، بأن شركته تعد طليعية في مجال "الحفاظ على البيئة وتقليل انبعاث الملوثات".  وحسب قوله، يمكن بواسطة الحافلات العاملة على الغاز الوصول إلى مستوى تلوث أقل بكثير من المواصفات الأوروبية السائدة حاليا في إسرائيل.

بقي أن نقول بأن مكب النفايات الذي تديره شركة Veolia في الأغوار الفلسطينية المحتلة، يقع قرب مستعمرة "بيتسئيل"، وتحديدا بين بلدتي فصايل والجفتلك وعلى أراضيهما المصادرة!

يذكر بأن مصدر مكب النفايات المذكور هو المستعمرات الإسرائيلية، علما بأن الأخيرة تعد من أهم مصادر تلويث البيئة الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث إن المصانع الكيماوية الإسرائيلية التي أقيمت في المستعمرات، بسبب منعها من العمل في إسرائيل، تلقي نفاياتها في الأراضي الفلسطينية المجاورة لها فهل مجرد تسويق مشروع شركة Veolia باعتباره "صديقا للبيئة"، ينفي حقيقة كون الأرض المقام عليها المشروع محتلة، وبالتالي، فإن مجمل المشروع وإفرازاته غير شرعي ولا أخلاقي؟  

ثم كيف يستوي مفهوم "العمل الصديق للبيئة" و"تحسين إدارة الموارد" مع الخطط والسياسات والممارسات الإسرائيلية القائمة على أساس نهب مواردنا الطبيعية والبيئية؟  وكيف يستوي التستر تحت شعارات "العمل البيئي الصديق للبيئة" و"حماية البيئة والموارد"، مع سرقة الاحتلال للأرض الفلسطينية وتدميره أخصب الأراضي الزراعية ونهبه الموارد الطبيعية والمائية وهيمنته على الموارد والتكنولوجيا؟    

للأعلىé

 

 

إسرائيل تدعي بأنها تزود السلطة الفلسطينية بأكثر من ضعف كمية المياه التي نصت عليها اتفاقيات أوسلو

موارد المياه الفلسطينية بالمنظور الإسرائيلي:  مسألة أمنية استراتيجية من الدرجة الأولى

جورج كرزم

خاص بآفاق البيئة والتنمية

 

تعاني الضفة الغربية وقطاع غزة من أزمة مياه خطيرة.  ووفقا لاتفاقيات أوسلو، تزود إسرائيل سكان المنطقتين الأخيرتين بكميات محدودة جدا من المياه لا تتجاوز 28.6 مليون متر مكعب سنويا، ومنها 5 ملايين متر مكعب لغزة، علما بأن إسرائيل تسيطر سيطرة مطلقة على جميع مصادر المياه في فلسطين التاريخية.  وتدعي إسرائيل بأنها تزود السلطة الفلسطينية بشكل مباشر، وأيضا من خلال منح الأخيرة تراخيص لحفر آبار جديدة، أكثر من 65 مليون متر مكعب من المياه سنويا، أي أكثر من ضعف الكمية التي نصت عليها اتفاقيات أوسلو.  وتتعامل إسرائيل مع موارد المياه باعتبارها مسألة أمنية استراتيجية من الدرجة الأولى.

الوضع المائي الذي كان سائدا منذ ما قبل أوسلو وحتى اليوم لم يتغير في الجوهر، بل إن الاتفاقيات ثبتت الوضع القائم قبل الاتفاقيات؛ إذ لا تزال إسرائيل تسيطر وتتحكم بشكل فعلي وكامل ومطلق بموارد المياه الفلسطينية واستخداماتها وإدارتها وتوزيعها.

ولا تمتلك إسرائيل كميات كبيرة من الموارد المائية في نطاق حدود الأرض المحتلة عام 1948، وإنما تعتمد على مصادر مائية خارج هذه الحدود، وتحديدا في الضفة الغربية وحوض نهر الأردن ولبنان وسوريا.  ويقدر حجم المياه المنهوبة إسرائيليا من مصادر تقع خارج نطاق الأرض المحتلة عام 1948 بنحو 1103 مليون متر مكعب سنويا، منها حوالي 453 مليون متر مكعب من أحواض الضفة الغربية، والباقي، أي نحو 650 مليون متر مكعب، من حوض نهر الأردن.  وتعادل هذه الكميات ما يقارب 57% من مجمل الاستهلاك الإسرائيلي.

ويتمتع نحو 500 ألف مستعمر إسرائيلي في الضفة الغربية بوفرة غزيرة وغير محدودة من المياه. وفي المتوسط، يستهلك المستعمر الفرد نحو 9 – 10 مرات ما يستهلكه الفرد الفلسطيني.

وحاليا تنهب إسرائيل أكثر من 80% من المياه الجوفية الفلسطينية في الضفة الغربية (453 مليون متر مكعب سنويا) ، وهي تغطي حوالي 25% من الاحتياجات المائية الإسرائيلية، تاركة 20% فقط (118 مليون متر مكعب سنويا) لتلبية جميع الاحتياجات المائية الفلسطينية.  كما يحرم الفلسطينيون من حقهم في استخدام ثروتهم المائية المتمثلة في نهر الأردن والتي كانوا يستخدمونها جزئيا قبل حزيران عام 1967.

وحاليا، يستخدم 4 ملايين فلسطيني في الضفة وقطاع وغزة نحو 323 مليون متر مكعب سنويا من مصادرهم المائية، وذلك لتلبية الاحتياجات المنزلية والصناعية والزراعية. وفي المقابل، يستخدم نحو 6 ملايين إسرائيلي حوالي 2009 مليون متر مكعب من المياه سنويا. ويبلغ استهلاك الفرد الفلسطيني للمياه 83 متراً مكعباً سنويا، مقابل نحو 400 متر مكعب للفرد الإسرائيلي (في إسرائيل). أي إن استهلاك الفرد للمياه في إسرائيل أعلى بنحو 4 – 5 مرات من استهلاك الفرد الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة. وحصة الفرد الفلسطيني لا تتجاوز ربع المعدل الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية.

 

آفاق مستقبلية

بما أن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة يفتقر إلى السيادة السياسية الحقيقية على موارده الطبيعية المتمثلة أساسا بالأرض والمياه اللتين تقعان كليا تحت قبضة الاحتلال، فمن الطبيعي أن يتواصل النضال المبدئي العنيد بجميع  أشكاله، لانتزاع حقوقنا في السيادة الكاملة على أرضنا ومواردنا المائية الجوفية، والمياه السطحية المتمثلة بشكل خاص في منظومة نهر الأردن التي تشمل أيضا بحيرة طبرية. وذلك بدلا من ركون العاجزين إلى المقولة العمومية: "إسرائيل اعترفت، في اتفاقيات أوسلو، بحقوق الفلسطينيين في المياه"، ولكنها (أي إسرائيل) تركت "التفاوض" على "تفاصيل" هذه الحقوق لما يسمى "مفاوضات المرحلة النهائية"، وبالتالي، تمت، عمليا، مباركة فلسطينية رسمية على تثبيت وتكريس عملية النهب الإسرائيلي للمياه الفلسطينية، كما نصت على ذلك اتفاقية أوسلو الثانية التي وضعت قيودا ضخمة على أية عملية تطوير لقطاع المياه الفلسطيني.

وعندئذ، أي بعد ممارستنا السيادة الحقيقية على مواردنا، يمكننا التخطيط بشكل مستقل وحر، دون تدخل وتحكم الاحتلال، لإنشاء بنية تحتية مائية مناسبة، ولحفر المزيد من آبار وشبكات المياه، ولتطوير استراتيجية فعالة للحصاد المائي تتمثل في إنشاء أنظمة تصريف وخزانات مياه في المدن، وسدود وبرك لجمع جزء من المياه المتدفقة إلى الأودية، علما بأن نحو 64 مليون متر مكعب من المياه السطحية الجارية سنويا في الضفة الغربية تضيع سدى.

 وعندئذ أيضا، يمكننا معالجة المياه العادمة، من خلال تطوير شبكات المجاري ومحطات المعالجة التي تعيد إنتاج المياه لاستعمالها في بعض أنواع الزراعات. كما يمكننا إنشاء محطات تحلية المياه المالحة في غزة، وتمديد خط مياه بين الضفة الغربية وقطاع غزة لتزويد الأخير بكميات كبيرة من المياه اللازمة لتغطية العجز المائي المتزايد مع زيادة النمو السكاني.

 للأعلىé

 

البيت البيئي الأول في قطاع غزة أثر بعد عين

زعرب: بيتي الطيني كومة من الركام والاحتلال السبب

 

خاص بآفاق البيئة والتنمية / رفح 

"لم أعش أصعب من هذه الأيام طوال حياتي، أصبح منزلي الطيني كومة من الحطام والركام، خسرت المنزل الجميل، ولم يعد فيه حجر، فقد أصبح أثرا بعد عين".  بهذه الكلمات القاسية مع صرخة مدوية من أعماقه، سرد الصحفي عادل زعرب، 35 عاما، قصته المؤلمة، وكأنه يردد الصدى مع صرخات قوية، خرجت من رحم الألم مجلجلة في فضاء الصحراء الرحب..

حياة بائسة

عادل زعرب شاب فلسطيني تحدى الحصار، يقطن في حي زعرب الواقع على الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي الفلسطينية والمصرية، فقد منزله جراء إطلاق طائرات إف 16 سبعة صواريخ في محيط منطقته. وجلس زعرب  فوق أطلال بيته المهدم يتجرع الذكريات ويحاول إنقاذ بعض ممتلكاته دون جدوى.

يجلس الصحفي الشاب  يتفحص مشهد الدمار والخراب من حوله، ليبرئ قلبه السقيم بعد أن أعياه حبه لأرضه التي دمرت، وشجيراته التي اقتلعت، وملامح مزرعته التي خربت بالكامل وأصبحت أثرا بعد عين، إلا من بقايا صور ما زال يحتفظ بها على جهازه الكمبيوتر المحمول ينقلها معه وينظر إليها فيناجيها وتناجيه.  يجلس وحيدا يتذكر منزله كيف بناه حجرا حجرا ليتحدى به الاحتلال والحصار، وليرسم صورة من الصمود والتحدي ويبعث برسائل إلى الشباب الفلسطيني لخلق بدائل في البناء والتعمير ضد الاحتلال وبطشه، ويعود بذاكرته الممتلئة إلى الوراء ليضم بعض حاجياته المبعثرة والمحطمة.  فقد بنى منزله الذي عاش فيه عاما كاملا هو وأسرته.  ولأنه صاحب روح جميلة وذوق فني عال استخدم في تزيينه التراث الفلسطيني المحبب إلى قلبه واخذ يضم حاجياته إلى صدره ليشتم عبق الماضي، وتأخذه اللهفة إليه لتزول الشجون والأحزان، يعاوده فجأة ذكراه، ويقول: "بنيت بيتي بيدي وجعلته مزارا للوفود والأجانب والصحفيين ووسائل الإعلام، لقد دمره الظلمة، دمروا منزلي عن بكرة أبيه ففيه الشوق والحنين والذكريات، دمروه لكي يحاربونا ويهجرونا من أرضنا".

ويضيف المواطن المكلوم على فراق بيته المميز ويتابع: "كان بيتي الطيني عامرا للزوار، للأدباء والشعراء والفنانين وكنت أقيم فيه أياما للسمر مع الصحفيين والكتاب والشعراء ولنا في كل زاوية  قصة وذكرى".

 

رحلة من المعاناة

ويواصل زعرب: "فما إن أسدل ليل الظلم ستائره السرمدية على قطاع غزة في الحرب العدوانية المسماة بالرصاص المسكوب، وما إن اشتدت حلكة الظلام على حي زعرب الرابض على الحدود المصرية –الفلسطينية، في الثالث عشر من كانون الأول  2009، حتى بدت رحى المواجهة مع الطغاة تدور دورتها.  كان صوت أول صاروخ بمثابة صفارة إنذار شؤم للسكان الأبرياء لمغادرة بيوتهم.  وتحت وقع التهديد واشتداد المعركة، امتزجت في الأجواء أصوات التكبير مع هدير الطائرات والغارات المستمرة.  وخرج الأطفال والشيوخ والنساء من غفوة الحياة لتباغتهم صحوة الموت، وزرعت تهديداتهم الذعر والخوف والهلع، وفي لمح البرق احتدم الصراع، ووقف المغلوبون على أمرهم ينظرون إلى البيوت المنسوفة بأيدي الجبن الغادر، وقفوا يشاهدون وأد بيوتهم أمام أعينهم!! واشتد الضرب وانحنى المواطنون صوب الأرض هرباً من شظايا الصواريخ  التي انطلقت من فوق رؤوسهم، وبأعجوبة نجا الجميع من موت محقق".

لكن لم تكن فرحة زعرب -المراسل الصحفي والذي ينقل معاناة أصحاب المنازل المدمرة والشهداء والجرحى- ببعيد عنه، إذ حاول مع الآخرين جمع شتات نفسه، وهو يراقب  قوى البغي عن كثب من خلف سور قديم متهالك، وهرع يهرول مع المنكوبين أمثاله يشاهدون دمار منازلهم، يقول:

"في لحظات معدودة هدموا بيتي، وذهبت جميع ممتلكاتي أدراج الرياح تحت الأنقاض، إنني أعيش مأساة حقيقية بسبب دمار هذا المنزل الطيني الذي يعتبر لوحة فنية وذو قيمة فنية خاصة.  ما أصعب الحياة عندما تقتلع من جذورك، من عادات آبائك وأجدادك.  فقدت كل أثاث منزلي بفراشه وأثاثه وكمبيوتري الشخصي، وبتحفه وفخاره وبسطه العربية المزركشة التي تعكس أصالة الماضي وعبق التاريخ، وما زلت أنتظر أن أشيده من جديد لكي يصمد في وجه الريح العاتية".

 للأعلىé

 

   

 

 

التعليقاتت

 
 

 

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

 

الاسم:
بريدك الالكتروني:
 
التعليق:

 

 
     
 

 الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا.