|
|
![]() |
|
||||||||||||||
|
نيسان 2009 العدد (13) |
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا |
April 2009 No (13) |
||||||||||||||
|
|
|
|
||||||||||||||
|
|
|
|
||||||||||||||
|
تراثيات بيئية: |
||||||||||||||||
|
البيئة في فكر إخوان الصفا علي خليل حمد إخوان الصفا جمعية تنويرية نشأت في البصرة حوالي سنة 983م، وكانت غايتها إصلاح المجتمع من خلال الثقافة بالاعتماد على تعريف الناس بالمعارف المختلفة في العلوم الطبيعية والرياضية والروحانيات مع التوفيق بين الدين والفلسفة. وتتضمنّ رسائلهم، التي بلغ عددها 52 رسالة، فيما تتضمنه، أقوالاً حول أهمية البيئة وأثرها في التنوع البشري بجانبيه الخَلْقي والخُلُقي، وهي أقوال غير بعيدة عما نجده لدى ابن خلدون في موضوع البيئة، ولكن ما تمتاز به رسائل إخوان الصفا في شأن البيئة هو المرافعات الطويلة التي تقدمها أنواع الحيوان المختلفة في دفاعها عمّا يتمتع به كل نوع منها من سمات مميّزة تنفي ادعاء الإنسان أنه أفضل منها؛ ومن ثم تنفي أحقِّيَّته في الاستعلاء عليها، والتعامل معها بفظاظة كما يفعل الإنسان في العادة.
تأثير طبيعة البلدان في الأخلاق (ج1، ص ص. 302-304) أعلم يا أخي بأن تُرَب البلاد والمدن والقرى تختلف، وأهويتها تتغير من جهات عدة ... وهذه كلّها تؤدي إلى اختلاف أمزجة الأخلاط – المكونات المادية للجسم- واختلاف أمزجة الأخلاط يؤدي إلى اختلاف أخلاق أهلها وطباعهم وألوانهم ولغتهم وعاداتهم وآرائهم ومذاهبهم وأعمالهم وصنائعهم وتدابيرهم وسياساتهم، لا يشبه بعضها بعضا، بل تنفرد كل أمة منها بأشياء من هذه التي تقدم ذكرها لا يشاركها فيها غيرها.
والدليل على ما قلناه مزاج أبدان أهل البلدان الجنوبية من
الحبشة والزنج والنوبة وأهل السّند وأهل الهند، فإنّه لمّا كان الغالب
على أهوية بلادهم الحرارة بمرور الشمس على سمت تلك البلاد مرتين، سخنت
أهويتها، فحمي الجوّ، فاحترقت ظواهر أبدانهم، ويتكرر مثل التفسير السابق لتنوع البشر في خلْقهم وخُلُقهم بحسب اختلاف طبيعة البلدان، في فصل آخر عن خواص الأقاليم:اليم:
خواص الأقاليم وأثرها في التنوع البشري وغيره أعلم يا أخي بأن في كل إقليم من هذه الأقاليم السبعة [تقسيمات جغرافية للكرة الأرضية بحسب خطوط العرض] ألوفاً من المدن تزيد وتنقص، وفي كل مدينة أمم من الناس مختلفة ألسنتهم وألوانهم وطباعهم وآدابهم ومذاهبهم وأعمالهم وصنائعهم وعاداتهم، لا يشبه بعضهم بعضا. وهكذا حكم حيوانها ومعادنها، مختلفة الشكل والطعم واللون والراحة. وسبب ذلك اختلاف أهوية البلاد وتربة البقاع وعذوبة المياة وملوحتها، وكل هذا الاختلاف بحسب طوالع البروج ودرجاتها على آفاق تلك البلاد، بحسب ممّرات الكواكب على مُسامتات تلك البقاع، ومطارح شعاعاتها من الآفاق على تلك المواضع.
أثر البيئة في التربية أعلم بأن العادات الجارية بالمداومة فيها، تقوّي الأخلاق المشاكلة [المشابهة] لها، كما أن النظر في العلوم والمداومة على البحث عنها، والدرس لها، والمذاكرة فيها، يقويّ الحذق بها والرسوخ فيها؛ وهكذا المداومة على استعمال الصنائع، والدؤوب فيها يقوّي الحذق والأستاذية فيها؛ وهكذا جميع الأخلاق والسّجايا. والمثال في ذلك أن كثيراً من الصبيان إذا نشأوا مع النّساء والمخانيث والمعيوبين، وتربّوا معهم، تطبّعوا بأخلاقهم، وصاروا مثلهم، إن لم يكن في كل الخلق ففي بعض. وعلى هذا القياس يجري حكم سائر الأخلاق والسّجايا التي يتطبع عليها الصبيان منذ الصغر، إمّا بأخلاق الآباء والأمهات، أو الإخوة والأخوات والأتراب والأصدقاء والمعلمين والأستاذين المخالطين لهم في تصاريف أحوالهم، وعلى هذا القياس حكم الآراء والمذاهب والديانات جميعا.
أخلاقيات البيئة وتنوع الحياة (ج2، ص. 179) نريد أن نذكر في هذه الرسالة [الثامنة من الجسمانيات الطبيعيات] طرفاً من فضائل الحيوانات وخصالها المحمودة وطبائعها المرضية وشمائلها السليمة، ونبيّن أيضاً طرفاً من طغيان الإنسان وبغيه وتعدّيه على ما سواه ممّا سخّر له من الأنعام والحيوانات أجمع، وكفرانه النعم وغفلته عمّا يجب عليه من أداء الشكر ... وجعلنا بيان ذلك على ألسنة الحيوانات ليكون أبلغ في المواعظ وأبين في الخطاب وأعجب في الحكايات وأظرف في المسامع وأطرف في المنافع وأغوص في الأفكار وأحسن في الاعتبار.
شكوى الحيوان من جور الإنسان (ج2/ ص 208) قال زعيم البهائم: أيها الملك كنا نحن وآباؤنا سكان الأرض قبل خلق آدم أبي البشر قاطنين في أرجائها، ظاعنين في فجاجها، تذهب وتجيء كلّ طائفة منّا في بلاد الله في طلب معايشها، وتتصرّف في صلاح أمورها، كلّ واحد مقبلٌ على شأنه في مكان موافق لمآربه من برّية أو أجمة أو جبل أو ساحل أو تلال أو غياض أو رمال. ثم إن الله، جلّ ثناؤه، خلق آدم أبا البشر وجعله خليفةً في الأرض، وتوالد أولاده وكثرت ذريته، وانتشرت في الأرض، برّاً وبحراًُ، وسهلاً وجبلاً، وضيقوا علينا الأماكن والأوطان، وأخذ منّا من أخذ أسيراً من الغنم والبقر والخيل والبغال والحمير، وسخّروها واستخدموها وأتعبوها بالكدّ والعناء في الأعمال الشاقة من الحمل والركوب في السّفر والحضر والشدّ في الفُدُن والدواليب والطواحين بالقهر والغلبة والضرب والهوان وألوان من العذاب طول أعمارنا، فهرب منا من هرب في البراري والقفار ورؤوس الجبال، وشمّر بنو آدم في طلبنا بأنواع من الحيل، فمن وقع في أيديهم شدّوه بالغلّ والقيد والقنص والذبح والسّلخ وشقّ الأجواف وقطع المفاصل ونتف الرّيش وجزّ الشعر والوبر، ثم نار الطبخ والوقد والتشوِيَة وألوان من العذاب ما لا يبلغ الوصف كنهها. ومع هذه الأحوال كلّها، لا يرضى منّا هؤلاء الآدميّون، حتى ادّعوا علينا أن هذا حق واجب لهم علينا، وأنهم أرباب لنا ونحن عبيد لهم، فمن هرب منا فهو آبقٌ عاصٍ تاركٌ الطاعة، كلّ هذا بلا حجَّةٍ لهم علينا ولا بيانٍ ولا برهانٍ إلاّ القهر والغلبة.غلبة.غلبة.غلبة.غلبة.
ليس الإنسان وحده مهندساً قال الببغاء: أيها الإنسي، أما الذي ذكرت بأن منكم صنّاعاً وأصحاب حرف، فليس ذلك بفضيلة لكم دون غيركم؛ ولكن قد شارككم فيها بعض أصناف الطيور والهوامّ، وغير ذلك من الحيوانات. وبيان ذلك أن النّحل هي من الحشرات، وهي في اتخاذها البيوت وبناء منازل الأولاد، أحذق وأعلم واحكم من صنّاعكم، وأجود وأحسن من بناء المهندسين والبنائين منكم. وذلك أنها تبنى منازلها طبقاتٍ مستديرات كالتّراس، بعضها فوق بعض من غير خشب ولا لَبِن ولا آجرّ ولا جصّ، كأنها غرف من فوقها غرف، وتجعل تقدير بيوتها مسدّساتٍ متساويات الأضلاع والزوايا، لما فيها من إتقان الصنعة وإحكام البنية. ولا تحتاج في عمل ذلك إلى قراءة كتب الهندسة، ولا إلى آلة البركار (الفرجار) والمسطرة تخطّون بها وإلى كونيا [زاوية البنّاء] تقدّرون بها، وإلى شاقول تدلّون بها كما يحتاج البناء إليها من بني آدم. |
||||||||||||||||
|
"ساعة من ساعاته تقضي حاجاته" ناديا البطمة جادت "المستقرضات" علينا بالمطر الغزير الذي أبهج القلوب وأحيا الأمل في النفوس بعد انقطاع طويل للأمطار الفصلية أو الشتوية، ولكن الله الكريم لطف بنا بعد أن أمطرنا العدو بقنابله المدمرة الحارقة للبيئة والبشر في غزة. أمطرنا بالماء ليحيي الأرض والنفوس ويبعث الحياة والحيوية بعد الجفاف في عروق الأحياء، والقلق الشديد من الخطر القادم والخوف من عداء الطبيعة الذي يعني الموت عطشاً وجوعاً وفقراً وغلاء ومرضا وبلاء فوق بلاء الاحتلال وظلمه. وبعد أن كانت "رحمة الله تتدلى وترتفع و"الله يرحمنا برحمته"، جاءت الساعة من الساعات التي أرادها الله أن تعوض الصبر خيراً وتسد الحاجة وكان أسبوع المستقرضات في هذا الموسم "عيد الماء الفلسطيني".
"من قلة هدانا انقلب صيفنا اشتانا" يعبر هذا المثل الشعبي عن حالة تجاوز مدة التساقط للأمطار عن حدها المألوف والمعتاد والطبيعي، من حيث التوقيت، فتنزل الأمطار المتأخرة أو الأمطار الربيعية في فصل الصيف، حيث ينتج عنها خراب المحاصيل والثمار الصيفية، التي تكون بحاجة إلى الحرارة العالية، مع الندى الصيفي فقط لكي تنضج ولا تحتاج إلى هطول الأمطار، وفي مثل هذه الحالة تعتبر من الحالات والسنين الشاذة والمؤذية إلى حد ما. ولم تعهد الذاكرة الشعبية أن ينقلب الشتاء صيفاً بلا أمطار مع غياب ظواهر الشتاء الطبيعية والمألوفة، وحضور ظواهر الجفاف وارتفاع درجة الحرارة نهاراً والبرد القارس ليلاً وغياب الغيوم السوداء في السماء أي "كشاف" وزيادة مدة الإشعاع الشمسي في النهار الشتوي. لا يخلو الزمن من سنين عجاف يقل فيها الخير والمطر ولكن السنوات الأخيرة ضربت رقماً قياسياً في قلة التساقط والتكاتف للمطر والثلوج والبرد، حتى الندى الشتوي المسمى "اصبيب" بات معدوماً. ويرجع هذا كله إلى تأثير التغيرات المناخية والانحباس الحراري العالمي الذي أنتجته دول العالم الصناعي المتحضر، في استخدامها للبترول والطاقة في الصناعات الثقيلة ونواتجها في النفايات والملوثات للبيئة والماء والهواء. فهم يتنعمون ببترولنا العربي ويتحكمون باقتصادنا، ونحن نشقى ونعاني من الآثار السلبية على حياتنا وبيئتنا. هل للعلماء أن يدرسوا مدى الآثار السلبية على البيئة والمناخ والأحياء من جراء العدوان الغاشم وبالكم الهائل من القنابل الفسفورية والحرائق اللهابة على قطاع غزة وعلى المنطقة بعامة؟ وكم سيساهم المطر الذي جاء بعد انحباس، في التلوث الكيماوي للمياه الجوفية والتربة، بإذابته لمواد الحرب المبيدة للحياة والسلامة والفطرة، علاوة على ما سبق؟ ففي خان يونس ظهرت آثار هذا التلوث على الأجنة المشوهة في بطون الأمهات الغزيات في خزاعة. وكذلك حالات ولادة الحيوانات لمواليد مشوهة أيضاً. إنها حالات مفزعة عُرضت على شاشة التلفاز قبل الحرب الظالمة المدمرة. نرجو من الله أن تهطل الأمطار الربيعية بشكل طبيعي ويعم الخير ونبتعد عن التصحر والجفاف.
وهذا المثل العامي اشتهر عن "القدس" عاصمة الثقافة العربية 2009 "ميّتها لم، وعيشتها غم، وصحبتها أكثر من سنة ما بتم" ومرجعية هذا المثل هو كتاب المفصل في تاريخ القدس لعارف العارف. وأقتبس منه هذه الفقرة حول هذا المثل بعنوان القدس كما رأيتها عام 1947: "إنها مقدسة في نظر جميع الأديان. وقد لا نعتدي على الحق إذا قلت أن قدسيتها هذه كانت في أكثر الأوقات السبب في شقائها، وفيما انتابها من رزايا ومحن. أنك إذا أضفت إلى صفاتها المتقدم ذكرها "وهي اليبوسة والجدب وقلة المياه والاختلافات الدينية" أجل، إذا أضفت إلى هذا كله المصائب التي تحملها الجيوش المحتلة من هدم وتخريب، وسفك دماء وتدمير، ومن هنا جاء المثل العامي الذي اشتهر عن القدس: "ميّتها لم، وعيشتها غم، وصحبتها أكثر من سنة ما بتم"، ومعنى المثل: 1.ماؤها. 2. لا تستمر. |
||||||||||||||||
|
عشبة الطيون د. عثمان شركس – أستاذ الجغرافيا الحياتية والبيئية / جامعة بير زيت
الاسم اللاتيني: Inula viscosa (L.) Aiton Syn. Dittrichia viscosa الاسم الانجليزي:Strong-Smelling Inula العائلة: المركبة الاسم العربي الشائع: الطيون
الوصف: الطيون شجيرة او عشبة منتصبة البنية، تكون معمرة لفترة قصيرة (سنتين). و يتراوح ارتفاعها ما بين 50-100 سم. واوراقها ذات طبقة لاصقة "دبق" و من هنا جاء اسمها. والطيون تظهر أول أوراقه و فروعه في فصل الربيع وتخضر (تزداد خضرة) في الصيف حيث تبرز أزهاره. وأوراقه عليها شجيرات دقيقة دبقية وله رائحة قوية منفرة للحشرات. وتنتشر بذور الطيون لمسافات بعيدة وإن الشجيرة الواحدة تنتج حوالي 50.000 بذرة، ويكون انتشار نبات الطيون في مجاري المياه وأطراف الشوارع، وبخاصة في المناطق الحورية والجيرية البنية. فترة الإزهار: حزيران – كانون الأول
التوزيع الجغرافي: ينتشر الطيون في المناطق ذات مناخ البحر المتوسط: في الجبال الوسطى و السهل الساحلي وجبال الجليل وسهل مرج ابن عامر والقسم الشمالي من الأغوار. ويزداد وجوده على جوانب الطرق والأراضي المهملة.
الاستعمال: الطيون من النباتات ذات الاستخدامات الطبية الهامة في الطب الشعبي. وتكمن الفائدة في اوراقه وجذوره السفلية. كما أن عصارته تحوي مواد كثيرة. و الطيون تجفف ثماره وأزهاره وتغلى وتشرب فتنقي المجاري التنفسية، وللحد من البدانة والمسالك البولية. وتغلى جذور الطيون وتوضع الأقدام على مكان تصاعد بخاره لعلاج أمراض الروماتزم. ويشرب مغلي جذور الطيون لعلاج أمراض البروستات "الموثة". وكذلك بعض الفلاحين الفلسطينيين بنقعون أوراق الطيون ويغلونها بكميات كبيرة وبعد أن تبرد المياه يستخدمونها في رش أشجار الكرمة والاشجار المثمرة لقتل الحشرات التي تصيب العنب، وهذه الطريقة ينصح بها بدل استخدام المبيدات الحشرية السامة والتي تؤدي إلى إصابة الانسان بأمراض مختلفة وعلى رأسها أمراض السرطان.
|
||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
|
|
|
|
||||||||||||||
|
التعليقات |
||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
|
االآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا أو المؤسسة الداعمة. |
||||||||||||||||