الزراعة البلدية والعضوية هي الحل الأمثل لإغناء التربة الضعيفة وتحسين إنتاجياتها نشاط لا منهجي للتعرف على مظاهر الاعتداء على المناطق الزراعية

 

نيسان 2009 العدد (13)

مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا

April  2009 No (13)

 

لماذا "آفاق البيئة والتنمية" ؟

منبر البيئة والتنمية

الراصد البيئي

أريد حلا

أصدقاء البيئة

شخصية بيئية

تراثيات بيئية

اصدارات بيئية - تنموية

قراءة في كتاب

البيئة والتنمية في صور

الاتصال بنا

الصفحة الرئيسية

 

أريد حلا:


 
 

 

 

الزراعة البلدية والعضوية هي الحل الأمثل لإغناء التربة الضعيفة وتحسين إنتاجياتها

جورج كرزم

 

قبل عشرات السنين، لم يعرف أجدادنا الفلاحون الآفات والأمراض الزراعية الكثيرة والمتنوعة، التي غزت محاصيلنا مع قدوم الزراعة الكيماوية "الحديثة" إلى منطقتنا.  ذلك أن الآفات لم تشكل آنذاك مشكلة جدية بالنسبة لهم، لأنهم بممارساتهم الزراعية الطبيعية كانوا يحافظون على التوازن الطبيعي بين الآفات والحشرات الضارة وبين أعدائها الطبيعيين.

أما في أيامنا هذه، فإن الكثير من الأراضي الزراعية الفلسطينية أصبحت عقيمة وغير خصبة، بسبب الإفراط في استعمال الكيماويات الزراعية.  وعلى سبيل المثال، فإن مساحات لا يستهان بها من الأراضي الزراعية في مناطق طولكرم وقلقيلية، أصبحت غير صالحة للزراعة، وبخاصة في الزراعة المحمية، وذلك بسبب استعمال الكيماويات الزراعية.  لذا، اضطُر المزارعون إلى نقل البيوت البلاستيكية إلى أماكن جديدة.

وبالرغم من ادعاء أنصار الأسمدة والمبيدات الكيماوية، بأن الأخيرة ترفع من إنتاجية التربة، إلا أن الحقيقة أن الإنتاجية ترتفع بشكل مؤقت وعابر، لموسم واحد أو موسمين فقط؛ حيث، ومع مرور الوقت، تُخَرِّب الكيماويات الزراعية التربة وتقتل خصوبتها.

فما جدوى رفع إنتاجية وحدة المساحة، إذا كانت هذه المساحة ستصبح غير منتجة بعد بضع سنوات؟

وقد أكدت الأبحاث الزراعية، بأن إنتاج كيلوغرام واحد من الغذاء بالطرق الكيماوية، يؤدي إلى خسارة 6 كيلوغرامات من التربة.

كما أن ادعاء شركات الكيماويات الزراعية ووكلائها، بأن الزراعة العضوية تؤدي إلى انخفاض الإنتاج، غير صحيح إطلاقا، لأن الكثير من أنواع الزراعات تتم باستعمال القليل جدا من الكيماويات، ومع ذلك لا تتأثر إنتاجية تلك الزراعات، بل إن إنتاجيتها تتحسن مع استخدام طرق زراعية بيئية وعضوية.

إن استمرار إضافة الأسمدة الكيماوية إلى التربة في بساتيننا وحقولنا، يعني بأننا نعمل على إضعاف التربة وقتلها.  لذا، فإن التربة الضعيفة تحتاج إلى زراعة عضوية تحديدا، لأن الزراعة العضوية تعتمد على الأسمدة الطبيعية التي تُغْني التربة بالمكونات العضوية المخصبة لها.

إذن، التربة الضعيفة، بسبب الكيماويات التي انهكتها واستنزفتها، تحتاج إلى سماد طبيعي أو بلدي لتغذيتها وتقويتها، لأن السماد الكيماوي يزيد من إضعاف التربة وقتلها.

والزراعة العضوية ليست نمطا زراعيا جديدا علينا، بل هي شبيهة، إلى حد كبير، بالزراعة البلدية.  وفي مثل هذه الزراعة، نعطي النباتات كل ما تحتاجه من مغذيات من مصادر طبيعية، بحيث تتم إعادة كل المواد والمنتجات والفضلات التي تنتجها الأرض إلى التربة، مثل روث الحيوانات الطبيعي والبلدي، البذور البلدية، الأدوية الزراعية الطبيعية المكونة بشكل أساسي من الأعشاب والمنتجات الزراعية، وغير ذلك.  فضلا عن اتباع نظام الدورة الزراعية والتنويع الكبير في الأصناف المزروعة.

وفي إطار النظام الزراعي العضوي، يتم تخمير مخلفات المحاصيل الزراعية، والأعشاب وفضلات المطبخ العضوية، وروث الحيوانات، في كومة، أو بداخل حفرة.  والسماد الطبيعي (الكمبوست) يُعَد الحصيلة النهائية لتحلل المواد العضوية.

وتصبح كومة السماد الطبيعي المخمر جيدا، طعاما لملايين الكائنات الحية الدقيقة في التربة.  حيث تفرز تلك الكائنات المعادن المتواجدة في التربة، والتي يحتاجها النبات.

إذن، في الزراعة العضوية، لا تتم تغذية النبات بشكل مباشر، بل بشكل غير مباشر، من خلال تغذية التربة نفسها وليس تغذية النبات، كما يحصل لدى استعمال السماد الكيماوي القابل للذوبان.

وفي الزراعة العضوية، نحصل على محاصيل صحية وتمتاز بالمقاومة الطبيعية للآفات والأمراض.

وكما في الزراعة العضوية، لا يرش المزارعون والبستانيون محاصيلهم بالمواد الكيماوية التي تسبب تلوثا بيئيا وصحيا.

وفي كل سنة، يعمد المزارعون العضويون إلى ممارسة عملية تعاقب المحاصيل، أو ما يعرف بالدورة الزراعية.  أي أنهم لا يزرعون نفس المحصول في نفس قطعة الأرض في كل موسم،  بل يناوبون أصناف المزروعات بين القطع المختلفة للبستان أو الحقل.  فضلا عن زراعة أنواع مختلفة من المحاصيل  بعضها مع بعض، في نفس قطعة الأرض.

ومن خلال عملية تعاقب المحاصيل، والزراعات المتنوعة في نفس قطعة الأرض، تنخفض آفات وأمراض التربة والنبات إلى حدها الأدنى.

وفي الزراعة العضوية أيضا، يكون الاهتمام، بشكل خاص، بزراعة المحاصيل التي تحتاج إلى قليل من المياه، ويتم استعمال المياه بكفاءة، كالري بالتنقيط.

كما أن الحيوانات، في الزراعة العضوية، كما في الزراعة البلدية، ترعى حرة في الحقول بعد حصادها، فتعمل بالتالي على تخصيب التربة.

وفي سياق النظام الزراعي العضوي، لا تُقْذَف مخلفات المطبخ، ولا تُرْمى الأوراق المتساقطة من الأشجار، بل يتم تكويمها  في زاوية من الحديقة، لتُخَمَّر، فَتُسْتَعْمَل في الحديقة، بدلا من شراء السماد الكيماوي التجاري.

إذن، فلنمارس الزراعة البلدية والعضوية، ولنزرع الخضار والفاكهة، دون أن نستخدم المواد الكيماوية.

ولنشتر المواد الغذائية العضوية والبلدية الخالية من الأوساخ الكيماوية.

ولنتذكر أن الغذاء العضوي الكامل والصحي، يساعد في فتح مسامات الجسم لإخراج الأوساخ، وتفادي الأمراض.  كما أن الطعام الطبيعي والعضوي الكامل والمتنوع، يعتبر طعاما صحيا ومتوازنا وواقيا من الأمراض الجدية والخطيرة.

 

للمزيد من التفاعل، أو للحصول على معلومات إضافية، يمكنكم الكتابة على العنوان الإلكتروني التالي:  george@maan-ctr.org

للأعلى

 
 

 

 
 

 
     

 

التعليقات

 
 

 

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

 

الاسم:

بريدك الالكتروني:

 

التعليق:

 
     
 

 االآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا أو المؤسسة الداعمة.