نجحت في تجربتي بتحويل "روث الحيوانات" إلى غاز طبيعي معرض "قمامة إلى الأبد" دلالات بيئية وإنسانية الأمم المتحدة تعتمد «وحدة بيئتي» في جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية ضمن قصص النجاح العالمية بيتي ...(اغنية) النفايات الصلبة (فيديو)

 

كانون الثاني 2009 العدد (10)

مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا 

January 2009 No (10)

 

لماذا "آفاق البيئة والتنمية" ؟

منبر البيئة والتنمية الراصد البيئي

أريد حلا

أصدقاء البيئة

شخصية بيئية

تراثيات بيئية

اصدارات بيئية - تنموية قراءة في كتاب البيئة والتنمية في صور الاتصال بنا الصفحة الرئيسية

 

 أصدقاء البيئة:


 

ياسر أبو ذكار" مخترع جديد في ظل الحصار والتجويع

نجحت في تجربتي بتحويل "روث الحيوانات" إلى غاز طبيعي

 

خاص بآفاق البيئة والتنمية / غزة  

جعل من الحاجة عنوانا لنجاحه... قرر أن يكون صديقا للبيئة فحقق قراره .. استغل كل الموجود ليعيل أسرته فنجح في ذلك..إنه ضيفنا في حلقة "بدائل بيئية رغم الحصار" المواطن المخترع ياسر أبو ذكار (35 عاماً)، من سكان رفح جنوب قطاع غزة.

 

نعم إنها ابتكارات الغزيين التي لم تتوقف للحظة واحدة  رغم قلة الإمكانيات، فمن أفران الطين، واستخدام زيت الطعام كوقود للسيارات، ومحاولة تشغيل سيارة على الماء المقطر في ظل أزمة الوقود بفعل الحصار الإسرائيلي المشدد وحرمان مليون ونصف مليون فلسطيني من أبسط حقوقهم.  نعم إنه ابتكار تحويل فضلات الحيوانات لغاز طبيعي يستخدم لطهي الطعام وإعداد ما تحتاجه العائلة.

وتحدث المواطن المخترع عن كيفية توصله لذلك الاختراع فيقول: " كنت جالساً وسط مجموعة من سكان البلدة يتبادلون الأحاديث، حول ما فعلوه بعد أن نفد غاز الطهي من منازلهم، ووسط أحاديثهم اليائسة، قال أحدهم: "كثير من الدول مرت بأزمات مماثلة خلال الحروب، فلنبحث في شبكة الإنترنت، علنا نجد تجربة مفيدة يمكنها أن تحل مشكلتنا".

 

طاقات متجددة

وأشار أبو ذكار إلى أنه عندما سمع ذلك غادر المجلس، وتوجه إلى نجله يطلب منه البحث، ولم تغمض له عين حتى عثر على تجارب الدول التي تمكنت من الاستفادة من الطاقات المتجددة، وعلى رأسها الصين والجزائر، التي جرت فيها تجارب مماثلة في أعقاب الحرب العالمية الثانية العام 1946.

وتتحدث التجارب التي قرأها أبو ذكار عن دول استطاعت استخدام روث وفضلات الإنسان والحيوان في استخراج غاز قابل للاشتعال، يسمى "البيوغاز" أو الميثان، فلم يتردد وسارع بالاتصال بصديق يعمل مهندساً في إحدى الشركات في ألمانيا، واستشاره في الأمر، فشجعه الأخير، وقدم له نصائح عملية.

 

تجربة غير مكلفة

وأكد أبو ذكار على أنه بلور الفكرة في رأسه، وسارع بتحويلها إلى تجربة بدأت صغيرة، فجمع روث وفضلات الحيوانات التي يربيها في منزله، ووضعها في خزان فارغ للمياه، فأحكم إغلاقه وأخرج منه أنبوبا يتصل بأسطوانة فارغة، وبعد عدة أيام بدأت الفضلات بالتخمر، وبدأ الغاز بالتولد، وامتلأت الاسطوانة بالغاز، وأوصلها بالموقد فاشتعل بقدرة مماثلة لتلك التي يشعلها غاز الطهي التقليدي.

وأشار إلى أن التجربة في البداية كانت محدودة، واستفاد بقدر بسيط، قبل أن يبدأ بزيادة حجم الخزان، ليزيد من الغاز المستخرج.

 

عمل تجاري

ورأى أن هناك إمكانية للتحول إلى عمل تجاري، ربما يدر عليه دخلاً ولاسيما أنه عاطل عن العمل، مشيراً إلى أنه يفكر بجلب صهريج كبير، ووضع الفضلات والروث فيه، ليبدأ بتعبئة اسطوانات له ولجيرانه.

وحول الكمية اللازمة من فضلات الحيوانات لإنتاج الغاز، قال أبو ذكار إن عشرة كيلو غرامات من الفضلات تكفي لاستخراج غاز يفي بحاجة المنزل، وهي كميّة يمكن الحصول عليها من عدد محدود من الماشية.

مشاكل متوقعة

وأشار أبو ذكار إلى أن معظم الأسر الغزية يمكنها إنتاج الغاز المذكور دون تكلفة أو عناء، فغالبية المنازل يوجد فيها حفر امتصاصية، ويمكن إذا ما أحكم إغلاق تلك الحفر أن ينتج الغاز.

وأضاف: إنه وبالرغم من سهولة إنتاج الغاز بالطريقة المذكورة، فإن هناك عدداً من المشكلات قد تعترض من يحاول تنفيذ ذلك المشروع، أبرزها انخفاض درجات الحرارة، والتي يصاحبها في العادة انخفاض في إنتاج غاز الميثان، بسبب عدم حدوث عملية التخمر بالقدر الكافي.

ولفت النظر إلى أن الحفرة تحتاج إلى صيانة دوريّة مكلفة، كما أن الصهاريج المستخدمة يمكن أن تنفجر إذا تعذر إخراج الهواء و تولد أنواعا غير نافعة من الغازات  مع غاز الميثان.

وبدا أبو ذكار سعيدا بنجاح تجربته، التي توقع أن تحل أزمة غاز الطهي بصورة كبيرة، إذا ما أحسن استغلالها، منوهاً إلى أنه ينوي التقدم بطلب لوزارة الزراعة، لمنحه مساحة من الأرض في أراضي المستوطنات المخلاة "المحررات"، ليستغلها في تنفيذ مشروعه.

ودعا أبو ذكار في نهاية حديثه المواطنين والمسؤولين وأصحاب القرار إلى بلورة رؤية وطنية تساهم في استغلال جميع البدائل المتاحة من أجل الحفاظ على البيئة الفلسطينية، ومساعدة المواطنين الذين يعانون جراء نقص البدائل في ظل حرمانهم من كل شيء.

 للأعلىé

معرض "قمامة إلى الأبد" دلالات بيئية وإنسانية 

تحسين يقين

تحويل المهملات إلى موارد مادية واجتماعية، هل هذا ممكن؟

إنه فقط سؤال متعال ومغرور وعصري، جاء من ثقافة الترف والغنى السريع وتكبر البشر؛ ذلك أن هذا السؤال لم يكن يطرق، بل كان يتم التعامل معه بشكل إبداعي وإنساني عملي مفيد، ولو تأملنا فقط أنفسنا قبل سنوات، وكيف كانت الأمهات والجدات، وجداتهن قبل ذلك يتعاملن مع "المهملات" لاكتشفنا أنهن كن عصريات جدا وبيئيات جدا، وسابقات عصرهن.

كان الأصل هو أنه ليس هناك مهملات!

فكل نواتج المواد التي يتم استخدامها تخضع بوعي لمزيد من الانتفاع، فكل نواتج الطعام والشراب، وما تبقى من مواد من عمليات حيوية وتصنيعية، يتم الاستفادة منها في عمليات أخرى، سواء بشكل عفوي، أو بما صار يصطلح عليه ب "التدوير"!

 

لم تكن الأسر تستغني إلا عن أقل القليل، وذاك الأقل القليل كان أيضا يستفاد منه في الاستخدام الزراعي، فبعد أن يتم حرق بعض المواد التي لم نكن مثلا قادرين

 

 على استخدامها، كنا نستخدم الرماد في أعمال الزراعة، أو البناء، فأين المهملات؟

 

لا مهملات كانت!

ثم كان ما كان من علم ومن نقل تجارب الآخرين، والتي حين تم التعرف عليها صار الوعي وتقدير الخبرات المحلية أمرا له دلالة؛ لقد كنا إذن عصريين، وكان معنا البشر من شعوب كثيرة كذلك، وأن المغاير لهذه الثقافة فقط جاء من عصر جديد مغرور، أسرف في الترف، فصار يستغني عن الأشياء الصغيرة والكبيرة.

 

كل شيء مهم، وليس هناك مهملات، ويمكن دوما بسهولة الاستفادة من كل شيء، وإذا لم نفعل ذلك، نكون نحن غير القادرين!

 

 

العيب في البشر لا في الأشياء!

لقد انتقلت هذه الثقافة إلى عالم الفن، هناك في بيروت وليس هذا بعيدا عنا..

وقد مهد القائمون على المعرض بحديث عن مكان بعيد صار مكبا!

رأي العين وسمع الأذن، هناك، في مكان ما وسط المحيط الهادئ، تلوح للجغرافيين ونحن من ورائهم، أرض جديدة.

 قوام هذه الجزيرة/الأرض الجديدة ثلاثة ملايين ونصف المليون من أطنان القمامة، في تزايد متصل بفضل ما تحمله التيارات البحرية إليها من قمامة أربعة أرجاء العالم.

 لم تنشأ هذه الجزيرة/الأرض الجديدة بين ليلة وضحاها... لا بل إنها توجد، على المعنى المكاني، منذ عقود عدة وإن هي اليوم إلا في طور تمدد وتوسع يجعل من مساحتها، على نحو التقريب، ما يعادل مساحة لبنان x  132 (حوالى 1382000 كلم مربع)...

 العبرة المهمة: أننا نعيش في عالم لا يحسن إدارة مخلفاته...

على مثال هذه الجزيرة/الأرض الجديدة المتألفة، من مخلفات من كل واد، تألف معرض قمامة إلى الأبد ــ خاتمة سلسلة من الندوات وورشات العمل التي تتابعت في بيروت صيف عام 2008 ــ من مجموعة من الأعمال الفنية، الرائدة في هذا الباب من أبواب الفن، المتوسلة بما نتعارف على رذله من مخلفات مادة أولية.

 يرتفع أصل الأعمال الفنية التي يتألف منها قمامة إلى الأبد إلى عواصم وبلدان عدة؛ فمن القاهرة إلى ريو دي جينيرو، ومن الولايات المتحدة الأميركية إلى أسبانيا ولبنان، حيث تعبر هذه الأعمال عن مشاريع، فردية وجماعية، تسعى إلى تغيير تفاصيل، ولو صغيرة، من واقع الحال الذي تنشط في دائرته وذلك من خلال إعادة الاعتبار، على نحو فني خلاق، لما نحكم عليه بسلة المهملات.

على مثال تلك الجزيرة/الأرض الجديدة أيضاً، فإن التقاطع بين ما يمكن تسميته، بلا مبالغة، فن القمامة و فن الديزاين، آخذ في إنشاء لغة جديدة من لغات التعبير الفني والاجتماعي. ولعله لا مبالغة في القول أيضاً إن التواصل بين عمّال فن القمامة على مدار العالم، وتبادلهم الأفكار والتجارب، يفتح آفاقاً واسعة في كيفية تحويل المهملات إلى موارد مادية واجتماعية.

قمامة إلى الأبد محاولة للتعبير عن إمكان المصالحة بيننا وبين مهملاتنا... مصالحة لا تتورع عن نفخ الروح في هذه المهملات وعن إنشائها خلقاً جديداً...

لا قمامة بالمعنى السلبي!

إذن تعال نتأمل ونر ونبدع.

وتعال نتأمل إبداعات الإنسان في كل العصور، والتي انطلقت من منطلقات إنسانية، تنظر للآخرين المحتاجين وللأجيال الجديدة أيضا..

لقد فطنت الأديان والثقافات والفنون إلى أهمية تعامل الإنسان مع الأشياء بعيدا عن الجشع، وعن الأنانية، والتي يجيء معرض بيروت في سياقها الإنساني..

ومن يدري لعل الفن يكون رسالة للبشر بأن يحيوا كما ينبغي للإنسان أن يحيا دون إسراف وتبذير، للوصول إلى عالم أكثر نظافة.

إنها طريقة رفيعة ونبيلة إعادة الاعتبار للبيئة وموجوداتها حتى ولو تهيأ لبعض البشر أو أكثرهم أنها "مهملات"!

 إنه ليس عالما لا يحسن إدارة مهملاته فقط بل هو عالم لا يحسن إدارة حياته ومستقبله أيضا!

Ytahseen2001@yahoo.com

للأعلىé

لأول مرة على مستوى منظمات المجتمع المدني في المنطقة العربية

الأمم المتحدة تعتمد «وحدة بيئتي» في جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية ضمن قصص النجاح العالمية

أجرى الحـوار عـماد سـعد / المنامة (البحرين)

لا شيء يأتي من فراغ ولا شيء يفنى؛ تلك مقولة فكرية فلسفية تعتبر من ثوابت القدر يمكن تطبيقها في الإطار العلمي البحت، وكذلك الأطر الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والثقافية الأخرى دون منازع؛ لأن الإبداع الإنساني هو نتاج فعل بشري متواصل الأطراف لا تحده حدود الروتين، فضاؤه الحلم والأمل بغد أفضل، وخصوصاً إذا كانت الفئة المستهدفة هي أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض هوناً.

وحديثي هذا هو بمثابة التأكيد على أحقية وخلفية وأهلية نجاح مشروع (وحدة بيئتي) التابع لبرنامج المواطنة البيئية بجمعية البحرين النسائية - للتنمية الإنسانية، المعتمد من قبل منظمة الأمم المتحدة. حيث جاء الاعتراف وقبول المشروع ضمن قصص النجاح التي تعرض على موقع التجارب الناجحة للمنظمات الاستشارية في منظمة الأمم المتحدة وفق المعايير والشروط المعتمدة لدى اللجنة الخاصة بعرض هذه القصص، وذلك ضمن الممارسات والتجارب في مجال التنمية المستدامة حيث يعتبر المشروع أول قصة نجاح في منطقة الخليج العربي يتم اعتمادها على هذا الموقع.

إنها فكرة وإنجاز آخر يضاف إلى سجل إنجازات المنظمات الأهلية في مملكة البحرين وتميزها على المستوى الدولي، وتعتبر (وحدة بيئتي) أول دليل إرشادي في مملكة البحرين مخصص لرياض الأطفال تم إعداده في عام 2002 من قبل برنامج المواطنة البيئية في جمعية البحرين النسائية – للتنمية الانسانية؛ ولقد ارتأت الجمعية ضرورة البدء في مشروع التربية البيئية هذا من مرحلة رياض الأطفال لأن فترة الطفولة المبكرة من أهم الفترات التي تحدد معالم السلوك الاجتماعي؛ لذا فإن مضمون الوحدة التعليمية (بيئتي) جاء مسايراً لمراكز اهتمامات الطفل في هذه المرحلة العمرية المبكرة والتي تؤكد حبه وميله التلقائي للطبيعة ورهافة حسه لما يحيط به.

ضمن هذا الإطار التقينا فريق عمل مشروع (وحدة بيئتي) في العاصمة البحرينية المنامة، فريق ملؤه الحماسة والمعرفة الواعية على قاعدة المواطنة الإنسانية، وكيف لا، فهم أبناء وامتداد لأبطال رحلة البحث عن الحقيقة الأزلية وسر الوجود (جلجامش وأنكيدو) في رحلتيهما إلى جنة الخلود في أرض دلمون.

في البداية التقينا السيدة جهاد جعفر مسئولة المشروع، وزميلاتها عضوات الفريق وسألناهن عن البدايات وقصة النجاح، وكان الحوار التالي:

من أين بدأت فكرة المشروع ومنذ متى؟ وما هي أهداف المشروع على الصعيد المحلي ؟

تقول الأستاذة جهاد جعفر: قمنا بإعداد وتصميم أول دليل إرشادي في مملكة البحرين لرياض الأطفال أطلقنا عليه اسم "وحدة بيئتي". فلقد ارتأت الجمعية ضرورة البدء في التربية البيئية مبكرًا من مرحلة رياض الأطفال لأن فترة الطفولة المبكرة من أهم الفترات لتحديد معالم السلوك الاجتماعي؛ لذا فإن مضمون الوحدة التعليمية " بيئتي" جاء مسايراً لمراكز اهتمامات الطفل في هذه المرحلة العمرية المبكرة والتي تؤكد حبه وميله التلقائي للطبيعة ورهافة حسه لما يحيط به، ويشتمل هذا المنهج على مفاهيم بيئية ودروس وأنشطة عملية وتجارب بهدف تعليم الطفل احترام الطبيعة والكائنات والتفاعل معها بعاطفة محبة، والمساهمة في حمايتها والحفاظ عليها، كما يتم تدريب مدرسات الرياض على هذه الوحدة وكيفية استخدام الدليل الإرشادي لتطبيقها في رياض الأطفال.

هذا وقد كانت أول روضة رائدة في تطبيق الوحدة هي "روضة وحضانة الحنان" في عام 2002 ، بعد أن قام فريق التدريب بتأهيل القائمين على تطبيق المنهج عبر إقامة ورشة عمل لهذا الغرض. وبعد النتائج الإيجابية التي حققها البرنامج والآثار الملموسة التي انعكست على سلوكيات أطفال الروضة أعربت عدة رياض بمملكة البحرين عن استعدادها لتطبيق الدليل الإرشادي لوحدة بيئتي بعد أن عقد فريق العمل عدة لقاءات مع مسئولي الرياض النموذجية بالمملكة، حيث بلغ عدد الرياض المستفيدة من الوحدة حالياً 10  رياض  يقوم فيها فريق الإعداد بتقديم التدريب والإشراف اللازمين قبل وأثناء التطبيق في الروضة، حيث يتم تطبيقها بمناسبة يوم الأرض العالمي في أبريل من كل عام.

وفي مايو 2008 تم تكريم جميع رياض الأطفال التي طبقت وحدة بيئتي في مناهجها منذ عام 2002 ولغاية 2008 في حفل كبير بمناسبة مرور ست سنوات على استحداث أول منهج بيئي يدرس في رياض الأطفال بمملكة البحرين حضره عدد من الصحفيين والإعلاميين. وفي هذا المنهج مجموعة من الأنشطة المتنوعة والمتعددة والتي توظف وتعمل على تغذية فكرية وعملية للتربية البيئية لمرحلة رياض الأطفال.

ما هي أهـداف هذا المشروع:

نود هنا أن نُعـرّف التربية البيئية، وهي التنشئة على حب الطبيعة وحماية المحيط بغرس القيم والمبادئ البيئية لدى الأطفال. واكتساب مواقف وأنماط سلوكية بيئية كالمحافظة على النظافة في البيت والحي والروضة والمدرسة والشارع والشاطئ والعناية بالحدائق ورعاية الأزهار وحماية الأشجار. وإدراك الطفل أسباب التلوث ومخاطره على الإنسان والحيوان والنبات والكون. وكذلك معرفة خطورة اختلال هذا التوازن وما ينتج عنه من كوارث طبيعية. فالبدء في التربية البيئية مبكرًا من مرحلة رياض الأطفال ضرورية لأن فترة الطفولة المبكرة من أهم الفترات لميل الطفل التلقائي للطبيعة ورهافة حسه لما يحيط به.

من هو فريق العمل في المشروع وماهي مهامهم التنفيذية؟

المسئولة:  جهاد جعفر- المراجعة والموافقة على التعديلات والرسومات والمتابعة مع رياض الأطفال المطبقة للمشروع وتدريب مدرسات رياض الأطفال.

المساعدتان: مهناز كاظمي وجميلة الصيرفي - مراجعة وتمحيص طبعة 2002.

المسئولة الفنية: الأستاذة فريدة حيدر، العمل على إعداد المواد التعليمية والإرشادية الخاصة بالوحدة، وذلك لتسهيل تدريسه وتعليمه لأطفال رياض الأطفال بمساعدة بدور رجب.

هل هناك ميزانية للمشروع؟

بالطبع المشروع بحاجة إلى ميزانية كبيرة، ونود أن نشير إلى أن نوجه الشكر الجزيل لعدة جهات تبرعت للمشروع، ولكننا مازلنا بحاجة لدعم المراحل القادمة وتتمثل في المرحلة الأولى: الفئة المستهدفة هي رياض الأطفال، والمرحلة الثانية: إدماج البرنامج التعليمي وشخصية "ونيس"البيئية التي ابتكرتها الجمعية. والمرحلة الثالثة: Multimedia package ، والمرحلة الرابعة: المركز الإعلامي / التوعية والعمل داخل وخارج حدود المملكة

ما هي النتائج التي وصلتم إليها لحد الآن على الصعيد المحلي؟

تقول جهاد إننا كفريق عمل متضامن طبقنا المنهج في 10 من رياض الأطفال منذ بداية استحداث الوحدة وحتى عام 2008 ، وحققنا نتائج مبهرة، حيث تم إشراك الطفل في القضايا البيئية وإشعاره بمشكلاته وتعلمه للسلوك الملائم في جو مرح، وفي تمارين وأنشطة محفزة يشعر فيها بمتعة الاستكشاف وبمزيد من الثقة في النفس، بالإضافة إلى بناء على هذه النتائج الممتازة، هناك طلب متزايد من بعض الرياض بتدريب المدرسات على الأسس الصحيحة لتوصيل المفاهيم إلى الأطفال

هل من رؤية مستقبلية لتطوير المشروع أو تعميمه سواء في البحرين أو دول المنطقة؟

نعم فعلى الصعيد المحلي هناك توجه لترجمة الوحدة  إلى اللغة الانجليزية لتطبيقها في الرياض والمدارس الخاصة، والتعاون مع وزارة التربية والتعليم لإدراج الوحدة ضمن المنهج الابتدائي.

إقامة ورش تعريفية في بعض الدول العربية وتشجيعهم على تطبيق المنهج في الرياض.

وفي انجاز آخر يضاف إلى سجل إنجازات المنظمات الأهلية في مملكة البحرين وتميزها على مستوى دولي، تم قبول مشروع " وحدة بيئتي " ضمن قصص النجاح التي تعرض على موقع التجارب الناجحة للمنظمات الإستشارية في منظمة الأمم المتحدة وفق المعاييروالشروط المعتمدة لدى اللجنة الخاصة بعرض هذه القصص، وذلك ضمن الممارسات والتجارب في مجال التنمية المستدامة، حيث يعتبر المشروع أول قصة نجاح في منطقة الخليج العربي يتم اعتمادها على هذا الموقع والذي تم اختيار التجربة الناجحة ضمن التجارب التي تم عرضها لتبادل المعرفة والخبرات مع الدول المجاورة في المنطقة بإشراف من الأمم المتحدة

ما هو برنامج المواطنة البيئية؟ وما هي أهدافه المحلية؟

تبنت جمعية البحرين النسائية - للتنمية الإنسانية مفهوم المواطنة البيئية في المنتدى التحضيري لقمة جوهانسبرغ للتنمية المستدامة بالمنامة، للمنظمات غير الحكومية في 8 سبتمبر 2001، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP). وتم إعلان برنامج المواطنة البيئية إثر ذلك عام 2002م كأحد برامج جمعية البحرين النسائية - للتنمية الإنسانية الرئيسية الذي يعنى بالبيئة والتنمية المستدامة.

فالمواطنة في مفهومها المتطور لا تعني أن يكون مواطن العصر مواطنا داخل وطنه فحسب بل عضوا نشيطا وفاعلا وسط المجتمع الإنساني ككل، ولتحقيق هذه المواطنة فإن عليه واجبات تجاه شعوب العالم الأخرى، فهو بالتالي مواطن ذو صبغة عالمية يحمل على عاتقه مسؤولية تتجاوز الحدود الجغرافية لبلاده للعالم بأسره

الأهداف الرئيسية لبرنامج المواطنة البيئية وكيف تم ربط المشروع به:

أهداف برنامج المواطنة البيئية هي على النحو التالي:

1- التوعية والتمكين في مجال التنمية البيئية المستدامة.

2- نشر وتفعيل مبادئ (ميثاق  الأرض) والتي تبنتها الجمعية في سنة 2002 ، وبدأت بتقديم ورش عمل فيها منذ 2004. 

3- تمكين فئة الشباب وتوضيح دورهم في مسيرة التنمية المستدامة.

4- غرس مفاهيم التنمية البيئية المستدامة لدى فئة الأطفال.

5- الإسهام في خلق استهلاك واع لدى مختلف فئات المجتمع.

6- تمكين الفرد معرفياً ومهاراتياً وتعريفه بدوره الفاعل في التنمية المستدامة في مختلف المجالات.

7- التوعية بمشكلة تغير المناخ ودور الأفراد والمؤسسات في الحد من هذه الظاهرة.

8- تبادل الخبرات بين المنظمات الحكومية وغير الحكومية وبين اللجنة الخاصة ببرنامج المواطنة البيئية التابع إلى برنامج الأمم المتحدة للبيئة لدول غرب آسيا (UNEP)

وكما هو واضح من أهداف البرنامج فإن مشروع "وحدة بيئتي " يأتي ضمن تحقيق أهداف البرنامج وبخاصة الهدفين الأول والرابع.

أما بخصوص مشاريع برنامج المواطنة البيئية فهي متعددة نستعرضها في السطور القادمة معتمدين على الفئة العمرية في تصنيفها.

أولا: الأطفال: لدينا مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية، وتشمل الأنشطة التعليمية مثل "وحدة بئتي " و"النادي البيئي ".

ثانيا: الشباب: المرحلة الإعدادية والمرحلة الثانوية والجامعة، وتشمل تقديم ورش عمل وندوات ومهرجانات في المناسبات البيئية.

ثالثا: الكبار: أعضاء مؤسسات المجتمع المدني، والعاملون والموظفون، وربات البيوت. تشمل تقديم الورش والندوات والمشاركة بأوراق في المؤتمرات البيئية المحلية والخارجية، ونشر المقالات والبطاقات في المناسبات البيئية المختلفة.

رابعا: فعاليات الشأن العام: مثل الشؤون المحلية العامة، والفعاليات الوطنية، والمبادئ العالمية. وتتمثل في أنشطة اعلامية بالمشاركة في حلقات إذاعية أو مرئية أو بطاقات فنية أو مهرجانات عامة في المجمعات التجارية

كيف يمكن تفعيل دور المواطن البحريني في برنامج المواطنة البيئية؟ وهل من صعوبات؟ وإلى أين وصلتم في برنامج المواطنة البيئية على صعيد مملكة البحرين؟

كل مواطن بحريني ومن خلال موقعه في المجتع وعلى اختلاف هذه المواقع من شخص لآخر يتحمل مسؤولية تطبيف وتفعيل المبادئ ولمفاهيم البيئية التي يطرحها برنامج المواطنة البيئية في أنشطته وفعاليته المختلفة والتي تستهدف رفع الوعي البيئي بالمجتمع. 

أما بالنسبة لوصولنا في برنامج المواطنة البيئية على صعيد مملكة البحرين فهو من خلال عضويتنا في المؤسسات العربية و العالمية: مثال: الشبكة العربية للبيئة والتنمية، مؤتمر تونزا (فوز 3 عضوات من الجمعية لثلاث دورات على التوالي بمنصب المستشار الشبابي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لاقليم غرب آسيا)، والاتحاد العالمي لصون الطبيعة (IUCN). وحصولنا على الصفة الاستشارية للمنظمات الدولية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة

كيف بدأت الجمعية في تسويق مشروع وحدة بيئتي على الصعيد الدولي؟

التعريف به في المؤتمرات العالمية كالذي أقيم في المؤتمر العالمي لصون الطبيعة في برشلونة في أكتوبر 2008 والذي نال على إعجاب الزائرين لمعرض الجمعية. والتعريف به في برنامج الأمم المتحدة كما ذكر سابقا. وعدد آخر من المؤتمرات والتجمعات البيئية حيث تم عرض فكرة "وحدة بيئتي" كمشروع متميز وفريد في مملكة البحرين. وتم عرضه في لقاء المواطنة البيئية في القاهرة في العام 2003 بتنظيم من الشبكة العربية للبيئة والتنمية حيث شجع الحضور الفريق على التطويروالاستمرار في البرنامج

هل من فائدة مرجوة من تسويق المشروع إقليمياً أو دولياً ؟

بالطبع توجد فائدة كبرى، يكفي أن المشروع أسس بجهود بحرينية وأي نجاح للمشروع ليس نجاحاً للجمعية فحسب بل للمملكة ككل. والأهم من ذلك أن هدف المشروع هو مشاركة الأجيال القادمة في الحفاظ على البيئة المحلية والعالمية والتأكيد على دورهم في التنمية المستدامة وبذلك تكون الجمعية قد أدت دورها عملياً. 

ما هي صعوبات تطبيق برنامج المواطنة البيئية؟ وهل يشمل كافة فئات المجتمع المحلي؟

- الصعوبات: قلة الموارد المالية، جدير بالذكر أن الدعم يخصص لجميع المراحل من المشروع التعليمي، والذي سيغطي الأعوام الدراسية القادمة، والحصول على التمويل اللازم من مؤسسات وشركات القطاع الخاص المهتمة بقضايا البيئة التي باتت تشغل العالم أمر ضروري، إذ لم تعد تعني قطاع البيئة فقط بل كل إنسان واعٍ على سطح هذا الكوكب.

كما أن مشروع بيئتي يشمل كافة فئات المجتمع على سبيل المثال: منهج بيئتي لفئة رياض الأطفال. وميثاق الأرض لكل الشرائح وخصوصا الشباب (من خلال ورش العمل في الجمعيات والجامعات والمدارس). و(ونيس) يشمل فئة الأطفال من خلال منهج بيئتي، والشباب والكبار من خلال الحملات التوعوية المزمع القيام بها وخصوصا فترة التخييم.

 

هل من كلمة أخيرة:

وفي ختام حوارنا هذا مع الأستاذة جهاد جعفر مسؤولة مشروع وحدة بيئتي في جمعية البحرين النسائية – للتنمية الإنسانية قالت بأن الجمعية تسعى جاهدة للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المواطنين باختلاف مستوياتهم الاجتماعية والعمرية والثقافية باذلة في ذلك جهوداً مضنية ليخرج عملها في صورة إبداعية مبتكرة لضمان "أن تفعل الكلمة سحرها في التغيير".

للأعلىé

 

التعليقات

 
 

 

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

 

الاسم:
بريدك الالكتروني:
 
التعليق:

 

 
     
 

 الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا أو المؤسسة الداعمة.