; اصدقاء البيئة والتنمية
 
 
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
تموز - آب 2013 - العدد 56
 
Untitled Document  

:اصدقاء البيئة و التنمية
_______________

هلال ملحيس: سبعيني يُلاحق قضايا البيئة!

1
1


هلال ملحيس: سبعيني يُلاحق قضايا البيئة!

عبد الباسط خلف
خاص بآفاق البيئة والتنمية

تتخذ السعادة مكاناً دائمًا في وجه هلال راشد ملحيس (75 عاماً)، في كل مرة ينجح فيها بالمشاركة في أنشطة بيئية. الهوس الذي صار يسيطر عليه منذ خرج إلى التقاعد من مهنة التدريس.
يقول بلغة عربية سليمة النحو والصرف: منذ سنوات أحرص على عدم تفويت أية فرصة لمؤتمر أو معرض أو ندوة أو جولة بيئية، لأن البيئة هي الأوكسجين الذي أتنفسه، وهي الحياة والرئة، وأيضاً الخضرة والكنز الذي لا ينضب، والهواء الطبيعي، وطوال حياتي لم أنفث سيجارة واحدة، ولم أشعل (نرجيلة)، وأحرص على استخدام المواصلات العامة ما أمكن، وأقضي الكثير من تنقلاتي سيراً على الأقدام، ولا أذهب إلا لمكان عملي وسط نابلس مشياً في الشتاء والصيف.
وأبصر ملحيس النور عام 1938 بمدينة نابلس، وأنهى دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية فيها، وواصل تعليمه متنقلا بين جامعة بيرزيت، والجامعة اللبنانية، و"العبرية" في القدس، وغيرها، وتجول في تدريس اللغة الإنجليزية إلى أن وصل سن التقاعد، وأسس مكتباً للترجمة من العربية إلى الإنجليزية والعبرية.

فلسفة خاصة
يفيد: أتسلح بفلسفة الأديب المصري نجيب محفوظ، الذي لخص فلسفة الحياة بالعمر المديد، والصحة، والإنتاحية. وأحرص على العيش في جو صحي بتنا نفتقده؛ بسبب التطور التكنولوجي، فكلما زاد التقدم الصناعي ارتفع التلوث، وبتنا نعيش في ورطة.
يزيد: قبل الثورة الصناعية واختراع الآلة البخارية كنقطة بداية، كان الإنسان يعيش حياة طبيعية وبدائية بسيطة، وبالكاد كان يشعر بالتلوث، ولم تكن المواد البلاستيكية والبتروكيماويات منتشرة، وكان كل شيء على طبيعته.
ووفق ملحيس فقد كانت نابلس، يوم كان طفلاً، جنة يسير وسطها نهر، محاط بين عيبال وجرزيم، وتنتشر حوله مزارع الخضرة، والأشجار الباسقة، إلا أن المشهد تغير، بعد أن كانت ربع مساحتها للسكن وثلاثة أرباعها للخضرة. فيما كان التجار لا يعرفون غير الأكياس الورقية، ولم تنتشر الأواني البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة، وكان النابلسيون يستخدمون الفخار بدل الأوعية البلاستيكية، كمغاطيس اللبن وبقلولة العسل وبطاط الزيت.
يقول: أذكر كيف كان يحرص الأهالي على التسوق بسلال القش، ولم تكن السيدات ترمي اي سلة رغم قدمها، بل كن يستصلحنها مراراً. ولم تنتشر الشامبوهات الجاهزة، بل كان الأمر مقتصراً على الصابون النابلسي الطبيعي، وصابون الغار، الذي أحرص على استخدامه، ولكن اليوم تغير كل شيء تقريباً في المدينة فاختلفت كثيراً.

تقليد خاص
ومنذ خروج ملحيس إلى التقاعد، بدأ بتقليد خاص، إذا أخذ يثقف نفسه، ويمنحها ما حرمت منها، وصار يثقف نفسه، ولا يوفر فرصة إلا والتحق بها من مؤتمرات وأنشطة بيئية وتثقيفية؛ لأجل الاستمرارية ولأنه يؤمن بقاعدة إنجليزية تقول أن الإنسان يولد من جديد بعد سن التقاعد.
يوالي: أقسم وقتي اليوم إلى ثلاثة أقسام: ثمان ساعات للعمل، ومثلها للنوم، وثمانية أخرى للاستجمام، الذي أجده في التثقيف والمشاركة في أنشطة بيئية. وسافرت إلى عمان ودمشق وبيروت لأنشطة مماثلة، وأفعل الشيء نفسه داخل الوطن كبيت لحم وجنين ورام الله ونابلس.
لا يكترث ملحيس، الأب لأربعة أبناء و11 حفيدًا بالتعليقات الحادة والمزعجة التي يسمعها، والتي تحاول التقليل من شغفة بالبيئة وبالثقافة، كحال أن ما يفعل" مهارة لا تفيد أحداً" و"أن العمر والعمر بحاجة إلى سترة"، مؤكداً أنه يملك ما يكفي من الثقة للاستمرار بما يمارسه ويؤمن به، وسيظل يخصص كل راتبه التقاعدي لتثقيف نفسه.

 

الإضاءة الكفوءة

وكالة الطاقة الدولية
خاص بآفاق البيئة والتنمية

تمثل الإضاءة حوالي خُمس استهلاك الكهرباء. ومن الممكن توفير 38% على الأقل من استهلاك الإضاءة للطاقة عالمياً على نحو مجد اقتصاديا عن طريق استخدام أكبر لتقنيات الإضاءة الكفوءة.  تساوي هذه الوفورات 9.3 إكساجول في العام و1.2 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون في العام بحلول عام 2030.
تعد الأولوية الأولى التقليص التدريجي للمصباح المتوهج التقليدي، لصالح المصباح الفلوري المدمج الأكفأ بمقدار أربع لخمس مرات. 
يستهلك القدر الأكبر من كهرباء الإضاءة في الداخل. ومن اجل تحقيق الحد الأقصى للتوفير، هناك حاجة إلى السياسات التي تركز على أداء نظام الإضاءة ككل، والتي تحمّل المسؤولية لهؤلاء الذين يقومون بتصميم وتركيب وتشغيل تلك النظم.
بالنسبة للإضاءة الخارجية، فإن استبدال مصابيح بخار الزئبق غير الكفوءة بمصباح هاليد المعدني الخزفي أو مصابيح الصوديوم ذات الضغط العالي بإمكانه أن يقلل تكلفة الطاقة بنسبة 40% وأن يحقق عائداً تقدر نسبته بحوالي 50%. 
يجب أيضاً فعل الكثير للأشخاص البالغ عددهم 1.6 مليار نسمة الذين لا تتوفر لديهم الكهرباء، بحيث يجب أن يعتمدوا على وقود الخشب غير الكفؤ والكيروسين.  إن إتاحة مصادر للطاقة أكثر استدامة، ستقلل من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من إزالة الغابات كما ستحسن من نوعية الحياة بدرجة كبيرة.
أن التوفير في الطاقة عن طريق اعتماد تقنيات إضاءة كفوءة مسألة مجدية اقتصادياً جداً.  توصي وكالة الطاقة الدولية بعمل الآتي:
-أن تصدق الحكومات على هدف اعتماد أفضل الممارسات في جميع جوانب الإضاءة.  بحيث يجب أن تتحرك الأخيرة لتحقيق التقليل التدريجي من استخدام المصابيح الوهاجة غير الكفوءة حالما يمكن تحقيق ذلك تجارياً واقتصادياً. 
-عند السعي لتحقيق هذا الهدف، هناك حاجة لوضع جداول زمنية مناسبة وأهداف ملائمة للأداء؛ كما يجب تنسيق أعمال الحكومة والصناعة على الصعيد الدولي لضمان وجود إمداد كافٍ من المصابيح البديلة الأكفأ ذات الجودة العالية.

المباني غير السكنية والتقليل التدريجي من الإضاءة غير الكفوءة التي تعمل بالوقود
يجب أن تعد الحكومات باقة من التدابير لضمان تحقيق أكثر أنواع الإضاءة كفاءة من حيث الطاقة وأقلها تكلفة في المباني غير السكنية.
يجب أن تضم باقة التدابير ما يلي:
-إدماج متطلبات أداء الطاقة لنظم الإضاءة في قوانين البناء والنظم المنطبقة على تركيب الإضاءة في القطاعات التجارية والعامة والصناعية والعمرانية والسكنية.  وهذه المتطلبات تتمثل في: 

  • التدابير المستهدفة لتشجيع تحكم أفضل في الإضاءة وتفادي إضاءة الأماكن غير المأهولة.
  • تحديد نظم إضاءة الخدمات العامة في المباني الجديدة غير السكنية أو الإضاءة التي تحل محل تلك الموجودة في المباني غير السكنية، بحيث يجب ألا تسحب أكثر من 10 واط من الكهرباء للمتر المربع من المناطق الداخلية عند حساب المتوسط للمبنى ككل.
  • أن يتم بناء المبنى على أساس مراجعة مستويات الإضاءة الموصى بها، بما في ذلك مراجعة أقران كاملة تقارن بين التوصيات المحلية مع تلك المطبقة دولياً، لضمان عدم وجود مستويات إضاءة زائدة عن الحد في الإرشادات الوطنية؛
  • المسارعة بتقليص استخدام تقنيات إضاءة الشوارع غير الكفوءة مثل مصابيح بخار الزئبق. 
  • يجب أن تدعم الحكومات الجهود الدولية لتحفيز اعتماد البدائل الأكفأ للإضاءة التي تعمل بالوقود في المجتمعات الواقعة خارج نطاق الشبكة، مثلاً عن طريق دعم نشر أجهزة الإضاءة الصلبة التي تعمل بالطاقة الشمسية.

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية