مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
نيسان 2013 - العدد 53
 
Untitled Document  

الغازات المنبعثة سنويا في أجواء الضفة الغربية من مركبات الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين تصل إلى أكثر من 530 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون وأكثر من عشرة آلاف طن من أول أكسيد الكربون
مستوى تلوث الهواء في المدن الفلسطينية يزداد سوءا

ممارسات فردية وأسرية فلسطينية ملوثة جدا للهواء تنتشر في الضفة والقطاع

كثافة عدد المركبات والازدحامات المرورية في الضفة الغربية من أكبر مصادر تلوث الهواء

ج. ك.
خاص بآفاق البيئة والتنمية

تشكل الصناعات والنشاطات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، والصناعات ومحطات توليد الطاقة داخل إسرائيل، الخطر الأكبر على تلوث الغلاف الجوي في فلسطين، وذلك بما لا يقارن مع التلوث الذي تسببه الصناعات الفلسطينية الضعيفة والهشة.  أما المسببات الفلسطينية لتلوث الهواء، فتتركز في المحاجر ومناشير الحجر والكسارات، وبعض الصناعات الكيميائية البسيطة، والانبعاثات الغازية من المَرْكَبات، والاستهلاك المتزايد للطاقة، فضلا عن عمليات حرق النفايات الصلبة في الأراضي المكشوفة، بالقرب من المناطق المأهولة بالسكان.
يضاف إلى ذلك، وجود بعض صناعات التعدين والمخابز التي تستخدم زيت السيارات المستعمل كوقود، وصناعة الفخار التي تتركز أساسا في منطقة الخليل التي تستعمل الإطارات القديمة كمصدر للطاقة.  كما أن كميات غير محددة من غازي أول وثاني أكسيد الكربون تنبعث إلى الغلاف الجوي من صناعة الفحم المنتشرة أساسا في منطقة جنين.  كما أن بعض الممارسات الفردية والأسرية الفلسطينية الملوثة للهواء تنتشر في الضفة والقطاع، مثل حرق الإطارات والمطاط بهدف التدفئة، وقطع الأشجار والتحطيب لأغراض صناعة الفحم والتدفئة أيضا. 
ومن الواضح، أن مستوى تلوث الهواء في المدن الفلسطينية يزداد سوءا في كل المحافظات، ما يزيد من الأخطار التي تهدد الصحة العامة، بسبب النمو السكاني الكبير، وبالتالي زيادة استهلاك الطاقة الأحفورية، وزيادة عدد المَرْكَبات في الشوارع، واستخدام الوقود الوسخ ذي الجودة المتدنية، والاعتماد على أنظمة صناعية متخلفة، تفتقر غالبا إلى أنظمة فلترة الهواء وتنقية الغازات من المواد السامة، قبل انبعاثها إلى الجو.  يضاف إلى ذلك، زيادة عدد المحاجر ومناشير الحجر والكسارات،  فضلاً عن غياب المناطق الصناعية المتطورة و"البيئية".
وتتسبب عشرات آلاف المَرْكَبات الفلسطينية التي تسير يوميا على الشوارع الضيقة والسيئة، في تلويث لا يستهان به للهواء، وبخاصة لأن الضفة وقطاع غزة يفتقران إلى نظام متطور من الشوارع داخل المدن وما بينها.  يضاف إلى ذلك، أن إدارة حركة السير غير فعّالة؛ ممّا يتسبب بمزيد من الانبعاثات الغازية، علما بأن ازدحام حركة السير يفاقم مشاكل تلوث الهواء، وبخاصة في مراكز المدن الفلسطينية المكتظة.         

ملوثات الهواء الناتجة من الازدحامات المرورية الكبيرة في المدن الفلسطينية تشكل أحد أهم أسباب الأمراض التنفسية لدى الأطفال

ومع تزايد عدد المركبات الفلسطينية، وبخاصة مركبات الديزل، تنخفض جودة الهواء أكثر فأكثر.  وتقدر بعض المصادر العلمية الفلسطينية أن الغازات المنبعثة سنويا في أجواء الضفة الغربية، من مركبات الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين، تصل إلى أكثر من 530 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون، وأكثر من عشرة آلاف طن من أول أكسيد الكربون، وآلاف الأطنان من أكاسيد الكبريت والنيتروجين، ونحو سبعة آلاف طن من المركبات الهيدروكربونية المتطايرة (باستثناء الميثان). 
وبالرغم من أن عدد السيارات الفلسطينية في الضفة والقطاع يعد صغيرا، بالمقارنة مع عدد السيارات الإسرائيلية، إلا أن نحو نصف هذه السيارات صنع في الثمانينيات والتسعينيات، فضلا عن أن استخدام الوقود الخالي من الرصاص غير شائع على مدىً واسع.  ومنذ أواسط التسعينيات ارتفع عدد السيارات في الضفة وقطاع غزة بشكل هائل، ويقدر العدد حاليا بنحو 250,000 مَرْكَبة، علما بأن كفاءة احتراق الوقود في السيارات القديمة أقل من السيارات الحديثة، ما يزيد من انبعاث الملوثات.

التعليقات

 

الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية