l مشاهد بيئية
 
 
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
نيسان 2013 - العدد 53
 
Untitled Document  

مشاهد بيئية :

شذرات بيئية وتنموية

كذب أخضر وزراعة مُفترى عليها وأوضاع بالمقلوب!

عبد الباسط خلف:

أحلام!
يكثُر مطلع نيسان تداول الكذب، ومع أنه الافتراء لا لون له ولا طعم ولا رائحة، إلا أننا نسمع عن كذبة بيضاء تتناقلها الألسن والمواقع الإخبارية كل عام.
في بلادنا التي لا نهتم بالبيئة إلا في المناسبات السعيدة، أو لا نبالي بشأنها كثيرًا، لا أحد يكذب باسم البيئة، أو يسعى ولو بالأمنيات السعيدة أن ينتصر لها. وهاكم أول مجموعة كذب أخضر، قد نسمع عن تحققها بعد ألف سنة:
-حظر بيع التدخين والإعلان عنه كنوع من المخدرات.
- البدء بتفكيك شبكات الاتصالات الخليوية؛ خشية وجود علاقة لها بتفشي السرطان.
- تحريم  استخدام المبيدات الكيماوية، واغراءات لمزارعي المنتجات العضوية.
-فلسطين تستغني عن المساعدات الدولية، وتبدأ بإنتاج كل احتياجاتها.
- بعد خلو الأسواق من المواد الفاسدة والمنتهية الصلاحية: الإعلان عن حل أجهزة الرقابة على الأغذية.
-الدول الكبرى تتفق على خفض انبعاثات الغازات الضارة، والعالم يتخلص من آخر ترسانة نووية.
- شوارع فلسطين نظيفة من النفايات والحفر.

إهمال
تحاور مدير الزراعة في جنين، المهندس وجدي بشارات، يورد لك قصة تدلل على حال الإهمال الذي وصلنا إليه، ومساحة هجرتنا لأرضنا. فحين نظمت الوزارة حملة تشجير في محافظة جنين، لغرس أشجار حرجية، أسرع أحد المواطنين لطلب أشتال زيتون، ولعدم توفرها لدى الوزارة، نسقت بشكل استثنائي لإحضارها دعماً للمواطن، المتحمس لتخضير أرضه.
بعد أيام، اتفقت المديرية مع الفلاح "الافتراضي" على موعد للزراعة، وأحضرت مجموعة متطوعين وصهريج مياه. ولكن الغريب أن الفلاح لم يحضر إلى الأرض، وأدعى عبر الهاتف، أنه قادم بعد وقت قصير، ولم يفعل.
ووفق بشارات، فقد طلبت الوزارة من صاحب الأرض أن يعيد ري أشجاره، وبخاصة بعد انحباس الأمطار في شباط الماضي، فوعدهم خيراً، لكن حين عاد طاقم الوزارة ثانية إلى المكان، وجد الأشجار قد جفت؛ بعد أن أخل صاحب الأرض بوعده مع نفسه!

قِصر نظر!
قدم موقع إعلامي محلي ترويجاً لبرنامج مرئي، قال أنه سيتحدث عن قضايا كثيرة هامة للمواطنين، ومن ضمنها البيئة. الغريب في الأمر، أن الحلقة الموعودة حصرت البيئة بعدم نظافة الشوارع في المدن الفلسطينية، وراحت تبحث عن دور البلديات فيها!
يبدو أن منسوب الثقافة البيئية في بلادنا، يشبه إلمامنا باللغة السيرلانكية، وبطبق الحلوى المفضل لسكان جزر القمر، بعد وجبة العشاء!

تربية!
ينقل أحد المدرسين إلى تلاميذه تعريفا مبتكراً للبيئة، حين يمر في كتاب"التربية المدنية" درسٌ يتضمن دعوة للحفاظ على البيئة، فيقول: البيئة بتعرفوا عنها لما تكبروا، و"مش مهمة بعمركم". السؤال: كيف سنُغير قناعات هؤلاء الصغار بحب بيئتهم؟

ضمائر فاسدة!
في كل يوم تقريباً نسمع عن حملات ضبط لمواد فاسدة، في مطاعم ومتاجر ومصانع، وقبلها سمعنا عن "الشفارو" في مخابز الوطن. ولكن مع هذا التصاعد في أعداد التجار المخالفين لشروط الصحة والسلامة، والذين منحوا ضمائرهم إجازة، لا نسمع أو نقرأ أخباراً عن محاكمات لأعداد مماثلة منهم، حيث يستحقون إعداد سجل أسود بحقهم، وإيقاع أقصى العقوبات بهم.

مفارقة
أسعى لمنع أطفالي بكل الوسائل، من شراء المسليات "الخردة"، والابتعاد عن الأصباغ والألوان، وعدم شراء المثلجات في عز الشتاء. السؤال العفوي الذي ينطقون به: لماذا تمنعنا منها، ويسمحون ببيعها في الأسواق؟ ترد: السوق مثل مكب النفايات أحيانا، وعلينا أن نحدد نحن ما الذي ينفعنا ويضرنا.

تنمية الحكي!
يقول إعلان تجاري:" إحكي وفرفش 24 ساعة بشيكل"، وقد سبق إعلان" إحكي تينشف ريقك"، ثم تنهال الشروط على الراغبين بالاستثمار في الكلام. لكن السؤال: ماذا سنقول إذا ما تكلمنا يوماً كاملاً، أو حتى ساعة بطولها وعرضها، ولو بالمجان، إذا لم يكن لدينا ما نناقشه، أو نتدارسه، أو ننجزه؟
أغلب الظن إننا ننمى ثقافة الثرثرة، ونعيد تدوير الكلام الأجوف، ونحرق وقتنا "بتراب المصاري"!

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية