مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
نيسان 2013 - العدد 53
 
Untitled Document  

:اريد حـــلا

الزراعة المنزلية البيئية بدون حديقة

جورج كرزم

هل بإمكان الذين لا يملكون قطعة أرض حول المنزل، وخاصة في المدينة، إنتاج طعامهم بأنفسهم؟  الجواب على هذا السؤال هو بالإيجاب القاطع.  إذ لا توجد قطعة أرض حول العديد من المنازل في المدن. وفي هذه الحالة، بإمكاننا الاستفادة من كافة الفراغات والمساحات  المتاحة حول وبداخل المنزل، وزراعتها زراعة بيئية متنوعة من احتياجات أفراد الأسرة، من خضار وأعشاب  وفاكهة.  فبالإمكان الاستفادة من الشبابيك والبلكون والفرندة والجدران وسطح المنزل.  
كما ونستطيع إقامة بيت بلاستيك على السطح، ليعمل في الشتاء كمشتل وعازل حراري في نفس الوقت.  وبإمكاننا أيضا استخدام بيت البلاستيك كمعرش في الصيف. 
وباستطاعتنا إقامة سطح أخضر فوق سطح الباطون، وذلك عبر وضع كمية من التراب على ألواح من الخشب تكون مرتفعة عن السطح، وزراعتها خلال فصلي الصيف والشتاء، حيث يعمل هذا السطح الأخضر أيضا كعازل حراري ممتاز.

وبإمكاننا أيضا الاعتماد على الزراعة العمودية، أي الزراعة إلى أعلى. وفي هذه الحالة لا نحتاج إلى مساحات كبيرة، مثل الزراعة في الإطارات المطاطية المستهلكة، وتحديدا في إطارات السيارات، بحيث نضعها في الفرندا أو البلكون أو على سطح المنزل.  ولتجميل منظر الإطارات، يمكننا الرسم عليها أو تلوينها.
وتتلخص فكرة الزراعة في الإطارات بما يلي:
أولا:  نجمع بعض الإطارات المطاطية، ونثقب بعض الثقوب في محيط الإطار الأول الذي نربطه بأسلاك معدنية على طول محيطه.  ومن ثم نربط في نفس الأسلاك إطارا آخر، يبعد عن الأول عموديا إلى أعلى، نحو متر واحد أو أقل.  وهكذا نواصل ربط إطارات أخرى بنفس الأسلاك، وذلك من 3 إلى 6 إطارات معلقة عموديا فوق بعضها البعض.  بمعنى أن الأسلاك المرتفعة من الإطار السفلي، أي من الإطارالأول، تُثَبِّت سائر الإطارات العلوية.
ثانيا:  بإمكاننا ربط أطراف الأسلاك العلوية في زاوية حديد على سطح المنزل، أو في سقف الفرندا أو البلكون، أو بأية طريقة أخرى.  ويتحدد طول الأسلاك حسب عدد الإطارات التي نرغب في تثبيتها بالأسلاك، وحسب الإرتفاع الذي سنعلق فيه الإطارات.
ثالثا:  في أسفل كل إطار نضع لوحا من الخشب أو البلاستيك. وذلك لتثبيت التربة بداخل الإطار لمنع نفاذ الماء والتربة.
رابعا:  للزراعة في الإطارات، يشترط استخدام الدبال أو السماد العضوي مع التربة، أي خلط الدبال بالتربة.  وذلك لقدرة الدبال على امتصاص الماء.  إذ لا مجال لتصريف فائض الماء في الإطارات.  كما أن الدبال غني بالعناصر الغذائية اللازمة للنبات، ويوفر للتربة التهوية المناسبة، وبالتالي يمنع تعفن التربة وإصابتها بالآفات والأمراض.  ولتجنب إصابة النبات بالآفات والأمراض لا بد أيضا أن نقلل الري إلى الحد الأدنى.
خامسا:  بإمكاننا تكرار هذا النموذج، أي الزراعة في إطارات معلقة عموديا فوق بعضها، في أماكن أخرى بالمنزل، أو في محيطه أو على السطح.   كما نستطيع أيضا الزراعة في إطارات مثبتة فوق بعضها على الأرض.
وعلى سبيل المثال، يمكننا أن تزرع البطاطا في الإطارات المثبتة فوق بعضها البعض، وبالتالي الحصول على بطاطا عضوية خالية من الكيماويات.  وتتلخص هذه العملية بالخطوات التالية:
أولا:  زراعة البطاطا في إطار مملوء بالتربة الخصبة، أو بالدبال.  وبإمكاننا الزراعة مبكرا، مع تغطية الإطار بالزجاج، أي تحويل الإطار إلى دفيئة لإطالة موسم المحصول.
ثانيا:  بعد أن يصل ارتفاع الأشتال إلى أكثر قليلا من ارتفاع إطارين، نضع إطارا إضافيا فوق الإطار الأول، ونعبئه بالتربة الخصبة أو الدبال. 
ثالثا:  نواصل عملية وضع الإطارات فوق بعضها البعض، وذلك بين 5 إلى 6 إطارات، بنفس الطريقة السابقة.  وبعد نحو شهرين إلى ثلاثة أشهر من موعد الزراعة، أي عند موعد نضج البطاطا، وبالتالي قطفها، نحصل على كمية غزيرة من البطاطا في داخل كل إطار من الإطارات.  وتتم عملية جمع البطاطا ابتداء من الإطار العلوي الأخير ومن ثم سائر الإطارات السفلية التي تليه.
إن استعمالنا الإطارات المطاطية لأغراض زراعية منزلية، يضمن تحقيق بضعة أهداف في نفس الوقت، ويتلخص أهمها بما يلي:
أولا:  حل  مشكلة انعدام المساحة للزراعة في الشقق السكنية المحرومة من الحديقة المنزلية.  وهذا لا يعني عدم استعمال الإطارات للزراعة في الحدائق المنزلية والعامة، بل وفي الشوارع والأحياء.
ثانيا:  الحصول على إنتاج غذائي منزلي صحي وبيئي نظيف.
ثالثا:  إعادة استعمال وتدوير الإطارات المطاطية المستهلكة، بدلا من تراكمها في الشوارع ومكبات النفايات أو حرقها، لتتحول بالتالي إلى مشكلة خطيرة على البيئة والصحة العامة.

للمزيد من التفاعل، أو للحصول على معلومات إضافية، يمكنكم الكتابة على العنوان الإلكتروني التالي: 

george@maan-ctr.org

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية