مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
نيسان 2013 - العدد 53
 
Untitled Document  

:اخبار البيئة والتنمية
_____________

بسبب انعكاساتها المدمرة على المجال البيئي في المنطقة: جمعيات ومنظمات مغربية تطالب بالغاء مناورات عسكرية مغربية ـ أمريكية خلال شهر نيسان في طان طان

المغرب يخطط لسد عجزه بإمدادات الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح

النفط الصخري قد يغير السياسات الاقتصادية في الخليج

نظام اقتصادي مواز في إسبانيا لمقايضة السلع والخدمات يجتذب مئات الآلاف

 


بسبب انعكاساتها المدمرة على المجال البيئي في المنطقة: جمعيات ومنظمات مغربية تطالب بالغاء مناورات عسكرية مغربية ـ أمريكية خلال شهر نيسان في طان طان

مناورات الأسد الإفريقي الأميركية المغربية المشتركة

الرباط/خاص: طالبت جمعيات ومنظمات مدنية مغربية بإلغاء مناورات عسكرية مغربية امريكية مشتركة من المتوقع القيام بها في نيسان القادم في منطقة طان طان جنوب المغرب.
وقال موقع هسبرس ان أصوات جمعوية وحقوقية تعالت مطالبة بإلغاء مناورات "الأسد الإفريقي" العسكرية التي تجمع بين الجيش المغربي، وقوات المارينز الأمريكية، شهر نيسان المقبل، لما لهذه المناورات من انعكاسات خطيرة على المجال البيئي بطانطان وكلميم.
واستندت الأصوات المنادية، بإلغاء مناورات "الأسد الإفريقي" التي تدخل ضمن التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، ويصل عدد الجنود الأمريكيين المشاركين فيها إلى 1200 جندي أمريكي من الفوج الرابع عشر من قوات المارينز، إلى العديد من المخلفات البيئية التي بدأت تظهر بالمنطقة، من بينها جنوح حوت ضخم طوله 19 متر في مصب وادي "اريورة" جنوب الشاطئ الأبيض، بإقليم كلميم، شهر اذار الحالي، وهو ما يعتبر نادر الحدوث بالمنطقة التي بدأت تعرف ظهور علامات تلوث غير معروفة المصدر.
واعتبرت جمعية "الشاطئ الأبيض" أن جنوح هذا الحوت الضخم، الذي يعتبر الثاني من نوعه الذي ينفق بالمنطقة في ظرف ثلاثة أشهر، يعد مؤشرا على التغييرات البيئية التي سببها مخلفات المواد الكيماوية السامة والضارة بالثروة السمكية بالمجال البحري للمنطقة التي تجرى فيها مناورات "الأسد الإفريقي".
وأكد صيادون من نفس المنطقة أنّ كمية الأسماء المصطادة بدأت تتناقص بشكل كبير، بعدما لاحظوا هجرة غير طبيعية لمختلف أنواع الأسماك عن المجال البحري الذي تجرى فيه المناورات العسكرية.

وطالبت جمعية "الشاطئ الأبيض" الدولة المغربية باحترام اتفاقية "رامسار" والمواثيق الدولية في مجال حقوق الإنسان وحماية البيئة، كما نبّهت الجمعية إلى خطورة وتبعات أي إجراء للمناورات العسكرية التي يطلق عليها "الأسد الإفريقي".
ونشرت السنة الماضية معطيات وصور خاصة عن المخلفات البيئية التي تركتها مناورات "الأسد الإفريقي" التي جرت بإقليم كلميم، بين الجيش المغربي وقوات المارينز الأمريكية، حيث بيّنت الصور نفوق العديد من رؤوس الماشية بفعل "تناولها لبعض النباتات والحشائش المتواجدة في المساحة التي أجريت فيها المناورات العسكرية".  وانطلقت مناورات "الأسد الإفريقي" سنة 2007، بين قوات مغربية، و1200 جندي أمريكي من الفوج الرابع عشر من قوات المارينز المنتمية لقاعدة "فورت وورث" التي سبق للجنود التابعين لها أن خاضوا حروبا واقعية ناهزت العقد في كل من أفغانستان والعراق، حيث تدخل هذه المناورات في إطار التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، حسب البيانات المعلنة بين البلدين.

 

المغرب يخطط لسد عجزه بإمدادات الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح

الرباط / خاص: في غضون عامين من المتوقع أن تمتد صفوف من ألواح الطاقة الشمسية عبر الصحراء خارج مدينة ورزازات الجنوبية في إطار خطط البلاد لسد العجز في إمدادات الطاقة بكهرباء مولدة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وتفيد بيانات البنك الدولي أن المغرب من أفقر دول العالم في الطاقة ويستورد نحو 95% من احتياجاته. ومثلت واردات الطاقة أكثر من ربع اجمالي واردات البلاد العام الماضي وأسهمت بنسبة 7.9% في رفع العجز التجاري إلى مستوى قياسي بلغ 23.6 مليار دولار.
وإذا نجحت خطط استغلال الطاقة المتجددة فإنها ستعطي الاقتصاد دفعة قوية. فتطوير طاقة الرياح والطاقة الشمسية معا قد يؤدي في نهاية الأمر إلى خفض واردات المغرب السنوية من الوقود الاحفوري بما يعادل 2.5 مليون طن من النفط، وفقا لبيانات المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب المغربي. وأظهرت بيانات وزارة الطاقة أن الواردات قفزت 10% في 2012 إلى ما يعادل 19.7 مليون طن.
ويأمل المغرب في نهاية الأمر أن يتمكن من تصدير جزء من طاقته المتجددة لأوروبا عن طريق كابلات بحرية والنجاح في ذلك قد يمهد الطريق امام الجزائر وتونس بانتهاج خطط مماثلة.
لكن هناك عقبات كبيرة. فتشغيل منشآت طاقة شمسية في جنوب المغرب القاحل قد يضر البيئة ويضغط على موارد المياه المحلية. كما أن تمويل بعض مشروعات الطاقة المتجددة يمثل مشكلة خاصة مع عدم وضوح ما إذا كانت هذه المشروعات ستنتج طاقة رخيصة بما يكفي لتصديرها.
وقال المهدي لحلو استاذ الاقتصاد في المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي في الرباط "الفكرة تبدو عظيمة لكنني لا أعرف ما إذا كان باستطاعة المغرب جذب المليارات المطلوبة لتحقيق هذا الطموح. إنه ضخم ومكلف جدا".
ويأمل المغرب بحلول 2020 أن تكون نسبة 40% أو أكثر من قدرة توليد الكهرباء من موارد الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح.
وفي عام 2009 أعلنت الحكومة عن خطة بتكلفة تسعة مليارات دولار لتطوير الطاقة الشمسية تشمل خمسة مواقع في البلاد يمكنها انتاج ألفي ميغا وات من الكهرباء في الإجمالي.
لكن أزمة الائتمان العالمية التي أبطأت نمو الاقتصاد المغربي وأضرت بموازنة الدولة عطلت الخطة. وبدأت الحكومة الآن في المضي قدما في الخطة. وفي ايلول الماضي منحت الوكالة المغربية للطاقة الشمسية عقدا بقيمة مليار دولار لكونسورتيوم تقوده شركة أعمال المياه والطاقة الدولية (أكوا باور) السعودية لمشروع أولي في ورزازات.
وبموجب العقد ستبني أكوا باور وتشغل محطة كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية بقدرة انتاجية 160 ميغا وات تمد الكهرباء بسعر 1.62 درهم (0.19 دولار) للكيلو وات في الساعة بالمقارنة مع 2.05 درهم عرضتها اتحادات شركات أخرى شاركت في المناقصة.
والآن تطرح الوكالة المغربية للطاقة الشمسية عطاءات لمحطة أخرى تعمل بالطاقة الشمسية في ورزازات بطاقة إنتاجية 300 ميجاوات. والموعد النهائي لإبداء الاهتمام في الـ25 من الشهر الجاري.
وتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية يحتاج لمياه لغسل الألواح العاكسة ما يزيد المخاوف بشأن أثرها البيئي. وأفاد تقييم أعده البنك الدولي في شباط الماضي أن المياه المطلوبة للمنشأة الأولى في ورزازات ستكون محدودة "يتراوح هذا الأثر السلبي بين محدود ومتوسط" لكن من المتوقع أن يزيد سحب المياه لمشروعات الطاقة الشمسية مع زيادة عدد المشروعات.
لكن محطات توليد الكهرباء باستخدام طاقة الرياح لا يبدو أنها تثير مخاوف بيئية تذكر في المغرب. وقام المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بالفعل بتركيب منشآت بطاقة 250 ميغا وات في مختلف أرجاء البلاد ويخطط للمزيد. وشركة ناريفا القابضة ذراع الطاقة لشركة الاستثمار القابضة التي تسيطر عليها الأسرة الحاكمة في المغرب لاعب كبير في هذا المجال.
وقال علي الفاسي الفهري المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء في مؤتمر صحفي هذا الشهر إن تكاليف استخدام طاقة الرياح أصبحت تنافسية، ولم تعد هناك حاجة لان تعمل وكالة مثل الوكالة المغربية للطاقة الشمسية في مجال الطاقة الشمسية.
وفي الشهر الماضي قالت شركة جي.دي.اف سويز الفرنسية إن كونسورتيوم ستدخل فيه مع ناريفا سيبدأ في بناء اكبر مزرعة رياح في الشرق الأوسط بطاقة انتاجية 300 ميجا وات في الصحراء الجنوبية بالمغرب. وسيبلغ إجمالي استثمارات المشروع نحو 540 مليون يورو (710 ملايين دولار) يمول جزئيا بقروض بقيمة 360 مليون يورو من ثلاثة بنوك مغربية. وقال الفهري إن المكتب سيشتري الكهرباء من المزرعة بسعر 0.64 درهم للكيلو وات في الساعة على مدى 20 عاما.
وفي الشهر المقبل يعتزم المكتب دعوة الشركات للتقدم بعروض لبناء خمسة مشروعات لطاقة الرياح بطاقة إجمالية 850 ميغا وات. ويتطلب هذا المشروع الضخم استثمارات تبلغ نحو 1.7 مليار دولار وحتى الآن لم يتم تأمين سوى 201.7 مليون دولار على شكل اتفاقات قروض وقعت مع البنك الإفريقي للتنمية.
وسيعتمد الحصول على تمويل لمشروعات الطاقة المتجددة جزئيا على مدى تنافسية هذه المشروعات مع مصادر أخرى للطاقة - وهنا لا يبدو الأمر واضحا بما فيه الكفاية.
ورغم أن المغرب يستورد النسبة الأكبر من احتياجاته من الفحم يعتزم المكتب الوطني للكهرباء بناء محطة كهرباء ضخمة تعمل بالفحم على ساحل المحيط الأطلسي قرب مدينة صافي بموجب عقد منح في عام 2010 لجي.دي.اف سويز وناريفا. وقال فؤاد الدويري وزير الطاقة والمعادن المغربي إن من المتوقع أن تبدأ المنشأة العمل في بداية 2017.
وفي وقت سابق هذا الشهر حصلت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) على تمويل قدره 1.4 مليار دولار لتوسعة محطة كهرباء تابعة لها تعمل بالفحم في الجرف الأصفر لتزيد طاقة المحطة إلى ألفي ميجا وات. وطرح المكتب كذلك عطاءً لمحطة تعمل بالفحم بطاقة 350 ميغا وات في مدينة جرادة بشرق المغرب.
ونظرا للنمو المتوقع في عدد السكان والطلب على الكهرباء على مدى عشر سنوات من المرجح أن تكون هناك فرصة للتوسع في مصادر الطاقة التقليدية والمتجددة على حد سواء. ورغم ان الفهري قال إن بعض مزارع الرياح في المغرب تنتج الآن كهرباء ارخص من المحطات التي تدار بالفحم لم يتضح بعد ما إذا كانت جميع مشروعات الطاقة المتجددة ستكون قادرة على المنافسة السعرية.
وقد يكون تصدير كميات كبيرة من الطاقة لأوروبا مستحيلا في المستقبل المنظور بسبب عامل السعر. فمشروع اكوا على سبيل المثال يعتزم إمداد الكهرباء بسعر 0.15 يورو للكيلو وات في الساعة وهو سعر أعلى بكثير من أسعار مشروعات الطاقة المتجددة في اسبانيا.

وقالت انجريد كريستينا بارت المسؤولة بالسفارة الألمانية التي تتولى التعاون مع المغرب في هذا المجال "المغرب لا يمكنه منافسة الأسعار الاسبانية التي تتراوح بين 0.05 و0.06 يورو للكيلو وات في الساعة... أي واردات للطاقة المغربية غير الملوثة للبيئة إلى أوروبا ستحتاج للدعم بطريقة او بأخرى".

 

النفط الصخري قد يغير السياسات الاقتصادية في الخليج

دبي / خاص: خلال مؤتمر عقدته منظمة أوبك في فيينا في كانون أول الماضي تحدث وزير النفط الإماراتي بصراحة غير معتادة من مسؤول كبير في منطقة الخليج العربية، بشأن التهديد الذي تواجهه المنظمة من نمو إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة.
وقال الوزير محمد بن ظاعن الهاملي في اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول إن ثورة الطاقة الصخرية الأمريكية "مسألة كبيرة". وأضاف أن أوبك ينبغي أن تحمي نفسها بأن تجعل نفطها أكثر جاذبية للمستهلكين في العالم.
وقررت أوبك في فيينا ألا تغير سياسة الإنتاج. ومنذ ذلك الحين يبدو معظم المسؤولين الخليجيين خلال الأحاديث العامة غير قلقين من إمكانية نجاح تقنيات جديدة في إنتاج مئات المليارات من براميل النفط في الولايات المتحدة ودول أخرى.
لكن تصريحات الهاملي كشفت عن قلق متزايد بشأن النفط الصخري بين المسؤولين ورجال الأعمال في الخليج قد يفضي في النهاية إلى تغيير في الاستراتيجية الاقتصادية للمنطقة.
واجتازت دول الخليج العربية الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي حدثت في السنوات القليلة الماضية باستخدام أموال النفط لتمويل الزيادات الكبيرة والمستمرة في الإنفاق الحكومي على المنح الاجتماعية ومشروعات البنية التحتية.
ويشير صعود النفط الصخري - الذي قد يدفع أسعار النفط للهبوط في المدى البعيد ويبطئ نمو الطلب على الإمدادات الخليجية - إلى أن المنطقة مقبلة على يوم لن تعود فيه قادرة على مواصلة تلك الاستراتيجية.
ومن ثم ستواجه الحكومات ضغطا متزايدا لتوفير فرص عمل في قطاعات أخرى وتحفيز القطاعات غير النفطية في اقتصاداتها. ومن المرجح أن تتسارع جهود توجيه المواطنين إلى القطاع الخاص وتطوير صناعات جديدة لاستيعابهم.
وقد يتعزز التعاون بين دول الخليج العربية في مجالات شتى من الأسواق المالية إلى بناء سكة حديدية إقليمية. وقد رصد بعض الاقتصاديين بالفعل بدايات تحول في السياسات.
وقال مارك ماكفارلاند كبير خبراء الاستثمار لدى قسم إدارة الثروات في بنك الإمارات دبي الوطني أكبر بنوك دبي إنه خلال زيارة للسعودية للقاء عملائه الشهر الماضي وجد أن تهديد النفط والغاز الصخريين يدفع إلى "إعادة التفكير" بشأن السياسة الاقتصادية. واضاف إنه يوجد لدى المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال في أنحاء الخليج "قلق على مستوى الأفراد .. كيف سنجد بديلا لمصدر دخلنا الرئيسي؟".
وخلال الأشهر القليلة الماضية زاد القلق بشأن "الثورة الصخرية" وهي مصطلح جامع لاستخراج النفط والغاز بتقنيات جديدة من مكامن غير تقليدية في الولايات المتحدة وفي أنحاء العالم.
وجاءت تصريحات الهاملي في فيينا بعد تقرير لوكالة الطاقة الدولية في تشرين الثاني تنبأ بأن الولايات المتحدة ستتخطى السعودية وروسيا لتصبح أكبر منتج للنفط في العالم بحلول عام 2017. وستزيد صادرات أمريكا الشمالية من النفط عن وارداتها بحلول 2030 تقريبا وستحقق الولايات المتحدة الاكتفاء الذاتي من الطاقة بحلول 2035 بحسب التقرير.
ويقول مسؤولون خليجيون إن من السابق لأوانه بكثير افتراض أنهم سيخسرون مركزهم القوى في أسواق الطاقة العالمية. وتعتمد توقعات النفط والغاز الصخريين على افتراضات بشأن التكنولوجيا والاحتياطيات والربحية ستتطلب سنوات أو عقودا لحسمها.
حتى إذا تراجع الطلب على واردات النفط والغاز في الغرب فقد ينتقل ببساطة إلى الاقتصادات سريعة النمو في الشرق مثل الصين والهند.
وإذا زادت بشدة الإمدادات غير التقليدية من النفط والغاز فستبقى لدى الخليج ميزة لمنافسة هذه الإمدادات من حيث التكلفة. فالتكلفة التقديرية لإنتاج النفط من المكامن الصخرية الأمريكية تبلغ نحو 50-75 دولارا للبرميل بينما تقل تكاليف الإنتاج في الخليج عادة عن 20 دولارا.
غير أن إمكانية استخدام هذه الميزة لدرء تهديد النفط الصخري تتقلص. فبسبب الزيادة الكبيرة في الإنفاق السعودي يعتقد محللون الآن أن الحكومة السعودية تحتاج سعرا يبلغ 65-85 دولارا لبرميل النفط لتحقيق التعادل في الميزانية بزيادة نحو 20 دولارا عن السنوات القليلة الماضية. لذلك فإن انخفاضا حادا في السعر قد يضر الموارد المالية للرياض حتى لو حافظت على حصتها السوقية.
وأفادت وسائل إعلام حكومية سعودية أن وزير البترول السعودي علي النعيمي ناقش تأثير تزايد إنتاج النفط الصخري مع عبد الله البدري الأمين العام لأوبك في اجتماع عقد في الرياض في كانون الثاني، لكنها لم تذكر تفاصيل المحادثات.
وفي علامة أخرى على أن السعوديين يأخذون مسألة النفط والغاز الصخريين على محمل الجد قالت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) المملوكة للدولة وهي أكبر شركة للبتروكيماويات في المملكة في تشرين الثاني إنها تدرس الاستثمار في ثورة الغاز الصخري الأمريكي. وقال محمد الماضي الرئيس التنفيذي للشركة إن سابك ينبغي أن تشارك في أنشطة الغاز الصخري وينبغي أن تشارك في مصادر أخرى يمكن أن تكون تنافسية أيضا.
وفي بعض النواحي دول الخليج العربية أفضل استعدادا لمواجهة أي انخفاض في سعر النفط مقارنة بما كانت عليه في ثمانينات القرن الماضي حين أدخلها هبوط مستمر في أسعار النفط في فترات ركود استمرت عدة سنوات.
ونظرا لأن متوسط سعر النفط كان أعلى بكثير من 100 دولار للبرميل على مدى العامين الماضيين، فقد تكونت لدى دول الخليج احتياطيات مالية بمئات مليارات الدولارات التي قد تستخدمها لمواصلة الإنفاق الحكومي لسنوات حتى لو تقلصت إيراداتها النفطية.
وقال نيل شيرينغ كبير الخبراء الاقتصاديين للأسواق الناشئة في كابيتال إيكونوميكس في لندن "من المرجح أن يكون تأثير النفط الصخري هو أن تدخر بلدان الخليج مبالغ أقل لا أن تنفق أقل ... ونحن على الأرجح نتحدث عن عملية ستحدث على مدى عقود وليس سنوات".
لكن على أقل تقدير لم يعد بإمكان دول الخليج في ظل النفط الصخري أن تفترض أن النمو الاقتصادي العالمي سيظل يعزز إيراداتها. وفي الأشهر القليلة الماضية عززت عدة دول جهودها للاستعداد لأوقات أكثر صعوبة.
ومن النواحي التي يجري التركيز عليها توجيه المواطنين الخليجيين إلى القطاع الخاص لتخفيف الضغط على موارد الدولة التي توظفهم في القطاع العام أو تدفع لهم إعانات بطالة. كما أطلقت السعودية ضريبة جديدة للضغط على الشركات لتوظيف مواطنين سعوديين بدلا من موظفين أجانب أقل أجرا. وقالت الإمارات العربية المتحدة إنها تدرس تغييرات في قانون العمل لجعل وظائف القطاع الخاص أكثر جاذبية.
وتتخذ الحكومات أيضا خطوات لتنويع اقتصاداتها بعيدا عن النفط. وبدأت السعودية تحرير قطاع الطيران بالسماح لشركات جديدة بالعمل وأعلنت سلطنة عمان عن مشروعات صناعية جديدة منها مصنع للصلب باستثمارات 400 مليون دولار وأنشأت صندوقا حكوميا لدعم المشروعات الصغيرة.
وجرت محادثات جديدة بين الحكومات بشأن شبكة سكك حديدية بمليارات الدولارات لربط دول الخليج قد تفيد كثيرا في الاستعداد لتهديد النفط الصخري عن طريق تسهيل التجارة غير النفطية وصناعات جديدة.
ومن غير المتوقع أن تقوم دول الخليج بإصلاحات أكبر من ذلك لحين تزايد تهديد النفط الصخري. وقد تؤدي إقامة أسواق مشتركة لرأس المال في الخليج إلى تعزيز الاستثمار الخاص، عن طريق تسهيل تدفق الأموال في أنحاء المنطقة لكن الخصومات السياسية قد تظل عائقا في سبيل ذلك.
ومن بين الخطوات المهمة أن تقلل الحكومات اعتمادها شبه الكامل على إيرادات النفط عن طريق فرض ضرائب على الدخل والمبيعات. لكن بالرغم من أن المنطقة ناقشت على مدى سنوات فرض ضريبة للقيمة المضافة على مستوى الخليج، إلا أن السلطات تحجم عن تنفيذ هذه الخطة التي من المرجح ألا تلقى قبولا من المواطنين.
وبالرغم من ذلك قد تؤدي ثورة النفط والغاز الصخريين في نهاية المطاف إلى إلقاء نظرة على هذه القضايا من جديد. وقال ماكفارلاند "من الواضح أن تداعيات إنتاج الغاز الصخري في الولايات المتحدة وتأثيراته على مستقبل صناعة البترول السعودية بدأت تشغل العقول".

 

نظام اقتصادي مواز في إسبانيا لمقايضة السلع والخدمات يجتذب مئات الآلاف

ناشطون اسبان في حركة 15 أيار يعبرون عن غضبهم ضد الفساد السياسي وامتيازات البنوك

مدريد / خاص: لا يوجد بائعون وبائعات أو طاولات لعد النقود في "السوق الحرة" (المجانية) الموجودة في مبنى سكني مهجور في العاصمة الاسبانية مدريد، حيث يمكن لأي شخص أن يدخل، ويترك الأشياء التي لم يعد يستخدمها، ويأخذ ما يحتاجه من أشياء أخرى.
ويشارك مئات الآلاف من الأشخاص في نظام اقتصاد مواز لمقايضة السلع والخدمات، غير مدرج في الناتج المحلي والدخل القومي ولا يحتسب فيهما وغير واقع تحت مظلة الدولة او نظامها الضريبي.
يقول توماس فوينتيس "نحن نعمل خارج النظام الرأسمالي". ويعد فوينتيس الخبير الاقتصادي (42 عاما) جزءا من شبكة نشطاء على نطاق الدولة تسعى لإقامة بدائل للنظام الاقتصادي الحالي، الذي يحملونه مسؤولية الأزمة العالمية التي تسببت في انهيار الاقتصاد الاسباني.
وفي حي مالاسانا بوسط العاصمة مدريد احتل النشطاء الشقق المهجورة، والتي يستخدمها فوينتيس وغيره لعقد الاجتماعات.
ويقود سلم خشبي قديم من غرفة إلى أخرى. حيث يعلو أحد الأبواب لافتة مكتوب عليها "مكتب الحقوق الاجتماعية". وفي جزء أخر من المبنى تتشاور مجموعة أخرى حول مستقبل الطاقة النووية في البلاد. وفي مكان آخر هناك عدة أشخاص في حالة تأمل عميق، فهناك فصول مجانية لتعليم ممارسة اليوغا. وهناك رُسم على الدرج شعار يقول ببساطة "لا أملك شيئا، ولا أخشى شيئا".
وينتمي الكثير من هؤلاء النشطاء إلى حركة "15-إم" أو حركة "الساخطون" الاحتجاجية في اسبانيا. ويشير اسم "15-إم" إلى الخامس عشر من أيار 2011، عندما تمكن نشطاء من الشباب عبر الإنترنت في دفع عشرات الآلاف من المواطنين للخروج إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم ضد الفساد السياسي وامتيازات ونفوذ البنوك.
وربما يكون اسم الحركة قد اختفى من عناوين الصحف، لكن هذا لا يعني أن الحركة توقفت عن ممارسة أنشطتها. وقال فوينتيس وزميلته الناشطة مارينا سانشو إن النشطاء ينظمون اجتماعات على مستوى المجتمع المحلي والمدينة واجتماعات عبر شبكة الإنترنت على المستوى الوطني.
وتنظم حركة "15إم" مسيرات ضد عمليات إخلاء المتعثرين في دفع الرهون العقارية. وتنشر الحركة مقترحات، على شبكة الإنترنت، تهدف إلى التغيير الاجتماعي، وتتبادل تلك المقترحات مع جماعات أخرى تتبنى نفس نمط التفكير بأماكن مختلفة في أوروبا.
وتدير حركة "15-إم" وجماعات أخرى فى الاحياء مشاريع تسمح للناس بالعيش جزئيا خارج النظام النقدي.
ويوجد عشرات الأشخاص في مالاسانا على قائمة بريدية موجودة على شبكة الإنترنت، تسمح للمقيمين بتقديم الأثاث القديم أو أجهزة التلفاز أو سلع استهلاكية مستعملة أخرى -على وشك أن يتخلوا عنها - بدون مقابل.
وينظم نشطاء مالاسانا سوقا للمقايضة شهريا حيث يتبادل السكان السلع المستعملة أو يأخذونها بدون أي مقابل.
وتقول سانشو "كثير من الناس يشعرون بالخجل من أخذ أشياء دون دفع ثمنها، لأنهم لم يتعودوا على هذه الفكرة".
وتقدم أيضا خدمات بلا مقابل، مثل حلاقة الشعر على يد المتدربين في صالونات الحلاقة. ويسمح ما يسمى بـ"بنوك الوقت" بتبادل الخدمات، بدءا من خبرة الحاسب الآلي والمشورة الضريبية إلى دروس اللغة ورعاية الأطفال، حيث يعطي المشاركون بعضهم البعض تقريبا نفس الفترة الزمنية في تبادل الخدمات.  وفي عام 2012، كان هناك حوالي 300 "بنك وقت" ، وفقا لقائمة وضعها موقع "فيفير سن إيمبليو".
وتوجد هناك مشاريع أخرى لا تلغي استخدام المال ولكن تحد من التكاليف. حيث وضعت المجموعة نظام خصومات لعملاء المتاجر، التي تشارك المجموعة أهدافها. وفي كل مرة يشتري العميل شيئا من احد المتاجر، فإنه يحصل على وحدات خصم تعرف بـ'بونياتوس' أو "البطاطا الحلوة". هذه الوحدات، التي يجري تسجيلها على الإنترنت تتيح للعملاء الحصول على خصم عند التسوق في متجر آخر من السلسلة.
وبدأت مبادرات مماثلة في الظهور في شتى أنحاء البلاد، مثل نظام "كاربوول"، حيث ترتب مجموعة من الناس القيام برحلة في سيارة واحدة، وعادة ما يتناوبون على قيادة السيارة فيما بينهم. ويوفر أصحاب المنازل أو المستأجرين إقامة رخيصة لأولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الفنادق. ويقوم رجال الأعمال بدفع الإيجار عن طريق مواد مكتبية أو خدمات.  ويزور ما لا يقل عن 200 ألف شخص شهريا بعض المواقع التي تعرض سلع وخدمات مجانا. ويقول فوينتيس "نظام المقايضة يجعلنا ندرك كم السلع التي تنتج وتشترى دون داع". ويقوم معظم الأشخاص الذين يستخدمون الخدمات المجانية بذلك بدافع الضرورة البحتة.
ويعاني حاليا نحو 26% من القوة العاملة في اسبانيا و 55% من الشباب من البطالة. وتمر البلاد حاليا بثاني حالة ركود لها في ثلاثة أعوام، ويتوقع مرور عقد من الزمن قبل أن يتعافى الاقتصاد الاسباني على نحو كامل.
ويقول مندوب إعلانات عاطل عن العمل، تم إعطاؤه حقيبة مليئة بالكتب المستعملة "أنا لا أبالي بزوال الرأسمالية، ولكن هذا هو السبيل الوحيد بالنسبة لي كي أحصل على الكتب لأطفالي".
وأصبحت النظم الاقتصادية غير الرسمية وسيلة للبقاء على قيد الحياة، حسبما يقول ميغيل انجيل غارسيا الخبير الاقتصادي في "سي.سي.أو.أو"، وهو احد أكبر اتحادين للنقابات العمالية في اسبانيا.  ومع ذلك، فهو لا يشعر بالسعادة تجاه نموها ويقول "إنهم يعملون بشكل غير قانوني ودون دفع ضرائب أو اشتراكات الضمان الاجتماعي".

ويشعر غارسيا أن النظم غير الرسمية من شأنها إضعاف النسيج الاجتماعي. ويضيف "نحن بحاجة إلى تعزيز المؤسسات القائمة، بدلا من رفضها". ولكن فوينتيس المنتمي لحركة "15-إم" يقول "إن الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ستؤدي إما إلى تغيير جذري، أو إلى إثارة حرب طبقية عالمية".

     
التعليقات
   
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
   
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية