عشرات الأبحاث الحديثة أثبتت وجود علاقة بين التعرض المتواصل للجهاز الخلوي وتلف الحيوانات المنوية
ارتفاع نسبة الأورام الدماغية واللوكيميا وزيادة احتمال الإصابة بأمراض الجهاز العصبي إثر استخدام الأجهزة الخلوية لفترة لا تتجاوز عشر سنوات
خطر الإصابة بأورام دماغية في العشرينيات من العمر أكبر بخمس مرات لدى الذين يستعملون الجهاز الخلوي منذ طفولتهم
ج. ك.
خاص بآفاق البيئة والتنمية
كثرت في السنوات الأخيرة الأدلة العلمية حول وجود مخاطر صحية من التعرض للأشعة المنبعثة من الأجهزة الإلكترونية المختلفة ومن منشآت البث. هذا ما أكدته مجموعة من الباحثين الدوليين (Bioinitiative) في تقرير موسع نشرته في أوائل كانون ثاني الماضي. وقال الباحثون بأن المواصفات القائمة حالياً والمتعلقة بمصادر الإشعاعات غير كافية، بل ويوصون بعدم تشجيع استخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة ومعدات أخرى تعتمد على استعمال الاتصالات اللاسلكية في المدارس.
واشتمل فريق الخبراء على بعض العلماء الذين برزوا في إجراء أبحاث تتعلق بتأثيرات الأشعة الراديوية غير المؤينة على الصحة العامة. وفي أعقاب تقريرهم الأول الذي نشر عام 2007، عاود الباحثون التدقيق في الأبحاث التي نشرت منذ ذلك العام؛ فراجعوا نحو 1800 بحث.
وبحسب التقرير الجديد، توجد أدلة متزايدة حول العلاقة بين استعمال الهواتف الخليوية وأنواع مختلفة من الأورام في الدماغ. ويقرّ الباحثون بوجود اختلاف في الأوساط العلمية حول تفسير المعطيات؛ ولكنهم أشاروا إلى أن الأمر المثير للقلق هو حقيقة وجود معطيات حول ارتفاع نسبة الأورام، إثر استخدام تلك الأجهزة لفترة لا تتجاوز العشر سنوات. ذلك أن الأورام الدماغية الناتجة عن التعرض لأنواع أخرى من الأشعة قد تظهر بعد 15 – 20 سنة من التعرض للأشعة. وأفاد أحد الأبحاث بأن خطر الإصابة بأورام دماغية في العشرينيات من العمر أكبر بخمس مرات لدى الذين يستعملون الجهاز الخلوي منذ طفولتهم.
وكشف الباحثون في تقريرهم عن أن العلاقة بين التعرض للأشعة والخطر الصحي تكون في مستويات إشعاعية أقل بكثير مما توقعته أبحاث قديمة سابقة. وبالإضافة للأورام في الدماغ، فقد تنجم أيضا عواقب صحية خطيرة جدا أخرى، مثل اللوكيميا (سرطان الدم) لدى الأطفال والكبار، وزيادة احتمال الإصابة بالأمراض المتصلة بنمو الجهاز العصبي.
وبينت عشرات الأبحاث الحديثة وجود علاقة بين التعرض للجهاز الخلوي وتلف الحيوانات المنوية لدى الرجال. وأشارت بعض هذه الأبحاث إلى أن الجهاز الخلوي الموجود في الجيب أو المعلق على الحزام قد يتلف الحمض النووي ( (DNA في الحيوانات المنوية وبالتالي يحدث ضعفا كبيرا في خصوبة الرجل. وبحسب أبحاث أخرى، فقد تحصل إعاقة في نمو دماغ الجنين لدى النساء الحوامل اللواتي يستخدمن أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو الأجهزة الخليوية. وقد تظهر هذه الإعاقة على شكل اضطرابات سلوكية وتعلمية.
وتوجد لدى الأولاد حساسية أعلى من غيرهم لمخاطر الإشعاع؛ وينبه الباحثون إلى أن العديد من الأهالي لا يدركون جيدا هذا الأمر. وأشار التقرير إلى أن الأهالي "يواصلون استخدام أجهزة العرض في غرف أولادهم، إضافة إلى الألعاب التي تصدر إشعاعات، وغالبا دون إدراك الأخطار المحتملة". بل ويعتقد الباحثون بأن بعض الاضطرابات الفسيولوجية والسلوكية التي اكتشفت لدى الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد مشابهة للأضرار الصحية الناجمة عن التعرض للإشعاع.
ويشير الدكتور ديفيد كربنتر، وهو أحد معدي التقرير، إلى أن "الأدلة والإثباتات التي بحوزتنا اليوم حول المخاطر الصحية التي يتعرض لها مليارات الناس، أكثر بكثير من أي وقت مضى...ولا يجوز الحفاظ على الوضع القائم حاليا". لذا، يقترح التقرير اتخاذ سلسلة إجراءات لتقليل المخاطر.
ويطالب الباحثون بوضع مواصفات أكثر صرامة للحد من الإشعاع المنبعث من الأجهزة المختلفة ومنشآت البث. ويشدد التقرير الجديد على أن "عتبة الأمان الموجودة اليوم تعتبر أعلى ببضع مرات من الحد المطلوب لحماية الصحة العامة". ويقترح مستويات إشعاعية جديدة لا يجوز تجاوزها؛ وبحيث لا تستند إلى التأثيرات الحرارية للأشعة (أي مدى تسخينها لخلايا الجسم)، بل وأساسا إلى التأثيرات البيولوجية.
|