مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
آذار 2013 - العدد 52
أمراض "نمط الحياة" أكثر فتكاً من الأوبئة حوارات وأحوال شذرات بيئية وتنموية: أبراج الخلوي وكابوس السرطان وعشوائية الزراعة وعذاب الثلج والصقيع في أوكرانيا "شقائق النعمان" تنتصر للبيئة عبر الأثير السيارات الأوروبية غير صديقة للبيئة كما يروج دراسة تتوقع أن تشهد المنطقة العربية في السنوات القادمة المزيد من الاضطرابات والاعتصامات بسبب تأثير المياه على إمدادات الغذاء والحبوب وأسعار الخبز ومياه الشرب دول نامية تطمح لانطلاق عصر جديد لبلدان الجنوب السيارة العاملة بالغاز الطبيعي مجدية للمسافات الطويلة فقط السلطات الألمانية تحقق مع 200 مزرعة للدواجن زورت بياناتها للإيحاء بأن بيضها عضوي كيف نتخلص من استعمال المواد الكيماوية في منازلنا؟ كفر عبوّش: شارع صديق للبيئة وأحلام خضراء برتقاليات: عناية الطبيعة بالبرتقالة البيئة واللغة عند مصطفى الدباغ (2) زهرة من أرض بلادي: الفيجن قراءة في كتاب "التغير المناخي... التشخيص والتوقعات والعلاج" كنيسة بيت فاجي
Untitled Document  

الراصد البيئي :

حوارات وأحوال

عبد الباسط خلف

 (1)
ضباب وسجائر

يلف الضباب الطريق بين رام الله وبيت لحم، في يوم من شباط "الخبّاط" بمطر غزير، وأنت تسافر في حافلة عمومية عليك أن تفتح هذا الحوار كثيراً، الأسئلة ذاتها والإجابات تتكرر ربما، لكن المستهدف منها يختلف.
يغلق السائق النافذة، ويخرج سيجارته له، وأخرى للراكب بجواره. قبل أن يشعلان سجارتيهما، تطلب منهما أن لا يفعلا ذلك؛ فالجو بارد، ورائحة السجائر لا تُطاق، وعلينا أن نحترم من لا يُدخن.
يتطوع السائق بالقول: نفتح النوافذ، ولا  يشعر أحد بنا!
ترد عليه: والبرد والمطر يا أستاذ؟
وتكمل: ولافتات ممنوع التدخين التي تملأ سيارتك؟
يتوقف السائق وجاره الطارئ عن إشعال سجارتيهما، على مضض، ويتأفف صاحبنا وراء المقود، ولكن يحاول فعل الشيء نفسه، بعد نصف ساعة من الحوار، لكنك تذكره باحترام رغبتك.
الغريب في الأمر، بعض الذين يتضايقون من إشعال التبغ، يهادنون، كحال الراكب بجواري، ويقولون:  قد تقع مشكلة من وراء سيجارة!

(2)
بحيرة صانور!

حولت مياه الأمطار سهل صانور، جنوب جنين، إلى بحر، وسبق أن كتبنا في (آفاق البيئة والتنمية) قبل عام بالتمام والكمال، عن حكاية السهل الذي يصير بحيرة، وأسباب ذلك، وتداعياته، وخطط حل أزمته التي لم تر النور.
هذه الأيام، صار يتقاطر إلى البحيرة، حديثة العهد، الصغير والكبير، والكثير من العائلات التي يحرمها الاحتلال من التمتع بالمياه صيفاً، سواء في بحيرة طبريا، أو ساحل البحر المتوسط، وحتى البحر الميت، فطريقه غير سالكة، ومُحاصر بالاحتلال وإجراءاته.
على شاطئ "البحيرة"، تفتح حوارات مع بائع القهوة الذي يبحث عن رزقه، فيقول مستعيراً مثلاً عربيًا: مصائب قوم عند قوم فوائد. وها نحن وجدناها فرصة للبيع والشراء، فالحركة كبيرة، وخصوصاً في الأيام المشمسة وأيام العطل والإضرابات، وسيزداد الناس، إذا ما ظلت البحيرة في الربيع وأول الصيف.
بجوار البائع تتناثر الأواني البلاستيكية، ولا يخفى على الناظر مشهد النفايات العشوائية في غير اتجاه، التي يتركها المتنزهون.
يقول سامر عبد الكريم، الذي جاء من غرب جنين، برفقه أطفاله: لو كان عندنا بحيرة نصل إليها كل يوم، سنعاني الأمرّين، وسنشاهد كيف ستتراكم النفايات حولها، وستصبح مثل شوارع مدننا العديدة: أكوام نفايات هنا وهناك.
فيما تتخذ عائلة قادمة من طولكرم مكانا لها، في نقطة أخرى من ضفاف السهل، يقول الأطفال مفيد وكريم وريم: إنها المرة الأولى التي نرى فيها البحر، إنه واسع وكبير، وبالتأكيد البحار العادية مثلما شاهدنا في التلفزيون، وقرأنا أوسع، لكن كما قال لنا أبي: صانور في اليد ولا المحيط الأطلسي على الشجرة!

(3)
وعود في الانتظار

تتصل بمسؤول في وزارة الزراعة، تشكو له ، في اتصال هاتفي، سوء حال الأحراش والغابات في محافظة جنين، وكيف أن الأشجار التي تسقط من الرياح، لا يُزرع مكانها.
بعد وقت قصير، وفي اليوم ذاته، يعود لك المسؤول باتصال آخر، شاكراً اهتمامك، ويعدك بأن ترى أشجاراً جديدة، في أقرب مرور لك من المنطقة.
تعيد الكرة، بعد أن راوح حال الأحراش مكانه، ويكاد الشتاء وموسم التشجير ينفُذ، من دون أن يصلح حال الأحراش، وتُغرس الأشجار!

(4)
ثقافة التنوع الحيوي

بدأ الربيع يزحف مبكراً، بفعل الأمطار الجيدة التي هطلت هذا الشتاء، بحمد الله. تختار عينة عشوائية من 20 طفلا وشابًا وطلبة جامعات، لتناقشهم عن ثقافتهم البيئية والتنوع الحيوي في بلادنا المحتلة.
يندهش الجميع بعدد نباتات فلسطين الكبير، التي تقترب من 2700 نبتة، وتكاد العينة-غير العلمية بالطبع، لكنها تشكل مؤشراً ما، تُجمع على جهلها بأسماء معظم النباتات والأزهار.
يقول سمير بدران، وهو طالب جامعي: للأسف غالبيتنا مقصرة تجاه البيئة، ولا نعرف عن أزهارنا كثيرًا، ومن يعرف شيئاً تجده ينحصر في عدد محدود من النباتات الشائعة مثل النرجس وعصا الراعي وشقائق النعمان والأقحوان، لكننا لا نميز بين كثير من الأصناف أخرى.
تورد لأفراد عينتك مجموعة من الأسماء، وتطلب منهم تحديد معرفتهم بها من عدمه: الكتانية، الترمس البري، العلت، السوسن الشبكي، زهرة الحوش، الكتيمة، البسباس، عين اللبيد، الخرفيش، القريص، الزعرور.
للأسف، تتواضع الإجابات، وبالكاد سمع المعظم بزهرتين أو ثلاث على الأغلب!

 
التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية