:تراثيات بيئية
البيئة في أدب محمود سيف الدين الإيراني
علي خليل حمد
-1-
أبو خميس (بقال في يافا)
كان أبو خميس صاحب فن.. وكان فنه تعبيراً رائعاً عن حبه لفاكهته … يتناول حبة البرتقال أو الرمان أو التفاح رفيقاً بها، حانياً عليها، يكاد يلثمها من فرط الحب، ثم يروح يقلبها وفي عينيه وميض الإعجاب والإعتزاز بهذا الكنز … ثم يعطيك طلبك وعلى شفتيه إبتسامته الراضية، فكأنه يوصيك خيراً بما أخذت من فاكهته.
كانَ يدورُ في نَفسي كلّما شاهدت هذا الحب الذي يفيضهُ أبو خميس على فاكهته إنهذا الرجل وأمثاله أكثر الناسِ إحساساً بفضلِ الأرض التي أنبتت كلَّ هذا الخير، وأكثرهم حباً لهذهِ التربة السخية، وأشدهم إرتباطاً بها. كان يبدو لي أن له في تربة بلاده جذوراً بعيدة المدى، وأنه في الواقع بعض هذه التربة المحسنة … ولكأنما قد أنبتته هو الآخر هكذا فارع العود، عظيم الألواح، كثير السمنة سَمح الأخلاقِ، رضيّ النفس. كأنَّ لونه الأسمر، المشرب بحمرة خفيفة استمد من لون تلك التربة نفسها، تشيعه في حبة القمح ضمن سنبلتها، وفي البرتقالة على فرعها، إبان نضجها، وفي الرمانة حين تتكئ على غصنها، ويتسم به الإنسان الذي أخلص لها الحب.
-2-
نهر من ذهب
كانت شمس أواخر حزيران قد صوحت سنابل القمح فاستحالت الى لون الذهب الخالص لا تكاد تهبُّ عليها أنسام الشمال رضية لينة، حتى تترنح ثم تنحني ذؤاباتها وقد مستها هذه الأنسام، ثم سرعان ما ترف وتهتز كلها وتسلس قيادها للريح تموجها وكأنما هي تهدهدها، فلا تعود العين تبصر الا ما يشبه صفحة نهر من ذهب يرعشها – على مدى البصر – موجٌ خفيٌّ قصيٌّ لا تراه العين، إنما تتبين أثره في هذا الاهتزاز الخفيف المتصل المتسق اتساقا معجباً ترتاح له عيوننا المتعبة، نحن سكان المدن، تجد فيه أعصابنا المكدودة سكينة ما أكثر ما افتقدها في المدن ضجيجها الفائر.
ان من لم يعش أياما أو على الأقل ساعات بين الحين والآخر في مثل هذا الجو الريفي الطلق، ومن لم يشاهد هذه الحركة النشيطة الدائبة في الحصاد والدراسة حول البيادر وهي ترتفع أكواما وتلالا من الذهب، وإقبال الفلاحين على عملهم بهمة وعزيمة، وقد لوحت الشمس وجوههم فأكسبتها سمرة محببة، أجل إن من لم تكتحل عيناه بسحر هذه الآفاق المترامية الزاخرة بخيرات الأرض أم الخصب، لا يستطيع أن يبارك حقاً جهد الإنسان بين أحضان أمه الطبيعة، ولا يستطيع ان يستشعر سعادة الإنسان الذي لم تنبت صلته بأرض بلاده أم الخير وينبوع البركة كلها.
-3-
سحر البيئة
هناك اشياء نسكن اليها، وأماكن نرتبط بها، وكأنما قد قامت بيننا صلات مودة، ووشائج صداقة، فهذا درب نحب أن نسير فيه، وذاك منزل يؤنسنا أن نمر به، وتلك أصوات يريحنا أن نسمعها، وريح يبهجنا أن نتنسمها، ووجوه يشوقنا مرآها، وثمة مقهى لا يؤنس وحشتنا غيره، ودكان نشتري منه حاجتنا ولا نميل إلى سواه على كثرة دكاكين البيع والشراء … لا، على التأكيد أن الأمر فوق أن يكون عادة وحسـب.
-4-
حنين
كنت أصيد السمك في بحر يافا وكان بداخلي شعور عميق بأني بعض هذا الوجود, بعض هذا الماء وتلك السماء, بعض رمال الشاطئ الحريرية.. ويتراءى لي أن لكياني كله جذوراَ تضرب بعيداَ في أعماق تربة بلادي منذ خلق الله الكون... وكنت أحسن في قرارة نفسي أنني شبيه بشجرة البرتقال, اذا اقتلعت من منبتها ماتت.
بالأمس ذهبت الى قلقيلية.. كي اشتري بعضا من فسائل شجر الليمون الشهري الذي لا ينقطع عطاؤه في صيف أو شتاء.. ضحكت وبكيت.. وقبلت تراب قلقيلية.. لما أقبلت عليها في سيارة النقل رأيت الشجر الوريق يمتدّ حتى ليكاد يسد الأفق.. إنه شجر البرتقال وفروعه المثقلة.. شجر كثير متلاصق, ملتف يملأ السهل كله.. شاهدت البحر غير بعيد.. وراوحت جبيني أنسام حلوة, ولا أدري هل سكرت أم صحوت أم حلمت... إنها أنسام يافا... بالأمس رأيت مدينتي على مرمى البصر.. وشممت رائحتها... إن لها رائحة خاصة أستطيع أن أميزها بين روائح المدن كلها.. هل هي مزيج من لهاث البحر.. وعبير البرتقال.. وأنفاس أهلها.. وأنسام جوها وتربتها وتاريخ أفراحها... وجراحاتها... لا أدري, أملؤ صدري برائحتها... وأموت بعدها قرير العين.
-5-
على شاطئ يافا
كنا إذا نال منّا التعب نتسلق صخوره ]الشط [ البارزة فنقتعدها أو نستلقي في استرخاء لذيذ في شفوق الصخور نحاول أن نستخرج أحياءها الصغيرة... وقد نفلح أحيانا؛ نستخرج محارات أو أم الخلال, أو أخطبوطة صغيرة, أو بعضا من القريدس أو السرطانات... كان هذا يفرحنا ويلهينا طويلا حتى يكاد يخطر لنا على بال أننا نؤذي تلك الأحياء المائية, أو نشوهها, أو نحن نقتلها بقسوة داخل شقوقها.
-6-
حفنة من تراب الوطن
لقد عرفت بلاداَ وشعوبا فأحببت الكثير مما رأيت وأعجبت بصفات وسجايا, وبفن وأدب وعلم وأذهلتني روعة العمائر وعجائب التصور والآثار، غير أن حنيني إلى الوطن كان هو الأشد والأعمق وكان حبي غياه و ]هو؟ [ الذي يفوق كل حب سواه. ولكي أنساه, يجب أن أنسى طفولتي فوق أرضه, ويجب أن أنسى أين كنت ألعب وأين كنت أتعب, وأين كنت أستريح, ويجب أن أنسى من أحببت فيه, ومن بكيتهم بدموع العين والقلب, ولكي أنسى, يجب أن أنسى ذكرياتي كلها, وشبابي كله,
يجب أن أنسى البحر والنهر, والبيارة, والبرتقال, والأعناب, وتلال الرمال, والأحباب والأصدقاء, وأسواق مدينتي وأزقتها ودروبها والصبايا والأطفال والجيران, ويجب أن أنسى سور القدس ومآذنها وقبابها ومخافق أجراسها ومساجدها وكنائسها, وألغي ألف عام من جراح ومآسٍ وانتصارات، ويجب أن أنسى رجالاً صنعوا تاريخا ورجالاً عاشوا عمرهم في النضال, ونساءً يستقبلن الشهيد مزغردات دافعات بالمزيد من أبنائهن بساحات الجهاد والاستشهاد.
يجب أن أنسى هذا كله, يا وطني قبل أن أنساك, ولكن هيهات هيهات!
الطعام التراثي الموسمي
الملفوف وزهرة القنبيط أو القرنبيط

بقلم ناديا الأستاذ حسن
مركز حسن مصطفى الثقافي
للملفوف عند الشعوب والأمم قيمة كبيرة، وقد وضع علماء النبات والتغذية على هامته التابع الملكي وأسموه بكل بساطة بملك البقول، وله تاريخ عريق في القدم ونسجت حوله أساطير كثيرة، ومن أشهر الروايات أن الرومان اعتمدوه في حفظ صحتهم طوال ستة قرون، كما أطلق عليه اللاتينيون اسم "أولوس" أي البقلة الممتازة.
أما الطبيب العربي ابن سينا في كتابه القانون يقول عنه:-
(ينفع من الرعشة، وقد يعالج مع الحلبة داء النقرس وأوجاع المفاصل). وفي الطب الشعبي الحديث له فوائد وميزات غذائية وعلاجية عديدة من أهمها أنه يعتبر من مخفضات نسبة السكر في الدم وميّسر لعملية التمثيل الغذائي للمواد السكرية ويوفر مناخاً ملائماً لامتصاص الاوكسجين بطريقة طبيعية ولا يمكن حصر فوائده في هذا البحث لكثرتها. ويعتبر الملفوف وزهرة القرنبيط من النباتات الشتوية التي يتغذى عليها الفلسطينيون وتنتجها ارضهم في كافة المناطق الزراعية الغورية والجبلية السهلية والساحلية.
ويرغب الناس في قطف وأكل الملفوف بعد نزول المطر عليه فيقولون :- "ملفوف أو زهر ممطر"
وكان عامة الناس يقبلون على شراء الملفوف والزهرة في موسمها في الشتاء عامة وله رائحة خاصة تجعل البعض ينفرون منه أقل في الطقس البارد منه في الحر والصيف، وتعود هذه الرائحة لغنى الملفوف والزهرة بمادة الكبريت التى لها قدرة على التطهير ومنع الالتهابات. ويطلق الناس مصطلحات لرائحة الزهرة أو الملفوف فيقولون له (جوخ- كوخه) باللهجة العامية.
قال أطباء العرب في الزهر أو القرنبيط:- انه يقتل الديدان ويفجر الأورام ويلحم الجروح وينقي الصدر والطحال، والكبد والحصى، ورماده يذهب القلاع والحفر......... وبالعسل يزيل البّحة، وماؤه يعيد الصوت بعد انقطاعه، وهذا إن عقد بالسكر واستعمل.... والصنف البري منه يمنع السموم.
وإذا كان الملفوف يحتوي على الكبريت بنسبة عالية، فالفسفور من أهم مركبات الزهرة وكذلك هو مقوٍ للبنية.
الملفوف النيئ يفتح الشهية إذا ما أخذ قبل الطعام، فالأملاح الزرنيخية وتأثيرها الخفي يحرّض الغدد اللعابية والغدد المعوية.
1. سلطة الملفوف.
- سلطة الملفوف هي الوسيلة لأكله نيئاً وهي عبارة عن تقطيع الملفوف النظيف المغسول الى شرائح رفيعة وطويلة ثم اضافة خليط الخل والزيت والملح والليمون الحامض وتقليب الملفوف وتقديمه وتناوله نيئاً.
- تضاف أوراق الملفوف المقطعة إلى البندورة والجزر المبشور وتتبل بالملح والليمون والزيت كنوع آخر من السلطة النيئة.
- ويهتم الناس بتخليل الزهرة والملفوف وعملها مكابس ومخللات كالآتي:-
- تقطع الزهرة وتشطف وكذلك الملفوف، ويمكن إضافة الجزر معها والبصل.
- توضع في وعاء ويسكب عليها ماء مغلي، وتبقى منقوعة بالماء المغلي حتى يبرد، ثم تنشل من الماء وترتب في مرطبان وتغمر بالماء والملح، ويضاف خل حسب حجم المرطبان أو بفنجان من روح الخل ويترك حتى ينضج. ولمن يرغب في سرعة النضج يمكن السلق القليل حتى يبدأ الطريان، وعندما يبرد يضاف الخل أو روح الخل الى الماء والملح.
- الطريقة التقليدية القديمة لنسبة الملح الى الماء هو ما يسمى (بتطويشة البيضة). أيّ توضع البيضة في كمية من الماء ويضاف اليها الملح حتى تطفو.
2. حساء الملفوف مع العدس.
- تضاف أوراق الملفوف المفرومة الى العدس المسلوق والجزر
3. الأكلة الشعبية الشائعة والرئيسية. "محشي الملفوف"

- يحب الناس أكلة المحشي الملفوف ويطبخونها في المواسم كما يلي:-
- يسلق الملفوف البلدي وتزال الضلوع عن الورق.
- تحضر الحشوة وهي عبارة عن الارز واللحمة المفرومة والبصل المفروم ناعماً والبقدونس المفروم، ويضاف الملح والبهار خاصة الكزبرة والكمون مع زيت السريج الذي كان استعماله شائعاً.
- توضع أضلع الملفوف في قعر الوعاء وتقشر فصوص الثوم وتنثر في أرضية الطنجرة، بينما تلف وتحشى أوراق الملفوف وترص في الوعاء.
- يضاف الملح وحب الهيل والماء وتغلى قليلاً ثم تخفض الحرارة حتى ينضج ويقدم مع عصير الليمون.
مقوبة الزهرة... طبق القدس وقضاها
- ان أكلة المقلوبة تعتبر في القدس طبق المناسبات والأفراح وتقدم للضيوف، وتحتل مقلوبة الباذنجان البتيري صيفاً ومقلوبة الزهرة شتاء الأولوية على أية مقلوبة بأصناف أخرى من الخضر كمقلوبة البطاطا والجزر أو مقلوبة العكوب أو مقلوبة الفول.....إلخ أي يمكن تسمية مقلوبة الباذنجان ومقلوبة الزهرة (بالمقلوبة الرسمية).
- وتطبخ المقلوبة المقدسية كما يلي:-
- تسلق اللحمة الحمراء والدجاج وتطيّب بالبصل والبهارات.
- تغلى الزهرة وتوضع طبقة فوق اللحمة المسلوقة.
- ثم يضاف الارز المنقوع وينضج بمرق اللحم وأحيانا تضاف الشعيرية المحمصة إلى الأرز المنقوع وذلك حسب الرغبة.
- يغلى الأرز قليلاً على نار حامية ثم تخفض درجة الحرارة بوضع قطعة معدنية تحت وعاء المقلوبة ما يمنع شياط الأرز.
- تقلب المقلوبة وتزين بالصنوبر واللوز والحمص المقلي بالسمن البلدي.
4. من الاكلات الفلسطينية المحببة الزهرة باللبن وتسمى بالمطفية.
في مناطق كالقدس والخليل يطحنونها بلبن الجميد مما يعطيها طعماً لذيذا متميزاً لمن اعتاد عليه، وتكون التقلية بالسمن البلدي أيضاً، أما في الشمال فيستعملون اللبن الرائب والمسنون، وطعمه مختلف عن لبن الجميد وكل منطقة تألف الطعم الذي اعتادت عليه. وهذه الأكلة اللذيذة تتم بإضافة الزهرة المقلية إلى مرق اللحم والثوم، وعندما تنضج تؤكل مع الأرز المفلفل.
وفي القرى الزراعية المنتجة للزهرة، كانوا يقدمون أكلة المنسف بلبن الجميد واللحم الاحمر مضافاً اليها الزهرة في الشتاء، وفي الصيف كان المنسف عبارة عن يخنة الباذنجان والبندورة والبصل مع الفت والأرز، بينما المنسف في البادية فيقتصر على الفت.
5. مقلي الزهرة.
يتم قلي الزهرة البلدية وفرم البقدونس الأخضر الطازج، ثم يبقى الثوم ويفرش الصحن بالبقدونس والثوم ثم توضع الزهرة وتغطى بطبقة أخرى من خليط البقدونس والثوم، ثم يعصر الليمون الحامض وهو طبق من المقبلات والمشهيات ويفضل تقديم هذا الطبق ساخناً.
- وتغلى الزهرة وتوضع في وعاء إلى جانب البندورة المقلية بنكهة الزيت البلدي، والطعام المقلي لذيذ لكنه عسر الهضم وضار بصحة المعانين من أمراض الشرايين والقلب والمرارة وارتفاع نسبة الدهون في الدم.
6. الأمشاط من الأكلات الموسمية الشائعة.
- في كل شتاء يعدّ الناس أكلة الأمشاط بالزهر وخطوات إعدادها تكون كالتالي:
- يعد العجين الطريّ كعجين الزلابية ويخمر.
- تلبس العجينة بمقدار من الحشوة بالزهرة المتبل وتلف بطبقة من العجين وتسقّط في مقلى الزيت الحار بحجم البيضة وتقلب الأمشاط حتى تنضج، وهناك نوع آخر من العجينة حيث يضاف البيض إلى خليط العجين والزهرة ويقلى أقراصاً وهذه الطريقة المدنية غالباً والبعض يسميها عِجّة الزهرة.
7. الزهرة بالطحينة:-
- يمكن أن تكون الزهرة بالطحينية باللحمة المفرومة ويمكن أن تكون بدونها حسب الرغبة.
- تسلق الزهرة وتوضع في صينية مع البصل والثوم وعروق البقدونس وبذور الكمون
- تسن الطحينية بالليمون وتحلّ بالماء وتسكب على الزهرة وتغلى ثم تحمص قليلاً في الفرن.
- ويمكن أن تحضر اللحمة المفرومة بالبصل وتضاف إلى الزهرة بالطحينية.
- ويمكن أن تكون الزهرة مع اللحم على (أدامه) أي بدون أطعمة كاللبن أو الطحينية أو البندورة سوى نكهة الزهرة مع مرق اللحم ويعصر الحامض عند الأكل.
محشى ورق القرنبيط أو ورق اللخنة أو ورق الشول.
- هذه الأكلة عبارة عن محشي ورق القرنبيط وتحضر كالآتي:
- تسلق أوراق القرنبيط المحيطة بالزهرة وتزال الضلوع من الورقة.
- تحضر الحشوة من الأرز والبصل والحمص المسلوق الناضج وزيت الزيتون.
- يضاف إلى ورق الملفوف الأخضر الماء والملح ويرفع على النار، وعندما ينضج يعصر عليه الليمون الحامض وكانت تطبخ هذه الطبخة في قدرة الفخار وعلى نار الموقدة وتفوح منها نكهة الزيت والخضر وروائح البصل والثوم.
- وفي الزمن الماضي كانت هذه الأكلة الشعبية تحشى بجريشة القمح أو البرغل أو خليط العدس المجروش وجريشة القمح والبرغل الخشن، وذلك لأن هذا النوع من المحاشي الشعبية لم يكن يجد الأرز المستورد وغالي الثمن وتأثر سعره بظروف اقتصادية وسياسية وأوقات الحرب والمجاعات، كما في نهاية العهد التركي والحرب العالمية الأولى.
زهرة من أرض بلادي
البلاَن (النتش)

د. عثمان شركس
جامعة بيرزيت
الاسم اللاتيني أو العلمي: Sarcopoterium spinosum (L.) Spach
الاسم الإنكليزي: Brickly-Shrubby Burnet
اسم العائلة: العائلة الوردية Rosaceae
الاسم العربي: البلاَن أو النتش
وصف النبتة: البلاَن من الاعشاب المعمرة، شجري، شوكي ينمو على شكل شجيرات متشابكة مع بعضها البعض كالمظلة. قاعدته خشبية، تفرعاته كثيفة، قوية. الاوراق طولها 2-5 سم، ضيقة، مجزأة أو مركبة ريشية. الازهار صغيرة جداً، خضراء، ليست جذابة تنتج ثماراً تشبه التفاح السكري، قطرها نصف سم، لحمية، خضراء في بداية النمو وحمراء عند النضج وبنية اللون عندما تجف النبتة في فصل الصيف الجاف.
فترة الأزهار: في بداية سقوط المطر وتشبّع التربة بالرطوبة، يبدأ البلاَن بالنمو الخضري ويبدأ بالأزهار القرمزية - البيضاء المائلة للون الأخضر، في آذار حتى أواخر أيار يبقى البلاَن بالثمار ذات اللون الأحمر، وفي بداية تموز وحتى كانون أول تبقى الثمار ذات اللون البني والتي يسمونها في منطقة الخليل السَر.
التوزيع الجغرافي: ينمو البلاَن في جميع أراضي جبال فلسطين الوسطى من جنين شمالاً حتى الخليل جنوباً ولا ينمو البلاَن في منطقة أريحا نهائياً. وكذلك البلاَن لا يرغب الظل ولا ينمو تحت ظلال الأشجار في الغابات الكثيفة لأنه يحب الضوء وينمو عليه بشكل كبير. يعتبر البلاَن من الشجيرات العشبية الغازية وقوية التنافس، حيث إذا نمى في أية منطقة ما يسيطر عليها كاملاً، ويستخدمه علماء النبات اليوم كدليل واضح على تدهور الأراضي .
فوائده واستعمالاته: البلاَن له عدة فوائد واستعمالات منها:
- يستخدم البدو البلاَن كسياج لحماية مواشيهم.
- يستخدم البلاَن كمكانس لتنظيف الأرض.
- يستخدم البلاَن لحماية التربة من الانجراف.
- يستخدم الفلاحين البلاَن لغطاء فوهة البئر (بئر جمع مياه الشتاء) كمصفاه للمياه من الشوائب.
- يستخدم البدو البلاَن كحطب رئيسي في مناطق جبال فلسطين الوسطى والجنوبية.
- يستخدم المزارعين البلاَن كغطاء لمزروعاتهم وحمايتها من الطيور والحيوانات والبرد في فصل الشتاء.
يستخدم البلاَن طبياً وتحديداً الأوراق اليافعة الطرية الخضراء مع الجذور، حيث تنقع بالماء لفترة وثم يغلى المنقوع على نار هادئة لمدة ساعات، وبعد ذلك يصفى شراب البلاَن ويشرب منه ثلاثة فناجين يومياً صباحاً وظهراً ومساءً لعلاج مرض السكري والالتهابات والدزنطاريا وتسوس الأسنان.
|