مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
تشرين ثاني 2012 العدد-49
 
Untitled Document  

:اريد حـــلا

تغيير سلوكنا اليومي في استهلاك الطاقة المنزلية

جورج كرزم

من الناحية البيئية، يعني التوفير في استهلاك الطاقة التقليل من كمية الغازات السامة والممرضة المنبعثة إلى الأجواء؛ وبالتالي التخفيف من الأذى على الصحة العامة والبيئة، والتقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويكمن المدخل الأساسي لترشيد استهلاكنا للطاقة في تغيير سلوكنا وعاداتنا الاستهلاكية، وبخاصة لو علمنا أن معظم حاجاتنا للطاقة في المنزل تستعمل لتوفير الماء الساخن، وللتدفئة والتبريد، ولتسخين الطعام وتبريده، وللإضاءة، ولغسل الملابس.
ويعد تغيير سلوكنا اليومي من أهم الوسائل لترشيد استهلاكنا للطاقة المنزلية، وبخاصة الكهرباء، حيث يمكننا الاستفادة من معظم ساعات النهار، كاختيار المكان المشمس والدافىء لنشاطاتنا في أثناء النهار في الشتاء، وارتداء الملابس حسبما يناسب الجو، بارتداء ملابس سميكة ودافئة تحفظ حرارة الجسم بدلا من التدفئة الاصطناعية في أيام الشتاء الباردة، والتلفع ببطانية مع "قربة" ماء ساخن في أثناء الجلسات في الأمسيات الباردة، وتنمية عادة إطفاء الأنوار في غير وقت استعمالها، ونقع الحبوب والأطعمة المجففة لتخفيض الوقت اللازم لطبخها.
ومن بين السلوكيات الأخرى التي تهدف إلى التقليل من استخدامنا للكهرباء والمحروقات بشكل عام، يمكن أن نذكر ما يلي:

أولا:  إن صيانة الثلاجة جيدا تحسن عملها، ويمكن أن يخفض ذلك كثيرا من مصروف الكهرباء. فيجب التأكد من عدم وجود تسرب، وبأن العوازل المطاطية غير مرتخية.  كما يجب تنظيف المواسير خلف الثلاجة (بعد إطفاءها) مرة كل سنة على الأقل، ويجب أن لا نسمح للجليد بالتراكم أكثر من نصف سنتيمتر.  كما يجب ألا نضع الثلاجة بالقرب من الموقد، أو أدوات تسخين أخرى، وألا نترك بابها مفتوحا أطول من اللزوم، ولا بد من إقفال الباب بإحكام.  كما يمكننا التوفير في استهلاك الطاقة الكهربائية وتحسين عمل الثلاجة، إذا كان "الفريزر" (مقصورة الجليد) مملوءا تماما، حيث يمكننا أن نحفظ به الخضار والبقوليات التي نشتريها في موسمها بسعر أرخص، مثل البامياء واللوبيا والملوخية.

ثانيا:  استخدام الغاز في التدفئة أوفر من الكهرباء بنحو 40%.  ولكن يجب الانتباه إلى نواحي السلامة، وخصوصا تأمين التهوية الكافية تجنبا لحادث الاختناق بأول أكسيد الكربون.

ثالثا:  تركيب مصابيح جيدة الإضاءة ومقتصدة في الطاقة الكهربائية في آن معا.  وبوسعنا ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية المستخدمة في الإضاءة من خلال اقتناء المصابيح الفلورسنتية الموفرة للطاقة من نوع سي.إف.إل، والتي تستهلك 20% من الطاقة الكهربائية المستهلكة من المصباح العادي المكافئ لها، وتعطي نفس نوعية الإضاءة.  كما أن العمر التشغيلي لهذه المصابيح أطول بكثير من العمر التشغيلي للمصباح العادي.

رابعا:  تستهلك المكاوي مقدارا كبيرا من الطاقة، علما أن معظم الملابس والأقمشة التي تنتج حاليا لا تحتاج إلى كي.  فلنقلل إذن من الكي إلى الحد الأدنى، ولنتجنب إحماء المكواة تكرارا بتنظيم أوقات الكي، علما بأن المكاوي البخارية تستهلك طاقة أكثر من المكاوي الجافة.

خامسا:  اشترِ الثياب التي تقتصد في استهلاك الطاقة ومواد التنظيف الخاصة.  فقبل شراءك للملابس، اقرأ المعلومات المذكورة على الملابس، وتأكد من نسب الخيوط الطبيعية والاصطناعية التي صنع منها الثوب، واقرأ المعلومات المتعلقة بالغسيل أو التنظيف، مثلا:  هل يحتاج الثوب إلى تنظيف ناشف dry cleaning) ) أم يمكن غسله؟  هل يحتاج إلى كي بحرارة عالية؟  كما يجب تشغيل غسالة الثياب وهي بملء سعتها للتوفير في الماء والطاقة.

سادسا:  يفضل استخدام السخانات الشمسية لتسخين الماء.  فتسخين الماء بالطاقة الشمسية يوفر أكثر من  70% من تكاليف تسخين الماء في المنزل، وترد كلفتها خلال نحو ثلاث  سنوات، وهي أجهزة نظيفة  ومأمونة ولا تحتوي على قطع متحركة تحتاج إلى صيانة دائمة.  واللاقطات الشمسية مصنوعة من السيليكون، وهي مصدر طاقة مجاني ومتجدد ومتاح للجميع، ولا يسبب أضرارا بيئية.

سابعا:  بدلا من استعمال بضع طناجر لطبخ أنواع مختلفة من الطعام، يمكننا استعمال طنجرة واحدة  تحتاج إلى وقت مماثل.  فهناك أنواع من الطناجر والمقالي المقسمة لتتسع لأكثر من صنف.  وعندئذ نحتاج إلى موقد واحد. 

وعند الطبخ يجب أن نتذكر ما يلي: 
أولا:  التوفير في استهلاك الطاقة عند الطبخ.  وذلك باستعمال طنجرة تعمل على ضغط البخار لطهو الخضار واليخنة والحبوب، علما بأن الخضار المطبوخة على البخار ألذ طعما، وأفضل تغذية من تلك المسلوقة. 
ثانيا: في أثناء الطبخ (الطهي) ضع غطاء على الطنجرة، لأن الغطاء يخفف استهلاك الطاقة (الغاز) بسبب غليان الماء والطعام بسرعة أكبر.  كما أن الغطاء على الطنجرة يقلل التكاثف داخل المطبخ؛ وبالتالي يمنع الرطوبة.
ثالثا:  عندما يبدأ الماء بالغليان خفض النار.
رابعا:  يجب أن نطبخ باستعمال كمية مناسبة من الماء.  فغالبية الأطعمة لا تحتاج إلا إلى "غمرها". وزيادة الماء على اللزوم تطيل مدة الطبخ بلا مبرر.
خامسا:  الاستفادة من موقد التدفئة / الصوبة، في أثناء تشغيله لتدفئة البيت، لتسخين الماء (للاستحمام وغيره) ولتحضير الشاي والقهوة وما شابه، وأيضا للطبخ.  كما أن بوسعنا الاحتفاظ بالماء الساخن لأطول فترة ممكنة ( في أثناء الليل مثلا) وذلك بحفظه في أوعية نغلفها جيدا ببطانيات، بحيث نستخدم في الصباح ماء دافئا (فاترا).  ونستطيع أيضا حفظ الماء الساخن في ترموسات للاستخدامات البيتية المتنوعة.

للمزيد من التفاعل، أو للحصول على معلومات إضافية، يمكنكم الكتابة على العنوان الإلكتروني التالي: 

george@maan-ctr.org

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية