مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
تشرين ثاني 2012 العدد-49
 
Untitled Document  

:اخبار البيئة والتنمية
_____________

الحد من ساعات التسوق في مصر لتوفير الكهرباء ورفع الإنتاجية

اتفاق أممي لزيادة تمويل حماية البيئة

نحو تقليص الفجوة الغذائية في مصر وتحقيق اكتفاء نسبي بالقمح

بحلول 2030 ستتضاعف المدن حجما وسكانا وستصبح أكثر خضرة ومراعاة للبيئة

إعادة شبكات الكهرباء في ألمانيا لإدارة الدولة واستعمال وسائل طبيعية ونظيفة لتوليد التيار

 


الحد من ساعات التسوق في مصر لتوفير الكهرباء ورفع الإنتاجية

حي خان الخليلي بالقاهرة في ساعات الليل المتأخرة

القاهرة / خاص: لم يكن شراء بنطلون في الواحدة صباحا بالقاهرة يمثل أي مشكلة، لكن خطة جديدة للحكومة لخفض ساعات التسوق ستجعل ذلك غير ممكن في القاهرة التي اعتادت ألا تنام.
وقال وزير التنمية المحلية احمد زكي أن الحكومة تناقش تشريعا لغلق المحال في تمام العاشرة مساء والمطاعم في منتصف الليل. وأضاف أن "المنشآت السياحية الحائزة على رخصة مثل الفنادق والحانات سيتم استثناؤها من ذلك".
وأثار المشروع، الذي يهدف لتوفير الكهرباء وزيادة الإنتاجية وربما يدخل حيز التنفيذ خلال شهر تشرين ثاني الجاري، كثيرا من الجدل الحاد والسخرية.
وقال محمد حسن (38 عاما) الذي يعمل بموقف سيارات بشارع تسوق مزدحم بالقاهرة، "هذا المشروع لن يجدي نفعا. هذه هي مصر، نحن نظل نعمل حتى ساعات متأخرة من الليل"، متابعا "أنا متأكد من وجود طرق أفضل لتوفير الكهرباء".
وتم اختيار القاهرة التي تعاني من اختناقات مرورية ليلية، في عام 2011 كواحدة من أكثر المدن التي لا تنام، حسب موقع بادوو للتواصل الاجتماعي.
وقال الوزير زكي أن المشروع بالإضافة لتوفيره الطاقة سيساعد القوى العاملة على زيادة إنتاجيتها. وقال في حوار عبر الهاتف مع قناة "أون تي في" الفضائية الخاصة "الناس ستذهب للنوم مبكرا ما يساعدهم في العمل في اليوم التالي. نحن لا نقول للناس ناموا مع غروب الشمس". وفيما بدا تأثره بالانتقادات تساءل الوزير "هل هناك مدينة في العالم لا تنام كالقاهرة؟".
وقالت الحكومة أنها استشارت محافظي المدن وأصحاب محلات وغرف تجارية عبر البلاد وقالت بأمهم جميعاً وافقوا على المقترح. لكن اتحاد الغرف التجارية في مصر قال أن الأمر بحاجة لمزيد من المشاورات، داعين لاجتماع طارئ الأسبوع المقبل.
وقال زكي "المقترح سيوفر الطاقة، وسيجعل الطرق اهدأ، وسيذهب الناس لبيوتهم ليرتاحوا، بينما سيكون لعمال النظافة القدرة على تنظيف الشوارع"، مضيفا بإصرار "الأمر منطقي ومعقول".
لكن احمد فراج، وهو نادل في مقهى في القاهرة، قال "أنها فكرة غبية" وتابع "معظم الناس تبدأ في القدوم للمقاهي حوالي التاسعة مساء. ماذا سأفعل معهم؟ اطردهم؟ كيف يمكن أن نكسب قوت يومنا؟".
ومثل فراج يعمل كثيرون ليلا لتوفير ما يسند رواتبهم الهزيلة وهم اكبر الخاسرين من تطبيق مقترح غلق المحال مبكرا.
وقال فراج "كلما استمر عمل المحل لفترة أطول ليلا، كلما كسبت نقوداً أكثر معظمها من البقشيش". والتف حول فراج عدد من الناس لإعطاء الوزير نصائح لتوفير الطاقة، وقال احدهم "يجب عليه غلق نصف أنوار الشوارع"، فيما قال آخر تحت مجموعة من اللوحات الإعلانية المضيئة بحي وسط البلد "يجب عليه إطفاء الأنوار بين الثانية والسادسة صباحا".
وفيما كان يشتري حذاءً قال احمد محمود (63 عاما) "يريدون أن يحولونا لسويسرا في برهة من الزمن". وتساءل معلقا على ما وصفه بأنه "فكرة سخيفة"، "ما هي الخطوة القادمة، سيعطوننا حبوبا منومة للتأكد أننا سننام مبكرا".
واعتبر البعض المقترح أول إشارة على أن الإسلاميين الذين يتولون السلطة، يريدون فرض عاداتهم على الناس.
وقالت شيرين، وهي أم لابنين "أولا سيقولون انه لا يجب البقاء مستيقظين حتى وقت متأخر. ثم يقولون أن المرأة يجب أن تبقى بالمنزل. الأمر يثير غضبي".
لكن تغير نمط الحياة ليس فقط ما يثير القلق. الكثيرون، وخاصة من النساء، يعترضون على حظر تجول التسوق لاعتبارات أمنية.
وكان من اثر ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، تراجع الاقتصاد وارتفاع معدلات الجريمة والمشاكل الأمنية المرتبطة بها.
وقالت رجاء قبيل (35 عاما- مصممة ديكورات) "سأكون مرعوبة لو كانت الشوارع هادئة ومظلمة"، متابعة "كلنا لدينا أعمال بالليل وأشعر بالأمان في وجود الكثير من الحياة من حولي بالشارع". وبدأ نشطاء بالقاهرة الدعوة لتظاهرات احتجاجية ضد المقترح الذي سيغلق المحال مبكرا.
ووزع هؤلاء منشورات نحث كل مصري سيتضرر من القانون بالانضمام للاحتجاج ضد الظلم. "بدلا من الاقتطاع من دخلي، مرروا قانون الحد الأدنى للأجور".
وانتقد صلاح طه الأمين العام للغرف التجارية في الجيزة القرار، مستشهدا بوجود حاجات مختلفة لكل محافظة.
وأوضح طه "في المحافظات السياحية مثل الاقصر وأسوان يقضي السياح النهار في المتاحف وزيارة المواقع الأثرية"، متابعا انه مع مشروع الخطة الجديدة "المحال ستغلق أبوابها في وجوههم حين يبدأون التسوق".
لكن آخرون يرون في الأمر خطوة جيدة نحو مجتمع أكثر انضباطا وإنتاجية. ويؤيد ايهاب محمد (41 عاما) والذي يدير محلا للأحذية في شارع شهاب التجاري المزدحم في غرب القاهرة، مقترح الوزير زكي بقوة حيث سيقلل من ساعات عمله الثلاثة عشر وتجعله يقضي ساعات أكثر مع أسرته. ويقول محمد "اذهب للعمل 10 صباحا وأغادر مع رحيل آخر زبون... أحب أن اذهب للمنزل عند العاشرة مساء لرؤية أبنائي وأسرتي". ويعتقد محمد أن القانون الجديد قد يغير من طبائع الناس لكن "سيكون عليهم احترامه وسيدركون أن عليهم التبضع باكرا". وقال وزير التجارة والصناعة لجريدة الأهرام اليومية المملوكة للدولة أن ساعات التسوق الجديدة ستوفر نحو ستة مليارات جنيه مصري (نحو مليار دولار) سنويا.

 

اتفاق أممي لزيادة تمويل حماية البيئة

الهند / خاص: اتفق مفاوضون مشاركون في مؤتمر نظمته الأمم المتحدة حول التنوع البيولوجي على خطة طموحة لمضاعفة التمويل من أجل تحقيق أهداف تم وضعها في وقت سابق للحد من انقراض الأنواع الطبيعية المهددة بالانقراض وكذلك للحد من فقدان مواطنها البيئية.
وفي أواخر تشرين أول الماضي توصل وزراء من 80 دولة بعد مفاوضات مكثفة في اليوم الأخير من المؤتمر إلى اتفاق يدعو الدول الصناعية لمضاعفة مدفوعاتها للدول النامية بحلول عام 2015.
وقال متحدث باسم المؤتمر إن خطة التمويل ستساعد على وصول المساعدات الخاصة بحماية البيئة في الدول النامية إلى 10 مليارات دولار سنويا.
ورحبت جماعات حماية البيئة بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في "مؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي" الحادي عشر في مدينة حيدر أباد بجنوب الهند.
وقال بروليو فيريرا دي سوزا دياس الأمين التنفيذي للاتفاقية "هذه النتائج، التي تم التوصل إليها في فترة أزمة اقتصادية، تظهر التزام العالم بتنفيذ اتفاقية التنوع البيولوجي".
وتجادل ممثلو الدول بشأن قضية التمويل خلال المؤتمر الذي استمر قرابة الأسبوعين، حيث أعربت البرازيل والصين عن معارضتهما لزيادة المساعدات، حسبما قال مراقبون. كما رفضت كندا واليابان وأستراليا الالتزام بتقديم المزيد من أموال المساعدات.
وقال غونتر ميتلاشر مسئول التنوع البيولوجي في المكتب الألماني التابع للصندوق العالمي للحياة البرية إنه "بالنسبة للعديد من البلدان الأوروبية، يصعب تقديم اعتمادات إضافية حاليا في ضوء وضع الميزانية في القارة".
وقال مسؤولون بيئيون إن الدول الأوروبية الـ27 تدفع حاليا حوالي 3 مليارات يورو (3.9 مليار دولار)- أكثر من نصف التبرعات المقدمة لحماية البيئة في البلدان النامية.
وأوضح المسؤولون أن مضاعفة مساهمة الدول الأوروبية ستكون على أساس متوسط قيمة اليورو بين عامي 2006 و2010. وبالتالي، ستزيد مساهمة الاتحاد الأوروبي إلى 3.4 مليار يورو فقط.
وأشاد الصندوق العالمي للحياة البرية بموقف الدول الإفريقية خلال المفاوضات، قائلا إنها تعاونت بشكل بناء. وقال هوبر فيغر رئيس الجمعية الألمانية لحماية البيئة إن الدول الإفريقية أظهرت أيضا استعدادا لقبول بعض المسؤوليات واعترفت أن حماية البيئة يصب في مصلحتها. وأضاف "فقدان التنوع البيولوجي سيكون في النهاية أكثر تكلفة من حماية الأنواع الآن".
ومن المقرر أن تستخدم هذه الأموال في إقامة حدائق وطنية جديدة وحماية الغابات واستخدام الأراضي لمشروعات مستدامة في البلدان النامية بهدف خدمة التنوع وحماية المناخ.
وكان المؤتمر قد وافق في وقت سابق على جهد عالمي جديد لدعم التنوع البيولوجي البحري والساحلي، بالإضافة إلى مناطق الحياة البرية المحمية الأخرى، حسبما ذكرت وسائل الإعلام المحلية.
وقال الصندوق إن هذا الجهد يعترف بـ48 منطقة بحرية مهمة بيئيا في منطقة البحر الكاريبي وغرب المحيط الأطلسي وجنوب غرب المحيط الهادئ.
يذكر أن الحكومات التي حضرت المؤتمر السابق والذي عقد قبل عامين في ناجويا، اليابان، قد وافقت على خطة إستراتيجية للحد من معدل فقدان المواطن البيئية الطبيعية، بما في ذلك الغابات، بحلول عام 2020 . ولكن في ظل عدم تحقيق أهداف الخطة إلى حد كبير، فقد انصب تركيز مؤتمر حيدر أباد على العثور على التمويل اللازم لتحقيق تلك الأهداف.
وتتفاوت التقديرات بالنسبة للمبالغ المطلوب جمعها، لكن خبراء يقولون إن المبالغ المطلوبة تتراوح ما بين200 إلى 550 مليار دولار لتحقيق هذه الأهداف. إلا أن خبراء حماية البيئة أبدوا شكوكهم بشأن إمكانية التوصل إلى جمع حزمة مالية كبيرة في ظل انكماش الاقتصاد العالمي.
وتتعرض الدول الغنية لضغوط من جانب البلدان النامية لتعزيز التمويل اللازم لأهداف التنوع البيولوجي.
وأفاد الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة بأن 41% من البرمائيات و33 % من الشعب المرجانية و25 % من الثدييات و13% من الطيور تواجه خطر الانقراض. وأوضح انه "يجب تسريع الجهود المبذولة للحفاظ على الطبيعة إذا كنا نريد الالتزام بالموعد النهائي عام 2020 لحفظ كافة أشكال الحياة على الأرض".
وتستضيف كوريا الجنوبية الاجتماع المقبل لاتفاقية التنوع البيولوجي عام 2014 .
من جهتها أعلنت كوريا الجنوبية أنها اختيرت لاستضافة مقر صندوق تابع للأمم المتحدة يهدف لتقديم دعم مالي بقيمة 800 مليار دولار للدول النامية لمواجهة التغيرات المناخية، ومن المتوقع أن يحقق لها فوائد اقتصادية سنوية بقيمة 344 مليون دولار.
وأعلن وزير المالية الكوري، باك جاي وان، إن "القرار سيمنح الشركات الكورية الجنوبية مكانة أفضل للحصول على معلومات حول المشاريع الجديدة المتعلقة بالتغيير المناخي والمشاركة في مثل هذه المشاريع". وأضاف أن "الأهم أن هذا يوفّر الأرضية لبلادنا لتصبح في مركز الجهود العالمية لمكافحة التغيير المناخي والتحرك باتجاه النمو الأخضر".
وستتم الموافقة النهائية في أواخر هذا العام في قطر.
وتم تأسيس صندوق الأمم المتحدة لتغيرات المناخ في أواخر العام 2010 وتهدف إلى توفير الدعم المالي من الدول الصناعية لصالح الدول النامية، ومساعدتها على التعامل مع قضايا التغيرات المناخية وغيرها من المشاكل المرتبطة بالتغيرات المناخية.
وتعتبر هذه الأمانة العامة للصندوق بمثابة البنك الدولي للنمو الأخضر وجبهات التغيرات المناخية. وتم التوصل لهذا القرار بعد أن تقدمت الحكومة الكورية برغبتها الرسمية لاستضافة سكرتارية الصندوق في نوفمبر الماضي واختارت مدينة سونغدو لاستضافة مقر الأمانة العامة.
وتنافست كوريا الجنوبية مع خمس دول وهي ألمانيا وسويسرا والمكسيك وناميبيا وبولاندا، وجرت 5 جلسات للتصويت لاستبعاد الدول التي حصلت على أقل الأصوات.
ومن المنتظر أن يساعد استضافة كوريا الجنوبية للصندوق المالي الذي تبلغ قيمته 800 مليار دولار على تقوية صورتها وسياساتها الخاصة بالنمو الأخضر.

 

نحو تقليص الفجوة الغذائية في مصر وتحقيق اكتفاء نسبي بالقمح

القاهرة / خاص: قال وزير الزراعة المصري صلاح عبد المؤمن إن تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل من الغذاء أمر صعب ولكن الممكن هو تقليص الفجوة الغذائية وهو ما تسعى مصر بالفعل لتحقيقه من خلال مشروع قومي لزراعة مليون فدان باستثمارات 12 مليار جنيه (1.97 مليار دولار).
وقال الوزير إن الوزارة تعد مشروعا قوميا لتقليص الفجوة الغذائية يقوم على زراعة مليون فدان على أن تظل الأرض ملك الدولة مع توزيع الناتج على المشاركين فيه.
وأضاف عبد المؤمن "لدينا مشروع لزراعة مليون فدان بمحاصيل القمح والذرة والفول والمحاصيل الزيتية بالإضافة للإنتاج الحيواني والتصنيع الزراعي".
وتابع القول "الأرض ستكون ملك الدولة والناتج يوزع على كل المشاركين في إنتاج المحاصيل الزراعية"، لكنه لم يحدد موعد بدء تنفيذ المشروع واكتفى بالقول انه "سيطرح قريبا".
وقال الوزير "المشروع يحتاج تمويل 12 مليار جنيه والوزارة ليس لديها تمويل ولذا سيطرح للمجتمع المدني والمستثمرين والشباب للمساهمة فيه بالإضافة للتبرعات" موضحا أن المشروع سيتم زراعته في توشكى وشمال غرب العوينات "الفرافرة" وجنوب شرق القنطرة ووادي النطرون ووسط سيناء.
وأردف أن من المقترح إشراف الجهاز المركزي عليه للمحاسبات ومجلس الوزراء ومجلس أمناء المشروع.
وذكر أن مجلس الأمناء سيتكون من رجال الأعمال المشهورين ورجال الدين الإسلامي والمسيحي وجمعيات المجتمع المدني.
وتسعى مصر لتقليص الفجوة الغذائية في محاصيل الحبوب وتوفير فرص عمل.
وأكد الوزير على أن هذا المشروع القومي "سيكون له دور كبير في المساهمة في تأمين الغذاء بمصر... الفكرة أن نزرع فيه ما نريده حسب رؤيتنا".
وقال عبد المؤمن أن الوزارة ستعيد قريبا طرح 100 ألف فدان للاستثمار الزراعي في مشروع توشكى في جنوب مصر وذلك بعد انقضاء الطرح الأول دون تلقي أي طلبات.
وبسؤاله عن السبب في عدم إقبال المستثمرين على المشاركة في المزاد، قال عبد المؤمن دون الخوض في تفاصيل "الزراعة في توشكى تحتاج إلى استثمارات كبيرة".
ويقع مشروع توشكى في أقصى جنوب الوادي ويهدف إلى إضافة 540 ألف فدان إلى الرقعة الزراعية في مصر.
ويقوم المشروع على ضخ المياه من خزان بحيرة ناصر خلف السد العالي ونقلها عبر قناة طولها 50 كيلومترا للاستصلاح الزراعي.
وقال الوزير "توشكى أحد المشروعات التي ندعمها وقد يكون لها مستقبل في بعض المحاصيل التي تجود بها مثل الحبوب الزيتية والذرة الصفراء وبعض أنواع الخضر والفاكهة".
من جهة ثانية قال وزير الزراعة المصري أن البلاد يمكنها الاستغناء عن استيراد القمح الموجه لصناعة رغيف الخبز المدعم في حالة توفر ما يكفي من الصوامع لتخزين المحصول المحلي من القمح.
وقال عبد المؤمن "مساحة الأرض الزراعية المخصصة لمحصول القمح الموسم الماضي بلغت 3.1 مليون فدان أنتجت 9.5 مليون طن. ما نحتاجه لإنتاج رغيف الخبز المدعم يصل إلى 9.6 مليون طن قمح".
ويعتمد كثير من المصريين على الخبز المدعم الذي يباع بخمسة قروش (أقل من سنت أمريكي واحد) للرغيف.
وبعد أن كانت يوما سلة غلال للإمبراطورية الرومانية لم يعد الإنتاج الزراعي المحلي يكفي، إذ يتعين على مصر الآن استيراد حوالي نصف احتياجاتها من القمح التي تبلغ 18.8 مليون طن. وتقدر وزارة الزراعة الأميركية أن مصر ستستورد تسعة ملايين طن من القمح في 2012-2013.
وقال الوزير "إنتاج مصر من القمح يغطي رغيف الخبز المدعم لكن السعة التخزينية مشكلة تواجهنا. قمنا بتخزين 3.8 مليون طن فقط العام الماضي والباقي تم بيعه للمخابز الخاصة".
وأردف "يمكننا الاستغناء عن استيراد القمح المخصص لرغيف الخبز المدعم لو توفرت السعة التخزينية لإجمالي ما ننتجه".
وقالت الهيئة المصرية العامة للسلع التموينية إنها تريد رفع الطاقة الاستيعابية لصوامع القمح لمثليها خلال ثلاث أو أربع سنوات وإنها تدرس تعديل آلية دعم الخبز لمنع تهريب القمح المدعم أو بيعه بشكل غير قانوني.
وبسؤاله عن المساحة المقررة لزراعة محصول القمح هذا الموسم قال عبد المؤمن "أتمنى ألا تقل المساحة المزروعة من القمح عما كانت عليه الموسم الماضي. لا أستطيع أن أجبر الفلاح على زراعة محصول معين. المهم هو العائد له".
وأضاف أن متوسط دخل الفلاح من فدان القمح الموسم الماضي بلغ عشرة آلاف جنيه وسعر الأردب (150 كيلوغراما) كان 380 جنيها (62.3 دولار) "ولن يقل السعر عن ذلك هذا الموسم بل قد يزيد".
وكان نعماني نعماني نائب رئيس الهيئة العامة للسلع التموينية المشتري الحكومي الرئيس للقمح في مصر قال أواخر تشرين أول الماضي إن الهيئة تتوقع استيراد 4.8 مليون طن من القمح في السنة المالية 2012-2013 بانخفاض نسبته 9.4 % من 5.3 مليون طن في العام السابق.
وقال وزير الزراعة إن هناك "حملة قومية" للنهوض بمحصول القمح من خلال زراعة 1500 حقل إرشادي عالي الإنتاجية على مستوى الجمهورية "وقد نصل إلى 2000 حقل هذا العام".
وتهدف الحقول الإرشادية إلى استخلاص أفضل السبل لزراعة المحاصيل واستنباط سلالات عالية الإنتاجية.
وأردف قائلا إن مركز البحوث الزراعية بالوزارة لديه برنامج تربية سلالات القمح "وهناك ثلاث سلالات (عالية الإنتاجية) تم استخدامها الموسم الماضي وسلالتان جاهزتان للاستخدام الموسم المقبل".
وأوضح أن الطاقة الإنتاجية للسلالات الجديدة تصل إلى 30 أردبا للفدان في حين أن متوسط الفدان العادي من الإنتاج يبلغ 18 اردبا.
وحول زراعة الأرز في مصر ذكّر الوزير انه بعد سنوات من حظر تصدير الأرز رفعت الحكومة في مطلع الشهر الحالي الحظر بالكامل مع فرض رسم تصدير.
وقال الوزير "سنصدر ما بين 750 ألف طن ومليون طن مع فرض رسم تصدير لن يقل عن ألف جنيه للطن".
ويرى عبد المؤمن أن التصدير سيقلل من تهريب الأرز وقال إن رفع حظر التصدير لن يؤثر على الاستهلاك المحلي.
وفيما يتعلق بمشكلة المياه في مصر قال الوزير إن مصر دخلت مرحلة الفقر المائي وللتغلب على هذه المشكلة بدأت مشروعا لتطوير الري الحقلي في خمسة ملايين فدان بتكلفة مبدئية 200 مليون دولار بالتعاون مع البنك الدولي وتمويل فرنسي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (ايفاد). وأوضح أن المشروع بدأ منذ عام في خمس محافظات.

 

بحلول 2030 ستتضاعف المدن حجما وسكانا وستصبح أكثر خضرة ومراعاة للبيئة

اوسلو / خاص: أظهرت دراسة للأمم المتحدة ان مناطق الحضر في العالم ستزيد الى أكثر من الضعف بحلول عام 2030 مما يوفر فرصة لبناء مدن أكثر خضرة وأفضل لحياة صحية.
وقالت الدراسة ان خطوات التخطيط البسيطة مثل تخصيص مساحات لمزيد من الحدائق والاشجار أو حدائق الاسطح يمكن ان تجعل المدن أقل تلوثا وتساعد في حماية النباتات والحيوانات خاصة في الدول الصاعدة بقيادة الصين والهند حيث سيصبح نمو المدن أسرع.
وكتب توماس المكويست من مركز أبحاث المرونة في ستوكهولم والمحرر العلمي بقسم التنوع الحيوي والمدن "التنوع الحيوي الثري يمكن ان يوجد في المدن وهو بالغ الاهمية لرفاهية وصحة الناس".
ووفقا لتقييم اتفاقية الامم المتحدة للتنوع البيولوجي فان عدد سكان المدن في العالم يتوقع ان يزيد من "أكثر قليلا" من 3.5 مليار نسمة الان الى 4.9 مليار نسمة بحلول 2030 . وأضاف انه في نفس الوقت فإن المساحة التي ستغطيها المدن ستتسع بنسبة 150 %.
ووفقا للتقرير الذي صدر ليتزامن مع اجتماع للأمم المتحدة بشأن التنوع الحيوي في حيدر أباد بالهند "يتوقع ان يتحقق معظم هذا النمو في مدن صغيرة ومتوسطة الحجم وليس في المدن الكبيرة جدا".
وأضاف التقرير ان زيادة المساحات الخضراء في المدن يمكن ان تحجب التراب والتلوث وتمتص ثاني اكسيد الكربون الذي يحتجز الحرارة. وأظهرت بعض الدراسات ان وجود الاشجار يمكن ان يساعد في تقليل حالات الاصابة بالربو والحساسية لدى الاطفال الذين يعيشون بالقرب منها.

وذكرت الدراسة ان المدن موطن أيضا لأنواع كثيرة من الحيوانات والنباتات. وأكثر من 65 % من انواع الطيور في بولندا توجد في العاصمة وارسو. وفي جنوب افريقيا تحيط بلدية كيب تاون بالحديقة القومية الغنية بالحياة البرية. وفي الولايات المتحدة تقع الحديقة القومية ساجوارو خارج تكسون مباشرة.

 

إعادة شبكات الكهرباء في ألمانيا لإدارة الدولة واستعمال وسائل طبيعية ونظيفة لتوليد التيار

برلين / خاص: هناك مساعٍ لإعادة إدارة التيار الكهربائي للبلديات في ألمانيا واحياء شركات كهرباء برلين وكهرباء هامبورغ وكهرباء شتوتغارت، الخ، وستكون الكهرباء هذه المرة مولدة بوسائل طبيعية مستديمة.   هناك نضال شعبي في جميع أنحاء ألمانيا من أجل أن تستعيد البلديات الألمانية إدارة الكهرباء من الشركات الخاصة، وأن يعود الأمر على ما كان عليه من قبل من خلال شراء البلديات شبكات الكهرباء والغاز وأن تنشئ شبكات خاصة بها، ولكن ذلك لن يؤدي على الأرجح إلى أسعار أقل للكهرباء.  ولكن ماذا تريد هذه المبادرات الشعبية في الواقع؟ يأمل شتيفان تاشنر من اتحاد "انيرجي تيش" في برلين والذي يضم نشطاء في حماية البيئة ومدافعين عن الديمقراطية ومبادرات من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر وحزب اليسار في برلين في "أن تركز الدولة من خلال المجالس المحلية التي يراد لها أن تشرف على إدارة الكهرباء والغاز على الصالح العام وأن تقدم النصح للمواطنين انطلاقا من هذا الصالح وأن تقدم تيارا كهربائيا صديقا للبيئة حقا..".
ويشدد هؤلاء على ضرورة أن تتميز خدمات الكهرباء والغاز بالشفافية والصدق مع تحقيق الربح بدلا من السعي إلى أقصى درجة ممكنة من المكاسب والأرباح دون مراعاة الصالح العام.  وقد بدأ بالفعل تنفيذ عملية شراء جزء من شركات مياه الشرب في برلين لصالح مجلس بلدية المدينة في حين تم التوصل إلى حل وسط فيما يتعلق بشراء شبكة الكهرباء.
وكان الحزب الاشتراكي الديمقراطي في برلين يريد في الأصل إنشاء شبكات كهرباء خاصة بالمدينة في حين رفض الحزب المسيحي الديمقراطي المشاركة في هذه الخطط.
وتسعى شركة برلين انيرجي المملوكة للدولة الحصول على امتياز توزيع الكهرباء في ولاية برلين وهو الامتياز الذي تنافس عليه شركات عملاقة خاصة مثل شركة فاتنفال للطاقة وشركة ستيت جريد انترناشونال الصينية.  وقطعت جهات تابعة للدولة خطوات أكبر في مناطق أخرى بألمانيا حيث تشير بيانات اتحاد المدن والبلديات الألمانية إلى أن الاتحاد أسس منذ عام 2007 أكثر من 60 شركة وطنية للطاقة وأن بلديات ألمانية حصلت على أكثر من 170 امتيازا لتوزيع الطاقة.   وذكرت جمعية "المزيد من الديمقراطية" أنها سجلت 24 رغبة شعبية تسعى لوقف عمليات بيع الشركات الوطنية للطاقة أو إبطال عقود البيع التي تمت بالفعل.  وربما أصبح من حق مواطني هامبورغ قريبا أن يصوتوا من خلال استفتاء شعبي بشأن بيع الدولة شبكة الكهرباء والغاز والتدفئة عن بعد رغم مشاركة الحزب المسيحي الديمقراطي المناصر للقطاع الخاص في حكومة الولاية.   
الاتجاه العام في ألمانيا الآن هو إعادة شبكات الطاقة لإدارة المجالس البلدية وأصبحت الكثير من البلديات الألمانية تنظر لذلك على أنه نقطة تحول ضرورية بعد أن عادت خصخصة هذا القطاع على الدولة بأموال كثيرة وسريعة في تسعينات القرن الماضي.   ولكن ينز ليبه من المعهد الألماني للمدن والعمران يرى أن نظرة الدولة آنذاك كانت قصيرة "فالكثير من البلديات تخلت آنذاك عن المكاسب التي كانت ستعود عليها على المدى البعيد.. أما الآن وفي الوقت الذي تنضب فيه الموارد المالية مرة أخرى فإن هذه البلديات تريد استعادة إدارة شركات الكهرباء الوطنية وشركات المياه والصرف الصحي والشركات المتخصصة في التخلص من القمامة.. وذلك لأن هذه الشركات يمكن أن تعود بالأموال الكثيرة على البلديات".   

ولكن السؤال الآن: هل الولايات وبلديات المدن هي فعلا المدير الأفضل لهذه الشركات؟ يجيب ''شتيفان تاشنر من اتحاد "انيرجي تيش" في برلين عن ذلك قائلا "نعتقد أن الدولة قادرة على إدارة شركات الطاقة بالذات بنفس جودة القطاع الخاص".  ولكن إعادة هذه الشركات لإدارة البلديات ليس بلا مخاطر، فسرعان ما ستكون هناك استثمارات في شبكات ذكية تتطلب منافسة قوية من قبل الدولة وقادرة على الاستمرار. بالإضافة إلى أن انتهاء احتكار هذه الشبكات من قبل الدولة يعني انفتاح سوق المنافسة، مما يعني أيضا أن المستهلك لن يكون مضطرا للتعامل مع شركات الطاقة الوطنية فقط وذلك في ظل حقيقة الفصل بين توليد الكهرباء وتوزيعها.   لذلك فإن دور البلديات في هذه المنافسة لن يكون سهلا حسبما يرى تاشنر الذي يأمل على الأقل في أن يكون سعر الطاقة الذي ستبيع به الشركات الوطنية "جذابا"، "فالناس يثقون في شركات المياه والكهرباء الوطنية، فالعلاقة بين المواطن والدولة قوية للغاية.. والكثير من سكان برلين يريدون أن يكون تيارهم الكهربائي برلينيا".
     
التعليقات
   
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
   
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية