l بدعم من مركز معا...دفيئة زراعية عضوية تزدهر بكد طلبة مدرسة كفر زيباد
 
 
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
تشرين ثاني 2012 العدد-49
 
Untitled Document  

بدعم من مركز معا...دفيئة زراعية عضوية تزدهر بكد طلبة مدرسة كفر زيباد
مدرسة ريفية تخطو الخطوة الأولى في مشوار التوعية البيئية

الدفيئة العضوية في مدرسة كفر زيباد

ربى عنبتاوي
خاص بآفاق البيئة والتنمية

لم تكن الفكرة ببعيدة عن الطلبة، فقد نشأوا في ريف تلفه الخضرة  ويحيطه السكون الهانئ، يشاركون عائلاتهم جد الزيتون وحرث الأرض وقطف الثمار، لكن مع الرغبة في مزيد من تعميق روابط التعلق والانتماء للأرض لدى النشء في ظل تسلل ثقافة الراحة والاستهلاك السريع، كان لا بد من غرس حب الطبيعة في بيتهم الثاني "المدرسة" عبر الممارسة العملية اليومية بدءاً من البذرة فالشتلة ثم الثمرة، وذلك ما كان في مدرسة كفر زيباد المختلطة وحكايتها مع البيت البلاستيكي.
في زيارة " مجلة آفاق البيئة والتنمية" للموقع أشار مدير المدرسة صالح هلال بأن الفكرة بدأت من خلال لقاءات جماعية للطلبة في الصفوف من السابع حتى العاشر، لتحديد الاحتياجات التنموية، والتي تخدم العملية التربوية في المدرسة والبيئة المحيطة، سواء كانت المادية أو المعنوية، وذلك ضمن  مشروع المواطنة المنفذ من قبل وزارة التربية والتعليم الفلسطينية للعام الدراسي الماضي، بهدف تنمية السمات القيادية، والمشاركة المجتمعية لدى الطلبة، وتعزيز مفاهيم المواطنة الصالحة. ومن خلال لقاءات الطلبة مع المرشد التربوي، وتجميع الأفكار، تم الاتفاق - بعد التصويت وترتيب الأولويات- على فكرة مشروع (الزراعة العضوية).
وقد جاءت الفكرة، يضيف هلال، من أهمية ربط الطلبة والأطفال بالأرض، وهي من أكثر الأمور التي تساعد على تحقيق الهدف المنشود، وهو المواطنة، بحيث تتعزز لديهم قيم الانتماء، والمشاركة، والتعاون، والتطوع، فضلا عن الانجاز. تلك الأهداف التي يمكن النظر إليها في بناء الجيل القادم وتمكينه من العمل على إنجاح فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة، والمساهمة في تعجيل التخلص من الاحتلال.

طالبات كفر زيباد في دفيئتهم المدرسية

مركز معا يضع البذرة الأولى
ويشرح هلال حكاية الدفيئة بقوله: " من خلال التنسيق المستمر ما بين المدرسة ومؤسسات المجتمع المحلي، ومنها نادي كفر زيباد الرياضي الثقافي الاجتماعي، فقد تم طرح الفكرة وتقديم مسودة مشروع على النادي وكذلك مركز العمل التنموي /  معا، الذي يقدم خدمات عديدة  في منطقة الكفريات، وقد تمت الموافقة بالإيجاب على فكرة مشروع الزراعة العضوية وبدأ مركز معا، من خلال إجراءاته الإدارية بتوريد البيت البلاستيكي ومساحته 90م مربع، حيث بدأ العمل بتجهيز البيت البلاستيكي من قبل الطلبة ذوي العلاقة في المدرسة وبإشراف المرشد التربوي، وتعاون الهيئة التدريسية من جهة، ومركز معا بكوادره ومهندسيه والمتخصصين من جهة أخرى، وقد تم وضع التربة الخصبة داخل البيت البلاستيكي وكذلك السماد العضوي، وتمديد شبكة مياه الري، وما إلى ذلك، هذه الخطوة الأولى أما الخطوة التالية، فقد بدأت المدرسة بتسويق الفكرة إعلاميا من خلال التنسيق مع مديرية التربية والتعليم".
ووفق هلال فقد تم استكمال العمل داخل البيت البلاستيكي وزراعته بأشتال: الخيار، والبندورة، والفلفل الحلو وهذا كله من خلال إشراك الطلبة بالمشروع، علما أن الصف الدراسي الذي تبنى المشروع هو الصف الثامن الأساسي ذكورا وإناثا، وقد تم انتخاب لجنة من أربع طالبات لتمثيل المشروع.
ويقول: "تهدف فكرة الدفيئة إلى استثمار الأرض وزراعتها، وكذلك الترشيد في استخدام المواد الكيميائية، سواء في التسميد أو المبيدات الحشرية، مما يقلل التلوث البيئي، ويزيد من الرعاية الصحية للمواطن الفلسطيني".
كما تم توجيه كتاب إلى وزيرة التربية والتعليم "لميس العلمي"  لأجل التعاون من قبل الإدارة العامة للصحة المدرسية كجهة اختصاص بالوزارة، لتبادل الخبرات والأفكار، وتلقي الدعم المادي والمعنوي لتطوير الفكرة، وقد رحبت الوزيرة بالفكرة، ووجهت لنا طاقم من الوزارة للتواصل معنا، وزيارة المشروع، والتعاون معنا.

طالبات كفر زيباد يعملن في دفيئتهم المدرسية

أصداء المشروع
ولقد زار المشروع- يقول هلال راضياً عن أصداء الدفيئة العضوية في مدرسة القرية- العديد من المؤسسات الحكومية، وأهمها: مديرية الزراعة في طولكرم، ومديرية الزراعة في قلقيلية، ومن المؤسسات شبه الرسمية الإغاثة الزراعية في قلقيلية، حيث قدمت لنا اقتراحا بزراعة الفراولة، وهو قيد الدراسة، و فكرة التواصل مع المؤسسة قائمة لتطبيق الفكرة.
كما تم استضافة فريق العمل -وهن الطالبات الممثلات للمشروع- من قبل سلطة المياه الفلسطينية وذلك لعرض فكرة المشروع في مخيم صيفي، أقامته سلطة المياه في مدارس بلدية بديا، وبعد تقديم العرض تم توجيه دعوة من قبل المدرسة لسلطة المياه لزيارة المشروع، من أجل التنسيق في تقديم الدعم المادي والمعنوي وتقديم اقتراح يتعلق بتزويد المدرسة بمحطة لتنقية المياه، وذلك لاستخدامها في المشربيات ( المياه الرمادية) لري البيت البلاستيكي، وقد رحبوا بالموافقة ووعدوا بالعمل على تحقيق ذلك، ما يهدف إلى تعزيز فكرة ترشيد الإمكانات المتوافرة، وأهمها المياه علما أن عدد طلبة المدرسة يقارب 300 طالب وطالبة، ومع تقديرنا أن كل طالب/ة يستهلك -من خلال استخدام المشربيات- على الأقل 1 لتر ماء، إذن يتوافر  لدينا يوميا ما يقارب 300 لتر ماء يمكن استغلالها في ري المشروع ويتحقق بذلك كفايته.
ولفت هلال إلى أن من أهم مؤشرات نجاح المشروع أيضا، أن الإدارة العامة للصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم قد رشحت المدرسة لتنفيذ ناد بيئي في المدرسة للعام الدراسي الحالي 2013/2012م، ما سيدعم الطلبة في مشروعهم، ويعزز لديهم مفهوم النجاح، والتميز الناتج عن الانجاز.
وختم هلال مشيراً إلى أحلام الطلبة متوسطة المدى، التي تتمثل بالوصول إلى مقصف مدرسي تعاوني، يدير شؤونه الطلبة بإشراف الإدارة المدرسية، من أجل تقديم منتجات البيت البلاستيكي للطلبة. أما الأهداف المعنوية فتتمثل في ترسيخ قيم التطوع والتعاون والمشاركة والانجاز وكذلك ربط الطلبة بالأرض وتشبثهم بها. أما الهدف الاستراتيجي فهو إيجاد فرع زراعي في المدرسة، يخدم الطلبة في المنطقة، ليتيح الفرصة لمن يرغب في التخصص بالزراعة.

طلاب مدرسة كفر زيباد أثناء إنشاء الدفيئة اللعضوية

كفر زيباد من بين أفضل ثلاثة مدارس بيئية
مدير دائرة الصحة والبيئة في وزارة التربية والتعليم د. معمر شتيوي ، أشار في معرض سؤاله عن تعميم مشروع كفر زيباد في عشرات المدارس الأخرى، إلى أن دعم الوزارة لمدرسة كفر زيباد حاليا، يتمثل في التنسيق مع الإغاثة الزراعية من اجل تأمين مجموعة من الأشجار على اختلاف أنواعها،  بالإضافة إلى تقديم تمويل بقيمة 17,500 شيقل لدعم النادي البيئي في المدرسة، لافتاً إلى اختيار الوزارة لثلاث مدارس من ضمنها (كفر زيباد) اعتبرت نموذجا "موديل " للأندية البيئية التي تهدف إلى تحسين البيئة التعليمية من خلال التثقيف والتوعية الصحية والبيئية، وتطوير البنية التحتية للمدرسة، وتحسين الواقع التغذوي، والحد من النفايات من خلال إعادة تدوير مخلفات المدرسة، واستخدام المياه الرمادية، إلى جانب عدد من الأنشطة التعليمية والترفيهية.
وأشار شتيوي إلى أن فكرة الأندية البيئية بدأت منذ العام 2006 من خلال تشكيل 33 نادياً في المدارس الحكومية، لكن الفكرة  تطورت  لتصل إلى 333 مدرسة تضم أندية بيئية آملا  في أن يكتمل العدد خلال الخمس سنوات القادمة وتضم كل مدرسة نادياً بيئياً نموذجي.
ولفت إلى وجود عدد من البرامج البيئية والزراعية مثل برنامج المزارع الصغير الذي يضم سنويا 14 مدرسة ممول من منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" يهدف إلى رفع قدرات الطلبة والمعلمين في المهارات الزراعية والحياتية، تطوير الواقع البيئي والزراعي في المدرسة للوصول إلى تنمية ذاتية مستدامة بالاعتماد على جهد الطلبة والمجتمع، بالإضافة إلى تعليم الطلبة الزراعة والحفاظ على البيئة، كما يساهم في تحسين البنية التحتية وتجميلها، وتحقيق أهداف ربحية من حيث الاستفادة من منتجات المدرسة الزراعية.

التعليقات

هنيئا لطلابنا في مدرسة كفر زيباد  ويا حبذا لو يتم تعميم هذا النموذج البيئي الرائع على مدارس أخرى ...

جميل عقرباوي

 

الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 

 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية