:تراثيات بيئية
البيئة في قصص سميرة عزام
علي خليل حمد
اختيرت هذه اللوحات البيئية الأربع من قسم "وجدانيات فلسطينية"، من كتاب "العيد من النافذة الغربية "
للكاتبة القصصية سميرة عزام.
-1-
( البرتقال )
تسألني كيف كان ربيعنا، فماذا أقول؟ سخاء كيفما تلفت، وخضرة ولون حتى لكأن الحجر يوشك أن يورق؛ تسألني كيف كان، فأقول: مثل ما لا يكون ربيع في مكان ...ربيعنا يأتيك محمولا على غمامات من أرج البرتقال، قداحٌ }نور زهر لما يتفتح { أبيض يتنفس في حنايا البيارات ...يتسرب إليك عطره من خصاص }ثقوب { النوافذ فكأنك تنام على مخدة من أرج...
عن ربيع البرتقال تسألني؟ إذن فسلني عن عطائه ...شجرة تواكب شجرة، بيارة تحد بيارة، بساتين تعانق بساتين، كانها حديقة كبيرة لكل الناس، الغارس والقاطف والمصدر، وقد نشطوا وتأهبوا ليخففوا الشجرات مما أثقلهن ...وليهيئوهن لوعد جديد؛ لا تسلني كيف يمكن لكل هذه الآلاف ان تتصل حياتها بالشجرة ...فالبرتقال ليس شجرة فحسب ولكنها شجرة تعرف دَوْرها ...أيدٍ للقاطف، وأيدٍ للصناديق، وأيدٍ تحمل الصناديق إلى المراكب ، أيدٍ تأخذ وأيدٍ تعطي ... وكسب متداول وخير يترك نفحة في كل قلب وجيب ... لا تسلني، قد تكون التجارة تجارة .. لكنها مع البرتقال نزهة عبر العين والقلب والجيب...
يا من يسأل عن ربيعنا الذي كان وسيكون، سيعود الربيع إلى البيارة، وتعود البيارة تلخيصا لمعطيات الفصول.
(ص ص67-68)
-2-
(شجرة اللوز)
شجرة اللوز والحديقة ..لا الشجرة ككل الشجر، ولا الحديقة ككل الحدائق، فكأنها واحدة الشجر في واحدة الجنات، مواعيدها مع الربيع قناديل ونجوم بيض تنعقد على ألف وعد، إذا فتحت صار ربيعنا ربيعا وتكثف الجو بعبق نيسان.
حدثوني بأن شجرة اللوز مظلة النجوم البيض قد تفقدت الصغار ذات نيسان لتمطر عليهم نجومها فما وجدتهم، انتظرتهم في أصابيح الربيع وأماسيه فما لاحت ظلالهم في الحديقة، فنفضت عنها النجيمات وتعرت غصنا غصنا، و في قلب الحديقة التي كانت ربيعا، قامت شجرة أنكرتها الشجيرات، يابسة العروق، خامدة النبض، ضاع منها حساب الفصول كأن الأيام كلها خريف في دورة الزمن.
وحدثوني بأن شجرة اللوز العريانة، الشجرة التي كانت يوما مظلة بيضاء لفرط ما تزهر، لم تهو فثمة جذور لها في ارض أصيلة؛ وقد سألوها لم لا تتسربل بالخضرة لتكون لها هوية الشجر أو تموت، قالت: أقسمت الا ينعقد وعدي إلا لعيونهم، هؤلاء الذين باعدت بيني وبينهم أيام، فما أطعم إلا اليد التي جعلتني يوما موصولة بأسباب الحياة .
-3-
( المفرش )
مدت المفرش على مدى الطاولة، هديّته و قد عاد من سفره إلى ذلك الجزء من بلدها، وعاد لها بهذا الشيء الذي طالما حلمت أن ينطوي على مثله بيتها، وأن نمد عليه مائدة تفخر بما فرشته من نتاج الأصابع الصناع في الغرز التي اشتهرت به بنات بلدها، ينقشنها مصلبات على القماش، في ألوان برعن في توليفها، وتتراوح في أغراضها بين أن تكون أثوابا لفلاحات أو مفارش للموائد وأغطية للأسرّة، دليلا على أصالة الصناعة الشعبية ورسوخها..
لقد كان من بعض همّها في محاولة أن تعيش بيتها في الجوّ أن تحيطه بهذه المظاهر الصغيرة التي تحمل سمات من بلادها، أباريق زرقاء وأقداح من زجاج الخليل، علب مصدفة من بيت لحم، تماثيل من خشب الزيتون تحمل أطيب العراقة، وكان ينقصها هذا المفرش.. تطرزه بنات غزة دؤوبات.. ينقشن الجمال على القماش، ويحفظن بهذا الجهد المبارك وجها من وجوه بلدها في مظاهر تفنناته.
-4-
(الزيتون)
دفعت الطبق فسألتها ألا تأكلين؟.. قالت: ليست بي شهوة إلى الطعام .. وكلما رأيت الزيتون أخضر في مطالع التشرينين حتى تدركني غصة.. تذكري كيف كانت آنيتنا تضيق به أخضر وأسود، وخوابينا تطفح بالزيت حتى تنسكب على الأرض .. كثير أن نشتريه بالكيلو، كثير أن ندفع ثمنه كرومنا على مرمى ساعتين .. قلت: أجل، وسكت، وبدا عليّ أنني سكت وأنا ألوك أبياتا لشاعر من قومي صبت مواجعها على التفافات الحروف:
شجر الزيتون لم يثمر لنا زيتا ونارا
واستحال اللون في أوراقهِ
ونسيم الصبح لم يحمل لنا شوقا مثارا
عانق الأغراب في أشواقهِ
قالت: أتطلع إلى الكيلوات التي نبتاعها من الزيتون كل عام فأتحسر... أتذكر أكوامه وكيف كنا نصنفه أحجاما ...الكبير الحب الممتلئ زيتا لمؤونة البيت وهدايا الأحباب ... نشرحه بأطراف السكاكين ليسبح في الأوعية الزجاجية مع شرائح الليمون، والأصغر يرصّ بأعقاب المدقات استعجالا لحلاوته. مهمة تستغرقنا أياما وليالي، نقوم بها دون تأفف فما ضقنا بالخير ولا ضاق بنا... ولا التمسنا رزقا عن غير سبيل الكروم.
(ص ص113-114)
زهرة من أرض بلادي
القريص (شعر العجوز)
د. عثمان شركس / جامعة بيرزيت
الاسم اللاتيني: Urtica pilulifera L.
الاسم الإنجليزي: Roman nettle
اسم العائلة: القريصية، اليورتيكية Urticaceae
الاسماء العربية المحلية الشائعة: قريص، شعر العجوز، لزيقة، آذان الفار
وصف النبتة: نبات عشبي، يتراوح ارتفاعه بين 10-50سم، وحيد المسكن، يغطيه شعر مبعثر مهيج للجلد عند الملامسة. الساق قائم، متفرع من القاعدة، رباعي الأضلاع. الأوراق بيضاوية أو إهليجية، تستدق في قاعدتها، يصل طولها إلى 8 سم، وعرضها 4 سم، حوافها مسننة بأسنان حادة. الأذينات صغيرة عددها 4 على كل عقدة (اثنتان على قاعدة كل عنق). النورات إبطية، تشبه السنبلة.
الازهار مؤنثة تنتج كروية الشكل، ومحيطها حوالي 1.3 سم. وكذلك تتكون من عناقيد تحتوي على بعض الأزهار المذكرة وكثير من الأزهار خضراء ولا يوجد لها تويج. يبلغ قطر الأزهار المذكرة حوالي 1 ملم، والمؤنثة 2-2.5 ملم. البذور بيضاوية، طولها 1.5-2 ملم، منضغطة قليلاً.
فترة الأزهار: كانون أول- آذار.
التوزيع الجغرافي: ينمو في الأطلال والحقول المفلوحة، ويتواجد على جوانب الطرق وفي الحقول والأماكن المهملة، في وادي الباذان ورام الله ووادي الفارعة والقلط.
الاستعمالات: بما أنها تحتوي على شعيرات إبرية وفيها تركيزات عالية منHistamine و Cetylcholineالتي تسبب تهيجات واحمرار الجلد عند ملامستها، كما تحدث هذه المواد زيادة في سيلان اللعاب واضطراب في التنفس وهبوطا في معدل ضربات القلب في الحيوانات التي ترعاها. وتستخدم طبياً للأشخاض الذين يعانون من شلل نصفي وكذلك يستخدم مشروب منقوع وغلي القريص لعلاج السرطان.
|