:سياحة بيئية

البهائيون

إبراهيم سلامة خوري

يوجد في مدينة حيفا طائفة من البهائيين لا يزيد عددهم عن بضع مئات.  ومما يذكر ان الحركة البهائية تأسست في إيران سنة 1844،  وكان المبشر بظهور بهاء الله صاحب المذهب البهائي ميرزا محمد على الذي أطلق على نفسه لقب (الباب) أي الوسيط للاتصال بالله، فقام شاه إيران سنة 1850 بإعدامه ونفت الحكومة التركية أتباع المذهب في إيران وهربوا إلى بغداد وأدرنه، ثم في نهاية الأمر وصلوا عكا سنة 1868 وفي مقدمتهم بهاء الله.
وفي نهاية القرن التاسع عشر جلب أتباع الطائفة عظام مؤسسهم ميرزا علي محمد إلى عكا ودفنت في الكرمل عام 1909.  وقد اختار بهاء الله المكان المعد للقبر حيث ترتفع اليوم البناية ذات القبة المذهبة.  وسبب اختيار المكان هو قدسية الجبل. وامتلكوا بمساعدة التبرعات من جميع أنحاء العالم قطع الأرض المتجاورة على مرتفع الكرمل، وأقاموا الحدائق الواسعة الجميلة في مكانهم المقدس.  وبنوا المتحف الوثائقي حيث اقتبسوا تصميم هيكل الآلهة أثينا.
وعندما توفي بهاء الله في عكا سنة 1892 وقبر فيها، خلفه ابنه عباس أفندي (عبد البهاء)، الذي يعود إليه نشر التعاليم البهائية خلال تجولاته في شتى أنحاء العالم لاسيما أميركا. وفي سنة 1908 نقل عباس مكان سكناه إلى حيفا وعندما توفي سنة 1921 قُبر إلى جانب ميرزا على محمد (الباب).  ديانة البهائيين تأخذ من الإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية؛ إذ كان بهاء الله يدعو إلى وحدة الأديان ووحدة العالم ، وإزالة الضغائن بين الطوائف والملل وجعل العالم أسرة واحدة.