مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
تموز 2011 العدد-37
مبادرات بيئية :
أحلام الخطيب: طفولة بيئية وتجربة ثرية
عبد الباسط خلف:
أحلام الخطيب فتاة فلسطينية تعشق وطنها، وتسعى أن يكون من أجمل البلاد وأنظفها بين دول الأرض. أنهت البكالوريوس في علمي النفس والاجتماع من جامعة بيرزيت، وأكملت دراستها العليا بفرع الديمقراطية وحقوق الإنسان. وعملت لعام منسقة توعية مجتمعية في مجلس الخدمات المشترك لإدارة النفايات الصلبة. وتنشغل اليوم بواجبات مدير الاتصالات في سلطة الطاقة، وبرنامج ترشيد استهلاك الطاقة والطاقة المتجددة، التابع لمركز أبحاث الطاقة الفلسطيني. تنحدر من بلدة سنجل بمحافظة رام الله.
تعيد الخطيب، عجلة الزمن إلى الوراء، فتقول لـ(آفاق البيئة والتنمية): "كنت أشاهد الكثير من أبناء جيلي الأطفال، وهم يلقون النفايات على الأرض، وفي الشوارع ومن نوافذ السيارات. وقتها كنت حريصة على البيئة وعلى النظافة، ولا اذكر إنني ألقيت نفايات على الأرض، بل على العكس كنت أتضايق كثيرًا عندما كنت أرى الأطفال يقطفون الورود، وأسرع إلى إخبارهم أنها أجمل لو بقيت مكانها".
تسترد الخطيب المزيد من التفاصيل، فتذكر حرصها على المشاركة الدائمة في لجنة النظافة بالمدرسة، وسعيها لأن يكون الصف جميلاً ومرتباً ونظيفاً. ومشاركتها خلال العطلة المدرسية في المخيمات الصيفية، وانخراطها في حملات النظافة التطوعية، وقد ساهم كل ذلك في تنمية الوعي البيئي لديها.
تنقلت الخطيب بين مجلس الخدمات المشترك لإدارة النفايات الصلبة في محافظة رام الله والبيرة، وسلطة الطاقة، لكنها تُلخّص تجربتها في المجلس، فتقول: "منذ عام تقريبا واجهتنا عدة تحديات، أولها قلة اهتمام الناس بالقضايا البيئة، وانصرافهم للسياسية واعتبار القضايا البيئية قضايا ثانوية، ولا تستحق المتابعة".
وفق أحلام، التي وقفت على رأس فريق التوعية والتثقيف المجتمعي، فإن العقبات المادية أعاقت توفير تقنيات بسيطة، للحفاظ على البيئة مثل الحاويات؛ فالكثير من القرى والشوارع تخلو من وجود حاويات القمامة، وسيارات جمعها، وبالتالي يتم التخلص من النفايات المنزلية في الشوارع. كما أن عدم تسديد رسوم جمع النفايات من جانب المواطنين بالرغم من كونها بسيطة، كان عقبة كبيرة.
تفيد: "أعمل اليوم ورغم انتقالي لمؤسسة أخرى، على نشر المعلومات البسيطة التي يجهلها العامة، كالأضرار الكبيرة لاستخدام الكؤوس والأواني البلاستيكية التي تستعملها ربات البيوت وغيرهن، دون وعي بطبيعة موادها وحاجتها لوقت طويل كي تتحلل. كما انشر فكرة استخدام أكياس القماش صديقة البيئة، التي اعتاد أجدادنا على استخدامها، واستفادت دول الغرب من هذه العادة التي تخلينا عنها".
ترسم أحلام مشهداً لحال البيئة في فلسطين، من حيث الوعي البيئي والممارسات الصديقة للبيئة، فتقول: "من تجربتي، اكتشفت أن عمل المرأة في مجال تعزيز الوعي البيئي للأفراد، وبالتحديد في مجال النفايات الصلبة ومعالجتها وإدارتها، أكثر تعقيدًا من عمل الرجل، بفعل الثقافة البيئية المتدنية".
تُلخص الخطيب أحلامها بأن يمارس أفراد المجتمع السلوكيات البيئية بصورة طبيعية، وأن تكون الشوارع نظيفة، مثلما نبقي للجبال والوديان هيبتها التي وجدت عليها، وان ينتشر الوعي البيئي بين الصغير والكبير.
تضيف: "ستنجح جهود أنصار البيئة في فعل شيء ملموس، في بلادنا، شرط تنسيق الجهود وتوحيدها، والعمل المشترك والشامل. ومن الممكن أن يتحقق حلم فلسطين النظيفة من النفايات والصديقة للبيئة، غير أننا بحاجة لبعض الوقت؛ باشتراك الكبير والصغير والموظف والعامل، كل في مكانه، وبدوره الإيجابي. ويجب على الإنسان أن يبدأ بنفسه، ولا ينتظر غيره، لإحداث التغير الايجابي.
تُعدد الخطيب المزيد من العقبات في وجه تطوير الوعي البيئي في فلسطين، وتقول أن أهمها السياسة، التي تخطف انشغالات الناس واهتمامهم، دون الوعي بالأضرار الخطيرة للممارسات الخاطئة ضد البيئة، والتي لها تأثير مباشر على صحة الأفراد، مثل ازدياد الإمراض وبخاصة أمراض الرئة والسرطانات وقضايا التغير المناخي وتبعاته، وغيرها.
توالي: "لكنني استغرب كثيرا من أشخاص متعلمين ومثقفين يمارسون ممارسات ضارة بالبيئة كإلقاء النفايات وحرقها. ولو كنت رئيسة لسلطة جودة البيئة، لكان أول قرار أتخذه، إغلاق المكبات العشوائية؛ لأثرها وخطرها الكبير على صحة المواطنين. أما سعادتي الحقيقية فتكمن في مساعدة الآخرين ورؤيتهم في أحسن حال، وقبلها مشاهدة بيئتنا بخير".
aabdkh@yahoo.com
التعليقات
مجلة افاق البيئة و التنمية
الصفــحة الرئيسيـــة
لماذا آفاق البيئة والتنمية
منبر البيئة والتنمية
الراصد البيئي
مشاهد بيئية
أخبار البيئة والتنمية
أصدقاء البيئة
أريد حلا
مبادرات بيئية
تراثيات بيئية
قراءة في كتاب
سياحة بيئية وأثرية
البيئة والتنمية في صور
أسرة افاق البيئة و التنمية
أعداد سابقة / الارشيف
كُتَابُنا
رسائل القراء
للاشتراك
الاتصال بنا
روابط
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية
يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.)أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء). ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة. الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
نلفت انتباه قرائنا الأعزاءإلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء منالمجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكرالمصدر .
توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة