مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
تموز 2011 العدد-37
 

قراءة في كتاب :

اغتيال البيئة الفلسطينية

الكتاب: اغتيال البيئة الفلسطينية   )التطهير العرقي) الاستيطان-جدران الضم-المياه
سنة الإصدار: 2008
عدد الصفحات: 128 من القطع المتوسط
الناشر: صفحات للدراسة والنشر، سوريا

قراءة: ربى عنبتاوي

سعى الكاتب الفلسطيني مصطفى سعد الدين القاعود من خلال هذا الكتاب، إلى حشد العديد من المعلومات لتوثيق جرائم الاحتلال بحق البيئة الفلسطينية، وذلك منذ تأسيس هذا الكيان الغاصب وحتى يومنا هذا، حيث زخر الكتاب بالمعلومات المفيدة للقارئ العربي والتي تضعه أمام مئات الانتهاكات الإسرائيلية بحق الإنسان والبيئة الفلسطينيين، ولو أن طريقة المعالجة لم تكن موفقة، حيث اعتمد الكاتب على طريقة التكديس المعلوماتي وكان الأسلوب إنشائياً وأحياناً الصياغة ضعيفة، كما غلب على النصوص التكرار مع طغيان الطابع الوطني الذي ينبع من الإحساس الكبير بالمعاناة الفلسطينية والذي يمكن تفهمه من قبل القارئ العربي المنتمي للقضية الفلسطينية، ولكن تكراره في كل فقرة بدا أمراً زائداً وغير علمي. فكان أجدر بالمؤلف إفراد المقدمة للحديث ذي الطابع الشخصي، ثم الاعتماد على اللغة العلمية المباشرة في شرح الفصول.
يتناول الكتاب جرائم الاحتلال بحق البيئة الفلسطينية بمفهومها الواسع، من خلال ثلاثة فصول، الفصل الأول: اغتيال البيئة يعادل التطهير العرقي، حيث يستهدف الاحتلال البيئة الفلسطينية من خلال: الحرب الإسرائيلية على شجر الزيتون، تدمير بيارات البرتقال، سرقة الرمال الصفراء، النفايات والمياه العادمة، الصرف الصحي والمياه العادمة، النشاط النووي الإسرائيلي والتلوث الإشعاعي وغيرها من المواضيع التي تمس الانتهاك في قطاعات البيئة التعليمية والصحية والأطفال ومستوى المعيشة، أما الفصل الثاني فيتحدث عن الاستيطان وأثره على البيئة الفلسطينية، والفصل الثالث فيناقش جدران الضم والفصل العنصريين وأثرهم على البيئة.
ولتوضيح بعضٍ مما جاء في الكتاب نقتبس عدداً من النصوص التالية ذات الصلة بالبيئة الجغرافية:

النفايات الإسرائيلية والمياه العادمة
"الطامة الكبرى تأتي من النفايات الإسرائيلية ، فكما أن الأراضي الفلسطينية المحتلة تعاني من مشكلة نفاياتها، فما هي حال البيئة الفلسطينية في ظل قيام إسرائيل باستخدام أراضي الأولى مكبا لنفاياتها الصناعية الخطيرة، ففي حادث أثار ضجة عام 1999 عُثر على 230 برميلاً من النفايات الكيماوية، مدفونا في قرية أم التوت في محافظة جنين، كما رصدت سلطة جودة البيئة أكثر من خمسين موقعاً في الضفة والقطاع، دُفنت فيها نفايات إسرائيلية سامة".
وجاء أيضا في فصل النشاط النووي الإسرائيلي والتلوث الإشعاعي، بأن نسبة مرضى السرطان في منطقة بئر السبع بالأساس لدى الرجال هي أعلى نسبة في إسرائيل،  وقد علل مسؤولٌ في وزارة الصحة الإسرائيلية، سبب تلك الزيادة بقرب تلك المناطق من المنشآت الصناعية التي تستخدم موادَ كيمائية سامة وخطيرة، مثل رمات حوفيف القريبة بالأساس من المناطق العربية في النقب، والتي شهدت حسب العديد من التقارير ارتفاعاً في حالات الإصابة بالمرض.

الاستيطان والجدار...مأساتان أصابتا البيئة الفلسطينية
وحول الاستيطان ومراحله منذ بداية الهجرة اليهودية عام 1840 حتى يومنا الحالي، وأثر ذلك على البيئة الفلسطينية، فجاء في الكتاب : "تدحرج الاستيطان فوق أنقاض البيوت والأحياء والأراضي الزراعية التي دمرتها إسرائيل، محدثا كارثة بيئية وجيو سياسية، تشكل عائقا أمام قيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا وقابلة للحياة".
وفي بند الصرف الصحي للمستوطنات فأشار الكتاب إلى أن ما تنتجه المستوطنات الإسرائيلية من مياه عادمة يساوي ضعف ما تنتجه عموم التجمعات السكنية الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث تصب المياه العادمة للمستوطنات في الأودية الفلسطينية وحوض نهر الأردن وتجاوزت ذلك نحو الأراضي الزراعية، ومثال على ذلك: وادي النار حيث تنسكب فيه المياه العادمة من مستوطنات القدس بمعدل 30 ألف متر مكعب يومياً، وكذلك وادي قانا بين مدينتي نابلس وقلقيلية الذي تصب فيه مستوطنات أرئيل ومستوطنات المنطقة الأخرى مياهها العادمة، وأيضاً وادي حلة في قلقيلية وزواتا في نابلس، ووادي المقطع في جنين ووادي السمن في الخليل. وقبل فك الارتباط  في قطاع غزة، كانت مياه المستوطنات تنساب في وادي السلقا، ثم وادي غزة حتى تصل مياه البحر المتوسط.
وتحت عنوان الاستيطان في الجولان السوري المحتل وأثره على البيئة، فقد بلغ عدد المستوطنات الإسرائيلية- كما جاء في الكتاب- 42 مستوطنة، يسكنها حوالي 40 ألف مستوطن، حيث عملت هذه المستوطنات على امتصاص خيرات الجولان وسرقة ثرواته الطبيعية من الماء إلى التربة الزراعية وغيرها من الثروات، وسعت إلى التضييق على السكان العرب السوريين بهدف دفعهم إلى الرحيل، كما تقوم إسرائيل بدفن نفاياتها النووية في 20 موقعا على الأرض السورية – الجولان المحتل، أبرزها موقع (نشبة المقبلة) الواقع في أعالي جبل الشيخ.
وتحت فصل جدار الضم والفصل العنصريين، فجاء في شرح الضرر الذي لحق بالقرى والبلدات الفلسطينية التي خسرت مساحات واسعة من أراضيها الزراعية لصالح بناء الجدران: "قامت الجدران بعزل هذه القرى عن أراضيها الزراعية وأصبحت عملية الوصول إلى هذه الأراضي والاعتناء فيها تحت رحمة الجيش الإسرائيلي، وهذا يشمل 36 تجمعا سكنيا، 11 منها في منطقة جنين، و 14 تجمعا في منطقة طولكرم، وتجمعين في منطقة القدس. إضافة إلى الضرر على البيئة الاجتماعية والبنية الاقتصادية، نتيجة تهجير الأسر وتفكيك التواصل الاجتماعي بين شرق وغرب الجدار". وتحت بند سرقة إسرائيل لمياه الفلسطينيين، فذكر الكتاب: "سعت قوات الاحتلال منذ البداية إلى السيطرة على جميع مصادر المياه، وراحت تستهلك المياه الفلسطينية دون مراعاة للتوازن المائي بين التغذية والاستهلاك".
لوحظ من خلال تصفح الكتاب، تنوع مراجعه فهناك ما اقتبس من الصحافة الإسرائيلية وأخرى من الفلسطينية عدا عن الدراسات الصادرة عن المراكز الحقوقية الفلسطينية وأخرى لباحثين فلسطينيين، وتقارير منشورة على بعض المواقع الالكترونية والوكالات، إلاّ أن صورة الغلاف لم تكن إبداعية (صورة قطرة دم تعلو كأس ماء) فلم تعبر عن مضمون الكتاب، الذي افتقر أيضاً للصور التوضيحية -إلا القليل منها- والتي كانت ستزيده بالفائدة وتكسر بعضاً من جموده.

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية