تراثيات بيئية
ابن خفاجة يُحادث البيئة في الأندلس
علي خليل حمد
اشتهرت الأندلس بجمال بيئتها الأخاذ، والذي انعكس على الشعر الأندلسي المتميز في عذوبته وغنائيته.
وقد التفت إلى هذا الجمال الخاص في الأندلس شاعرها ابن خفاجة حيث يقول:
يا أهل أندلسٍ! لله درّكُمُ
|
|
ماءٌ، وظلٌّ، وأنهارٌ، وأشجارُ
|
ما جنّة الخلد إلا في دياركُمُ
|
|
ولو تخيّرتُ هذا كنتُ أختارُ
|
وابن خفاجة هو شاعر البيئة والطبيعة بامتياز، وقد وصفه مقدّم ديوانه بقوله:
"تفرد ابن خفاجة بالوصف والتصرّف، ولاسيما وصف الأنهار، والأزهار، والبساتين، والرياض والرياحين، فكان أوحد الناس فيها"
"والطبيعة عند ابن خفاجة هي كل شيء؛ فقد شغف بها، ومزج روحه بروحها، وبادلها الشعور بالإحساس، وكان يتحدث إليها كما يتحدث إلى شخصٍ ذي حياة وحركة."
ومن قصائد ابن خفاجة الجميلة في البيئة، التي يتجلى فيها عمق الشعور معها، قصيدتان يحادث في إحداهما الجبل، وفي الأخرى القمر؛ وتتماثل القصيدتان في أنّ كلا منهما تبدأ بالفرح البيئي في الاتصال، وتنتهي بالحزن الوجودي في الانفصال، ولاسيما في البيتين الأخيرين من كل منهما، اللذين يصفان الحضور والغياب البشريين في العالم.
الجبل الشامخ
وقورٍ على ظهر الفلاة، كأنّه |
|
طَوال الليالي مُفْكِرٌ في العواقبِ
|
يلوث عليه الغيم سود عمائمٍ
|
|
لها من وميض البرقِ حمرُ ذوائبِ
|
[يلوث: يلفّ]
أصخت إليه وهو أخرس صامتٌ |
|
فحدّثني ليل السُّرى بالعجائِب
|
وقال: ألا كًَمْ كنتُ ملجأ قاتلٍ
|
|
وموطن أوّاهٍ، تبتّل، تائبِ
|
[أوّاه: رقيق القلب، تبتّل: تنسّك]
وكم مرّ بي من مُدلجٍ ومؤوّب |
|
وقال بظلّي من مطيٍّ وراكبِ
|
[مدلج: مسافر ليلاً، مؤوّب: مسافر نهاراً]
فما كان إلاّ أن طوتهم يد الرّدى |
|
وطارت بهم ريح النوى والنوائبِ
|
فما خفق أيكي غير رجفة أضلعٍ
|
|
ولا نوحُ وُرقي غير صرخة نادبِ
|
[الأيك: الشجر الملتف، الوُرق: الحمائم]
وما غيّض السّلوان دمعي، وإنّما |
|
نزفت دموعي في فراقِ الصواحبِ
|
ٍفحتّى متى أبقى، ويظعن صاحبٌ
|
|
أودّع منه راحلاً غير آيبِ؟
|
وحتى متى أرعى الكواكب ساهراً
|
|
فمن طالعٍ، أخرى الليالي، وغارب؟
|
[أرعى: أراقب]
فرحماك يا مولاي، دعوةَ ضارعٍ |
|
يمدُّ إلى نعماكَ راحةَ راغبِ
|
[ضارع: مبتهل]
فاسمعني من وعظه كلّ عبرةٍ |
|
يترجمها عنه لسانُ التجاربِ
|
فَسَلّى بما أبكى، وسرّى بما شجا
|
|
وكان، على عهد السّرى، خير صاحبِ
|
وقلت، وقد نكّبت عنه لِطِيَّةٍ
|
|
سلامٌ، فإنّا من مقيمٍ وذاهب
|
[نكبت عنه لطيّةٍ: ارتحلت عنه لأمرٍ يهمّني]
نجوى القمر
لقد أصختُ إلى نجواك من قمرِ |
|
وبتُّ أدلج بين الوعي والنظرِ
|
[أصختُ: استمعت، أدلج: أسافر ليلا وأتنقل، الوعي: ما يتصوره من كلام القمر]
لا أجتلي مُلَحاً، حتى أعي مُلَحاً |
|
عدلاً من الحُكْمِ بين السمع والبصرِ
|
[أجتلي: أُبصر، مُلَحاً: أشياء جميلة]
وقد ملأتَ سواد العين من وَضَحٍ |
|
فقرّط السمع قُرْطَ الأُنسِ من سَمَرِ
|
[وضح: بياض ونور، قرّط السمع: يطالب القمر برفع صوته]
فلو جمعتَ إلى حُسنٍ محاورة |
|
حُزْتَ الجمالين من خُبْرٍ ومن خَبَرِ
|
[خُبر: مدرَك بالنظر، خبر: مدرَك بالسمع]
وإن صممت ففي مرآك لي عظةٌ |
|
قد أفصحتْ ليَ عنها أعينُ العِبَرِ
|
[صممت أو صمتّ: لم تتكلم، العبر: التفكّر]
تمرُّ من ناقصٍ حَوْراً، ومكتمل |
|
كوْراً، ومن مُرتقٍ طوراً، ومخدرِ
|
[يصف تغير أوجه القمر، وصعوده في السماء وهبوطه]
والناسُ من مُعْرضٍ يلهو، وملتفتٍ |
|
يرعى، ومن ذاهلٍ ينسى، ومُنحدِر
|
[يرعى: يلتفت إلى القمر وظواهر الطبيعة، مُدَّكر: متذكّر]
يلهو بساحات أقوامٍ تحدّثنا |
|
وقد قضوا، فمضوا، إنّا على الأثر
|
[قضوا: ماتوا، على الأثر: لاحقون بهم]
فإن بكيتُ، وقد يبكي الخليل، فعن |
|
شجوٍ، يفجرّ عين الماء في الحجرِ
|
[الخليل: الصديق، شجو: حزن وألم]
زهـرة مـن أرض بـلادي
كـف الـدب
د. عثمان شركس / جامعة بير زيت
الاسم اللاتيني: Acanthus Syriacus Boiss
الاسم الانجليزي: Syrian Beer's-breech
العائلة: Acanthaceae
الاسم العربي الشائع: كف الدب
|
|
|
Acanthus Syriacus Boiss |
الوصف: كف الدب عشبة معمرة قوية الأشواك. كما أن أزهارها محاطة بالأشواك. و يتراوح ارتفاع النبتة ما بين 35 – 75 سم. و في آخر فصل الشتاء تنمو للنبتة الأوراق الشائكة. وفي فصل الربيع يخرج من الأغصان أزهار منتصبة ذات لون بنفسجي، ويتم تلقيح الأزهار بوساطة النحل (وبخاصة الذكور).
وأما الثمار المحاطة بالأشواك الحادة فهي قابلة للالتصاق بالأجسام وهي صلبة. وربما يزيد طول الثمرة على 25 ملم؛ وهذا ما يساعد على انتقال البذور إلى مناطق بعيدة عن مكان النبتة ومن ثم تنتشر بعيدا. وغالبا ما ينمو كف الدب في التربة الحمراء (التيراروزا) في المروج المفتوحة.
فترة الإزهار: آذار – أيار
التوزيع الجغرافي: ينمو نبات كف الدب في الجبال الوسطى من فلسطين و القسم الشمالي من بلادنا والأغوار الشمالية و يقل في السهل الساحلي.
|