كيف تساهم التجارب الخضراء في وقف "المد الأصفر" ؟ لاحتلال الإسرائيلي يقضي على أنواع كثيرة من النباتات ويهدد بانقراض العديد من الحيوانات البرية وتدمير المحميات الطبيعية والغابات لماذا يحتفل العالم باليوم العالمي للتنوع البيولوجي 2009 تحت شعار: الأنواع الغريبة الغازية؟؟!! كيف نحول أرضا جرداء إلى غابة حقيقية؟ كيف نحول نفاياتنا العضوية الي كمبوست .... (فيلم إرشادي)

 

حزيران 2009 العدد (15)

مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا 

June 2009 No (15)

 

لماذا "آفاق البيئة والتنمية" ؟

منبر البيئة والتنمية الراصد البيئي

أريد حلا

أصدقاء البيئة

شخصية بيئية

تراثيات بيئية

اصدارات بيئية - تنموية قراءة في كتاب البيئة والتنمية في صور الاتصال بنا الصفحة الرئيسية

 

 أصدقاء البيئة:


 

كيف تساهم التجارب الخضراء في وقف "المد الأصفر" ؟

 

عبد الباسط خلف:

 

    نعيش حاليا مواسم جفاف حادة تضرب دولاًً كثيرة في العالم (آخرها الصومال الذي يعاني الجفاف غير المسبوق منذ عشر سنوات)، وما حل قبلها في مساحات من القرن الإفريقي، ومناطق واسعة من الصين، وغيرها. كما تكاثر الحديث عن التغير المناخي، مثلما حدث في النصف الأول من شهر أيار 2009( سبقتها في بداية العام ثلوج في مناطق بالمملكة العربية السعودية، وفيضانات في عُمان، وعواصف رعدية في دول الخليج). وليس أدل على هذه التغيرات الحال المناخي المتقلب الذي عاشته الأراضي الفلسطينية في النصف الأول من شهر أيار 2009، عندما عصفت رياح عاتية بها، وغطت السماء سحب ترشحت أحيانا للمطر، ودرجات حرارة دون المعدل، وأجواء خماسينية ومُغبرّة، وحرارة أعلى من المعدلات السنوية المعهودة بعشر درجات مئوية، وتقلب حاد في مزاج الطقس بين عشية وضحاها.

  ففي نهاية كانون الثاني 2009، 009، 009، 009، 009، 009، حذرت مسؤولة بالأمم المتحدة من أن الوطن العربي سيكون من أكثر المناطق تأثرا بالتغير المناخي رغم إسهامه المتواضع نسبيا في إطلاق الغازات المسببة للاحتباس الحراري .وقالت تينا رامستاد مسؤولة البرامج في المكتب الإقليمي لغرب آسيا وشمال إفريقيا التابع للإستراتيجية الدولية للحد من الكوارث وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة أنشئت عام 2000 إن الاحتمال الكبير لتأثر المنطقة العربية بالتغير المناخي يرجع إلى "امتدادها الجغرافي والتركيب الاقتصادي والاجتماعي واعتماد دولها على مصادر سهلة التأثر مثل الزراعة والموارد المائية والمصائد."(التصريح الكامل نشرته وكالة رويترز)

 

مطالب حيوية وحلول عملية

  والمشهد المضطرب على هذا النحو، يصبح الحديث عن سبل المساهمة في وقف التصحر في العالم العربي مطلباً حيوياً. ونحن هنا لا نتحدث عن تصحر قائم يستحوذ على نسبة مرتفعة من أراضي الوطن العربي من الماء إلى الماء (يشغل الوطن العربي حوالي 14.3 مليون كيلومتر مربع، ومعنى ذلك أنه يشغل نحو عُشر مساحة يابس الكرة الأرضية. وتشكل المساحة المأهولة، التي يتم استزراعها نحو 12% من جملة مساحة الوطن العربي، بينما تمثل المساحة الباقية 88 % النطاق الصحراوي في الوطن العربي، الذي يمتد بين خطى عرض 15 ْ، 30 ْ درجة شمال خط الاستواء، ويتوسطها بذلك مدار السرطان) وإنما نقصد ترشح دخول قائمة جديدة من أراضي الوطن العربي، بما فيها فلسطين المحتلة إلى  ما يمكن أن نسميه(النادي الأصفر)، بفعل قلة معدلات التساقط المطري، والممارسات غير الصديقة للبيئة، وفي مقدمتها الزحف الإسمنتي الجائر، وغياب سياسة رشيدة للاستخدام الأمثل للموارد المائية، وضعف أو غياب التخطيط الحكومي.

  بكل تأكيد، لن تساهم المؤتمرات والقمم وإن كثُرت ( على غرار قمة الأرض)، في وضع حل سحري للمسألة المعقدة، التي يتسبب بها الإنسان. والسبب بسيط؛ ويتمثل في أن الدول الصناعية لا يمكنها أن تقبل بشعار البيئة أولاً، وهمها الأول والأخير المزيد من الصناعات، وانبعاثات الغاز، والابتكارات التي لا تراعي البيئة، والإسراف في استنزاف الموارد الطبيعية واستخدام الوقود الإحفوري، وغيرها. فما إن يغادر المشاركون مكان مؤتمراتهم، إلا وتصبح الحال وكأن شيئاً لم يحدث.

 لعل الحل، يمكن أن يتأتى من خلال ممارسات عملية ولو صغيرة، يمكن أن تُشعل ما يشبه نافذة أمل للتغيير نحو الأفضل. خلال السنوات الثلاث الماضية(2004-2008)، أخذت أفكر وأدون وأوثق وأسعى لتجريب بعض ما يمكن فعله، من خلال مجموعات صغيرة وأفراد، ساهموا في صناعة التغيير الإيجابي، وأشعلوا ضوء الأمل.

 مما توصلت إليه، وراقبته، وشاهدته، أو قرأت عنه، أو زرته، نماذج صالحة للتطبيق، ليست خيالية، يمكن أن تساهم في وضح حد للتصحر.

 

تجارب ذاتية

  البداية كانت من محيطي القريب، حينما عكفت أنا وأخوتي حسام وعلاء وزيدان، على تحويل المناطق المتاخمة لمنازلنا من أراض صخرية قاحلة، إلى حدائق خضراء.(وهنا لا أقصد الحديث عن الذات أو تمجيدها، وإنما عرض تجربة ذاتية ليس إلا) اقتلعنا الصخور من باطن الجبل، واستضفنا مكانها أشجاراً وزراعات عديدة. المساحة التي تمتد لنحو أربعة دونمات كانت بها  بضع أشجار زيتون متهالكة، بسبب نقص التربة والجفاف. أما اليوم فصارت تستضيف أكثر من عشرين زيتونة حديثة العهد، وأشجار نخيل مثمرة، وصنوبريات، وكينا، وسرور،  وأسكي دنيا، وليمون، ولوز، وتوت، وتفاح، وغار، وفستق حلبي، وزيزفون، وكرز أحمر وأخضر، وجوافة، وتين، وبرتقال، ودُراق، وخوخ، ومشمش، وعنب، وورد جوري، ونرجس.

 في كل سنة، نتبع دورة زراعية، فتجود علينا الأرض بالبصل والثوم والبطاطا والكوسا والبازيلاء والملفوف والحمص والبامية ودوار الشمس والخس والبقدونس والنعناع والزعتر والميرمية واللوزيا وحصى البان والشومر والفول وغيرها.

  لنشاطنا عدة أوجه، فقد صار ينقل لصغارنا قيم التعلم البيئي وحب الأرض ومعاني التنوع الحيوي التطبيقية، وساهم بنسبة معقولة في تحقيق اكتفاء ذاتي، وعزز فكرة الإنتاج عند الصغار، كما انه بمعظمه طبيعي إلى عضوي.

 صرت اسأل نفسي لو أن كل أسرة ابتسم لها الحظ ومنحها أرضا بجوار بيتها، فعلت الشيء نفسه، فإنها ستنعم، وعلى الأقل في ستة فصول في السنة بمحصول مجاني وآمن، كما أنها ستنعم بجمال المكان، وتستظل بأشجارها، وتتنسم خلطة رائعة من أريج الأشجار.

 

نجاحات فلسطينية

  زاول أخي أنور، فكرة أكبر،

 ترى لو أن كل الجبال الجرداء في وطننا المحتل، تحولت إلى جنائن خضراء، كيف سيكون حالنا؟؟

  قرب منطقة الفارعة، أراقب كلما مررت من تلك الوجهة بسرور، كيف أن أصحاب تلك المرتفعات الوعرة أصروا على تحويل الصخر إلى تراب. ثم تحولت إلى أراضٍ خصبة تنتج الخضروات. السؤال نفسه، لو أننا فعلنا المزيد في بلدنا وغيره، هل سنوقف التصحر ولو بنسبة واحد في المليون، أم إن مهمة لعن الظلام أسهل عند الكثيرين؟

 والمفارقة التي أستعين بها دائماً: هناك من يحول الجبال لسهول، وفي المقابل ثمة من يُدمر السهول الخصبة بالإسمنت القبيح.

  قرب سهل صانور، حول أحد المهتمين بالأرض جبلا أجرد إلى  مساحات خضراء. ألا يستحق ذلك المزارع المجهول وسام تقدير؟

 في قلب رام الله، أصر الصيدلاني نبيل نحاس منذ عشر سنوات وأكثر، على تحويل مكان مهجور كان يستضيف نفايات صلبة إلى حديقة عامة تسر الناظرين. وصار نحاس يدفع من جيبه الخاص ما يمد الحياة والرعاية لهذه البقعة. ألا يستحق السيد نبيل نجمة خضراء وكلمة طيبة؟؟

 في المغرب، تحول أحد أصحاب الفنادق إلى العمل الأخضر، فصار يزرع لزبائن الفندق مساحات من الخضار والفاكهة بشكل عضوي، كما أنه دأب على تربية الحيوانات بطريقة لا تعترف بالمركبات الصناعية.  ترى لو أن كل فندق حاكى نموذج المغرب، هل ستتغير الصورة أم لا؟

 في السعودية، قرأت عن فلسطيني مغترب، صار يزرع ما يناسب الصحراء بجوار منزله، وأخذ يجرب بعض الأنواع الجديدة، ونجح في تحقيق نسبة  كبيرة من الاكتفاء الذاتي، ولم يعد يلعن الصحراء صباح مساء، لأنه أقام أحزمة خضراء حولها، ولو من أشجار صّبار.

 

مشهد عربي إفريقي

 في الجزائر، أتحدث عبر شبكة الإنترنت، بالصدفة مع شاب مهتم بالبيئة أوقف مد الصحراء. يروي: الشاب قاصدي ";في الصحراء صرت أزرع نباتات كثيرة، وأقنع جيراني بفعل الشيء نفسه. ونجحت في ذلك، كل شيء متوفر في الصحراء، حرارة ونوعية نباتات قابلة للحياة فيها، والمياه أحياناً تكون قرب السطح." لو وجدنا أشخاصاً في غير مكان بالجزائر وسواها يمارسون الفكر نفسه، هل سنغير الواقع أم لا؟

 في تونس أكتب إلى جمعية مهتمة بالبيئة والحياة الخضراء، فيصلني الرد:" قاومنا بعض المحاولات لتدمير الأراضي الزراعية الخصبة، وتكللت مساعينا بالنجاح." بالتأكيد، سيتبدل المشهد لو عملت مؤسسات أخرى بالآلية نفسها.

  في مصر، وخلال زياراتي إلى ذلك البلد، استمع إلى سائق سيارة الأجرة وهو يروي: "ذهب أخي سيد إلى الصحراء، وصار مزارعاً يرسل لنا بالخضار من أرضه." لو أن سيد  ثان وثالث ومئة وألف في مصر وسواها  حاكوا تجربة نجاح، هل ستبقى الصحراء على حالها؟

  الحل ليس صعباً. والبداية دائما متواضعة ثم تكبُر. ولكن لنبدأ أولاً بتطوير وعينا البيئي، فلا نسمح لأحد بتدمير بيئتنا لأنها لنا جميعاً. ولنقرأ نصوص قانون البيئة الفلسطيني، الذي بالتأكيد كفل لنا التمتع "بأكبر قدر من الرفاهية" في حياتنا، بعيداً عن التلويث والتخريب والإشعاع وكل ما يدمر البيئة ويشوهها ويدمر عناصرها، مهما كانت الذرائع والمصالح الخاصة..

 

اللأعلىé

 

ممارساته وسياساته أكبر وأخطر مهدد للتنوع الحيوي في فلسطين

الاحتلال الإسرائيلي يقضي على أنواع كثيرة من النباتات ويهدد بانقراض العديد من الحيوانات البرية وتدمير المحميات الطبيعية والغابات

سعد داغر

خاص بآفاق البيئة والتنمية

يعتبر الاحتلال المهدد الأول والرئيسي للتنوع الحيوي في فلسطين، بسبب السياسات والنشاطات التي ينفذها. ومن سياسات الاحتلال التي تهدد التنوع الحيوي سياسة قلع الأشجار، وتجريف الأراضي، وشق الطرق الالتفافية التي تقضي على أنواع كثيرة من النباتات، وتحد من حركة الكثير من الحيوانات مما يهددها بالانقراض، وكذلك الضرر الذي تلحقه المستعمرات بالحياة البرية، وهي التي تلعب دوراً أساسياً في تدمير المحميات الطبيعية والغابات.

وقد شكل بناء جدار الفصل العنصري واحداً من أكبر وأهم المخاطر التي تهدد التنوع الحيوي في فلسطين بسبب تدميره للبيئة الفلسطينية وإعاقة الحركة الطبيعية للحيوانات البرية مما يعيق حصولها على الغذاء ويعيق عملية التكاثر؛ وبالتالي يهددها بالانقراض.

 

مهددات التنوع الحيوي

التنوع الحيوي مؤشر على صحة وجودة البيئة، فكلما كان عدد الكائنات الحية الموجودة في النظام البيئي أكبر، كانت إمكانية خلخلة هذا النظام أقل. ووجود نوع واحد في نظام بيئي ما يجعل من السهل القضاء على هذا النوع من خلال المرض أو غيره من المهددات. وبعبارة أخرى يمكن القول إنه من أجل استمرار حياة كائن، هناك حاجة لحياة مزيدٍ من الكائنات، التي تدعم بعضها وجود بعض.

للوهلة الأولى يعتقد البعض أن فقدان نوع من الحشرات، أو النباتات ليس بذي أهمية، ولكن هذا الاعتقاد يتغير حين ندرك أن كل الكائنات الحية والنظم البيئية مترابطة بعضها ببعض، وأن زوال نوع ما في نظام بيئي معين قد يقود إلى تأثيرات ترددية على النظام البيئي بأكمله. وقد تنقرض أنواع أخرى معتمدة في بقائها على ذلك النوع، ثم إن انقراض تلك الأنواع سيؤثر ويقود إلى انقراض غيرها من الأنواع، وهكذا تنفرط السلسلة لتقود إلى نتائج غير معروفة العواقب.

إن حماية الأنواع النباتية والحيوانية على درجة عالية من الأهمية العلمية لما تحويه من مخزون وراثي هائل، يستفيد منه الإنسان لتحسين حياته وزيادة فرصه في التطور، وتصحيح الوضع الغذائي في العالم.

ومع تزايد الاهتمام العالمي بالحفاظ على التنوع الحيوي، قام العلماء والباحثون والمهتمون بالشأن البيئي بتحديد حوالي 250 نوعا من مهددات التنوع الحيوي في مستوى العالم، معظمها ناتج عن النشاط الإنساني الذي سيدفع ثمن الإخلال بهذا التنوع، فالمهددات الأساسية تحمل سمة واحدة: “هذا من صنع الإنسان”.

وفيما يلي بعض الأمور الرئيسة التي تهدد التنوع الحيوي في مختلف مناطق العالم:

1.       سوء استخدام الأراضي، الذي ينتج عنه تدمير البيئات الطبيعية للكائنات الحية؛ ومن ثم انقراض بعضها ونقص كبير في أعداد بعضها الآخر. ويبرز هذا الاستخدام في أبسط صوره من خلال الزحف العمراني على الأراضي الزراعية، وفي أبشع صوره من خلال القضاء على الغابات الاستوائية

2.       محاولات القضاء على بعض الكائنات الحية باعتبارها “آفات ضارة” باستخدام عدة طرق منها الكيماويات الزراعية، التي تقوم في الكثير من الأحيان على مكافحة نوع من الآفات، ولكنها تقضي على كائنات أخرى كثيرة.

3.       القطع العشوائي للأشجار وإزالة الغابات لتحويلها إلى مراعٍ وأراضٍ زراعية؛ مما يُفقد الكثير من الأحياء موطنها ويجعلها عرضة للزوال.

4.       الرعي الجائر، الذي لا يسمح للنباتات بالتجدد والنمو بسبب تناقص بذورها التي تنتجها خلال دورة حياتها. يؤدي تراجع الغطاء النباتي في المراعي إلى خلل في السلسلة الغذائية للكائنات التي تعيش على الأعشاب، والتي بدورها تشكل غذاءً لكائنات أخرى. يعتبر الرعي الجائر في السفوح الشرقية للضفة الغربية وغيرها من المهددات الرئيسة للتنوع الحيوي في فلسطين.

5.       التلوث، وهو يؤدي إلى القضاء على الأشجار والكائنات الحية المختلفة.

6.       إدخال الأنواع والأصناف الجديدة؛ مما يؤثر على الأنواع والأصناف المحلية والبرية، وقد يؤدي إلى انقراضها.

7.       النمو السكاني الذي يزيد من الضغط على الموارد الطبيعية، وبخاصة في ظل غياب خطط تتبنى التنمية المستدامة كسياسة.

8.       الفقر، إذ غالباً ما يلجأ الفقراء إلى جمع وصيد الأنواع البرية بشكل يهدد هذه الأنواع وقد يؤدي إلى زوال بعضها. وهذا ينطبق لا على الأفراد فقط بل أيضاً على الحكومات الفقيرة، التي تقوم باستغلال الغابات من أجل توفير العملة الصعبة في محاولة لتغطية العجز في موازناتها، إضافة إلى تلبية شروط ووصفات البنك الدولي. حيث تقوم الشركات العالمية العملاقة باستغلال الغابات وقطع أشجارها، أو إقامة المزارع الكبيرة، أو تجند أسطولها للصيد الجائر للأسماك.

 

حماية التنوع الحيوي في فلسطين

عالمياً تُعتمد  طريقتان للحفاظ على التنوع الحيوي وحماية الأنواع من الاندثار:

الأولى:  الحفاظ على الكائنات الحية داخل محميات طبيعية، يتم فيها تجنيب الكائنات الحية المخاطر التي تتهددها خارج المحميات، وتتوافر للكائنات الحية الظروف الطبيعية للحياة داخل المحمية.

الثانية:   الحفاظ على الكائنات الحية خارج مواطنها الأصلية عن طريق إقامة حدائق الحيوانات، والحدائق النباتية، وتربية المائيات، وإنشاء بنوك البذور.

          نحتاج كفلسطينيين للقيام بسلسلة من الإجراءات والأنشطة بهدف الحفاظ على التنوع الحيوي الذي يعتبر ثروة وطنية مهددة بالتدهور والحاجة قائمة للحفاظ عليها، ومن هذه الإجراءات:

1.       العمل على زيادة الوعي بأهمية الحياة البرية، وضرورة الحفاظ على الأنواع المختلفة في بيئاتها، دون تعريضها للخطر.

2.       مقاومة البذور المعدلة وراثياً والعمل المدروس للحفاظ على البذور البلدية والأصول البرية للأشجار.

3.       تنظيم استعمالات الأراضي، بما يضمن الحفاظ على الأنواع المختلفة من الكائنات الحية، والحفاظ على الأراضي الزراعية وبخاصة في المناطق السهلية.

4.       الاهتمام بإنشاء الحدائق النباتية والحيوانية، والعمل على زيادتها لحفظ الأنواع المهددة بالانقراض.

5.       العمل على إصدار وتطبيق القوانين ذات العلاقة بصون التنوع الحيوي وتطويرها

6.       المساهمة في مكافحة التلوث بمختلف أنواعه ومصادره.

7.       إجراء الدراسات والأبحاث المرتبطة بالحياة البرية.

8.       رصد النمو السكاني واتجاهات المجتمع؛ وهذا أمر ضروري في التخطيط الاستراتيجي للحفاظ على التنوع الحيوي.

9.       تشجيع المبادرات المحلية الفردية والجماعية للحفاظ على التنوع الحيوي.

إن واحدة من أهم الأعمال اللازمة للحفاظ على التنوع الحيوي في فلسطين تقوم على أساس الاهتمام بالغطاء النباتي وتطويره؛ وفي سبيل ذلك ينبغي القيام بالدراسات على الأنواع النباتية التي تعيش في هذه المنطقة وتحديد أماكن وظروف تواجدها، والمشاكل التي تتهددها وسبل وقف هذا التهديد. فضمان بقاء الأنواع الأخرى من الكائنات الحية مرتبط بشكل أساسي بضمان الحفاظ على الغطاء النباتي وتطويره، لأن ذلك يسمح بتوفير الغذاء لآكلات العشب، التي تعتبر غذاءً لكائنات أخرى.

وكذلك يعتبر إنشاء المحميات الطبيعية واحداً من الأساليب المهمة في الحفاظ على الغطاء النباتي، مع تحديد المراعي وتنظيم عمليات الرعي للحد من ظاهرة الرعي الجائر، وتحديد المناطق الغنية بالتنوع الحيوي ووقف المد العمراني تجاهها أو تحويلها إلى أراضٍ زراعية. ولا يقتصر الأمر على إنشاء المحميات للحفاظ على التنوع الحيوي، بل هناك ضرورة ملحة لوضع الخطط الخاصة بعمليات التحريج، وإنشاء المشاتل الوطنية لإكثار النباتات البرية، وبخاصة تلك المهددة بالانقراض.

 

للأعلىé

 

لماذا يحتفل العالم باليوم العالمي للتنوع البيولوجي 2009 تحت شعار: الأنواع الغريبة الغازية؟؟!!

الدكتور / عبد الفتاح نظمي عبد ربه

أستاذ العلوم البيئية المساعد بقسم الأحياء – الجامعة الإسلامية بغزة

arabou@iugaza.edu.ps

 

تحتفل دول العالم في الثاني والعشرين من شهر أيار في كل عام باليوم العالمي للتنوع البيولوجي. تختلف الشعارات

التي يرفعها المحتفلون بهذا اليوم في كل عام، ومع ذلك فإن شعار المحتفلين لهذا العام يعتبر ذا نكهة خاصة ويبحث في الأنواع الغريبة الغازية لما لهذه الأنواع من أهمية بالغة في تهديد التنوع البيولوجي الأصلي أو البلدي والرفاهية البيئية والاجتماعية على كوكب الأرض.

 

نشأة اليوم العالمي للتنوع البيولوجي

يعتبر اليوم العالمي للتنوع البيولوجي يوما هاما وعطلة دولية لتشجيع الاهتمام والوعي بقضايا التنوع الحيوي. يعقد اليوم العالمي للتنوع البيولوجي في 22 أيار من كل عام، حيث تم اعتماده بواسطة اللجنة الثانوية للأمانة العامة للأمم المتحدة في عام 1993 في التاسع والعشرين من كانون الأول إلا أن التاريخ تم تعديله لاحقا ليصبح في الثاني والعشرين من شهر أيار في كل عام لتجنب ازدحام الأعياد والمناسبات التي تعقد في أواخر كانون الأول.

موضوعات اليوم العالمي للتنوع البيولوجي

يختلف الشعار الذي يحمله اليوم العالمي للتنوع البيولوجي سنويا ويوضح الجدول التالي الشعارات منذ عام 2002 وحتى عام 2011.

 

2011

التنوع الحيوي والغابات

Biodiversity and Forests

2010

التنوع الحيوي والتنمية

Biodiversity for Development

2009

الأنواع الغريبة الغازية

Invasive Alien Species

2008

التنوع الحيوي والزراعة

Biodiversity and Agriculture

2007

التنوع الحيوي وتغير المناخ

Biodiversity and Climate Change

2006

حماية التنوع الحيوي في الأراضي الجافة

Protect Biodiversity in Dry lands

2005

التنوع الحيوي: تأمين الحياة لعالمنا المتغير

Biodiversity: Life Insurance for our Changing World

2004

التنوع الحيوي: الغذاء والماء والصحة للجميع

Biodiversity: Food, Water and Health for All

2003

التنوع الحيوي وتخفيف الفقر: تحديات للتنمية المستدامة

Biodiversity and poverty alleviation - challenges for sustainable development

2002

إهداء للتنوع الحيوي الغابي

Dedicated to Forest Biodiversity

 

ماهية الأنواع الغريبة الغازية ومشكلتها

الأنواع الغريبة الغازية هي عبارة عن النباتات والحيوانات والميكروبات الممرضة والكائنات الحية الأخرى غير الأصلية أو غير البلدية في النظام البيئي التي قد تسبب أذى بيئيا أو اقتصاديا في النظم البيئية أو تؤثر سلبا على صحة الإنسان. تؤثر الأنواع الغريبة الغازية بشكل خاص على التنوع الحيوي من حيث تراجع أو حذف الأنواع الحية الأصلية من خلال التنافس والافتراس أ نقل الميكروبات الممرضة  ومن حيث تعطيل وتشويش النظم البيئية ووظائفها.

أثرت الأنواع الغريبة الغازية المستقدمة أو المنتشرة خارج مواطنها وموائلها الطبيعية على التنوع الحيوي في كل النظم البيئية على سطح الأرض، بل إنها تعتبر واحدة من المهددات الكبرى للتنوع الحيوي العالمي، فمنذ القرن 17، ساهمت الأنواع الغريبة الغازية في حوالي 40% من عملية انقراض الحيوانات. تواصل هذه المعضلة نموها لتسبب مخاطر اقتصادية واجتماعية وصحية وبيئية حول العالم، ومن ضمنها ازدياد الفقر الذي يهدد التنمية من خلال تأثيره على الزراعة والغابات والموارد السمكية والنظم الطبيعية التي تعتبر مصدر رزق لسكان البلدان النامية. لقد ازداد هذا الوضع خطورة بواسطة المشاكل التي تحدق بالعالم وأهمها تغير المناخ، والتلوث، وفقد الموائل البيئية والاضطرابات الأخرى التي يحدثها الإنسان في كل مكان يصل إليه.

 

أسباب ومخاطر الأنواع الغريبة الغازية

إن التجارة العالمية الكبرى والنقل والسفر والسياحة الناجمة عن نظام العولمة التي يشهدها العالم حاليا، كلها أسفرت عن تسهيل استقدام وانتشار الأنواع غير الأصلية لأي منطقة. إذا كان الموطن الجديد للنوع الغريب مشابها للموطن الأصلي له فإنه يحيا ويعيش ويزدهر، ولكي يصبح النوع غازيا يجب عليه أن ينافس بشدة الأنواع الأصلية في غذائها وموطنها وأن ينتشر خلال بيئته الجديدة ويزيد من عشيرته ويؤذي النظم البيئية في المدى المستقدم إليه.

تتصارع معظم الدول مع مشاكل الأنواع الغريبة الغازية المعقدة والمكلفة. على سبيل المثال، فإن المفقودات البيئية السنوية التي تسببها الآفات المستجلبة أو المستقدمة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأستراليا وجنوب أفريقيا والهند والبرازيل قدرت بأكثر من 100 بليون دولار أمريكي. إن من الأهمية بمكان ومن الملح جدا عنونة وتحديد مشكلة الأنواع الغريبة الغازية لأن تهديدها يتفاقم يوميا والآثار البيئية والاقتصادية لها خطيرة ومهولة.

 

أمثلة على الأنواع الغريبة الغازية

تتعدد عالميا الأمثلة على الأنواع الغريبة الغازية ولعلنا في هذا المقام نذكر منها:

  1. أثر بلح البحر المخطط (Zebra Mussels = Dreissena polymorpha) وموطنه الأصلي البحر الأسود على إدارة الموارد السمكية وتنوع الرخويات وتوليد الطاقة الكهربائية غي البحيرات العظمى في أمريكا الشمالية وحوض الميسيسبي.

  2. غزا عشب الماء (Water Hyacinth = Eichhornia crassipes) وموطنه الأصلي حوض الأمازون المواطن الاستوائية في مناطق العالم وانتشر في أكثر من 50 دولة في خمس قارات، حيث أغلق عشب الماء الممرات المائية وأثر على الحياة الفطرية المائية ومصدر رزق السكان وخلق ظروفا مثلى للأمراض ونواقلها البيولوجية.

  3. تسبب فأر السفن أوالفأر الأسود (Ship or Black Rat = Rattus rattus) وموطنه الأصلي شبه القارة الهندية في انقراض وتراجعات كارثية للطيور الأصلية في الجزر وانتشر في معظم بلدان العالم ليصبح آفة كونية.

  4. هاجمت ميكروبات ممرضة جديدة وقاتلة مثل فيروس أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير - التي تجتاح العالم حاليا – لتصيب وتقتل الإنسان والحيوان في كثير من مناطق العالم.

معالجة مشكلة الأنواع الغريبة الغازية

تعتبر الوقاية أنجع الطرق وأكثرها كفاءة وفعالية في مكافحة الأنواع الغريبة الغازية. إن وقف نشر الأنواع الغازية الفعالة في المكان الأول لوصولها يعتبر الخط الأول لمجابهتها، حيث تعقد الحكومات العديد من الآليات لمنع أو تقليل دخول الأنواع الغريبة الغازية ومن ضمنها: مراقبة وتدقيق الجمارك وفحص الشحنات التجارية وعقد تقييمات للمخاطر ووضع أنظمة الحجر. إن من الأهمية بمكان تنمية وتطوير الوسائل الاقتصادية والجوائز التشجيعية والحوافز لمنع الاستجلابات وتعليم وتوعية الجماهير بمخاطر الكائنات المستقدمة أو المستجلبة وتقليل دخولها وانتشارها.

إن الأنواع الغريبة الغازية هي قضية عالمية تتطلب التعاون بين الحكومات والقطاعات الاقتصادية والمنظمات الدولية والأهلية. لا يخفى دور الأفراد في مكافحة الأنواع الغريبة الغازية، ونخص بالذكر صانعي السياسات والمستهلكين وعمال البستنة ومالكي الأراضي والمربين والشباب والمستجمين وغيرهم.

 

هل من ضرورة للاحتفال باليوم العالمي للتنوع الحيوي محليا؟؟!!

اعتادت بعض المؤسسات المحلية الحكومية منها وغير الحكومية الاحتفال بمناسبات عديدة مثل يوم البيئة العالمي ويوم المياه العالمي، ولكنها غفلت عن قصد أو غير قصد عن الاحتفال باليوم العالمي للتنوع البيولوجي لأسباب نذكر منها:

  1. ضعف الاتجاهات المحلية صوب التنوع الحيوي كقضية بيئية تستحق الاهتمام والاحتفال رغم أن فلسطين تعتبر من أغنى دول المنطقة بالتنوع الحيوي النباتي والحيواني.

  2. ضعف التوجهات العلمية بالجامعات الفلسطينية لتدريس مساقات تختص بالتنوع الحيوي؛ إذ إن مصطلحات التنوع الحيوي قد غزت البيئة والساحة الفلسطينية متأخرا.

  3. قلة البحوث العلمية التي من شأنها رفع الاهتمام المحلي بقضايا التنوع الحيوي رغم وجود العديد من المؤسسات غير الحكومية التي تهتم بقضايا البيئة المختلفة ومنها التنوع الحيوي والحياة البرية.

على الرغم من ذلك كله، فإن الاحتفال باليوم العالمي للتنوع البيولوجي يبقى مسئولية الجهات البيئية كسلطة جودة البيئة ووزارة الزراعة والمؤسسات التعليمية، ونخص بالذكر الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة التي يقع على عاتقها تنظيم اللقاءات العلمية والندوات والاحتفالات التي تعطي الموضوع حقه، ولقد أشار القرآن الكريم والسنة النبوية في مواضع شتى إلى التنوع الحيوي وأهمية صونه وحمايته...فهل من مدكر؟؟!!.

للأعلىé


 

كيف نحول أرضا جرداء إلى غابة حقيقية؟

إعداد:  سعد داغر

1. اقرأ النص الآتي وأجب عن الأسئلة التي تليه:

في بلد بعيد عاش عامل بسيط في مكان ريفي حيث كان يعمل في مصنعٍ يبعد عدة كيلومترات عن مكان سكنه. كان هذا العامل يذهب إلى مكان عمله مشياً على قدميه عبر طريقٍ تمر بأرضٍ جرداء. وخلال ذهابه وإيابه إلى مكان عمله كان يلتقط بذور بعض الأشجار التي يمر بها في حياته اليومية. خلال ذهابه وإيابه كان يحمل بيده عصاً لها رأس مدبب فيقوم بغرسها في الأرض لعمل ثقب صغير يضع فيه بذرة، ويغلق الثقب بقليل من التراب بوساطة العصا نفسها. كان يكرر العملية كلما سار عدة خطوات. بدأت البذور تنمو فتشكلت حول الطريق منطقة مزروعة بالأشجار. وفي كل عام كان يبتعد عن الطريق الرئيسي الذي كان يسلكه ليدخل قليلاً نحو الداخل ويستمر في العملية. وما لبثت وبعد مرور عدة سنوات أن تشكلت غابة حقيقية في المنطقة على تلك الأرض التي كانت يوماً جرداء.

 

2.       بعد أن قرأت النص عبر عما تعنيه القصة لك.

3.       تحدث عن أنشطة وقصص مشابهة في منطقتك.

4.       وثِّق هذه التجارب كتابةً وحاول أن تنشرها في الصحافة.

5.       اختر عنواناً للنشاط مبيناً سبب الاختيار.

                                                                                                                                  

للأعلىé

كيف نحول نفاياتنا العضوية الي كمبوست ....  (فيلم إرشادي)

 

 

التعليقات

 
 

 

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

 

الاسم:
بريدك الالكتروني:
 
التعليق:

 

 
     
 

 الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا أو المؤسسة الداعمة.