ضرورة التحرر من الإدمان على سياقة السيارات لأسباب بيئية واقتصادية ووطنية فلنستبدل العقاقير الكيماوية بالأعشاب الطبية

 

أحزيران 2009 العدد (15)

مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا

June  2009 No (15)

 

لماذا "آفاق البيئة والتنمية" ؟

منبر البيئة والتنمية

الراصد البيئي

أريد حلا

أصدقاء البيئة

شخصية بيئية

تراثيات بيئية

اصدارات بيئية - تنموية

قراءة في كتاب

البيئة والتنمية في صور

الاتصال بنا

الصفحة الرئيسية

 

أريد حلا:


 
 

 

ضرورة التحرر من الإدمان على سياقة السيارات لأسباب بيئية واقتصادية ووطنية

جورج كرزم

 

لعل العديد من المدمنين على سياقة السيارات، يحتاجون إلى برامج شفاء خاصة لتخليصهم من مرض الإدمان على سياقة المركبات، تماما كما الحال في برامج الشفاء الخاصة بمدمني المخدرات.

فالكثير من العمال والموظفين في المؤسسات العامة والحكومية والأهلية والشركات الخاصة يحتاجون إلى تغيير عاداتهم المتعلقة بالمواصلات والسياقة، والتقليل من المسافات التي يقطعونها بسيارات العمل أو سياراتهم الخاصة، بل التخلي، قدر الإمكان، عن استعمال السيارات الخاصة، لصالح المواصلات العمومية والدراجات والسير على الأقدام أو السفريات المشتركة (بين مجموعة من الموظفين أو المسافرين إلى ذات المدينة أو مكان العمل).

ويعد الاستخدام اليومي للسيارات، بهدف الوصول إلى مكان العمل أو قضاء الحاجات في أثناء العمل، من أبرز أسباب تلوث الهواء وحوادث الطرق، حيث تسير السيارة الخاصة الواحدة سنويا آلاف الكيلومترات، بينما قد تسير سيارة العمل عشرات آلاف الكيلومترات (وجزء لا بأس به من هذه المسافة يكون لأغراض شخصية!).  وفي المتوسط، لكل كيلومتر سفر بسيارة خاصة، يقتل، في حوادث الطرق، بين ثلاثة إلى أربعة أضعاف من الأفراد، بالمقارنة مع السفر بالمواصلات العامة.

إن أعدادا كبيرة من العاملين والموظفين يصلون إلى أماكن عملهم بسياراتهم الخاصة، والقلة هي التي تستخدم المواصلات العامة، بل الأقل منها أيضا من تستخدم أرجلها للمشي.  وللمقارنة، فإن 12% فقط من العاملين في لندن يصلون إلى أماكن عملهم بسياراتهم الخاصة، بينما يستخدم 81% منهم المواصلات العمومية.

بالطبع، يتطلب تحفيز الناس على استعمال المواصلات العامة، العمل على إشاعة استعمال الحافلات والمركبات العمومية داخل وبين المدن والبلدات، وبأسعار شعبية، فضلا عن توفير البنية التحتية المناسبة من شوارع وطرقات ومحطات خاصة للمركبات العمومية.

وفي غياب البنية التحتية المناسبة، ووجود مواصلات عامة غير فعالة، من السهولة بمكان اتهام الجهات الرسمية المعنية والحكومة بالتقصير والإهمال.  لكن، ليس بالضرورة أن ننتظر تغير البلد حتى نبدأ بتغيير عاداتنا.  بل يمكننا البدء، على مستوى أماكن العمل والمؤسسات والشركات، بخطوات عملية سهلة، تهدف إلى التقليل كثيرا من استخدام السيارات الخاصة والعامة التي تشكل سببا أساسيا في التشوهات الحاصلة في البنية التحتية للمواصلات.  وذلك، من خلال توفير محفزات تشجع على تقليل استعمال المركبات، وبالتالي التوفير في استهلاك الوقود.  ومن المفيد، في هذا السياق، التعلم من تجارب بعض الشركات الأجنبية التي درجت على تخصيص سقف محدد شهري من الكيلومترات لكل موظف (بما في ذلك استخدام سيارته الخاصة أثناء العمل).  وفي نهاية الشهر يتسلم الأخير تقريرا يفصل كيفية استعماله السيارة، وبالتالي تتم محاسبته ماليا.  ففي حال سافر الموظف أقل من السقف المخصص له، يتم تحويل المبلغ الفائض إلى حسابه البنكي.  أما إذا كان استخدامه للسيارة أكثر من السقف المخصص، فيتم عندئذ خصم القيمة المالية الزائدة من راتبه الشهري.  وقد أثرت هذه الطريقة، بشكل مثير للإعجاب، على عادات السياقة لدى العمال والموظفين.  بل إن بعض الشركات، مثل شركة "فورد" البلجيكية، التي طبقت بنجاح هذه الطريقة الهادفة إلى تغيير الأنماط السلوكية المتصلة بالمواصلات، تمكنت من تقليص عدد الموظفين الذين يصلون إلى مكان عملهم بسياراتهم الخاصة إلى 27.8% من إجمالي 12 ألف موظف في الشركة.           

وفي حالتنا الفلسطينية، بالإضافة للبعد البيئي والصحي، هناك أيضا البعد الاقتصادي الوطني؛  إذ من الضروري تخفيض استهلاكنا لوقود السيارات، والذي نشتريه من إسرائيل (البنزين والسولر وغيرهما).  وذلك باستعمالنا للدراجات الهوائية (بدلا من السيارات) في الجزء الأعظم من التنقلات القصيرة.  كما أن المشي يعتبر خيارا آخر للتوفير في استخدام الوقود، بالإضافة للشعور الفعلي بالاعتماد على الذات، والناتج عن اعتمادنا على طاقتنا الجسمية الخاصة.                

وإذا لم يكن بد من استعمال السيارة، فبإمكاننا استخدام المواصلات العمومية، وبذلك نقلل قدر الإمكان من عدد السيارات على الشوارع وبالتالي نخفض كثيرا في استهلاكنا للوقود،  أو بإمكان العاملين في نفس الشركة أو المؤسسة، تنظيم سفريات يومية جماعية مشتركة إلى أماكن عملهم.

وهنا من المفيد التنويه إلى أن معدل الإنفاق السنوي على استعمال سيارة اعتيادية (بما في ذلك التأمين والترخيص واهتلاك السيارة وصيانتها) يتراوح بين 2000 إلى 3000 دولار وهذا المبلغ يعادل نحو 25% أو أكثر من معدل دخل الفرد السنوي في الضفة الغربية.

أخيرا نقول، إن عصر الأزمة الاقتصادية "المستدامة" التي نمر بها، يعد فترة مناسبة جدا للبدء في تغيير أنماطنا السلوكية المتعلقة بالمواصلات؛ إذ في أوقات البحبوحة الاقتصادية، يصعب إقناع المؤسسات والمنظمات والشركات بأن تسلك هذا الطريق البيئي - الصحي  والاقتصادي.  بينما، في هذه الأيام الصعبة معيشيا واقتصاديا، من الواضح أن هناك حاجة ملحة لأن يقتصد الجميع في استهلاك الوقود وفي النفقات المرافقة، بما في ذلك النفقات المتصلة باهتلاك السيارة وصيانتها واستخدام مواقف السيارات.  وذلك أفضل بكثير من اضطرار المؤسسات والشركات تسريح بعض عامليها لأسباب مالية.  

 للأعلى

 
 

 

 
 

 

فلنستبدل العقاقير الكيماوية بالأعشاب الطبية

جورج كرزم

 

في إطار ترشيد الاستهلاك، والتحول إلى أنماط الاستهلاك البيئي والصحي، بإمكاننا الاستغناء عن الكثير من الأدوية الكيماوية، علما أن نحو ثلثي الوصفات الطبية لا يتم تحضيرها وتنفيذها بالشكل المناسب؛  إذ إن صناعة الأدوية تريدنا أن نشتري عقاقير كثيرة لا لنشفى فقط، بل لكي تجني هي الأرباح.

بإمكاننا أن نغير كثيرا من نمط حياتنا ونوعية طعامنا ونحد من الإجهاد، لكي نتجنب الحاجة للكثير من الأدوية وبالتالي نقلل كثيرا من نفقاتنا عليها.

فلنفكر جيدا قبل تناول الدواء. ولنسأل أنفسنا: هل الدواء ضروري حقا، أم هناك وسيلة أخرى لحل مشكلتنا المرضية؟  فالكثير من أمراضنا بسيط، مثل الزكام، ولسعات الحشرات، والصداع. وهناك بدائل للعقاقير التي نتناولها كل يوم، وهي متوافرة حولنا منذ قرون. فلنستعمل العلاجات الطبيعية لمداواة الأمراض البسيطة. ولنستعين بكتب الصحة، والطب الطبيعي، ولنزرع أو نقتني الأعشاب الطبية. 

علينا التعرف أولا على أسباب الانزعاج الصحي الذي نعاني منه، لأن الوقاية خير من العلاج.

وعلى سبيل المثال، غلي كمية صغيرة من أوراق المريمية، وشرب مائها، أو التغرغر به، يخفف التهاب الحنجرة واللوزتين وجروح الحلق، كما قد ينفع في علاج حب الشباب. لكن طعمها غير مستساغ، لذلك ينصح بإضافة العسل لدى تقديمها للأطفال. إذن، كمية من المريمية في المنزل تغنينا عن كثير من الأدوية الكيميائية،  كما أن عصير البرتقال والليمون الحامض يساعد في تفادي الزكام أو تخفيفه. 

إن تناول وجبات حافلة بالدهن الحيواني، ومشتقات الألبان الغنية بالكولسترول، والإفراط في تناول الحلوى والأطعمة المصنعة، يعرضان الإنسان لنوبات قلبية وبدانة وارتفاع في ضغط الدم، وهذه من الأسباب الرئيسة للوفاة.  فلنتناول كمية أقل من الطعام ونوعية أفضل؛ وبالتالي نتمتع بحياة أوفر صحة.

وبدلا من إنفاق مبالغ كبيرة على مستحضرات التجميل الصناعية، وبخاصة الكيماوية، التي يدعي مسوقوها بأنها مفيدة، وتزيد البشرة نضارة وتجدد الخلايا وتزيل التجاعيد، بإمكاننا استعمال بدائل طبيعية، استعملها أجدادنا لحفظ نضارة البشرة، ولا تكلف كثيرا، مثل زيت القمح وعصير الحامض واللبن والخيار. 

لا تنفرد المواد الشافية في الأعشاب بجزء واحد له علاقة خاصة بجزء خاص في الجسم، دون أن يكون له تأثير آخر في غيره، كما هو الحال في الأدوية الصناعية في الصيدليات.  بل إن يد الخالق جمعتها في عشبة واحدة، بمزيج يستحيل على الإنسان أو مصانعه أن يأتي بمثله. ولذلك كانت العشبة الواحدة تحوي من المواد الفعالة الشافية، ما يجعلها مفيدة في مداواة أمراض مختلفة، ولو تغيرت طرق استعمالها مما يقتضيه المرض المعالج.

فيما يلي بعض الأعشاب المعروفة والقيمة الدوائية لكل منها:

-        اليانسون: يساعد في عملية الهضم. ويخفف من أمراض البرد، ويقي الجسم من الهزال وضعف الجلد ويتم تناوله على شكل شراب ساخن كالشاي.

-        الريحان:  يخفف من آلام الروماتيزم، وأمراض البرد، ويقوي الكلية والقلب ويمكن تحضير شاي مقو وصحي من خلط الريحان مع عشب لسان الثور.

-        الكَراوية: أوراق وبذور وجذور الكراوية تساعد في عمل الغدد وتحسن من عمل الكلية.

-        البابونج: شاي البابونج مقو للكبد ومهدئ للأعصاب، ويساعد في الهضم، ويخفف آلام البرد، ويشفي ضعف وهزال الجلد.

-        الكُزبرة: تساعد في الهضم ومقوية للدم.

-        الثوم: مهدئ للأعصاب، ويساعد في الهضم، ويخفف من آلام الروماتيزم، ومقو للدم ويخفف السعال.

-        البقدونس: يخفف من آلام الروماتيزم، ويشفي هزال وضعف الجلد، ويقوي الدم والكلية.

-        النعناع: مقو للكبد، ومهدئ للأعصاب، ويساعد في الهضم، ويخفف السعال والبرد ويقوي الدم.

-        المريمية: مقوية للكبد ومهدئة للأعصاب، وتساعد في الهضم ومقوية للدم.

-        الزعتر: يساعد في الهضم، ومقو للدم، ويشفي من هزال وضعف الجلد.

يتم تناول معظم هذه الأعشاب على شكل شاي، يحضر إما بغلي أوراق بعض الأعشاب، أو غلي جذور أو بذور البعض الآخر. كذلك يمكن تحضير شاي من خليط أكثر من عشبة بعضها مع بعض، ويكون تأثيره الدوائي فعالا جدا.

 

للمزيد من التفاعل، أو للحصول على معلومات إضافية، يمكنكم الكتابة على العنوان الإلكتروني التالي:  george@maan-ctr.org

 

 

 للأعلى

 
     

 

التعليقاتت

 
 

 

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

 

الاسم:

بريدك الالكتروني:

 

التعليق:

 
     
 

 االآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا أو المؤسسة الداعمة.