نيسان 2009 العدد (13)

مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا

 April 2009 No (13)

 

لماذا "آفاق البيئة والتنمية" ؟

منبر البيئة والتنمية الراصد البيئي

أريد حلا

أصدقاء البيئة

شخصية بيئية

تراثيات بيئية

اصدارات بيئية - تنموية قراءة في كتاب البيئة والتنمية في صور الاتصال بنا الصفحة الرئيسية

 

قراءة في كتاب: 

"الزلازل وتخفيف مخاطرها" لـ د. جلال الدبيك: صناعة الوعي لمواجهة الكارثة 

قراءة: عبد الباسط خلف

   ليس هو بالفاصل الكبير بين كتابي د. جلال الدبيك الأخير (الزلازل وتخفيف مخاطرها) الذي رأى النور في نهاية شتاء 2009، وكتابه السابق (الزلازل وجاهزيتنا). لكن بين المسافة الزمنية التي فصلت الجديد عن القديم المزيد من الهزات الأرضية الخفيفة التي أصابت الأراضي الفلسطينية في نهاية العام 2008، وأنذرت بما هو قادم.

 تألق د. الدبيك في النسخة الجديدة، الواقعة في 184 صفحة من القطع الكبير، والتي تتميز بكونها مادة دسمة تبث الوعي لطلبة جامعة النجاح من غير دارسي الهندسة، في مساق تربوي -بيئي -هندسي.

ضوء أحمر

  يُشعل الكتاب الصادر عن عمادة البحث العلمي في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، في صفحته الأولى ما يشبه ضوء الإنذار الأحمر. يقول المؤلف: "الزلازل ظاهرة كونية لا يعلم ساعة حدوثها بالضبط إلا عالم الغيب (الله سبحانه وتعالى)، ولا يستطيع أحد منعها، ولكن يمكن التخفيف من مخاطرها."

 تروي المقدمة:  "عمل المؤلف وبشكل مستمر، على تطوير المقرر(الكتاب) وبهدف تبسيط محتواه وتسهيل نقل المعلومة، تم استخدام تقنية التدريس المتقدمة، حيث يتم التركيز على استخدام الوسائط الإعلامية المتعددة، والوسائل الإيضاحية المختلفة."

 يُبحر الفصل الأول في علم الزلازل، فيتحدث عن أسباب الهزات الأرضية، ويتعمق في حركة القشور الأرضية والصدوع التكتونية، ولا يغفل عن الإشارة إلى الموجات الزلزالية، كما ويسبر غور المراكز الجوفية والمراكز السطحية للزلازل. ويعنى بتسجيلات الحركات الأرضية، ويهتم بخصائص الحركات الأرضية الزلزالية، ويتعمق في مقاييس درجة الزلزال، ويستعرض زلزالية المنطقة العربية، ويتتبع تاريخ النشاط الزلزالي في فلسطين.

تعريف

   يقول د. الدبيك:  "تُعرف الزلازل على أنها ظاهرة جيوفيزيائية بالغة التعقيد، تظهر كحركات عشوائية للقشرة الأرضية على شكل ارتعاش وتموج عنيفين، وذلك نتيجة لإطلاق كميات هائلة من الطاقة في باطن الأرض، وهذه الطاقة تتولد نتيجة لحصول انكسارات أرضية في طبقات الأرض السطحية.."

 ويتسلح الفصل الأول كغيره بالصور والخرائط والأرقام وبألوان شتى من وسائل الإيضاح. وفيه: مشاهد لأضرار وانهيارات حول زلزال العام 1927 الكبير الذي ضرب نابلس وفلسطين. كما ويوضح درجات مقياسي "ريختير" و"ميركالي" الخاصين بقياس الهزات الأرضية.

  وتنتقل السلسلة الثانية من الكتاب لتتحدث عن التربة، فتستطلع الموقع ونوع تربة التأسيس، وتشير إلى مصادر المياه التي تؤثر في رطوبة التربة، وتعالج أنظمة تصريف المياه والتخفيف من رطوبة التربة.

   ويُبحر الفصل الثالث  في آلية تأثير الهزات الأرضية على المباني، ويتحدث بالتفصيل عن الاعتبارات العامة.  يقول المؤلف:  "تتعرض المنشآت عادة إلى أنواع مختلفة من الأحمال، وتصنف هذه الأحمال استنادا لطبيعة تأثيرها إلى نوعين:  استاتيكية وديناميكية، فتأثير الأحمال الاستاتيكية يكون عادة ثابتا ولا يتغير مع الزمن، مثل: أوزان عناصر المبنى الحاملة والمحمولة، والأحمال الدائمة وشبه الدائمة كأثاث المباني، والأحمال الحبية الناتجة عن الأشخاص الذين يستخدمون المباني.

الإسمنت.. ما هو؟

 ويعنى الفصل الرابع بالخرسانة، فيتحدث عن الإسمنت والركام(الكرسته)، ويعرج على ماء الخليط بنسبه وخواصه، ويتطرق إلى خلط الخرسانة وصبها ورجها وفحصها، ولا يغفل عن الإشارة إلى معالجة الخرسانة وديمومتها.

   يقول د. جلال:  "تعني كلمة الإسمنت باللغة اللاتينية المادة اللاصقة. وهي مادة قديمة استعملها المصريون القدماء على شكل الجبس المحمص، وكذلك الإغريق والرومان الذين استعملوا الحجر المفكك بالحرارة وأضافوا إليه الجير والماء والرمل والحجارة الصغيرة.

 ينتقل الكاتب إلى الحديث عن فحص الاسمنت، فيقول: "يتم فحص الاسمنت في العادة للتعرف إلى خواصه الكيميائية والفيزيائية والميكانيكية، كالوزن النوعي ومقاومته للشد والضغط وزمن الشك الابتدائي والنهائي والمكونات الكيماوية..."

 يتخصص الفصل الخامس من الكتاب في التعمق بحديد التسليح، فيشير إلى تسلم حديد التسليح وتخزينه، ويعنى بتسليح العناصر الخرسانية الإنشائية، ويتعمق في المسافات المسموح بها بين أسياخ التسليح، ويشير إلى الغطاء الخرساني للتسليح ومقاومة المنشأ للحريق.

  يعج الباب الخامس بالرسوم والإيضاحات والأشكال والإرشادات والصور. ويتحدث عن المواصفات الأوروبية والأمريكية، كيف لا وقد صار لاسمنت المسلح رمزاً للإنشاءات الحديثة؟

نصوص دسمة

 بقفزة نحو الفصل السادس يطالع القارئ مادة دسمة تعالج على طريقة د. الدبيك سياسة استخدام الأراضي وتخفيف مخاطر الزلازل. كما تتبع التضخيم الزلزالي لتربة الموقع، وتسبر غور الانزلاقات الأرضية، وتميؤ الأرض (تحول التربة إلى سائل لزج)، وتأثير تربة الموقع وسياسة استخدام الأراضي.

  ويتسلح المؤلف بعشرات الصور، التي التقطها بنفسه، لمشاهد انزلاقات أرضية حصلت في الخليل ونابلس، عدا عن عرض مشاهد من تركيا واليابان للظواهر ذاتها. وينتقل المؤلف للفصل السابع ليتحدث عن أنماط المباني الدارجة في فلسطين وقدرتها على مقاومة الهزات الأرضية، مثلما يتعمق في الحديث عن معايير تخفيف المخاطر، ولا يغفل عن الإبحار في السلوك الزلزالي المتوقع للمباني في فلسطين، ناهيك عن الإشارة إلى التقييم الزلزالي للمباني وقابلية الإصابة.

  ويُذكر المؤلف:  "يعتمد معظم المهندسين في فلسطين، في تصميهم للمباني على القوى الرأسية الناتجة عن الأحمال الميتة (الدائمة)، والأحمال الحية (غير الدائمة) فقط. وقليل منهم من يأخذ في الاعتبار خلال التصميم والتنفيذ أثر القوى الزلزالية والرياح.."

 تُثري الصور والتوضيحات الركن السابع من الكتاب، حيث يسهب في تصنيف درجات الانهيار في المباني غير المسلحة. ومما يورده: جداول تبين فئات قابلية الإصابة الزلزالية المتوقعة لأنماط المباني الدارجة في بعض المدن الفلسطينية، إلى جانب الحديث بلغة الأرقام عن درجات الأضرار والانهيارات المحتملة في بعض المناطق في المدن الفلسطينية.

إرشاد

  ويُخصص الدبيك القسم الثامن للحديث عن تصميم المباني لمقاومة أفعال الزلازل، كمعايير التصميم الزلزالي للمنشآت، وطرق التحليل والتصميم الزلزالي. ويفرد مساحة لأهم التوصيات الهندسية لتصميم منشآت مقاومة للهزات الأرضية.

 أما التربية الزلزالية والتخفيف من مخاطر الهزات الأرضية فتحتل الحيز الأخير من الكتاب، إذ يتحدث المؤلف عن إجراءات الوقاية والتهيئة وكيفية التصرف في أثناء حصول الزلازل وبعده. ويشير لكيفية التعامل مع الهزات الأرضية في المدارس.

  باختصار، فإن "الزلازل وتخفيف مخاطرها" خريطة طرق للوقاية من الهزات الأرضية يرسمها جلال الدبيك، الذي يحمل درجة الدكتوراة في هندسة الزلازل. كيف لا وهو يقف على رأس مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح، ويُعد صاحب سيرة ثرية في أبحاث هندسة الزلازل، كما يحظى بعضوية معاهد ومؤسسات ولجان وهيئات وطنية وعربية ودولية علمية متخصصة بالهزات الأرضية ومشتقاتها.

aabdkh@yahoo.com

للأعلىé

 
     
     

 

التعليقات

 
 
 

الموضوع: قراءة في كتاب

التعليق:

أن طارق أبوعونا أحد طلاب د.الدبيك في جامعة النجاح الوطنية وأريد القول ان أهم إنجازات العقول الفلسطينية اليوم هو كتاب (الزلازل وتخفيف مخاطرها)الذي قدمه د.الدبيك لما له من أهمية بالغة خصوصا وأن الجامعة بدأت بتدريسه كمساق منفصل ومتكامل مثل هذا الكتاب يمكن أن يصبح ثروه وثورة في عالم الزلازل في الوسط العربي وأتمنى لو أن الجامعة أدرجت الكتاب في مساق إجباري وليس إختياري والله الموفق...


هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

 

الاسم:
بريدك الالكتروني:
:
التعليق:

 

 
     
 

 الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا أو المؤسسة الداعمة.