|
||||||||||||||||
آذار 2008 العدد (1) |
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا |
March 2008 No (1) |
||||||||||||||
|
||||||||||||||||
|
||||||||||||||||
أصدقاء البيئة مركز التعليم البيئي يواصل تطبيق مشروعه الريادي: "الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة المدرسية" خاص بمجلة آفاق البيئة والتنمية" من أهم القضايا البيئية التي تواجهها معظم مدارسنا "النظافة العامة"، سواء في الباحات أو الغرف الصفية أو المرافق الصحية وغيرها. فالعمل على المحافظة على نظافتها يأخذ الكثير من وقت وجهد الهيئتين التدريسية والإدارية؛ لذا، بادر مركز التعليم البيئي إلى إطلاق مشروع ريادي في فلسطين بمضمون تربوي بيئي، وبآفاق تدريبية تعليمية لتعزيز قيم المحافظة على المصادر والطاقات وإعادة استخدامها بطرق خلاقة. وعن سبب استهداف هذا المشروع طلاب المدارس، يقول سيمون عوض المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي: ليس غريباً أن يتوجه مركز التعليم البيئي الى جيش الجالسين خلف المقاعد المدرسية ليكونوا فئته المستهدفة في مشروع الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة المدرسية لأننا نؤمن أننا يجب أن نبذل كل ما نستطيع من جهد للتغيير في الجيل القادم فذلك هو أملنا جميعاً. ويوضح عوض بأن مشروع " الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة المدرسية" يستغرق ثلاث سنوات ويتوزع على عدة مراحل كما يلي:
المرحلة الأولى: مخصصة لإعادة تدوير الورق والكرتون، حيث يصبح باستطاعة الطلبة إعادة تدوير وتصنيع جميع الأوراق المستخدمة من زملائهم ومعلميهم والإدارة، والتي من المنوي التخلص منها، وإنتاج أوراق جديدة يمكن استخدامها من جديد من خلال إنتاج دفاتر التدوين، أو كتيبات الملاحظات أو التقويم السنوي، أو البطاقات الخاصة بالمناسبات المدرسية والوطنية والاجتماعية وغيرها ...
المرحلة الثانية: مخصصة لتجميع الزجاج، حيث يقوم طلاب المدرسة بتجميع القارورات الزجاجية الفارغة وجميع المخلفات الزجاجية في مدارسهم التي من الممكن إرسالها إلى المصانع المختصة لصهرها أو إعادة تصنيعها، أو إعادة استخدامها في إنتاج الأعمال الفنية؛ وهذا بالطبع سيتيح للطلبة فرصة تعلم طرق إعادة استخدام هذه المخلفات لإنتاج أعمال فنية مما يصقل مهاراتهم اليدوية الفنية.
المرحلة الثالثة: مخصصة لإعادة استخدام بقايا الطعام في المدرسة (كبقايا الساندويتشات والفاكهة) واستخدامها في إنتاج الدبال ( الكمبوست)، وهو سماد عضوي له خصائص مفيدة جداً حيث يساعد على تحسين نوعية التربة وتزويدها بالمواد الأساسية لزيادة إنتاجها من المزروعات؛ وبالتالي يمكن استخدامه في تخصيب تربة الحديقة المدرسية وتقليل الكثير من النفايات الضارة بالبيئة في المدرسة والمجتمع. ويشير عوض إلى أن المدرسة باعتبارها البيت الثاني الذي يقضي فيه أبناؤنا أمتع الأوقات برفقة أصدقائهم، ويحصلون على العلم بإشراف المعلمين، وتبنى شخصيتهم وتنمي قدراتهم وتصقل مهاراتهم؛ فلا بد لهم من أن يحصلوا على كل هذا وذاك في أجواء مفعمة بالصحة والراحة ومستوى عال من الإدارة في جميع المجالات التربوية. ولتعزيز ذلك، يتابع عوض، قام مركزنا بوضع كل خبرته في مجال التدريب على إعادة تصنيع الورق والزجاج والذبال في داخل عشر مدارس في محافظتي رام الله وبيت لحم، وذلك بالاستعانة بالمختصين والخبراء .. كما قام المركز بتحفيز الطلاب بالجوائز القيمة من خلال المنافسة بين المدارس على أفضل الإنتاجات وعلى حسن إدارة النفايات في مدارسهم. وقد دخل المشروع الآن عامه الثالث. ويشدد عوض على أنه بإتباع هذه الخطوات البسيطة يستطيع الطلاب تبني هذا المشروع المتكامل في مدارسهم؛ ليصبحوا قادرين على تجنب المشاكل البيئية المستقبلية الناجمة عن تفاقم كميات النفايات الصلبة ومن أجل تعزيز المفاهيم البيئية. وبالالتزام بهذه الخطوات وتطبيقها في المدرسة ونقلها مستقبلاً إلى البيت وباقي المؤسسات نعمل على التقليل من النفايات بدرجة كبيرة ونخفف من عبئها على المجتمع والبيئة. ويختتم عوض حديثه قائلا: إن تبني مركز التعليم البيئي إستراتيجية إدارة النفايات المدرسية الصلبة بأنواعها للتقليل من كمياتها الهائلة، والاستفادة منها، هو محاولة لتسليط الضوء على إمكانية التخفيف من مشكلة النفايات الصلبة باتباع أساليب بسيطة؛ ومن ثم نقل هذه التجربة إلى مجتمعنا الفلسطيني مستقبلاً والتركيز على أن النفايات إذا تمت إدارتها بالشكل السليم ستكون مصدر دخل قومي لا يقل أهمية عن أية صناعة أخرى، للمساهمة في التنمية المستدامة للموارد الطبيعية والطاقة وغيرها. أطفال رام الله وغزة: مساحة حرة لإطلاق إبداعاتهم البيئية الكامنة خاص بمجلة "آفاق البيئة والتنمية"
من خلال إيمانها بأن السلوكيات والمواقف الايجابية تجاه البيئة ترتبط بشكل مباشر بالتعلم والمعرفة البيئية والانتماء والالتزام والتعاون، أشرفت مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي على تنفيذ مشروع التوعية البيئية، بالتعاون مع المؤسسة الألمانية GTZ. وتكمن فلسفة هذا المشروع في تعزيز القيم البيئية الإيجابية لدى الطفل حتى ينمو بشكل متوازن وصحي ويكون جزءاً فعالا من بيئته المحيطة، ويمارس دوره في حماية نفسه ومحيطه.
وأشارت أماني معدي، منسقة المشروع، إلى أن فكرة المشروع تركزت على نشر التوعية البيئية في مجال النفايات الصلبة والمياه، والمياه العادمة لدى جيل الاطفال من عمر (6-12) عاماً. وشارك في نشاطات المشروع ثماني مدارس من منطقة رام الله وثماني مدارس من قطاع غزة.
التعلم البيئي النشط وتابعت معدي: أشرف على المشروع لجنة فنية من مؤسسات المجتمع الاهلي والوزارات والبلديات، وتركز دورها على التخطيط وإدارة المشروع، وقد تم تنفيذ المشروع من خلال المدارس، باعتبار أن البيئة المدرسية النقية والنظيفة يمكن أن تكون منطلقا لبيئة عامة صحية. وقالت معدي: تم تنفيذ الأنشطة من خلال تشكيل أندية بيئية داخل المدارس، وهذه الأندية ساهمت بشكل كبير في خلق حافز لدى الاطفال للاندماج في قضايا البيئة. وفي الأندية البيئية، اجتاز الأطفال مجموعة من الساعات التدريبية مكنتهم من التعرف أكثر على البيئة بكل تفاصيلها، حيث استخدمت أساليب التعلم النشط والمشاهدة والمراقبة والتجربة، من أجل اكتشاف المسلكيات الإيجابية والسلبية. واكتسبت مشاهدات الأطفال وتجاربهم والعمل اليدوي أهمية خاصة في توصيل المعلومات للأطفال، حيث أصبح الأطفال بعد التجربة يميزون بين المسلكيات الإيجابية والسلبية. كما ناقشوا النتائج، فاستنتجوا بأنفسهم الرسالة العامة من النشاط. وأوضحت معدي: ساهمت التجربة داخل المدارس في خلق عملية تعلم متعددة الاتجاهات، شارك فيها الأساتذة والمعلمات والأطفال، وتحول الطفل في المدرسة من مجرد متلقي سلبي إلى مشارك فعال، فاكتسب مجموعة من الأدوات المعرفية التي شكلت لديهم مفاهيم ومسلكيات إيجابية تجاه البيئة.
قصص بيئية وواصلت معدي قولها: شارك الأطفال في عشر ساعات تدريبية في مجال الكتابة الإبداعية، حيث عبروا عن أنفسهم وعلاقاتهم بالبيئة المحيطة. كما عملوا أبحاثا تعرفوا من خلالها على البيئة ومحيطهم. وأنتج الأطفال مجلات حائط على مدار العام وطرحوا قضايا بيئية وربطوها بالمواد الدراسية، وشاركوا في مسابقة لنشر قصص بيئية، وكانت هذه القصص من نتاج تدريب الكتابة الابداعية والتجربة التي عاشها الأطفال خلال أنشطة المشروع، وخلال العمل بالأندية البيئية، وشارك بالمسابقة حوالي 140 قصة، تم نشر اربع قصص منها كتاب مخصص لكتابات الأطفال في مجال البيئة. وتابعت معدي موضحة: شارك الأطفال في مجموعة من الأنشطة منها التعرف على "الكمبوست" وطريقة إعداده التي تعتمد أساسا على إعادة تحليل مخلفات طعام الأطفال في المدرسة، لإنتاج سماد عضوي طبيعي (كمبوست) لاستخدامه في زراعة الحديقة المدرسية. ومن خلال زيارات الأطفال لحديقة القيقب، كنموذج بيئي إيجابي، تعرفوا على الزراعة العضوية والزراعة بطريقة المصاطب ودودة الارض ودورها في تخصيب التربة واهم النباتات والاشجار واهمية المحافظة عليها. وقالت معدي: شارك الأطفال في أيام مفتوحة تبادلوا فيها التجارب والخبرات والمعلومات. وخلال الإجازة المدرسية نظمت مخيمات بيئية في كل موقع، حيث ساهمت تلك المخيمات في خلق جو مناسب ومساحة كبيرة للأطفال للتعلم عن موضوع المياه وترشيد استهلاكها. وأهمية الحفاظ على المياه الجوفية. كما شارك الأطفال في أيام عمل تطوعي ومبادرات لتحسين بيئتهم المدرسية.
تفاعل مع المجالس المحلية ونوهت معدي إلى أن تجربة الأندية البيئية تركت أثرا كبيرا داخل المدرسة، حيث شارك فيها طاقم المدرسين والاطفال في جو من التعلم غير التقليدي وفي مساحات مفتوحة للإبداع وتعزيز المسلكيات الإيجابية تجاه البيئة، فأصبح الأطفال ملمين بموضوعات البيئة ودورهم في الحفاظ على بيئتهم. وتعرفوا على الدور الذي يجب أن تلعبه البلديات والمجالس القروية في التعامل مع مكبات النفايات وبعدها عن الأماكن السكنية، والدور الذي يجب أن يلعبوه في تغطية النفايات وعدم تركها مكشوفة لما قد تلحقه من ضرر على الإنسان والبيئة، كما وجهوا رسائل للبلديات ورؤساء المدارس وسائر الأطفال، عبروا فيها عن مشاعرهم تجاه ما شاهدوه. وأضافت معدي: ناقش الأطفال أيضا مجموعة من أوراق العمل المتعلقة بالمحافظة على البيئة. ويمكننا القول بأن هذا المشروع ساهم في تعميق عملية التعلم لدى الأطفال ونقل التجربة من طفل إلى آخر من خلال قيام أطفال الأندية البيئية بنشر معرفتهم لسائر أطفال المدرسة. واختتمت معدي: مرت هذه التجربة بالكثير من الصعوبات بسبب ضيق الوقت، وبسبب عدم وجود خبرة سابقة لدى المدارس بأساليب العمل والتعلم النشط غير المنهجي، ومثل هذه التجربة تحتاج الى وقت أطول. وأكدت هذه التجربة أهمية تكامل العمل بين الطفل والمعلم والمدرسة والأهل والمجتمع المحيط، حيث أن حقل البيئة متكامل. ولا بد أن يكون العمل مع الأطفال باتجاه التربية والتنشئة البيئية لتعزيز المفاهيم والقيم والتوجهات البيئية الإيجابية بشكل عميق. وكي يكون هناك نهج وسياسة واضحين داخل المدارس لدمج المواد المدرسية بقضايا البيئة. من أجل إدارة أفضل للنفايات الصلبة في فلسطين الوكالة الألمانية للتعاون الفني (GTZ)– برنامج إدارة النفايات الصلبة
تشكل النفايات في فلسطين مشكلة كبيرة على بيئتنا وصحتنا، ففي الكثير من الأحيان لا يتم جمع النفايات والتخلص منها بالشكل الصحيح؛ حيث تبقى النفايات في الشوارع ويتم جمعها بشكل عشوائي، وفي أغلب الحالات يتم حرقها. جميع هذه الممارسات تشكل خطراً على البيئة وعلى صحتنا بنواحٍ عدة، فالنفايات التي تترك في الشوارع تتعفن مما يؤدي إلى إنبعاث الروائح الكريهة، كما تصبح بيئة مناسبة للحشرات والآفات التي تسبب الأمراض. وكذلك ينتج عن النفايات الصلبة المتواجدة في المكبات العشوائية تسرب عصارة النفايات – التي تحتوي على العديد من المواد الملوثة الخطرة – إلى المياه وبالتالي تلويثها، ومنها المياه الجوفية وهي المصدر الأساسي لمياه الشرب في فلسطين. وبذلك فإن عدم التخلص من النفايات الصلبة بالطرق الصحيحة يؤدي إلى تلوث كل من الهواء، عن طريق حرق النفايات، والماء، والتربة وهو ما يشكل خطراً على حياة الإنسان عن طريق الشرب، وتناول الخضروات والمنتجات الحيوانية مما يؤدي إلى مخاطر حقيقية على الصحة كأمراض الجهاز التنفسي والسرطان وغيرها من الأمراض.
بدأت العديد من البلديات في فلسطين العمل على خطط للتخلص من مشكلة النفايات، ومن ضمن هذه الخطط ما يتعلق بتحسين طرق وآلية جمع النفايات للحصول على شوارع نظيفة. وكذلك وضع نظم من أجل التخلص من النفايات بطريقة اقتصادية وآمنة على البيئة. ولتحقيق هذا الهدف ومن خلال انضمامها إلى مجالس الخدمات المشتركة، شرعت البلديات ببناء أنظمة للتخلص من النفايات. ففي عام 1996 قامت كل من محافظتي خان يونس ودير البلح في قطاع غزة، وبدعم من الوكالة الألمانية للتعاون الفني (GTZ)، ببناء أول مكب صحي للنفايات، مما يعني جمع النفايات والتخلص منها بطريقة بيئية نظيفة ومستديمة. تصنيع مخصبات للتربة من النفايات العضوية في محافظتي دير البلح وخانيونس
قامت الوكالة الألمانية للتعاون الفني (GTZ) بتقديم الاستشارة الفنية والمساهمة بنجاح في تأسيس مجلسين للنفايات الصلبة في قطاع غزة. وبعد حوالي عشر سنوات تم توسيع عملها ليشمل محافظتي رام الله والبيرة بهدف خلق نظام مستدام لإدارة للنفايات الصلبة من خلال برنامج يقدم المساعدة الفنية للهيئات المحلية والمؤسسات الوطنية ذات العلاقة، مع التركيز على بناء وتطوير القدرات، وتطوير المؤسسات ، وتقديم الاستشارات الفنية والتقنية.
لقد ارتفعت نسبة جمع النفايات في مناطق عمل مجالس الخدمات المشتركة إلى 90%، ويشير ذلك إلى أن جمع النفايات أصبح يتم بصورة دورية. مما يعني أن النفايات لم تعد تتراكم في الشوارع كما كان الحال في السابق، وأن الأحياء أصبحت أكثر نظافة، الصحة العامة والبيئة أصبحتا تتمتعان بالحماية.
وبالإضافة إلى المبادرات في كل من محافظة رام الله/البيرة ومحافظات قطاع غزة تقوم الوكالة الألمانية بدعم بناء وتطوير القدرة والمعرفة على المستوى المحلي للإسهام في تقديم نظام شامل للجمع والنقل والمعالجة والتخلص من النفايات على أسس تضمن المحافظة على صحة وبيئة نظيفتين في فلسطين . سعد داغر
يعقوب مواطن لبناني عاش جزءاً من حياته خارج لبنان، وفي يومٍ من الأيام قرر العودة إلى بلده لبنان؛ وحين عاد إلى بلدته في البقاع اللبناني بدأ العمل في الزراعة، حيث كانت عنده مساحة كافية من الأرض ليقيم عليها مزرعته. بدأ يعقوب الزراعة بالاعتماد على الكيماويات الزراعية؛ وفي يوم من الأيام، أفاق في المستشفى بعد أن كان في غيبوبة استمرت عدة أيام؛ عرف بعدها أن سبب ذلك كان استخدامه لأحد المبيدات في رش مزروعاته. في أثناء تواجده في المستشفى طرح على نفسه سؤالاً: إذا كنت أنا الذي يعرف مخاطر المبيدات وبعد أن اتخذت الاحتياطات في أثناء عملية الرش وصلت إلى هذا الوضع الخطير، فماذا يمكن أن يحصل للناس الذين يتناولون هذه المنتجات المرشوشة؟ وماذا يمكن أن يحصل للأطفال الذين يتغذون على مثل هذا الغذاء؟ هنا أدرك أن هذا الأسلوب الزراعي غير آمنٍ للجميع، وأدرك أنه لا بد أن يبحث عن طريق بديل وآمن في الزراعة. بعد أن خرج من المستشفى بدأ يبحث عن هذا الطريق البديل، وتوصل أخيراً إلى أن الأساليب الزراعية البيئية والزراعة العضوية هي البديل السليم لتلك الزراعة الكيماوية التي كان يمارسها. فبدأ بتغيير أسلوبه ليكون بذلك أول مزارع عضوي في لبنان وغيره من البلدان العربية. بدأ بتحويل مزرعته إلى مزرعة بيئية تعتمد على الزراعة العضوية، وبدأ بتسويق إنتاجه مباشرة إلى المستهلكين الذين أخذ عددهم في التزايد.
· ما هي العبرة المستفادة من القصة؟ · اكتب عنواناً مناسباً للقصة. · ابحث عن نماذج محلية لمزارعين قرروا وقاموا بالتحول من الزراعة الكيماوية إلى الزراعة العضوية، وقم بتسجيل هذه التجارب. · ضع خطة لتشجيع المزارعين في المنطقة والتعاون معهم للتحول للزراعة العضوية. رياض أبو سعدى محطة طاليتا قومي لمراقبة وتحجيل الطيور(مركز التعليم البيئي)
كما نعلم، تعتمد عملية تحجيل الطيور على وضع حلقات معدنية حول أرجل الطير تحمل رقما تسلسليا مرفقاً باسم فلسطين، يكون بمنزلة جواز سفر لها، الأمر الذي يمكننا من تتبعها ودراسة خطوط هجرتها وجمع معلومات خاصة بها. ففي صباح ذات يوم، وحينما كنت أقوم في جولة تفقدية "للشِباك" في أثناء عملي في محطة طاليتا قومي لمراقبة وتحجيل الطيور، وجدت طائر الشحرور في إحدى الشِباك، ومن الطبيعي أن نمسك الشحرور في محطتنا لكونه من الطيور المقيمة والتي تتكاثر في فلسطين. اقتربت من الشبك لأقوم بتخليصه منها وتحجيله وإطلاق سراحه، فبدا لي صغيرا ضعيفا غافل أمه وخرج من العش دون علمها، فلم يكن مستعدا للطيران الاّ لمسافات قصيرة، كالطفل في بداية مشواره، يمشي عدة خطوات ويتعثر ثم يسقط، ليأتي أحد والديه ويشجعه ويساعده على النهوض والسير مجدداً. وهذا ما حصل بالفعل من ذاك الطائر اليافع، فقد كانت أمه تحوم حول الشبك التي سقط فيها ابنها، حائرة خائفة ليس بيدها حيلة ولا تقوى على تخليص فرخها.. وعندما قمت بإخراج الطير من الشبك، شعرت بفوح عطر عاطفة الأمومة لدى الطيور، فالأم لم يكن باستطاعتها مهاجمتي ولكنها استمرت غي مراقبة ما سيحدث لابنها بنوع من الترقب والشك. سرت به الى موقع التحجيل بعد فك أسره لأضع الحلقة حول رجله... كنت مرتبكا، أختلس النظر للأم كلما استطعت، فقد كانت تلاحق خطواتي، تطير من شجرة الى أخرى لتكون قريبة مني كل القرب، وأنا اعلم بان أسئلة كثيرة تدور برأسها الصغير : هل يرجع لها ابنها أم إنها ستخسره مثلما خسرت كثير من الطيور فراخها بسبب الصيد الجائر أم هل يصبح فرخها أسيراً ؟ لقد شعرت بخوف الأم على طفلها، وغريزة الأمومة تسيطر كليا على أجواء المكان، فما كان مني إلا أن أسرعت بقدر ما استطعت لأطلق سراحه لأطمئنها وأزيل عنها الشكوك... فأنا أب وأعرف معنى أن يحتضن الوالد أو الأم طفلهما وخصوصا بعد تعرض الطفل لحادث ما... قمت بتحجيل الشحرور الصغير تحت مراقبة وتدقيق والدته التي كانت تنظر إلينا بفارغ الصبر... انتهيت من عملي وأطلقت سراحه ‘ فطار مسافة قصيرة باتجاه والدته ثم وقف على صخرة تقع تحت الشجرة التي تقف عليها أمه، فما كان من الأم إلا أن اقتربت منه ورفرفت بجناحيها حوله تشجعه على الطيران نحو العش، ونجحت بذلك .... فقد لازمها بالطيران تجاه العش، ولضعفه كان مجبرا على التوقف بين الفينة والاخرى حتى يستجمع قواه ويطير بالقرب من أمه مرة أخرى ... حتى وصل هو ووالدته إلى العش سالمين. هذه القصة حقيقية ولم أضف إليها أي حرف لتصبح قصة مشوقة وخيالية، بل إنني اعتقد أن هذا الموقف يصعب عليّ وصفه بكلمات، لان المشاعر التي اختبرتها الأم جعلتني أؤمن بأن الطيور لها من المعاناة والألم والحزن والشك نصيب، فهل هي كائنات رقيقة تنبض إحساسا أم أنّ هذه العواطف التي تبديها تجاه صغارها تكون بالفطرة؟. هديل: ممارسة تطبيقية في التنوع الحيوي عدسة وتعليق: عبد الباسط خلف
تحرص الطفلة هديل حسام( عشر سنوات)، التي تسكن بلدة برقين غرب جنين، على تطبيق ما تتعلمه في دروسها عن النباتات والأثمار، وما تسمعه من والدها وأقاربها عنها. فزرعت في حديقة المنزل أصنافاً من النباتات الشتوية كالبطاطا والخس والبصل والزعتر وغيرها، وصارت تعمل في كل يوم على رعاية نباتاتها، ومراقبة نموها، ومشاهدة آثار الحالات المناخية المختلفة على حقلها الصغير، كالصقيع والمطر والندى ومشتقاتها. إنها تربية بيئية ناجحة، تستحق التعميم.
|
||||||||||||||||
|
||||||||||||||||
التعليقات |
||||||||||||||||
|
||||||||||||||||
الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا أو المؤسسة الداعمة. |
||||||||||||||||