مضافات الأغية الكيماوية وغش المستهلك التنويع الزراعي: ركن أساسي في الزراعات البيئية ماذا تختـــــار؟
 

كانون أول 2008 العدد (9)

مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا

December 2008 No (9)

 

لماذا "آفاق البيئة والتنمية" ؟

منبر البيئة والتنمية الراصد البيئي

أريد حلا

أصدقاء البيئة

شخصية بيئية

تراثيات بيئية

اصدارات بيئية - تنموية قراءة في كتاب البيئة والتنمية في صور الاتصال بنا الصفحة الرئيسية

 

أريد حلا:


 
 

 مُضافات الأغذية الكيماوية وغش المستهلك

جورج كرزم

 

تعد الحالة الصحية لأجسامنا انعكاسا لما نأكله من مواد غذائية، علما بأن بعض الأطعمة الكيماوية التي نتناولها قد تشكل خطرا على صحتنا، إلا أننا، أحيانا، لا نعرف الآثار الصحية السلبية الكامنة في هذه الأطعمة.  كما قد تحتوي بعض الأطعمة على مركبات كيماوية اصطناعية خطيرة، دون معرفتنا. 

ومن المعروف، أن معظم الأطعمة المصنعة تحتوي على دهون مشبعة، تعمل على زيادة الوزن ومستويات الكولسترول التي تؤدي إلى انسداد في الشرايين.  كما أنها تحتوي على السكر الاصطناعي الذي يزيد وزن الجسم ومن ثم ضغط الدم والكولسترول، وبالتالي يزيد احتمال الإصابة بمرض السكري.  ويحتوي أيضا العديد من الأغذية المصنعة على النشويات المعدلة وعدد كبير من مضافات الأغذية الكيماوية.  والسؤال المطروح هو:  لماذا تتم أصلا إضافة المضافات الكيماوية للأطعمة المصنعة؟ 

تعتبر الرغبة في زيادة الأرباح الدافع الرئيس لدى المنتجين في إضافة المضافات الكيماوية لمنتجاتهم، مثل المواد الحافظة، المواد الملونة، المواد المنكهة، والمحليات الصناعية، علما أن هذه المواد لا تحتوي على أية قيمة غذائية. 

وتتمثل الفلسفة الأساسية الكامنة وراء إضافة المضافات الكيماوية إلى الأطعمة المصنعة، في تحويل المنتجات المتدنية والرخيصة، كالدهون المشبعة، والسكريات، والنشويات المعدلة، والمياه وغيرها، إلى ما يبدو ظاهريا بأنها منتجات طازجة وأغلى ثمنا وأفضل نوعية. 

وبالتالي، تضاف المواد الكيماوية المكسبة للطعم والرائحة إلى المنتجات الغذائية المصنعة، لإخفاء النكهة والرائحة الأصلية لهذه المنتجات المتدنية أصلا. 

ولمنع تلف المنتج الغذائي، وبالتالي تمديد فترة صلاحيته، تتم إضافة مضادات الأكسدة ومواد حافظة ودهون مشبعة، للإيحاء بأننا نتناول طعاما طازجا. أما المواد الملونة والأصباغ الكيماوية فتضاف لتحسين المظهر الخارجي للمنتجات.

وبشكل عام، تعد الأطعمة المصنعة فقيرة بمحتواها الغذائي، حيث إن المنتجات التي نشتريها، لا تعدو كونها، غالبا، سوى منتجات مُشَهِّيَة بمظهرها، ولكنها تفتقر إلى المُغَذِّيَات الحقيقية. 

وأحيانا كثيرة، لا يمكننا، إطلاقا، اعتبار المُنْتَج "الغذائي" طعاما حقيقيا.  فشراب الليمون المصنع، على سبيل المثال، لا يحوي ثمار الليمون الطبيعي، بل وحتى المواد المنكهة، بطعم "الليمون"، لا علاقة لها بثمار الليمون.  كما أن المواد المنكهة بطعم الجبن أو البصل لا تحتوي على الجبن أو البصل، ذلك أن "علماء" الأغذية يستطيعون تركيب أي مكون من مكونات السلع الغذائية المصنعة، وما على المُصَنِّع سوى تسويقها.

كما أن معرفة المستهلكين الحقيقية لكل المكونات الكيماوية الاصطناعية التي بداخل بعض الأجبان، على سبيل المثال،  ستؤدي إلى امتناعهم عن شرائها.  كما، ولأسباب تجارية واضحة، يحتسب المنتجون أنفسهم "تاريخ انتهاء الصلاحية" المذكور على الملصق.   

ويعمل بعض التجار على تصنيع عسل كيماوي له قوام عسل النحل من محلول السكروز الصناعي وإضافة بعض المنكهات الكيماوية الشبيهة بنبات معين، ومن ثم عرضه في السوق على أنه عسل نحل من هذا المصدر النباتي. 

ولا يتردد بعض المنتجين من التنويه، في ملصقاتهم، إلى أنهم أضافوا إلى سلعهم فيتامينات ومعادن، لأن ذلك سيشجع المستهلكين على شراء تلك السلع، علما أنه، لو كانت تلك السلع تشكل طعاما حقيقيا، لما كانت هناك حاجة أصلا لإضافة الفيتامينات والمعادن. 

وأحيانا، يمنح المُنتِج سلعته اسما بيتيا حميميا، مثل:  "من خيرات بلادنا" أو "فطائر كرز جدتي"، مع صورة على الغلاف تثير الشهية. 

وعندما نقرأ المكونات والتعليمات، قد نجد ما يلي:  "أضف سكرا وحليبا وبيضا"، بمعنى أن ما اشتريناه لا يعدو كونه سوى خليط من المواد الكيماوية، وعلينا نحن أن نضيف الغذاء الحقيقي بأنفسنا!

كما يجب ألا "نفرح" كثيرا حين نقرأ على المُلْصَق بأن السلعة الغذائية تحوي "منكهات طبيعية"، لأن المختبرات قد تكون، غالبا، هي التي صنعت تلك "المنكهات" التي تهدف إلى إخفاء الطعم الأصلي للمنتجات ذات الجودة المتدنية. 

وبالرغم من أن المُلْصَق يجب مبدئيا أن يتضمن كل المضافات التي في السلعة، إلا أن الحقيقة غير ذلك.  فاللحوم المصنعة والمفرزة، على سبيل المثال، التي يتم تمليحها وتقديدها، يضاف إليها "بولي فوسفات"، المعروف أيضا برمزه التجاري (E450)، وذلك لزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء.  وإذا ما ذكر في الملصق كمية الماء التي أضيفت إلى السمك أو اللحم، بما في ذلك "المرتدلا" و"السلامة" وغيرها، فإن الملصق يكذب، لأنه يُسمح للمُنْتِج بإضافة كمية معينة من الماء دون الإعلان عنها؛ وبالتالي، كمية الماء المعلن عنها لا تشمل كمية الماء المسموح للمنتج عدم التصريح بها. 

كما أن المُنْتِج غير ملزم بذكر الإنزيمات الاصطناعية التي استخدمها في أثناء عملية التصنيع لترقيق وتطرية اللحم، أو لتنظيف الحليب المُلَوَّث بمضادات الجراثيم، أو لتصنيع النشويات المعدلة ولغير ذلك.                               

لقد شكل، في حينه، اقتراح الاتحاد الأوروبي بزيادة "شفافية" الملصقات على الأطعمة المصنعة، إزعاجا كبيرا "لقوى السوق" والاحتكارات الصناعية:  إنهم لا يريدون أن يعرف المستهلك معرفة كاملة كل ما بداخل منتجاتهم، ليس فقط لأن العديد من المضافات الكيماوية في هذه المنتجات سامة وممرضة، وإنما أيضا لأن الغذاء الحقيقي يتم استبداله، أحيانا كثيرة، بمكونات أرخص، وبالتالي يتم إخفاء الحقيقة. 

 

للمزيد من التفاعل، أو للحصول على معلومات إضافية، يمكنكم الكتابة على العنوان الإلكتروني التالي: george@maan-ctr.org

للأعلىé

 
 

 

التنويع الزراعي:  ركن أساسي في الزراعات البيئية

جورج كرزم

 

يلعب التنوع الزراعي دورا هاما في ضبط انتشار الآفات، كما أنه يهدف إلى توزيع الإنتاج على أطول فترة ممكنة، بمعنى توفير الإنتاج خلال كل مواسم السنة، وفي نفس الوقت التقليل من المخاطرة الاقتصادية الكامنة في الاعتماد على نوع واحد من المحاصيل، علما بأن نظام الزراعة الأحادي والمكثف يتسبب في تكاثر وانتشار الآفات التي يصعب غالبا مكافحتها.

ويتمثل الجانب الأساسي في عملية خلط النباتات وتكثيفها في مراعاة التأثير المتبادل والنافع بين النباتات، علما بأن بعض النباتات قد تعيق نمو النباتات المجاورة لها، بسبب إفرازها  لمضادات حيوية أو لمواد ذبول وغيرها.  بمعنى أن العلاقة بين النباتات قد تكون سلبية أحيانا. والتجربة والبحث يشكلان خير وسيلة لاستكشاف العلاقات المفيدة والمتكافلة بين النباتات، وبالتالي الاستفادة من هذه العلاقات لدى تصميمنا للمشروع الزراعي.

علاوة عن ذلك، توفر كثافة الزراعة وتنوعها العاليان، غطاء حيويا أخضر لكل سطح التربة، وبالتالي يمنعان الأعشاب من النمو، فضلا عن بلورة بيئة طاردة، غير مناسبة، للعديد من الحشرات الضارة التي تفضل الانفراد بالنباتات المتباعدة. إلا أنه، ومع ذلك، تكمن الخطورة التي لا بد من التنبه لها، في إصابة صنف معين أو أكثر من النباتات بالآفات التي يحتمل أن تنتقل إلى نباتات أخرى، من خلال الاحتكاك المباشر بين الأوراق والساق، أو بواسطة الجذور المتقاربة، فضلا عن أن الكثافة الزائدة للمزروعات، تعمل على رفع نسبة الرطوبة بين النباتات التي تزيد احتمالات تعرضها للأمراض الفطرية والبكتيرية.

وتعتبر زراعة النباتات المختلطة، أو المترافقة، جزءا أساسيا من الزراعة المتنوعة والمتداخلة.  وتساهم هذه التقنية في إعاقة وردع الآفات، وضبط انتشارها، وذلك من خلال زراعة نباتات مختلفة ومتنوعة بعضها مع بعض، بشكل متداخل، بحيث تخدم وتعزز بعضها بعضا في عدة اتجاهات، بشكل تكافلي، ودون أية منافسة فيما بينها، علما بأن المنفعة قد تكون متبادلة بين النباتات المترافقة أو من طرف واحد.  إذ إن نباتات عديدة تنمو بشكل أقوى لدى زراعتها بجوار نباتات أخرى.  فمثلا "القريص"  يعمل على تثبيت النيتروجين في التربة، وأوراقه تتساقط وتتحلل بسرعة مفرزة مادة دبالية مخصبة جدا للتربة ومشجعة لتواجد وحركة ديدان الأرض المفيدة.

وبالنتيجة، فإن النباتات التي تتعايش جنبا إلى جنب مع القريص تكون صفاتها أقوى، ويعتبر القريص نباتا مرافقا للنباتات التي تحتوي على الزيوت، مثل الميرمية والسمسم والنعنع وغيرها، حيث يعمل القريص على زيادة إنتاجها للزيت بنسبة تصل إلى 80%.

وتختلف آلية عمل النباتات المختلطة أو المترافقة، من مجموعة نباتية لأخرى.  فهناك نباتات مترافقة يقوي بعضها بعضا، كأن تفرز جذور بعض النباتات موادا معينة وتطلق أوراقها روائح خاصة تعمل على تقوية نمو النباتات الأخرى المجاورة.  كما أن بعض النباتات تفرز من أوراقها وجذورها كيماويات تعمل على تقوية النباتات المترافقة معها.

ويزود بعض النباتات الأخرى التربة بالنيتروجين ويثبته فيها، وبالتالي فإن مثل هذه النباتات تفيد النباتات المجاورة لها، علما أن البكتيريا المثبتة للنيتروجين تتجمع حول الجذور وبالتالي تثبته للنبات المجاور.

كما أن النباتات ذات الجذور العميقة تفيد النباتات ذات الجذور السطحية؛  إذ إن النباتات ذات الجذور العميقة تعمل على سحب الماء والعناصر الغذائية من المنطقة السفلى، وتُحْضِرَها إلى المنطقة السطحية، من خلال تساقط أوراقها التي تتحلل وتوفر الغذاء للجذور السطحية في النباتات المجاورة، فضلا عن تسرب العناصر الغذائية من الجذور العميقة إلى الجزء القريب والمحيط بالجذور السطحية.

وتعتبر بعض النباتات طاردة أو مربكة للحشرات الضارة.  فنباتات الزينة ذات الرائحة القوية مثلا تعمل على إرباك أو طرد الحشرات الضارة لبعض النباتات الأخرى المجاورة.  وتعمل النباتات ذات الأشكال المختلفة على إرباك الحشرات الضارة؛ إذ كلما ازدادت النباتات المترافقة تنوعا من حيث أشكالها،  قلت الآفات.

وتجعل بعض النباتات، النباتات الأخرى المجاورة لها غير مرغوبة للحشرات الضارة؛ ذلك أن جذور هذه النباتات تفرز مواد كيماوية منفرة لبعض الحشرات الضارة، والتي، أي الإفرازات المنفرة، يتم امتصاصها من قبل النباتات الأخرى المجاورة التي تعمل على طرد الحشرات الضارة.

هناك أيضا نباتات تكافح بعض الأمراض الفطرية، حيث تفرز بعض النباتات، كالبصل والثوم، مواد تعمل على مكافحة بعض الأمراض الفطرية في النباتات المجاورة لها، كفطر اللفحة الذي يصيب البطاطا.

وتعمل بعض النباتات كمصائد للآفات والحشرات الضارة، إذ تعتبر بعض النباتات مرغوبة لبعض الآفات أكثر من غيرها، بحيث تتجمع الآفات على هذه النباتات؛ الأمر الذي يسهل مراقبتها والقضاء عليها، علما أن النباتات التي تعمل كمصائد توفر غذاءً "مغريا" للحشرات الضارة بعيدا عن المحاصيل الأخرى.

ومن بعض الأمثلة حول زراعة النباتات المترافقة، نذكر ما يلي:

زراعة البندورة مع النعنع المنفر للحشرات.

زراعة البصل والثوم مع البطاطا والملفوف، حيث يفرز البصل والثوم مواد تعمل على مكافحة فطر اللفحة الذي يصيب البطاطا وفطر "اسكوهيتو" الذي يصيب الملفوف.

زراعة البقدونس والجزر مع البطاطا والملفوف.

زراعة الفاصوليا مع الزعتر أوالبابونج أوالنعنع أوالميرمية.

زراعة البطاطا مع الجرجير.

زراعة الكوسا واليقطين مع الذرة.

زراعة البازلاء مع الريحان والفول.

زراعة الباذنجان مع الميرمية والبابونج والحبق.

زرعة الجزر مع الميرمية والريحان والزعتر.

 

للمزيد من التفاعل، أو للحصول على معلومات إضافية، يمكنكم الكتابة على العنوان الإلكتروني التالي:  george@maan-ctr.org

للأعلىé

 
 

للأعلىé

 

 

التعليقات

 
 

 

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

 

الاسم:
بريدك الالكتروني:
 
التعليق:

 

 
     
 

 الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا أو المؤسسة الداعمة.