غياب التدقيق المخبري لمدى مصداقية المعطيات المذكورة على عبوات الكيماويات المنزلية
منتجات منزلية كثيرة تحوي مواد سامة تؤذي صحتنا وبيئتنا
عبوات بعض المنظفات المحلية تخلو من ذكر المركبات الكيميائية التي تحويها تلك العبوات
ج. ك.
خاص بآفاق البيئة والتنمية
لا توجد المواد الخطرة في الهواء والأرض والشوارع المزدحمة بالمركبات، أو في المناطق الصناعية فقط، بل أيضا في داخل منازلنا التي يفترض بها أن تكون بيئة نظيفة وآمنة. فقد بينت التجارب بأن كلاًّ منا نحن المستهلكين، يستطيع تقليص الخطر البيئي والصحي الجاثم علينا، من خلال فهمنا للمخاطر الكامنة في المواد المتواجدة في بيئتنا المنزلية. لذا، وبهدف رفع مستوى الوعي بالمواد الكيميائية الخطرة في منازلنا، سنستعرض ونناقش في هذا التقرير قائمة من تلك المواد المستخدمة في بيوتنا والتي قد يترتب عليها عواقب صحية وبيئية خطيرة؛ علما بأن السوق الفلسطيني مليء بالعديد جدا من مواد التنظيف الكيميائية بأصنافها المختلفة، والتي تهدف، بحسب منتجيها، إلى جعل عملية التنظيف والتعقيم في منازلنا أكثر سهولة. لكن، يجب ألاَّ ننسى بأن مواد التنظيف تحوي مركبات كيميائية مختلفة قد تتسبب في إيذاء صحتنا والبيئة المحيطة بنا.
وتتأثر البيئة المنزلية من عوامل فيزيائية ملوثة ومؤذية مثل الإشعاع والضجيج، أو من عوامل كيميائية مثل الجسيمات والمعادن، أو من عوامل بيولوجية مثل العفن، والتي يكون مصدرها طبيعيا أو صناعيا، من الخارج (الغبار مثلا) أو من الداخل (التدفئة الصناعية مثلا).
كما تحوي العديد من المنتجات المنزلية الخاصة بالكبار والصغار مواد سامة تؤذي صحتنا، ومن هذه المنتجات على سبيل المثال: السلع الخاصة بالنظافة الصحية، الأغذية المصنعة وأوعية حفظها، ومواد التنظيف. الاستعمال اليومي لهذه المنتجات يعرضنا لمركبات كيميائية خطرة تمتصها أجسامنا من خلال التنفس أو الجلد أو البلع. وتضم قائمة الكيماويات الخطرة المنتشرة في منازلنا مواد مثل كلوريت الصوديوم، البِنْزِن المسرطِن، الألومنيوم (في المعطرات)، الرصاص (في دهانات الجدران وغيرها)، الزئبق، الكادميوم وغيرها.
وتحوي المواصفات والمعايير الفلسطينية الخاصة بالمواد الكيميائية التجارية المستعملة في منازلنا ثغرات عديدة؛ إذ بالرغم من أن بعضها يفرض قيودا على تركيز المركبات الخطرة في مواد التنظيف على سبيل المثال، ويمنع بعضها الاخر استخدام مواد خطرة معينة ويحظر وجودها ضمن تكوين المنظفات، إلا أن بعض المركبات الخطرة المتواجدة في الأسواق، لم تحدد تجاهها قيود واضحة في الاستعمال، أو حتى منع تسويقها واستخدامها. هذا ناهيك أن عبوات بعض المنظفات المحلية تخلو من ذكر المركبات الكيميائية التي تحويها تلك العبوات. علما بأنه وفقا للمعايير الدولية المتبعة، يجب ذكر ليس فقط المكونات بشكل عام في بطاقة البيان، بل أيضا إبراز المركب الكيميائي الغالب في المادة، وتحديد مدى خطورته باعتباره ساما جدا أو ساما أو يتسبب في تآكل المواد، أو في أذى صحي معين أو غير ذلك؛ حيث استنادا إلى تلك المعلومات تصنف المادة التجارية التي يتم تسويقها. كما لا بد من ذكر التركيب الكيميائي للمركب وتركيزه، وتضمين هذه المعلومات في الوثيقة المعروفة بنشرة الأمان للمادة المراد تسويقها. وعلى سبيل المثال، يجب، وفقا للمعايير المتبعة، ذكر تركيز الكلور الفعال في محلول كلوريت الصوديوم ( (NaClO الذي يعد من أبرز مواد التنظيف المبيضة. وينسحب الأمر على مساحيق الغسيل والجلي والجلايات وغيرها، حيث يفترض ذكر المركب الرئيسي أو العائلة الكيميائية التي ينتمي إليها ذلك المركب.
بطاقات البيان الملصقة على عبوات المواد الكيميائية المنزلية يجب أن تتضمن المخاطر الصحية والبيئية الكامنة في تلك المواد، والتصنيف الكيميائي لتلك المواد الخطرة؛ بمعنى هل تتسبب مادة معينة بحروق أو بحساسية أو بحكة، أم هل المادة قابلة للاشتعال، مؤذية أو سامة وما إلى ذلك. كما يفترض أن تكون الجمل الخاصة بمخاطر المادة وبتلك الخاصة بنواحي الآمان؛ أي تلك التعليمات الخاصة بالإجراءات الواجب اتباعها في حال أن المستهلك تضرر من المادة المستعملة- يفترض أن تكون واضحة على عبوة السلعة. والسؤال المطروح: هل تفحص مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية والجهات المعنية الأخرى (وزارات الاقتصاد والصحة وغيرها) مدى تواجد كل هذه المعطيات على السلع الكيميائية، فضلا عن التدقيق المخبري لمدى صحة أو مصداقية المعطيات المذكورة على العبوات أو على نشرات الشركات الخاصة بتلك السلع؟
القائمة التالية تشمل بعض المواد الكيميائية الشائعة في البيئة المنزلية؛ وقد ذكرت كل مادة بإسميها العربي والإنجليزي وصيغتها الكيميائية، كما ذكرت أماكن تواجدها، وبخاصة في البيئة المنزلية، فضلا عن الأذى الصحي الذي قد تتسبب به للإنسان، استنادا إلى أبحاث طبية ومخبرية منشورة.
|
بعض عبوات المنظفات الكيميائية المحلية تخلو من ذكر المركبات الكيميائية التي تحويها |
|
|
المواد الكيميائية الشائعة في المنازل وأضرارها الصحية
|
أماكن تواجدها |
المخاطر الصحية على الإنسان |
كلوريت الصوديوم
Sodium hypochlorite
NaClO
|
مواد التنظيف |
في المدى القصير:
- خطرة جدا لدى ملامستها العينين
- تذيب المادة خلايا الجلد الخارجية
- اختلاط هذه المادة مع حامض يؤدي إلى إطلاق الكلور الذي يعد خطرا على الجهاز التنفسي والجلد.
- ينتج عن اختلاطها مع الأمونيا مركبات كلورية سامة (مركبات أمينية كلورية) تشكل خطرا على العينين والجهاز التنفسي.
في المدى الطويل:
- ينتج عنها في الجسم راديكالات حرة تتسبب بأمراض سرطانية.
|
الرصاص
Lead
Pb
|
- أقلام الحُمْرَة
- مبيدات كيماوية
- دهانات الجدران
- الوقود المحتوي على الرصاص
|
- يؤذي العظام والدماغ والدم والرئتين والغدة الدرقية
- خطر على الأجنة، ويتسبب في الولادة المبكرة.
- تشوهات خلقية: خطر تخلف عقلي لدى الأطفال الذين تعرضت أمهاتهم للرصاص أثناء حملهن.
- يتسبب في الأنيميا (فقر الدم)، إذ أنه ينافس الحديد اللازم لعمل الهيموغلوبين في الدم.
- يتراكم في أنسجة الجسم، ويخزن بشكل أساسي في العظام من خلال إزالته الكالسيوم منها واحتلال مكانه فيها.
- يمتصه الجسم بصورته العضوية وغير العضوية. وتتسبب صورته غير العضوية في إعاقة عملية تكون الكالسيوم والفسفور الضروريان لتكون العظام، كما تعيق عمل الإنزيمات التي تنفذ عمليات حيوية في الجسم.
أما مركباته العضوية فتختزن في الكبد وفي الجهاز العصبي المركزي، وفي الأنسجة الدهنية في الكليتين، علما بأن تراكمها في الدماغ قد يؤدي إلى ضرر غير قابل للإصلاح. |
الزئبق
Mercury
Hg
|
- التطعيمات
- موازين الحرارة
- مصابيح فلورسنتية تحوي بخار الزئبق
- مخاليط فتح الانسدادات
|
في المدى القصير:
- التسمم بالزئبق
في المدى الطويل:
- تلف في الدماغ والكليتين.
- مركباتها العضوية تتسبب في طفرات وراثية وأمراض سرطانية.
|
كادميوم
Cadmium
Cd
|
- بطاريات نيكل كادميوم.
- الدهانات والمواد البلاستيكية.
- مبيدات زراعية.
- السجائر.
|
التعرض المزمن يتسبب في:
- الأنيميا
- التهاب المفاصل
- صعوبات في التعلم
- الصداع النصفي (الشقيقة)
- تآكل في العظام
- أمرض القلب
- ضغط دم مرتفع
- عقم لدى الرجال
- يتسبب في طفرات وراثية وأمراض سرطانية
- يؤذي الكبد، الكليتين، الرئتين، الدماغ والعظام.
|
نأمل أن تتحرك الوزارات الفلسطينية المعنية (الصحة والبيئة والاقتصاد وغيرها) لملاحقة ومعاقبة التجار الذين يعبثون بصحتنا من خلال تسويق سمومهم الكيماوية المعلنة وغير المعلنة...أم أن تلك الجهات المسؤولة مشغولة بكيفية تأمين الحصول على رواتبهم كاملة غير منقوصة؟ !
ريمون ديراوي
|