مبادرات بيئية :
حراك أخضر في طوباس بمناسبة يوم البيئة
خاص بآفاق البيئة والتنمية
البداية توعية وتدريب بيئي
أطلقت محافظة طوباس أولى فعاليات يوم البيئة العالمي، بمبادرة وزارة الإعلام، وبلدية طوباس، وجمعية طوباس الخيرية، ووزارة شؤون البيئة، ومديرية زراعة محافظة طوباس، ووزارة الثقافة، ومجلس الخدمات المشترك للنفايات الصلبة، ومجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين، ومركز العمل التنموي (معًا)، ونادي الأسير، وجامعة القدس المفتوحة، ومركز التعليم والتنمية المجتمعية، وراديو طوباس.
وجاءت باكورة الفعاليات في ندوة توعوية لسيدات وطالبات جامعيات وناشطات نسويات حول البيئة وأهمية المحافظة عليها، وتدريبهن على طرق الإدارة الرشيدة للمياه، بجانب الحديث عن الحق الفلسطيني المنهوب من المياه.
وتحدثت منسقة التوعية في وزارة شؤون البيئة صفاء نزال حول مفاهيم التوعية والتدوير وإعادة الاستخدام، وسبل التقليل من إنتاج النفايات المنزلية، وطرق إعادة تصنيع الورق والكرتون والمواد المعدنية والبلاستيكية.
ونقلت للمشاركات تجارب بيئية تطبيقية؛ للمساهمة في بيئة خالية من التلويث، وتجنب التعامل غير الآمن مع النفايات المنزلية بالحرق، والإلقاء في مكبات عشوائية.
فيما طرحت المشاركات تساؤلات حول البيئة، والسبل المثلى للتعامل معها، ونقلها إلى الأطفال ضمن نسق تربوي. ورسم المهندس في مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين كنعان السودة صورة للمشهد المائي في فلسطين والعالم، فيما عكست لغة الأرقام حجم ما ينهبه الاحتلال من مياه في الأغوار، الأمر الذي ينعكس سلباً على حياة المواطنين. وقال إن طوباس تعاني العطش، إذ يبلغ المعدل اليومي الذي يحصل عليه المواطنون فيها 43 لتراً يومياً، فيما يبلغ المعدل العالمي بحدوده الدنيا 100 لتر. وأضاف السودة أن الحديث عن ترشيد الاستهلاك في منطقة تعيش الجفاف، والاحتلال الذي يستولى على مياهها، أمر غير منطقي أو واقعي، فيما يجب أن يجري الحديث عن إدارة فعالة للمياه، وبخاصة فيما يتصل بالشبكات الناقلة، والعادات اليومية في المنازل، وري الأشجار؛ خشية شرعنة نهب الموارد المائية والتي هي حق مكفول بالقانون الدولي.
وأورد إحصاءات تتحدث عن حجم الهدر الذي يتشكل جراء ممارسات خاطئة، وحجم استهلاك الأجهزة المنزلية، كحاجة الغسالة إلى 130 لترا في كل غسلة، فيما تحتاج جلاية الأطباق إلى 38 لتراً كل مرة، بينما يحتاج تنظيف السيارة إلى 300 لتر بالطريقة الشائعة.
وذكرت رئيسة جمعية طوباس الخيرية مها دراغمة، أن الندوة سلطت الضوء على واقع المحافظة المائي، في ظل نهب الاحتلال لمصادر المياه، وشيوع عادات غير صديقة للبيئة، على نطاق واسع.
|
الانتصار لأسرى الحرية بالأزهار |
الانتصار لأسرى الحرية بالأزهار أيضًا!
...واختارت وزارة الإعلام وبلدية طوباس ونادي الأسير ومؤسسات رسمية وأهلية زرع أزهار بعدد أسرى الحرية في طوباس، على دوار الشهداء الرئيس، وسط المدينة.
وشارك وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، ومحافظ طوباس والأغوار مروان طوباسي، ورئيس البلدية عقاب دراغمة، وممثلو مؤسسات وهيئات رسمية وأهلية في زراعة أزهار ملونة بالأحمر والأصفر في قلب المدينة، بجوار أمهات الأسرى وأفراد عائلاتهم. وأصطف العشرات من المشاركين لزراعة الأشجار بالتزامن، فيما حملت أمهات الأسرى صوراً لأبنائهن بيد، وغرسن لهم زهرة باليد الأخرى، وتسابق المشاركون لري الأزهار التي ستحمل كل واحدة منها رسالة حرية وإصرار على الحياة، رغم رطوبة الزنازين وقسوة الجلاد.
وقال الوزير قراقع إن فعاليات التضامن مع الأسرى يجب أن تتواصل، بشكل يعكس حالة الإبداع التي يمتلكها شعبنا، وللتعبير عن الوفاء للأسرى، الذين يواصلون فعالياتهم ضد السجان، ويستمرون في حرب الأمعاء الخاوية كما يفعل محمود السرسك وأكرم الريخاوي وسامر البرق، فيما يواصل عشرة أسرى الإضراب دعماً للوحدة الوطنية، ولإنهاء الانقسام الأسود.
وأضاف إن غرس الأزهار رسالة رمزية للعالم، يتخللها التحدي، والإصرار على الحرية والحياة التي يتمسك بها شعبنا، وللتأكيد على الرغبة في الانعتاق من ظلام السجون.
وأكد حرص الرئيس محمود عباس على متابعة قضية أسرى الحرية بشكل عام، والمرضى والقدامى منهم بشكل خاص، في ظل محاولة الاحتلال الالتفاف على إنجازات الأسرى بعد معركة الأمعاء الخاوية، التي خاضوها.
وذكر رئيس البلدية حرص شعبنا على دعم أسراه في سجون الاحتلال، واستمرار التضامن معهم حتى تحقيق حريتهم.
وقال دراغمة إن شعبنا مستمر في نضاله، الذي يشبه الجمر تحت الرماد، حتى يتحرر من سجنه الكبير، وينتزع حريته واستقلاله.
وأكد المحافظ الطوباسي وجوب استمرار فعاليات التضامن مع أسرى الحرية بشكل دائم، واعتبارهم أولوية، حتى تتوج بإطلاق سراحهم؛ لأن حرية الأسرى لا تنفصل عن حريتنا.
وقال إن مقر المحافظة الجديد سيشهد زراعة شجرة زيتون معمرة، سيطلق عليها اسم ( شجرة الشهداء والأسرى)، وستجري سقايتها من كل زائر للمقر، حتى تبقى خضراء يانعة.
وذكر منسق وزارة الإعلام في طوباس عبد الباسط خلف، أن الفعالية التي اقترحتها الوزارة، وسهرت على تنفيذها مع مؤسسات المحافظة تأتي بالتزامن مع يوم البيئة العالمي، ونكسة حزيران 1967، وتعيد التذكير بأن أسرى الحرية يستحقون من العالم الالتفات إلى معاناتهم وصمودهم وحرب الأمعاء الخاوية التي خاضوها في معركة بطولية، بسائر الأشكال.
فيما أشار مدير نادي الأسير محمود صوافطة، أن زراعة الأزهار تعبر عن مواصلة الجهود لنصرة قضية الأسرى، وجاءت بمشاركة أمهات أسرى يصارعن المرض والشيخوخة، وكن يمكثن في المستشفيات.
وحملة نظافة لتجميل المدينة
كما نظمت وزارة الإعلام وبلدية طوباس، والمؤسسات المشاركة، حملة نظافة وسط المدينة، بمناسبة يوم البيئة العالمي.
وتشارك ممثلو مؤسسات رسمية وأهلية ومتطوعون من أعمار مختلفة في حملة لتنظيف دوار الشهداء، وتجميل الشارع الرئيس، وطلاء جدران بجوار مبنى البلدية.
فيما تساعد أفراد من شرطة طوباس، وأطفال المدينة ونادي الأسير ووزارة الإعلام وطاقم البلدية ومؤسسات أخرى مع عمال مجلس الخدمات المشترك للنفايات الصلبة، وموظفي البلدية في جمع النفايات، وإزالة الأتربة، وطلاء الجدران، منذ ساعات الصباح.
وقال رئيس البلدية عقاب دراغمة إن الحملة جاءت لنشر ثقافة بيئية في المدينة، ولتطوير الوعي في صفوف المواطنين فعلاً وعدم الاكتفاء بالأقوال.
وأكد المنسق خلف، أن النشاط يأتي للمساهمة في تكريس ثقافة خضراء بممارسات صديقة للبيئة.
وأضاف أن الحملة تأتي في سياق تشجيع مؤسسات رسمية وأهلية بما فيها وسائل الإعلام العاملة في المدينة من أجل التفكير بالبيئة، وتبني قضاياها. بموازاة إحياء روح التطوع التي تشهد تراجعًا كبيراً، والانتقال من دائرة الحديث عن انتهاكات الاحتلال بحق بيئتا إلى تشجيع ثقافة موالية لها وتحافظ عليها.
فيما ذكر بيان العلاقات العامة في شرطة المحافظة أن المشاركة في النشاط تأتي تجسيدا لإستراتيجية الشرطة ورسالتها السامية في تعزيز الشراكة المجتمعية مع كافة مؤسسات المجتمع المدني، ومن منطلق المشاركة الفعالة في تبني المبادرات التي تخدم المجتمع والبيئة على حد سواء، ولإظهار الوجه الحضاري للمدينة.
|
فنان شاب يتحدى الإعاقة الجسدية ويرسم انتهاكات الاحتلال في يوم البيئة العالمي |
الفنانون الشباب يُطاردون انتهاكات الاحتلال في الأغوار
كما طارد فنانون ومبدعون شباب ممارسات الاحتلال في طوباس والأغوار على طريقتهم، فرسموا سياسة التعطيش بلوحات فنية، غلبت عليها ألوان قاتمة، فيما عبر اللون الأصفر عن نهب الدولة العبرية للموارد المائية، وسرقة الأرض.
ورسم شابان وثلاث شابات لوحات لمناسبتي نكسة حزيران وفعاليات يوم البيئة العالمي، خلال ورشة في مقر وزارة الثقافة، ووثقت ألوان عبد الرحمن السودي للبحر الذي لم يزره، بسبب الاحتلال، في لوحة غصت بالصور والطيور والأشجار الخضراء والأمواج الخلابة، والرمال.
وقال السودي، إن لوحته تظهر العطش في الأغوار؛ لأن الاحتلال يسرق المياه، مثلما فعل وسرق البحر.
فيما اختزلت ميساء السودي معادلة التعطيش والتهويد والنهب، بألوان قالت أنها صحراوية صفراء، تختفي منها دلالات الحياة، وتعكس فداحة العطش والجفاف.
وحاكمت سناء دراغمة في عمل فني الاحتلال، فأظهرت أحد الرعاة يمارسون المهنة الأشهر في طوباس والأغوار بشكل جمالي، فيطلق العنان لشبابته للعزف، فيما تحاصره ألوان خضراء، وتختفي عنه المستعمرات والمعسكرات.
وقالت إن عملها يأتي بخلاف الواقع، إذ يعاني الرعاة الأمرّين، وبالكاد يستطيعون العيش، فكل شيء محاصر، وهم يحلمون بحياة عادية، لا يتخللها القلق والخوف وشح المياه الحاد، كما كان الأمر قبل الاحتلال.
وأبدع الشاب يحيى عويضات، رغم الإعاقة التي تصادر حريته في الحركة، في رسم شجرة منزوعة الأوراق، ومصابة بالجفاف، يلتهمها الرمل الأصفر، والعطش، فيما تعلو أغصانها الجافة أقمشة تالفة، وبقايا أكياس بلاستكية متهالكة.
يقول: "السماء في الأغوار صفراء، بعكس اللون التقليدي، ومشهد جفاف اليدين وتشققات الأرض، واختفاء اللون الأخضر، لا يمكن أن تغادر مخيلة أي فنان، يريد التعبير عن الواقع الأسود".
وتنقلت ريشة شروق دراغمة بين الأخضر والأسود، فرسمت أرضاً قاتمة يبزغ منها الأمل الأخضر، ليقدم رسالة إرادة لا تخلو من التحدي والإصرار على البقاء.
تروي: "بين الأخضر والأسود مساحة شاسعة، لكن القدرة على الصمود تتفوق على قوة القتل والتنكيل والتعطيش".
وأكد المنسق خلف أن الدمج بين النكسة ويوم البيئة والتعبير عنهما بالرسم والإبداع، يأتي للابتعاد عن الوقوع في فخ التشابه والتنميط في إجراء محاكمة للاحتلال وعدوانه وسطوه على كل شيء في الأغوار، ولتقديم رسالة مجردة للقاصي والداني دون تاريخ صلاحية، تستطيع بألوانها وبساطة تجريدها فعل الكثير، وبصمت وتقشف بلاغي.
وقال مدير وزارة الثقافة في طوباس عبد السلام العابد إن الإبداعات الفتية عبّرت عن النكسة، وما يتعرض له المواطن الفلسطيني من عدوان متعدد الأوجه، واقتربت من أمله في الخلاص والحرية والاخضرار، بسماء وهواء وماء لا يُصادره المحتل، ولا يُخل بتوازنه.
|
معرض الصور والمنشورات الخضراء في طوباس |
وختامها معرض صور ومنشورات "خضراء"
ونظمت وزارة الإعلام ومركز التعليم والتنمية المجتمعية التابع لمؤسسة شركاء في التنمية المستدامة وجامعة القدس المفتوحة في طوباس معرضاً للصور والملصقات والمنشورات البيئية التي ترسم مشهد الحياة الفلسطينية الخضراء من جهة، وتحاكم انتهاكات الاحتلال، وتسعى لتطوير الوعي الأخضر من جهة أخرى.
وحفل المعرض الذي انطلق في مقر مركز التعليم والتنمية المجتمعية، وافتتحه رئيس بلدية طوباس عقاب دراغمة ومدير مكتب محافظ طوباس والأغوار الشمالية حسام دراغمة ومدير فرع الجامعة في المحافظة د.منذر ربايعة، بعشرات الصور والإصدارات البيئية لمجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين، ووزارة شؤون البيئة، ومجلس الخدمات المشترك للنفايات الصلبة، ومركز التعليم البيئي ومركز العمل التنموي( معًا)، فيما عرضت مئات الصور الفوتوغرافية الإلكترونية حول التنوع الحيوي للصحافي والباحث عبد الباسط خلف.
وحملت بعض الرسومات شعارات وعبارات روجت لبناء ثقافة بيئية على شرف يوم البيئة العالمي، منها: "معاً ضد التصحر"، و" المياه أغلى من الذهب"، " الأقاليم النباتية في فلسطين"، "لنوقف هدر المياه"، " آبار الجمع كنز الأجداد نورّثه للأحفاد." وغيرها.
وقال رئيس البلدية إن المعرض يأتي لبناء ثقافة بيئية وترسيخها بين المواطنين، وعدم الاكتفاء برفع شعارات لا تعرف طريقها إلى التطبيق. وأكد مدير مكتب المحافظ أن البيئة والحفاظ عليها مسألة أصيلة، دعت إليها الأديان السماوية، فيما يتعامل الاحتلال مع الأرض الفلسطينية وكأنها أحد المكبات لنفاياته النووية الخطيرة.
وكشف عن فعاليات ستطلقها المحافظة مطلع الشهر الحالي في مركز صلاح خلف، الذي كان رمزاً لمعاناة أسرى الحرية، من خلال نشاط تطوعي لتجميل طوباس، ولتوثيق ذاكرة الأسرى وحفر معاناتهم على جدران الزنازين، كجزء من متحف للذاكرة الوطنية.
وذكر مدير الجامعة إن المعرض يأتي لتعزيز الجوانب البيئية الفردية والجماعية، والمساهمة في تكوين ملامح شخصية تراعي الجانب البيئي، ولفتح نقاش مجتمعي حول سبل الحفاظ على بيئة نظيفة.
وفتح منسق وزارة الإعلام "خلف" نقاشًا مع زائري المعرض حول أسباب غياب الاهتمام بالبيئة وإسقاطها من أجندتنا الإعلامية والحياتية، واستمع إلى وجهات نظر الزائرين وتحليلاتهم.
واستعرض الأسباب التي تقف عقبة أمام مجتمع يصادق البيئة وينتصر لها، وفي مقدمتها تراجع الإعلام عن واجبه في نقل الرسائل البيئة، وعدم تبنيها كأولوية، وإسرافه في الحديث عن شؤون أخرى كالرياضة والفن.
وقال خلف، إن رسالة المعرض الإعلامية تجيب على سؤال البيئة وتحدياتها، مثلما تُقدم مراجعة للسلوك الفردي والإعلامي والمؤسساتي تجاه البيئة، التي هي قضية حياة وأرض وماء وهواء وغذاء وصحة، وليست ترفًا أو مبالغة أو احتفالاً موسمياً.
وقالت منسقة مركز التعليم والتنمية المجتمعية، رولا خضير إن المعرض سيستمر لأسبوع، وسيساهم في السير باتجاه تعزيز ممارسات صديقة للبيئة، في مجتمع يخلو من الثقافة الخضراء، رغم أهميتها وحساسيتها.
|