:اريد حـــلا
ترشيد استهلاكنا للمياه
|
تقنية الغطاء الأرضي العضوي- الملش لتقليل استهلاك المياه |
جورج كرزم
نظرا لمحدودية الموارد المائية المتاحة حاليا، وحيث أن توفر المياه يعتبر عاملا أساسيا في أي استراتيجية هدفها تحقيق زيادة كمية ونوعية في الإنتاج الزراعي والغذائي، فمن الضروري أن نستفيد استفادة قصوى وناجعة من مياهنا الطبيعية المتدفقة، التي تضيع سدىً، كإقامة أعداد كبيرة من آبار الجمع والسدود الترابية، للإستفادة المباشرة من مياه الأمطار، للاستخدامات الزراعية والمنزلية، فضلا عن الاستفادة من مياه بعض الينابيع المنتشرة في الضفة الغربية.
كما لا بد أيضا من تشجيع الزراعات البعلية وزراعة المحاصيل التي لا تتطلب كميات كبيرة من مياه الري. ولا بد أيضا من رفع كفاءة عمليات الري الحالية بهدف التقليل من استهلاك مصادر المياه العذبة المتاحة وحمايتها، دون أن يؤثر ذلك، بالطبع، على مستوى الإنتاج الزراعي.
ومن الأهمية بمكان أيضا، إعادة تدوير المياه العادمة في الزراعة، بهدف زيادة كمية مياه الري والتقليل من تلوث البيئة والمياه الجوفية.
نقدم في هذه العجالة بعض الأفكار العملية المتعلقة بترشيد استهلاكنا للمياه:
أولا: يجب عدم ترك الحنفية مفتوحة والماء يتدفق منها بغزارة. إذ أن معظم أعمال المغسلة والمجلى تحتاج إلى مياه جارية باعتدال.
ثانيا: يجب إصلاح الحنفيات غير المضبوطة والتأكد من فعالية الحلقات المطاطية العازلة فيها، وذلك لمنع سيلان الماء. ولا بد أيضا من إقفال الحنفية أثناء الحلاقة وتنظيف الأسنان.
ثالثا: فيما يتعلق بخزان المياه في المرحاض، أي النياغرا، فبإمكاننا تفريغ نصف كمية الماء في الخزان، بدلا من تفريغه كاملا، علما بأن هناك خزانات تحتوي على "كبستين"، الأولى لتفريغ كل محتوى الخزان والثانية لتفريغ نصف الخزان. كما بإمكاننا تشغيل "كبسة" الخزان بعد كل بضعة استخدامات للمرحاض، علما بأن كمية الماء المتدفقة بكاملها من الخزان تبلغ نحو 10 لتر. ففي حالة تدفق كل كمية الماء من الخزان 30 مرة يوميا، فمعنى ذلك أن 300 لترا من الماء العذب تضيع سدى.
رابعا: بإمكاننا أيضا تعبئة الخزان بالمياه المستعملة المتدفقة من المغسلة، وذلك بتحويل ماسورة المياه "الوسخة" من المغسلة إلى خزان المياه، بدلا من ضياع المياه المستعملة المتدفقة من المغسلة إلى قنوات الصرف الصحي أو المجاري، علما بأن مياه المغسلة نسبيا غير وسخة بالمقارنة مع مياه الصرف الصحي، كما وتحتوي على كمية جراثيم أقل بكثير من مياه الصرف الصحي.
ومن المعروف أن الأسرة الفلسطينية تستخدم حوالي 50% من مياه المنزل العذبة في المراحيض، وبالتالي بإمكاننا الإستعاضة عن هذه المياه، بمياه أقل جودة، وتحديدا بالمياه الرمادية.
خامسا: هناك إمكانية لوضع كتلة حجر، بحجم مناسب، في خزان مياه المرحاض، بحيث تحتل الكتلة حجما كافيا في الخزان وبالتالي تقلل من حجم الماء في داخل الخزان.
سادسا: من المحبذ تغليف ماسورة الماء الساخن الخارجية بعازل خاص، غير مكلف، وذلك لتقليل كمية الماء البارد المتدفق هدرا من الحنفية قبل أن يتدفق الماء الساخن.
وأثناء انتظارنا تدفق الماء الساخن من الحنفية، فبإمكاننا جمع الماء البارد في وعاء مناسب، بحيث نستفيد من الماء النظيف المتجمع في الوعاء.
سابعا: بإمكاننا إعادة استعمال المياه الرمادية المحتوية على صابون كيماوي والقادمة من المغاسل والمجالي والمياه المستعملة للحمام والغسيل، في ري المزروعات الشجرية المثمرة والغير مثمرة أو في ري حدائق الزهور. وذلك بعد فصلها عن مياه المراحيض وتجميعها في حوض خاص للترشيح. حيث تتم فلترتها، ومن ثم استعمالها في الري. أو يمكن أيضا، وبنفس الطريقة، إعادة استعمال المياه الرمادية للمراحيض عن طريق إعادة ضخها إلى خزان منفصل على سطح المنزل، يستعمل خصيصا للمراحيض.
ثامنا: وبهدف استخدام المياه بشكل فعال، وبالتالي التقليل من استهلاكها في الزراعة، بإمكاننا تطبيق تقنية الغطاء الأرضي العضوي أو الحيوي، أو ما يعرف بـِ "المَلْش". وتتلخص هذه التقنية باستخدام مواد عضوية وحية لتغطية الأرض المزروعة وذلك لتقليل تبخر الماء المستخدم في الري، لأن الغطاء الحيوي يحجب الماء عن الشمس وبالتالي يحافظ على رطوبة التربة. كما يسهل الغطاء عملية الري، حيث تنساب المياه إلى التربة بسهولة من خلال الغطاء، كالقش مثلا، الذي يحافظ على المغذيات في التربة. كما أن الغطاء الحيوي يعمل على تجميع الندى في الصباح الباكر.
علاوة على ذلك، يعمل الغطاء الأرضي على قتل الأعشاب البرية والضارة التي لا نرغب في نموها، ولدى تحلله يتحول إلى سماد للأرض وبالتالي يعمل على تخصيب التربة.
ومن بين المواد التي يمكننا استعمالها كغطاء أرضي: القش، الحجارة، الكرتون، والورق. ويجب أن يكون القش المستخدم خاليا من البذور، حتى لا تنمو كأعشاب.
للمزيد من التفاعل، أو للحصول على معلومات إضافية، يمكنكم الكتابة على العنوان الإلكتروني التالي:
george@maan-ctr.org
|