كلمة التابغة تلفظ في الأصل اليوناني هيبتابغون (Heptapegon) وتعني سبعة ينابيع حرّفها العرب إلى التابغة، وتقع على الشاطئ الشمالي لبحيرة طبريا وتبعد ثلاثة كيلو مترات عن كفرناحوم، وبالفعل يمكننا مشاهدة الينابيع في يومنا هذا ولا زالت آثار بعض الأبراج وطواحين الماء ترى في المكان، وكانت المياه تنقل في قنوات إلى السهول المحيطة بالبحيرة لا سيما في العهد البيزنطي والعهد التركي.
لقد أشار التقليد المسيحي دائما إلى هذه المنطقة بأنها الأمكنة التي تمت فيها الأعجوبة الأولى بتكثير الخمسة أرغفة والسمكتين، وتوكيل بطرس لرئاسة الكنيسة وكذلك كرازة السيد المسيح على الجبل. فابتنوا الكنائس منذ فجر المسيحية في هذه المواقع. ومع حلول القرن السابع الميلادي هدم الفرس وغيرهم هذه الكنائس، وأضحت في القرن الثالث عشر مهجورة يذكرها المؤرخون الذين زاروا الأماكن المقدسة ومنهم الراهبة اثاريا في أواخر القرن الرابع الميلادي، فقد ذكرت الكنائس الثلاث التي اشرنا إليها، ومنها كنيسة تكثير الخبز حيث تقول أنها رأت المذبح في الكنيسة، الصخرة التي وضعت عليها أرغفة الخبز التي باركها وكثرها المسيح، وبقيت هذه الإشارة في مذكراتها إلى أن قامت جمعية دينية كاثوليكية من المانيا بشراء الأرض وعملت على تعمير دير عهدت به إلى الآباء البندكتيين. ولعبت الصدفة دورها بالكشف عن آثار الكنيسة التاريخية، فبينما كان أحد عمال الدير العرب في سنة 1933 يحفر بغرض زراعة الأرض، واذ به يرى الفأس تخرج قطع الفسيفساء من الأرض، وهكذا بدأ التنقيب وتم اكتشاف الكنيسة الأولى التي تعود الى القرن الرابع الميلادي، وتبين انها هدمت وأقيمت فوقها الكنيسة الثانية بعد قرن من الزمان أي الخامس الميلادي، وقد وجدت أعمدة المذبح محطمة في مكانها، ومما يدهش، انه قد وجدت أيضا تحت المذبح الصخرة التي ذكرتها السائحة اثاريا. كما كشفت أرضية الكنيسة الأولى والثانية المرصوفة بالفسيفساء الجميلة التي تحمل رسم سلة فيها خمسة أرغفة وكتابة باليونانية تحمل تاريخ بناء الكنيسة، وفي ارض الكنيسة اظهر الفنان الذي يعتقد بأنه مصري براعته بتصوير المقياس لنهر النيل (Nilometer) وزهرة عرائس النيل (Lotus) وعصفور الابيس والطيور المائية والبط والإوز وغيرها من الأشكال الهندسية والطيور وكلها رموز. والمثال على ذلك في الجانب الآخر فهناك الطاووس وهو رمز الأبدية لأن لون ريشه لا يتغير بل يدوم سنين عديدة.
في سنة 1980، أقيمت فوق آثار هاتين الكنيستين، الكنيسة الحالية حيث يرى أن حائطها الشمالي يرتكز على جزء من الكنيسة القديمة، وقد تم إصلاح وتكميل الفسيفساء داخل الكنيسة على نسق ما تم اكتشافه فأضحت تحفة فنية، ويجدر بنا أن نذكر أن الآباء البندكتيين قد تبنوا اقامة القداس في الكنيسة بحسب الطقس الشرقي البيزنطي.
التعليقات
مجلة افاق البيئة و التنمية
الصفــحة الرئيسيـــة
لماذا آفاق البيئة والتنمية
منبر البيئة والتنمية
الراصد البيئي
مشاهد بيئية
أخبار البيئة والتنمية
أصدقاء البيئة
أريد حلا
مبادرات بيئية
تراثيات بيئية
قراءة في كتاب
سياحة بيئية وأثرية
البيئة والتنمية في صور
أسرة افاق البيئة و التنمية
أعداد سابقة / الارشيف
كُتَابُنا
رسائل القراء
للاشتراك
الاتصال بنا
روابط
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية
يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.)أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء). ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة. الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
نلفت انتباه قرائنا الأعزاءإلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء منالمجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكرالمصدر .
توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة