|
مشاهد بيئية :
شذرات بيئية وتنموية
أمن غذائي: بقايا فأر في اللحوم... وأسماك ملوثة
عبد الباسط خلف
(1)
يقول عنوان الخبر: بقايا فأر في لحوم مجمدة!
أما التفاصيل: "عثر المواطن سميح أبو قبيطة من سكان يطا بمحافظة الخليل، على بقايا فأر بعد شرائه كيساً من اللحوم المجمدة ( في 20 شباط 2012). وتوجه للبلدية لتقديم شكوى، وعلى الفور أصدر رئيسها زهران أبو قبيطة تعليماته بمتابعة الموضوع، وتمت مداهمة محل بيع اللحوم وتفتيشه وتحليل ما لدى البائع من لحوم ليكتشف كيساً آخر وبداخله رجل (فأر)، ما أدى لمتابعة مصدر ومورد هذه اللحوم، واتخذت الإجراءات القانونية ضد مالكها.
وأشار رئيس البلدية في بيان وصل( آفاق البيئة والتنمية) أنها تسعى لتقويض ظاهرة تداول وبيع المنتوجات الغذائية الفاسدة ومنتهية الصلاحية، وتبذل جهوداً كبيرة لمراقبة الأسواق للتأكد من صلاحية وسلامة المواد الغذائية وخاصة اللحوم المجمدة.
أما التعليق: ترى ما الذي سنعثر عليه في المرة القادمة؟
(2)
أمن غذائي وأسماك ملوثة!
الخبر: حذر رئيس جمعية حماية المستهلك المهندس عزمي الشيوخي،( 25 شباط 2012) من خطورة انهيار منظومة الأمن الغذائي الفلسطيني، في أعقاب الارتفاع المتواصل في الأسعار وضبط كميات كبيرة من الأسماك الملوثة ببكتيريا "اللستيريا" في الأسواق من قبل طواقم وزارة الصحة .
وأوضح الشيوخي في لقائه بعدد من التجار والمواطنين في مقر جمعية حماية المستهلك بالخليل، انه من المتوقع ارتفاع أسعار كافة السلع والخدمات في العالم خلال عام 2012 من 10% - 15% مما ينعكس على أسواقنا بموجات من الارتفاعات للأسعار طوال العام الجاري، وهذا يزيد من تآكل الأجور والرواتب وخفض القيمة الشرائية للشيكل، وانخفاض الطلب والزيادة في العرض لجميع السلع المتداولة بالأسواق.
وأضاف الشيوخي في بيان وصل(آفاق البيئة والتنمية): أن أسعار المحروقات في ارتفاع مستمر ما انعكس على زيادة ارتفاع الأسعار بشكل عام.
وأشار إلى إن غالبية المواطنين أصبحوا لا يستطيعون شراء لحوم المواشي الطازجة، والذي وصل سعر الكيلو منها إلى 80 شيكل، ولا يستطيعون شراء لحوم الأبقار الطازجة الذي وصل سعر الكيلو منها إلى 55 شيكل، في حين وصل سعر كيلو لحم الدجاج إلى 20 شيكل، ليسجل رقما قياسيا غير مسبوق مع مطلع العام الجاري ونهاية السنة الماضية.
وعبر الشيوخي عن خيبة أمل المواطن والمستهلك، من تحميل كل جهة من جهات الاختصاص المسؤولية عن وجود الأسماك الملوثة في أسواقنا للجهة الأخرى .
وأكد انه لا يجوز لقسم في وزارة الصحة أن يكون مسؤولا عن فحص الأسماك الموجودة في الأسواق، دون التعاون مع كافة جهات الاختصاص الأخرى، ويجب على وزارة الزراعة منح التصريح اللازم لإدخال الاسماك والألبان والمنتجات الحيوانية والنباتية للتجار ولشركات الاستيراد وفق قانون الحجر الصحي، وان تشكل دائرة البيطرة صمام الأمان لصلاحية اللحوم والمنتوجات الحيوانية بشكل عام، وعلى وزارة الصحة، أخذ العينات من كافة المواد الغذائية المستوردة، بما فيها الأسماك واللحوم لفحصها ومطابقة الشهادة الصحية من بلد المنشأ مع نتائج الفحوصات التي تصل لها وزارة الصحة، وبعدها تقوم بتعميم النتائج لفحوصات العينات إلى جميع جهات الاختصاص، بما فيها وزارتي الزراعة والاقتصاد الوطني وكافة الجهات الرقابية والتنفيذية.
وطالب الحكومة بتوفير مختبرات متخصصة لفحص عينات المواد الغذائية، وجميع السلع التي تدخل إلى أسواقنا، لضمان الحفاظ على الأمن الغذائي والأمن الاقتصادي للمواطن والمستهلك.
التعليق: كم ستستوعب أجسادنا الهشة من هذه السموم؟
(3)
سرطان
هي في العقد الرابع، أو تجاوزته بقليل، لم تكن تعلم من المرض المجنون إلا اسمه، ووقع حروفه الثقيلة على النفس والروح. وبسرعة خاطفة، تسلل إليها هذا الخبيث، في عتمة ليل، ليقضي على جزء من أنوثتها.
"كم هو وقح هذا العدو. يقتل وهو يضحك": هكذا كتبت في دفتر يومياتها، ووضعت إشارة وردية تشبه ذلك الرمز الذي يتخذه المناصرون والمقاومون لسرطان الثدي.
نسيت كل شي عن تلك السيدة، التي عرفتها قبل أكثر من عشرين سنة، كانت مفعمة بالحياة، والأمل، لكن القدر قرر أن يغير لها ملاح حياتها.
هل ستنتصر هذه المرأة على كابوسها المزعج؟
من هي الضحية التالية؟
ليتنا نطوق أنفسنا وصحتنا بحزام وقاية، وليت هيئاتنا العليا تحرسنا بقوانينها وأنظمتها، قبل أن تحل الكارثة.
(4)
"فتنة "زهر اللوز
لا تطير حكايات جدتي من شريط ذاكرتي، فقد كانت تسبق إطلالة الربيع لتقول لي بعفوية: زهر اللوز من الجنة!
لا أظنها، بالرغم من افتقارها لسلاح التعليم، عجزت عن وصف هذه الزهرة الأسطورية، التي تخطف الأبصار، فأبدعت.
في فلسطين، وسواها، ينثر هذا الزهر بألوانه: الأبيض الناصع، والأحمر المخفف، الوردي الفاقع، أو المُختلط،، فيغري العيون لرحلة عطرية.
تجمع الأزهار في يوم ربيعي مُبكر عُصارة متعددة الوجوه: ففي ركن ما، تتباهى الزهرة بسحرها، وفي وقت غروب تطلق الوردة لحن عشق، وعند إشراقة فجر بارد، تمد اللوزة العيون بحرارة للقلب وللروح، وقريباً من شجرة فاتنة يقفز طائر الشمس بين عالم تعجز الألوان عن تقليد روعته، أو تداعبه فراشة، وحتى وإن تآمرت الريح على عبير اللوز هذا، فإنه كالثلج، يُعطر الأرض، ويُشعل القلوب شوقاً للربيع.
وأبدع الراحل محمود درويش حين قال:
"لوصفِ زهرِ اللوز، لا موسوعةُ الأزهارِ
تسعفني، ولا القاموسُ يسعفني...
سيخطفني الكلامُ إلى أحابيلِ البلاغةِ
والبلاغةُ تجرحُ المعنى وتمدحُ جرحه،
كمذكَّرٍ يملي على الأنثى مشاعرها
فكيفَ يشعُّ زهرُ اللوز في لغتي أنا
وأنا الصدى؟"
المشهد، والفن، والربيع، والتألق، باختصار، حكاية زهرة، وأنشودة، وعبير، وشفاء لعين لوثتها مشاهد أخبار عاجلة تُدمي القلب شرقا وغربا، وتُوجع الروح . .. سبحان من خلق فأبدع.
(5)
قائمة سوداء
مواد حافظة، معلبات، مشروبات غازية، سجائر، معسل، أصباغ، زيوت مهدرجة، زيوت قلي معاد حرقها عدة مرات، مساحيق عصائر، سموم كيماوية مسموح بها، مبيدات أعشاب، إشعاعات، لحوم فاسدة، تعديل وراثي، لحوم مجمدة، وقائمة طويلة من سواد يطارد بقايا صحتنا.
|
