:تراثيات بيئية

الفول طعام شعبي على مدار العام
البيئة في فكر قدري طوقان
زهرة من أرض بلادي - بسباس (أقحوان)

الطعام التراثي الموسمي
الفول طعام شعبي على مدار العام

ناديا البطمة
مركز حسن مصطفى الثقافي

الفول عند الشعوب والأمم
عرف الإنسان الفول منذ القدم، فقد كان الإغريق يأكلونه بقشوره وكانوا يستخدمون الفول المصري الأخضر في صندوق الاقتراع، عوضاً عن الأوراق، فنسجت حوله أساطير كثيرة عجيبة، حتى كان العلاّمة (فيثاغورس) لا يأكله لزعمه أنه مأوى أرواح الموتى.
وأما في روما فكانت صفة القِدَمْ التي للفول تضفي عليه نوعاً من القدسية، ولذلك كانوا يستخدمونه في بعض الاحتفالات الدينية، وقد أكثرت الأقوام القديمة من استهلاك الفول في الحساء وفي الثريد وفي (تشريب الفتة) وكانوا يستخدمونه طحينه في صنع الخبز.
والفول من نباتات منطقة البحر الأبيض المتوسط وموطنه الأصلي شمال إفريقيا وفي فلسطين يزرع في المناطق الزراعية والحدائق المنزلية، وموسم الفول البلدي  في فلسطين يمتد طوال الشتاء والربيع بسبب نضج الفول الغوري مبكراً في الشتاء ويبدأ موسم الفول الجبلي في الربيع.
ولأن الفول من العائلة البقولية يطلق عليه اسم (لحم الفقير) ويؤيد هذه التسمية العلم، بسبب غنى الفول بالبروتين الذي تعتبر اللحوم غنية به.
أما في عالم النكهات والطعم والتذوق فلا مقارنة ولا يغني أحدها عن الآخر، أمّا المثل الشعبي فقد صنّف الفول الناشف تحت اسم البقوليات وهي العدس والحمص والفول كما تسمى أيضاً (بالحمصان)

يقول المثل الشعبي في الفول الناشف:-

وهذا مثل يدل على دقة الملاحظة والرصد عند الفلاح لبيئته وما عليها من نبات وحيوان وعليها يقيم ويقيس
كل فول وناطح العجول، (كناية عن مدى الفائدة التي يكتسبها آكل الفول).

الفول في الطب الحديث
لإزهار الفول وفروتة الخضراء خواص مدرة تكافح الرمال البولية وتحل بلورات الرمال المتراكمة في الكلى ومجاري البول.
كما أن لب الفول الأخضر إذا غلي وشرب، يفيد المصابين بالرمل والحصى والتهاب الصفراء والكليتين والمثانة.
وهذه وصفة لاستعمال أزهار الفول في علاج الرمال أو عسر الهضم، مأخوذة من كتاب الغذاء لا الدواء للدكتور صبري القباني:-
تؤخذ حفنة من أزهار الفول وتوضع في كأسين كبيرين من الماء، وترفع على نار خفيفة لمدة ساعة تقريباً ثم يشرب المنقوع صباحاً على الريق.
طبخات الفول الأخضر الشائعة:-

يحاس الفول الأخضر بقليل من الزيت البلدي والبصل ويضاف إليه القليل من الماء حتى ينضج ويضاف إليه مدقوق الثوم.
يهرس ويضاف إليه الطحينة المسنونة بالحامض، بالنسبة للثوم النيئ تكون رائحته قوية، وإذا أضيف إلى الفول مع الطبخ تقل الرائحة ولا تتأكسد.

يقلب اللحم المفروم بالبصل ويضاف إليه قطع الفول الأخضر مع إضافة قليل من الماء، كلما لزم الأمر حتى ينضج ويملح ويبهر.
ثم يخفق البيض ويسكب فوق الفول ويحرك قليلاً حتى ينضج البيض ويقدم ساخناً.

(وهناك طبخات قديمة من الفول مثل البصارة وهي من الفول المجروش) وتطبخ مثل العدس المجروش، ويضيف أهل يافا الى الوصفة الملوخية الناشفة التي تغلي حتى تنضج.
هذا عرض لاستعمال الفول الأخضر والجاف في الطعام الشعبي وهو غذاء ودواء تجود به الأرض الطيبة.
وتتفنن النساء في طرق طهوهُ وإعداده وما يضاف عليه ويؤكل معه والى جانبه، فتتعدد النكهات والأطعمة، وبذلك تُلحٌّ حاسة الذوق في طلبه.

البيئة في فكر قدري طوقان

المفكر والعلامة قدري طوقان

علي خليل حمد

يغلب على الإنتاج الفكري لقدري طوقان الاهتمام بالقضايا العلمية، وذلك بحكم مشاركته الواسعة في المؤتمرات العلمية الخاصة بالذرة وغيرها، وكذلك بحكم تأليفه الكتب العلمية التي تجاوزت ميدان اهتمامه الأساسي، أي تراث العرب العلمي، إلى تعريف الناشئة العرب بمنجزات العلم الحديث وتحبيب العلم إليهم: ومن هنا نجده يتحدث عن البيئة من منظور العالم والمربي المسؤول، إلا أن هذا لم يمنع، بل لعله استدعى، أن يتطرق لموضوعات أخرى طريفة ذات صلة بالبيئة في إطار الأسلوب العلمي المتأدب الذي ميز كتاباته، وجعلها محببة الى القراء.

-1-
البيئة والأخلاق

وضع الفيلسوف الأندلسي ابن طفيل مفهوما جديدا للأخلاق؛ فالأخلاق الحميدة هي التي لا تعترض الطبيعة في سيرها ولا تحول دون تحقيق الغاية الخاصة بالموجودات؛ فمن طبيعة الفاكهة مثلا أن تخرج من زهرتها لتنمو وتنضج ثم يسقط نواها على الأرض لتخرج من كل نواة شجرة جديدة؛ فإذا قطف الإنسان هذه الثمرة قبل أن يتم نضجها، فإن عمله هذا يعد بعيدا عن الأخلاق لأنه يمنع الثمرة التي لم يتم نموها ونضجها بعد، من أن تحقق غايتها في الوجود، وذلك إخراج شجرة من نسلها.

-2-
إما البيئة وإما الفناء

قال معلقا على صنع القنبلة الهيدروجينية:
الذي أخشاه أن يكون الإنسان قد فقد الملاءمة بينه وبين بيئته، وأنه إذا لم يستطع تكييف عقله مع البيئة المتجددة فمصيره كمصير الزواحف العظيمة التي ظهرت على الأرض ثم اختفت؛ وهناك عامل آخر وهو أن النظام الاقتصادي القائم في أكثر بقاع الأرض، والأنانية الطاغية، والمصالح الاقتصادية والاستعمارية، قد اتجهت بالعقل نحو التدمير واختراع وسائل الإبادة والفناء. فإذا استمر العقل في هذا الاتجاه، ولم يتمكن الإنسان من تكييف العقل مع البيئة والحد من انانيته وتغيير أنظمته الاقتصادية، فستزول الحضارة ويقضى على معالمها. وعلى الحكماء والفلاسفة ورجال الفكر، في سائر بقاع الأرض، أن يعملوا على توجيه العقل في الاتجاهات التي تؤدي إلى الإثمار والإنتاج وبناء عالم أفضل تسوده العدالة والأمن والسلام؛ ومجال النجاح في ذلك واسع، وذلك لأن العلم لم يعد وقفا على جماعة دون أخرى؛ فهو مشاع، والاختراع الذي يخرج من أميركا يقابله اختراع مماثل في روسيا، وما يهتدي إليه العلماء في انكلترا يهتدي إليه العلماء في ديار أخرى.
والذي نرجوه أن يتكيف عقل الإنسان مع البيئة المتجددة، فلا يتمادى في تسخير قواه في الهدم والتدمير بل تتغلب الحكمة البشرية على المطامع والأهواء، فيوجه الإنسان هذه القوى الهائلة في طريق الخير والبناء والإثمار؛ لتجني فيها الإنسانية الرفاه والاطمئنان، وليحصل الإنسان على عالم أفضل ومحيط أسمى تذوب فيه الأنانية والمطامع الاستعمارية، وتزدهر فيه القيم المعنوية على أسس من العدل والحق والخير والجمال.

-3-
تفهم الطبيعة

يقول الناس: إن السد العالي إعلان لانتصار الإنسان على الطبيعة؛ وأنا أقول: إن السد العالي دليل على فهم الإنسان للطبيعة وقوانينها، واستيعابه لبعض أسرارها.
ولولا هذا الفهم، وذلك الاستيعاب، لما خضع النهر العظيم للعلم وتطبيقاته، ولما تحول عن مجراه.
وكلما تعمق الإنسان في قوانين الطبيعة ونظام الكون وزاد فهما لها وخبرة فيها، استطاع بالطموح والتصميم أن يقضي على المستحيل ويحقق المعجزات.

-4-
البيئة وعمالقة الفكر

والعملاق في مجال الفكر لا ينمو ولا يثمر إلا في بيئة تتعهده وترعاه. ولقد فطنت بعض الشعوب لهذه الناحية فراحت حكوماتها توجد العوامل والوسائل لنمو العمالقة وتربيتهم، وتعهدتهم بمستوى عالٍ من المعيشة وتسهيل الإنتاج والخلق والابتكار؛ فلا حسد ولا مقاومة، بل تشجيع وحرية وإطلاق للمواهب والقابليات. 
فالبيئة هي التي تنمي العبقرية وقد تقتلها.
والبيئة هي التي تغذي النبوغ  وقد تخنقه.

-5-
الجو والمزاج

في بعض الأحايين يشعر الإنسان بأنه نشيط على استعداد للعمل بحيوية وهمة،  دون أن يكون هناك أسباب  توجب ذلك؛ كما أنه يشعر في أحايين أخرى بأنه تعِب يعتريه خمول وتراخ وأن حيويته في نقص؛ فلا يستطيع القيام بالاعمال التي تستوجب نشاطا وعزما؛ أي أن المزاج يتغير ويتقلب، فبينما هو مزاج النشاط والهمة في أيام إذا هو مزاج الخمول والفتور والتراخي في أيام غيرها، دون أن تكون هناك عوامل توجب ذلك النشاط أو الخمول.
وقد درس بعض العلماء هذه المسالة، وأخضعوها لتجاربهم وبحوثهم؛ فتبين لهم أن هناك علاقة وثيقة بين الهواء الذي نتنفسه وبين المزاج.
فالشعور بالنشاط أو بالفتور يتصل اتصالا وثيقا بالجو وما يحويه من دقائق وجسيمات مكهربة؛ إذ يحتوي الهواء على دقائق مكهربة بعضها يحمل شحنات موجبة وبعضها يحمل شحنات سالبة. ولسنا بحاجة إلى القول إن هذه الدقائق موجودة أو محمولة في الغبار وفي قطيرات الماء. وقد توفق العلماء لكهربة الجو حين يريدون، كما توقفوا لصنع أجهزة يمكنهم بوساطتها أن يخرجوا -من قدر معين من الهواء في معامل البحث- الدقائق المكهربة الموجبة والدقائق المكهربة السالبة.  وقد أجرى العلماء تجارب كثيرة في تأثير الدقائق بنوعيها من الشحنات، فوجد الأستاذ "دسور" أن المرضى الذين يتعرضون للدقائق التي تحمل شحنات موجبة يشعرون بالتعب والإعياء والدوار والصداع، وأنه متى أزيلت هذه الدقائق من الهواء وتعرضوا للدقائق السالبة شعروا بالنشاط والانشراح وزال ما كانوا يقاسونه من الدقائق الموجبة؛ ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل ظهر أن وجود الدقائق الموجبة يزيد في ضغط الدم، وأن وجود الثانية يخفف من هذا االضغط ويحدث شعورا مليئا بالراحة.
ويحاول العلماء الآن إخضاع حالة الجو الكهربائية إخضاعا تاما، وقد قطعوا في هذا شوطا؛ والأمل كبير في أن يتمكنوا في المستقبل القريب من أن يجروا تكييفا في حالة الجو الكهربائية؛ وذلك بزيادة الدقائق الموجبة أو السالبة، مما يوافق المزاج وحالة الإنسان الفزيولوجية.

زهرة من أرض بلادي
بسباس (أقحوان)

د. عثمان شركس / جامعة بير زيت

الاسم اللاتيني: Chrysanthemum coronarium L.
الاسم الانجليزي:Crown daisy
الاسماء العربية المحلية الشائعة: بسباس، بسوم، صفير، أبو عباس، أقحوان، كراع الدجاجة.
اسم العائلة: العائلة المركبة: Compositae

وصف النبتة:
نبات سنوي، يتراوح ارتفاعه بين 30-80سم، غير مغطى بالشعر، السيقان قائمة، محزز بأخاديد، مورقة، متفرعة، الأوراق السفلى تستدق عند القاعدة. الأوراق العليا تحيط جزئيا بالساق. الأوراق مفصصة إلى أجزاء رمحية الشكل، حوافها مسننة. قطر الرؤوس المزهرة 3-6 سم. القنابات مرتبة في 2-3 صفوف، بيضاوية مستطيلة ولها حواف بنية غشائية. لون الأزهار اصفر باهت. الأزهار المحيطة مؤنثة، شريطية. الأزهار الداخلية أنبوبية، كاملة. ثمار الأزهار المحيطية عريضة، مضلعة، لها ثلاثة أجنحة. الثمار الداخلية منضغظة، رباعية الأضلاع، ولها جناح رفيع في جانبها الداخلي.

وقت الإزهار: شباط – حزيران.
التوزيع الجغرافي: الحقول، جوانب الطرق والأماكن المهملة، رام الله ، وادي الباذان، وادي القلط، وادي سيرة، ومنطقة أريحا.
الاستعمال: تستخدم سيقانه الطرية بعد نقعها ومن ثم شربها في تخفيض درجة الحرارة من الجسم، وتنظيم العادة الشهرية عند النساء، وتخفيف آلام الرأس وآلام المفاصل وغيرها.

Chrysanthemum coronarium

(عدسة عثمان شركس)