أيار 2008 العدد (3) |
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا |
May 2008 No (3) |
||||||||||||||
|
||||||||||||||||
|
||||||||||||||||
تراثيات بيئية:
|
||||||||||||||||
علي خليل حمد تتكرر في أدبيات البيئة مقولة "إن الأضرار التي تلحقها العوامل البشرية بالبيئة في الوقت الحاضر، لا تقلّ سوءاً عن الأضرار التي سببتها عوامل الطبيعة فيما مضى". وهي مقولة توجد أدلة كثيرة على صحتها، لعلّ أقربها عهداً ما يقترفه الاحتلال في بلادنا، ولاسيما نابلس، من دمار وقتل وتخريب، يفوق ما سببته لها الزلازل من أضرار. بيد أن هذا لا ينبغي أن يحملنا على تجاهل الزلازل ومخاطرها؛ فقد عرفت نابلس ومدن فلسطينية أخرى، زلازل شديدة الوطأة، كالتي وقعت في 1153، و 1201، و 1836، وكان آخرها الزلزال الذي وقع في عام 1927، وهو الذي كانت له قصة أليمة ينبغي أن نستذكرها ونستخلص العبر منها. (شاهد عيان) وصف المؤرخ النابلسي،إحسان النمر، حادثة الزلزال الكبير بقوله: "في عصر اليوم الخامس عشر [الثاني عشر] من محرم سنة 1346 هـ الموافق لليوم الحادي عشر من شهر تموز سنة 1927 شعرنا بهزة أرضية لم تلبث أن صارت دفعاً من أسفل إلى أعلى، وقد دامت تسعين ثانية، هدمت نحو ستمئة دار وقتلت نحو خمسين نفساً وجرحت مثلهم". "كنت في عليّة في الطابق الثالث فلم أخرج حينما شعرت بالهزة، ولكن حينما اشتدت شعرت كأن شخصاً حملني وأخرجني،ولم أكد أخرج حتى هبطت العليّة على جهاتها الأربع وقد نزل السقف على أرضها ونزلت كتلة العقد الكبير على المكان الذي كنت أجلس فيه. وبعد ذلك نزلت فأسعفت شقيقتيْ اللتين أصيبت إحداهما بإصابات خطرة." وقد استولى الفزع والذهول على الناس فمنهم من قادوه كالأعمى وهو معدود من الشجعان، ومنهم صيدلي ظلّ يركض وبين أصابعه شيء من السقوف مسافة بعيدة لم يفتحها. ولم ينم أحد تلك الليلة، وجميعنا بتنا تحت السماء؛ وكثير من الناس لم يناموا تحت عقد أبدا. وقد ترك كثيرون دورهم وحوانيتهم مفتوحة.وقد أصبحت العائلات بلا مأوى أو تركت بيوتها وظلّوا نحو شهر في الخلاء، ثم بنت لهم البلدية خصاصاً من الحصير ثم بيوتاً من الزنك ثم من الحجر جوار رجال العامود... ولا تزال تسمى حارة المنكوبين في الجهة الجنوبية الشرقية ". "وقد اشتغل الصغير والكبير وفي مقدمتهم شباب النادي العربي لرفع الأنقاض ورفع الجثث التي بقي بعضها بدون دفن ونبش ثمانية أيام..ولم يقف الأمر عند هذا بل إن المطر عند نزوله في الشتاء هدم بعض الدور على من فيها." (الدمار الشامل) تحدّث ضرغام فارس في أطروحته المعنونة "مدينة نابلس وزلزال عام 1927" عن اتساع مدى الزلزال وأضراره، قال: إن مركز الزلزال كان في منطقة البحر الميت؛ وقد شعر به عموم أهل فلسطين وشرق الأردن، وأصيبت سكك الحديد بعطل كبير، وكانت أكبر الخسائر في مدينة نابلس تليها مدينتا اللد والرملة. وقد عزا الباحثون فداحة الأضرار في نابلس إلى تكاثف الأبنية وتراصّها من جهة، وإلى ضعف الأبنية نفسها من جهة أخرى. وقدرت الخسائر في فلسطين بحوالي مئتي قتيل و 731 جريحاً منهم 356 كانت جراحهم خطرة، وفي شرق الأردن بلغ عدد القتلى 68 والجرحى 102؛ وأمّا في مدينة نابلس فقد بلغ عدد القتلى 75 والجرحى 365، وهي أكثر المدن تضرراً من الزلزال، كما بلغ عدد العقود (الغرف) المتضررة فيها 1481 غرفة منها 172 غرفة هدمها الزلزال كلياً، وأما بقية الغرف المتضررة فد أصدرت البلدية أمراً بهدمها لعدم إمكانية ترميمها باستثناء 70 غرفة كانت قد لحقت بها أضرار بسيطة. أما الخسائر المادية فقدرت في فلسطين وشرق الأردن بحوالي مليون ونصف مليون جنيه فلسطيني، منها 200 ألف جنيه تكبدتها نابلس وحدها، ثمناً للمنازل والحوانيت التي هدمها الزلزال وما بداخلها من أثاث وبضائع. (والمساعدات ؟) ذكر فارس أن عدد العائلات المنكوبة في مدينة نابلس كان حوالي 500 عائلة، تعثّر إسكانهم بعد إيوائهم المؤقت في بيوت الزنك، لعدم توافر الأموال الكافية، ولمماطلة أصحاب الأراضي التي أرادت البلدية نزع ملكيتها لصالح مشروع الإسكان؛ وعزا فارس التلكؤ الذي حصل إلى عدم جدّية حكومة الانتداب في حلّ المشكلة. وتجدر الإشارة إلى وصول مساعدات –إغاثة- لمنكوبي الزلزال في نابلس، من مختلف مدن فلسطين وبلدانها، ومن مصر وسوريا ولبنان والأردن والسودان، غير أنها لم تكن تكفي لاحتياجات الإغاثة وحدها.
|
||||||||||||||||
شهر أيار (جماد) في الذاكرة الشعبية
أنشطة وفعاليات وعمليات زراعية في شهر أيار
يقول المثل الشعبي: "في عيد الخضر حرام حط النير ع البقر" (ويصادف عيد
مولد الخضر عليه السلام في 6 أيار) ويعني هذا المثل، إن حراثة الأرض
المشجرة بالبرقوق والزيتون والعنب والتين واللوزيات، والجوز محظورة بعد
الأسبوع الأول من أيار؛ لأن شق الأرض سيعرضها للجفاف نتيجة التبخر
الزائد الناتج عن ارتفاع درجة الحرارة علما أنه من المستحسن حرث الأرض
للمرة الثالثة في أوائل أيار (تثليث) إذا ما كان موسم المطر جيداً جدا
خلافا لما هو عليه الحال لهذا العام. أيار شهر الحصاد.
إن المثل الشعبي "في أيار الغمر طيار" كناية على بدء موسم الحصاد حيث
نبدأ بمشاهدة الغمر، أي أكوام الحصيدة في الحقول، وفي هذه الفترة تهب
عادة رياح الخماسين والتي تأتي من البادية العربية. أما هذا المثل
فيحدد بداية الحصاد فيقول "في عشرة أيار احمل منجلك واندار" و"في شهر
أيار خد منجلك وغار" كناية عن موعد حصاد القطاني من (فول، عدس، وكرسنه
وحمص) ويجب أن يتم ذلك قبل تمام اصفرار العظمة (الساق) ونضوج الجرس
(الثمر) لئلا يسقط الحب على الأرض، ويذهب سدى. لذا يقول المثل "في مايس
اسحب منجلك وآيس" كما ان البرد في أيار يؤثر سلبا على المحاصيل
المذكورة والتي حان حصادها ويعبر هذا المثل عن المعنى فيقول " برد أيار
خرّاب الديار". ثمار شهر أيار
"أيار توت ومشمش وخيار" و"بعشرة أيار خوخة، وسبلة وزرّ خيار" و"في أيار
بستوي المشمش والخيار" وفي أيار كلّ منها كوسا وخيار" وفي أيار يبدأ
موسم الخضر الصيفية كموسم الملوخية الخضراء. أيار شهر النكبة والقضية.
منذ عام 1948 وفي 15 أيار حسب التقويم الميلادي الغربي ومن النواحي
السياسية والوطنية، والحياتية، والبيئية حدثت النكبة وتواصلت. فأيار
شهر النكبة والاقتلاع، والتهجير، والتدمير لـ 420 قرية فلسطينية ويزيد،
اندثر معها تراث اللاجئين وهويتهم ووعاء حضارتهم، وكانت هذه الهوية
متمثلة بالأرض وما فيها وعليها. "أيار شهر الرياحين والأزهار"
يدفعنا هذا المثل الشعبي للحديث عن نبات الريحان لما له قيمة في
الوجدان الشعبي؛ وهو الذي يزرع في الحدائق المنزلية وفي الأرض
والبساتين المروية (الجنان) كما يزرع في مداخل البيوت والمحلات
والشرفات، وعلى مشربيات الشبابيك القديمة ذات ( المصطبة والرواق) التي
كانت تستعمل للجلوس ويتدلى من الأوعية الفخارية أنواع القرنفل
والريحان. ومن تراث أهلنا الزراعي اختيار نباتات الزينة التي تجمع بين
الخضرة والأزهار والرائحة معا وكان من أهمها الرياحين التي تزهر في
أيار حتى آب. وتتميز هذه النبتة العشبية شبه الشجيرة بكثرة فوائدها
الطبية ويستعمل كل جزء منها، الأوراق والأزهار والأغصان المزهرة
والبذور. كما تستعمل الأوراق كتابل ومنكه ومهضم في كثير من الأطباق.
نباتات تزهر في أيار
1. النباتات العشبية: نبات الخردل، والخبيزة، والحلبة، والشومر،
والجعدة، والبقدونس والسوسن والقراص والبصل والريحان. |
||||||||||||||||
المريمية (قصعين) المهددة بالانقراض
د. عثمان شركس
الاسم العلمي:
Salvia fruticosa Miller
وصف النبتة: شجيرة صغيرة يصل ارتفاعها من 40-80 سم. سيقانها كثيرة
التفرع وهي رباعية الزوايا وكثيرة الأوراق ومتخشبة في جزئها السفلي. في
فصل الشتاء تموت الأجزاء غير المتخشبة، وفي الربيع تبدأ بالنمو من جديد
حيث تنمو الفروع الجديدة والبراعم الموجودة على الأجزاء المتخشبة.
والأوراق متقابلة جلدية طولها 3-10سم. جميع النبتة مغطاة بأوبار كثيفة
مما يعطي النبتة لوناً أخضر - رمادياً، وتترتب الأزهار على شكل السوار
حول الساق بعدد يتراوح بين 4-8 أزهار. الزهرة لها لون أزرق بنفسجي أو
قرمزي وأحياناً أبيض، والنبات له رائحة عطرية مميزة.
|
||||||||||||||||
من تراث فلسطين البيئي
منظر عام لوادي عين جامع الأخضر (جنوب غرب قرية بتير) الذي شُقت طريقه
عام 1960 لتصل إلى عين جامع الظاهرة في الصورة حيث رممت الهين وبركتها
ومجاريها، وقد سميت الطريق في حينها "طريق الزراعة والحياة". وبالفعل
امتد العمران والبنيان إلى هذه المنطقة الحدودية المهجورة ودبت الحياة
فيها، واستثمر أحد المواطنين أرضه بتحويلها إلى منتجع سياحي ومسبح
يتردد عليه أهل المنطقة، وعلى وجه الخصوص أهل القدس الشرقية يقع في هذه
المنطقة عدد من العيون والينابيع الأثرية الصغيرة مثل عين الهوية وعين
أباسين ويهددها جدار الفصل العنصري, كارثة على الأرض والماء والإنسان
والأحياء الصامتة واستلاب جديد للحياة والوجود (من مجموعة صور المرحوم حسن مصطفى)
|
||||||||||||||||
|
||||||||||||||||
التعليقات |
||||||||||||||||
البريد الالكتروني: MAJED05@LIVE.COM الموضوع: تراثيات بيئية – العدد 3 التعليق: مميز ورائع
|
||||||||||||||||
|
||||||||||||||||
الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا أو المؤسسة الداعمة. |
||||||||||||||||