|
|
![]() |
|
||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
|
أذار 2009 العدد (12) |
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا |
March 2009 No (12) |
||||||||||||||
|
|
|
|
||||||||||||||
|
|
|
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||||
|
مشروبات الطاقة: هل هي "سموم أنيقة" تباع في الأسواق بشكل قانوني؟!
عبد الباسط خلف: خاص بآفاق البيئة والتنمية
تشهد الأراضي الفلسطينية هذه الأيام حملة ترويج ضخمة لأحد أنواع مشروبات الطاقة. إذ صارت المحال التجارية وحواف الطرقات وبعض وسائل الترويج لا تتسع رغم امتدادها لفنون الدعاية لهذه السلعة. أتوقف في محطة للوقود في بلدة حوارة قرب نابلس، واسأل أحد الفتية(أقل من 12 سنة) الذي أغرته الثلاجة الدائرية التي تحمل اسم مشروب للطاقة، وراح يرتشف علبة منها: هل قرأت المكونات والتحذيرات على العلبة قبل أن تشرب؟
تختفي الإجابة من الفتى، لكن صاحب أحد الحوانيت الكبيرة في جنين منحني
إجابة مغايرة، فحينما سألته عن مكونات السلعة الجديدة وهل يراعي القيود
المفروضة على بيعها، وهل سمع بالجدل الذي دار في العالم حول هذا المنتج،
كانت إجابة تزيد الطين بلة. يفيد صاحبنا: "كان الصنف مع وكيل كسول، واليوم استلمتها شركة أكثر نشاطاً، فوزعت الثلاجات على شكل العلبة نفسها، ووضعت الملصقات، وتنشطت كثيراً" أقترب من صاحب الحانوت وأقول له: هل تسمح لأحد بأن يلصق قرب منتجكم الجديد نشرة طبية نشرتها وسائل إعلام عربية وغير عربية حذرت من هذا المشروب؟ أو دعوة من جمعية تحرص على الصحة والبيئة تطالب بالكف عن التعاطي مع هذه السلعة؟ يقول لي: يعني الناس عنا مقطعة حالها من كثر القراءة والاهتمام بالصحة؟! أشاهد ثلاثة فتية يشربون من المادة نفسها، فأستأذنهم بسؤال: هل تحتاجون لطاقة إضافية؟ ولماذا لا تشربون عصائر طبيعية؟ يردون: "حبينا نجرب بس"
حياة مهددة أعود إلى أرشيفي وأسحب عدد الثلاثاء (19 آب 2008) من صحيفة"الراية القطرية"، والذي حمل تحقيقاً صحافياً حمل عنوان مفاده: مشروب الطاقة يهدد حياتك، وعنواناً رئيسًا يقول: "تصاعد التحذيرات الطبية من مخاطره الصحية" في حين أوردت معدة التقرير إيمان نصار المزيد من العناوين الفرعية التي تبث الرعب لمن يطالعها-إن وجد من يقرأ-!! تقول العناوين:
ومما أضافه التقرير: "أثار التحذير الذي أطلقه مؤخرا الباحثون الأستراليون حول المخاطر الصحية لمشروب الطاقة "ريد بول" من جديد الجدل حول حقيقة تلك المخاطر وما قامت بها الجهات المسؤولة في قطر للتأكد من تلك المخاطر خاصة بعد أن شهدت الفترة الماضية تساؤلات حول احتواء المشروب على نسبة من الكحول."
أخطار حقيقية وكان باحثون استراليون قد أكدوا في تقرير تداولته وسائل الإعلام أن المشروب يزيد من معدلات الإصابة بأمراض القلب والجلطة الدماغية، وأشاروا إلي أن تناول علبة معدنية سعة 250 ملم مكعب من هذا المشروب الذي يزعم البعض أنه يزود من يتناوله بجناحين للتحليق يزيد لزوجة الدم ويفاقم خطر الإصابة بالجلطة الدماغية. وأضاف الباحثون أنه بمرور ساعة علي تناول المشروب تتوقف أجهزة الدم عن العمل بشكل طبيعي مشيرين إلي أن الأمر يصبح أكثر خطورة في حالة إصابة المرء بضغط الدم أو أمراض القلب والأوعية الدموية، حيث يحتوي علي نسبة عالية من الكافيين تقترب من 80 مليغرام للعلبة الواحدة.
قيود عالمية وكانت دول النرويج والدنمارك وأورغواي قد حظرت بيع المشروب بسبب أخطاره الصحية إلا أن ذلك لم يمنع الشركة المصنعة له من بيع 3.5 مليار علبة في 143 دولة العام 2007. وقد أجرت الـصحيفة القطرية اتصالاً بالدكتور محمد سيف الكواري مدير الهيئة القطرية للمواصفات والمقاييس في ذلك الوقت والذي كشف عن التنسيق بين الجهات المعنية لفحص مشروب (ريد بول) في الأسواق القطرية للتأكد من وجود مادة كحولية فيه. وأعلن د. الكواري ، وقتئذ، عن قرب الانتهاء من صدور مواصفة قطرية لمشروبات الطاقة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي. وقال: ستكون دولة قطر هي الأولى من بين دول الخليج التي تنفذ مثل هذا المشروع، مشيراً إلي أن دول مجلس التعاون لم تنفذ من قبل مثل هذه المشاريع. وأشار الكواري إلي أن المشروع سيحتوي علي محاذير تقضي بعدم تناول الأطفال دون سن ال16، والنساء الحوامل، والرياضيين، والأشخاص الذين يعانون من حساسية من مادة الكافيين لهذه المشروبات. تاريخ أعود إلى المزيد من الأبحاث لأستنتج: كانت بداية استخدام مشروبات الطاقة عام 1901 في اسكتلندا، وفي السنوات الخمس الأخيرة نمت مشروبات الطاقة بنسبة 53% سنوياً إذ بلغ الإنتاج عام 2007 نحو 6 مليار عبوة في العالم، في حين نمت مبيعات مشروبات الطاقة المنخفضة في السكريات بصورة كبيرة وبلغت 2006 نحو 4 مليارات عبوة. ووفق أطباء، فإن أي مشروبات غازية أو غير غازية تحضر أساسا من الماء والسكر أو مواد تحلية، كافيين، الحمض الأميني تاورين، بعض المضافات المسموح بها، ويجوز إضافة عصائر أو لب فاكهة طبيعي ومستخلصات نباتية. وتساءل: هل توفر مشروبات الطاقة حقاً طاقة؟
ما هي هذه المشروبات؟
أما المكونات الأساسية لمشروبات الطاقة فهي الكافيين - السكر - التاورين،
ونتيجة للسكر فهي توفر بعض الطاقة، وأكد أنه لم تثبت الدراسات أن المكونات
عدا الكافيين لها تأثير علي الذهن أو تطور الأداء الجسماني؛ وأشار إلى أن
التأثير الأساسي لهذه المشروبات هو التنبيه المنعش كما يحدث مع تناول
القهوة أو الشاي أو الصودا، وما يستتبعه من طلب المزيد منها لاستمرار
التأثير المنبه.( الكلام لمدير الهيئة القطرية للمواصفات والمقاييس) تفيد دراسات طبية أن" التأثير المحتمل على الصحة من كمية الكافيين المتوفرة في مشروب الطاقة تتمثل في: عدم انتظام معدل النوم، وارتباك في عملية امتصاص الأغذية، البعض قد يعاني من حساسية لمادة الكافيين. أما الأفراد الذين لديهم متاعب في القلب فيجب ألا يتناولوا منتجات غنية بالكافيين فهو قد يسبب أخطاراً كثيرة. وبشأن السيدات الحوامل ينصح بعدم تناولهن لمشروبات الطاقة وبخاصة في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، فقد وجد أن تناول 100 ملغم من الكافيين في اليوم تقلل من فرص الولادة الطبيعية. ويقول خبراء: "إن مشروبات الطاقة فقيرة في محتواها من الألياف الغذائية الضرورية لسلامة الجهاز الهضمي، وتحسين امتصاص المواد الغذائية، وامتصاص العديد من السموم من جسم الإنسان."
والأسنان أيضاً وفقًا لدراسة أمريكية أجريت عام 2005 فإن مشروبات الطاقة بما تحتويه من أحماض تدمر الأسنان أسرع من مشروبات الكولا الأخري ب (3 - 11) ضعفاً، وتذيب طبقة المينا، وتعري طبقة العاج الموجود أسفلها، وتمهد للتسوس ونخر كافة الأسنان؛ وأشد الأسنان تأثراً هي الأسنان الأمامية. كما تؤدي إلي خلل في التوازن بين نسبة الكالسيوم والفوسفور بالدم خصوصاً لدى الأطفال؛ وبالتالي ينقص الكالسيوم في العظام بشكل كبير ليحدث لدينا نقص في عملية تكلس العظام. وقال د. حسان البيرومي: إن الجسم ليس بحاجة إلى هذه المشروبات بالمرة ولا يمكن اعتبارها كمتممات غذائية ابداً؛ إذ إن مشروبات الطاقة منبهة وليست مصدراً للطاقة فهي تعتمد علي التنبيه الشديد للجسم بما تحتويه من مواد منبهة؛ ومشروبات الطاقة تحتوي علي العديد من المواد مجهولة أو غير واضحة التأثير أو لم تثبت سلامة استخدامها بعد. وقال: إن خلط مكونات مشروبات الطاقة جاء بشكل غير مبرر ومفهوم من ناحية التآزر أو التضاد من ناحية المفعول بين مكوناتها، كما أنها أضيفت من غير معرفة الجرعات اليومية المسموح بها من بعضها، وأكد أن مشروبات الطاقة تؤثر على كثير من أعضاء الجسم بشكل مباشر وغير مباشر، ومشروبات الطاقة تسبب الإدمان.
قائمة أضرار ومما أورده أطباء فإن الأضرار عند البالغين بعد تناول عبوتين من مشروب الطاقة قد يُحدث: "ارتفاع الضغط الدموي وتسارع ضربات القلب وزيادة قوة تقلصاته. وزيادة تدفق الدم إلى العضلات وشحوب الوجه وبرودة الأطراف، ورفع الحموضة في المعدة وتخريش جدرانها. ويؤدي إلى زيادة لزوجة الدم وارتفاع ضغطه الأسموزي وقيمة ال PH فيه ليصبح حمضيا فضلا عن التنبيه الشديد للجملة العصبية مما قد يؤدي إلي الأرق، إلى جانب ارتفاع نسبة السكر في الدم. ناهيك عن حدوث الأقياء والغثيان. واضطراب للشوارد في الجسم ELECTROLYTES DISORDERS وازدياد التبول والجفاف." مشكلة بريطانية وكان خبير بريطاني بارز في المخدرات، قال إن تناول أطفال المدارس لمشروبات الطاقة، قد أضحى مشكلة متنامية تتسبب في حدوث أعراض فرط النشاط لديهم وإلى مشاركتهم في أعمال شغب! وحذر بوب تايت الخبير في مؤسسة «دراغ إيديوكيشن يوكيه» المتخصصة بالتوعية بالمخدرات، والتي تنظم صفوفا داخل المدارس حول أخطارها، من أن تناول المخدرات قد يتسبب بعض الأحيان في حدوث آلام في الصدر، وفي الصداع. وأضاف في تصريح نقلته مجلة «نيرسنغ ستاندرد»( أيلول 2008، وأعادت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية نشره في 21 أيلول من العام نفسه) المعنية بشؤون التمريض، أنه يحذر أطفال المدارس دوما في أثناء صفوف التوعية، من أخطار تناول مشروبات الطاقة. وتتصف بعض مشروبات الطاقة باحتوائها على كمية من الكافيين تعادل ما يوجد في قدح من القهوة. ويعمل الكافيين كمنشط؛ إذ إنه يقلل الإجهاد. إلا أن تناول الكثير منه يؤدي إلى الصداع والى الشعور بالقلق أحيانا، والزيادة المفرطة في تناوله تقود إلى زيادة ضغط الدم وخفقان القلب. ودعا الخبير البريطاني إلى توعية الممرضات العاملات في المدارس بأعراض تناول هذه المشروبات، إضافة إلى توعية المعلمين والمعلمات الذين لا تعرف غالبيتهم شيئا عن هذه المشكلة. وجاءت هذه التصريحات بعد أن حظرت إحدى مدارس مقاطعة "ويست ساسيكس" على التلاميذ تناول إحدى ماركات مشروبات الطاقة داخلها. إلا أن احد مندوبي شركات مشروبات الطاقة، رد بأنها لا توصي بتناول الأطفال لها.
الكافيين ما هو؟ ووفق الموسوعة الحرة فإن الكافايين أو الكافيين (بالإنجليزية: Caffeine) مادة شبه قلوية alkaloid، منشطة خفيفة، حيث تجعل الشخص يقظا ومنتبها إلا أنها تعطل مستقبلات عصبية في المخ وذات تأثيرات ضارة أخرى ومخاطر شديدة على الجنين. وبحسب الموسوعة نفسها، فإن الآثار الجانبية لهذه المادة عديدة، إذ إن لها علاقة بمرض السكر، وقد نشرت وكالة رويترز في يوليو 2004 أن فريقاً من الباحثين بالمركز الطبي لجامعة ديوك بولاية نورث كارولاينا قد توصل إلى وجود علاقة قوية بين تناول الكافيين مع وجبات الطعام وزيادة مستويات السكر والإنسولين لدى المصابين بالنوع الثاني من داء السكري. كما أنه يضعف الذاكرة المؤقتة، ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية على موقعها بتاريخ 20 يوليو 2004 خبر دراسة من المدرسة الدولية للدراسات المتقدمة في إيطاليا، يقول إن الكافيين يمكن أن يعيق الذاكرة المؤقتة وتذكر بعض الأسماء. لذلك يشار للطلاب باجتناب شرب القهوة والشاي والكولا وغيرها من الأشياء المحتوية على مادة الكافيين دائماً وبخاصة أيام الامتحانات. ويشكل الكافيين خطراً شديداً على الأجنة، فهو يسبب تشوهات خلقية للجنين وموت الأجنة وإسقاطها كما أنه يضر بالمرضعات والرضع؛ لذلك يجب على النساء والمرضعات والحوامل على وجه الخصوص اجتناب القهوة والشاي ومنتجات الكولا حفاظاً على صحة حملهن وأرواح أجنتهن. وهو يحتوي على أضرار عديدة أخرى، فتناوله يسبب القلق والصداع والأرق. كما أنه يسبب الإدمان. ورغم أن البن ليس له قيمة غذائية وليس به سعرات حرارية تذكر إلا أن مادة الكافيين به تجعل الجسم يخسر بكثرة عدداً من المعادن والفيتامينات عن طريق البول ويتدخل في امتصاص العناصر المغذية . والكافيين في القهوة والشاي ومشروبات الكولا يجعل الكلى تسرب مع البول عدداً من الفيتامينات الأساسية والكالسيوم والحديد والبوتاسيوم والمغنيسيوم والعناصر النادرة، وهذا يعد خسارة غذائية للجسم.
سؤال مُعلّق؟ ويبقى السؤال: متى سنسمع في فلسطين عن إجراءات صحية ودراسات وأبحاث وقرارات تطلق النار على مشروبات الطاقة -التي لن نخسر الدنيا من دونها- ينتظر من يتطوع للإجابة عليه؟ ولو من باب "الوقاية خير من العلاج". aabdkh@yahoo.com
|
||||||||||||||||
|
كوابيس الشتاء م. أيهم أبو بكر كنا
جميعا نتضرع إلى الله بأن يمن علينا بالمطر وكان هذا حديث الجميع. وبعد طول
انتظار كان الفرج، فكانت نسبة الأمطار لهذا العام وحتى الآن جيدة، وأنقذت
الكثير من المحاصيل الزراعية إضافة إلى تغذية الآبار الجوفية والآبار
المنزلية والزراعية، وبدأ البساط الأخضر يغطى الجبال والسهول والأودية
وبدأت تدب الحياة من جديد. ولكن ومع هذه الأمطار الجيدة تبقى هناك بعض
الأمور التي تنغص حياة الناس وما أكثرها في بلادي. فالمطر نعمة من نعم الله على خلقه، ولكن هذه النعمة نحولها أحيانا إلى نقمة وكوابيس تطارد حياة خلقه. فنحن نتفهم أن كمية سقوط الأمطار كانت كبيرة وتسببت في بعض الكوارث والغرق في بعض المناطق، ولكن من الصعب أن نتفهم أن يغلق شارع رئيسي لأكثر من يوم ولأسباب نحن من ورائها!! وهنا أنا أتحدث عن المنطقة ما بين قرية الزبابدة، وبلدة قباطية في محافظة جنين، فالمنطقة تحولت إلى ما يشبه بحيرة مائية وأغلق الطريق بالكامل. وعند ذكر الأسباب لذلك فهي واضحة للعيان فالبعض استباح هذه المنطقة وحولها إلى مكب لمخلفات المحاجر وتحولت المنطقة إلى أشبه بمستنقع نفايات، وكأن البعض يكره أن يرى جمال الطبيعة، ويرى أن كون هذه المنطقة كانت معسكر احتلالي فلا بد أن تبقى هذه المشاهد قائمة كتعبير عن كرهنا للاحتلال ولأنفسنا. والغريب في الموضوع أن هذه الطريق حيوية بالنسبة للمنطقة جميعا، ولكننا أصبحنا نغض الطرف عن ممارسات البعض وكأن كل إنسان حر التصرف حتى لو تسبب بالضرر للآخرين، وأصبحنا نعيش ثقافة " طنش تنتعش". وان أكثر ما يغص بالنفس هو أن يبدأ البعض بذكر جمال المنطقة أثناء الاحتلال وكأننا بحاجة إلى أن نبقى محتلين كي نرى الجمال. آما آن لنا أن نتقن ما بأنفسنا بدلا من أن نلعن زماننا. |
||||||||||||||||
|
مجمع بركان الاستيطاني الصناعي: مخاطر صحية وبيئية جسيمة في محافظة سلفيت
|
||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
|
|
|
|||||||||||||||
|
التعليقات |
||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
|
الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا. |
||||||||||||||||