مشاهد بيئية :
شذرات بيئية وتنموية
مطر أيار ومحبوب العرب ورُمان العودة وتطبيع التفافي!
عبد الباسط خلف
خاص بآفاق البيئة والتنمية
شتاء الصيف!
فتحت حالة عدم الاستقرار الجوي، في النصف الثاني من أيار الماضي، باب الاستغراب والاندهاش من الطقس، فأن تمطر السماء، وتلمع برقاً ورعداً، فذلك ليس بالأمر المعتاد في هذا التوقيت.
الأحاديث الدائرة في الأسواق، ووسائل النقل العامة، وعلى جدران "الفيس بوك" الوهمية تخلط الحابل بالنابل، فبعضهم يكتب أو يقول: المطر في أيار يعني أن فلسطين ستتحول مثل أوروبا في مناخها هذه السنة. والمثير للدهشة، أن بعض التوقعات، وحتى مواقع الإنترنت يقول أصحابها أن صيف هذا العام سيكون لطيفاً جداً، أو قد يتأخر حتى شهر أيلول.
يمكن أن نطلق على ما حدث "اعتلالا مُناخيا"، أو تقلباً حاداً، لكن أن نجزم بتغير مناخ فلسطين ليصبح كالقارة الأوروبية، فذلك أمر لا علاقة له بالواقع؛ لأن التغير المنُاخي، لا يحدث بين عشية وضحاها.
بوسعنا أن نعود لقراءة مزاج عام 1992، حين أمطرت السماء في أيار، وأعادت الكرّة في حزيران، بعد موسم مطري فاق حاجز الألف مليمتر في الكثير من مناطق فلسطين، التي زارها الثلج أكثر من مرة، وتساقط حتى على ارتفاعات قليلة جداً.
إعلام تنموي!
تكثر المناشدات الإنسانية المنشورة في وسائل الإعلام المحلية، وهي باختلاف مضمونها تتوحد في أنها تتوسل، وتدعو، وتتمنى، وتستجدي المساعدة.
هل نرى مناشدة من مواطن أمريكي لرئيس بلاده، كي يساعده في الحصول على عجلات لذوي الاحتياجات الخاصة، مثلا؟ أو هل نسمع عن نداء استغاثة من طفلة فرنسية لرئيس الجمهورية حتى يوفر لها دواءً باهظ الثمن، لا تستطيع عائلتها توفيره لها؟
أغلب الظن أن وسائل إعلامنا، لا تُمارس دوراً تنموياً، وتعفي –بالمجان-مؤسساتنا من مسؤولياتها. فبدلاً من التقصي عن أسباب غياب العدالة في الدواء والخدمات وعدم القيام بالواجبات، تصبح القضية نداء عابرًا لأهل الخير، أو لزيد وعبيد من المسؤولين، الذين عليهم في الأساس القيام بواجبهم. وفي حالة التقصير أو التقاعس فهناك محاسبة. أما النشر والنداءات فهي مجرد ضحك على الذقون على"السلطة الرابعة" الواجب عليها أن تُحقق وتكشف وتتقصى، وليس الإكتفاء بمناشدة.
رهان!
تتصل بأحدهم لأمر ما مساء الجمعة. يرد صديقك: عزيزي، سأرسل لك طلبك، بعد أن أشاهد (محبوب العرب)!
جميل أن نتذكر شيئا من الحب هذه الأيام المثقلة بالدم، لكن الغريب أن نربط حياتنا ببرنامج همه الأول والأخير: جمع المال باسم الفن!
في اليوم التالي، ينقل لي الصديق، رهاناً دخل فيه مع قريبه، وهو أن ممثل فلسطين، في برنامج محبوب العرب (المستورد بالطبع)، لن يخرج. الغريب أن هذا الرهان أفقد صديقي 120 شيقلاً ثمن رسائل دعم وتأييد لمحمد عساف! والأغرب، أن هذه الأموال تذهب لجيوب الأثرياء وشركات الاتصالات!
تمرر صورة من محبوب العرب بنسخته الأصلية، عبر الفيس بوك، لتسمع ردود فعل متباينة. تقول إحداها: عادي، فنحن نستورد كل شيء، لِمَ تخرب الدنيا من برنامج تلفزيوني!
رُمان وخيمة
من القصص التي لا ينساها، محمد العرجا( أبو عاطف)، المولود في الفالوجة عام 1932، كيف غمر ثلج عام 1950 خيام مخيم الفارعة، وحين انفجرت من وسط بيت أسرته عين ماء، أجبروا على النوم فوقها، بعد وضع الأشواك والحطب. ولا يسقط من ذاكرته كيف أورقت أوتاد الخيام التي أحضرتها وكالة الغوث لتمتين بيوت المخيم الطارئة، ثم أزهرت وأثمرت!
أولويات...
تطرح سؤالاً خلال تدريب إعلامي، عن التحديات البيئية في فلسطين، وتطلب من المتدربين أن يحددوا بالترتيب، أكثر عشر قضايا يرونها خطيرة، وتحتاج لأن تكون الأولوية في العمل لتغييرها.
الغريب، أن الأوراق حملت أولويات غريبة عجيبة، كشأن: القضاء على ظاهرة قطع الأشجار، وزيادة زراعة أشجار الأفوكادو حتى لا نستورد الثمار من الاحتلال، ومنع تمزيق الكتب المدرسية بعد انتهاء الطلبة من تأدية امتحاناتهم الصيفية!
تخبّط
سيطرت التعليقات على زيارة الشيخ يوسف القرضاوي لغزة على وسائل الإعلام، مثلما نشب جدل حاد على تنظيم عرض للأزياء في رام الله. لو أننا نوفر طاقاتنا وإبداعاتنا اللفظية وغير اللفظية لمعارك تنموية، بدلاً من التركيز على قضايا خلافية. أو لو استثمرنا جهودنا لتبديل حال الظواهر السلبية المنتشرة هنا وهناك، لصرنا بأحسن حال في زمن قياسي، إلا أن أجندتنا عشوائية.
تطبيع
في كل مرة يبتدع المطبّع وسائل جديدة للتعبير عن التعايش والسلام الضائع. هذه المرة تأتي الرسالة مزدوجة والتفافية واحدة باسم حوار الأديان وتجري في مستوطنة مقامة على أراضي بيت لحم، والثانية تتستر بالرياضة وتجمع فتيات فلسطينيات بإسرائيليات في "حولون".
هل تكون جولة التطبيع القادمة على سطح القمر!
|