مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
حزيران 2013 - العدد 55
 
Untitled Document  

:اريد حـــلا

التدوير المنزلي

جورج كرزم

طرحت في كتابات سابقة أن مبادئ الاستهلاك البيئي أربعة، وتتمثل في تقليل الاستهلاك، إصلاح الأشياء، إعادة الاستعمال، والتدوير ( 4 Rs )، علما بأن البعض يستثني إصلاح الأشياء كمبدأ مستقل؛ فيعتبر مبادئ الاستهلاك ثلاثة ( 3 Rs ).  وقد عالجت سابقا المبادئ الثلاثة الأولى.  لذا، في هذه العجالة، سأركز على المبدأ الرابع والمتمثل في التدوير، وتحديدا التدوير المنزلي.
بشكل عام، تقسم نفايات المنزل إلى ثلاث مجموعات رئيسية.
المجموعة الأولى، عبارة عن مخلفات لا يمكن حرقها، كالمعلبات والزجاج.  وهذه بإمكاننا تجميعها بهدف تدويرها.
المجموعة الثانية، عبارة عن مخلفات يمكن حرقها، كالورق والبلاستيك وقصاصات القماش والخشب والجلود والزيوت البترولية.  ويعمد البعض إلى حرق هذه المخلفات بشكل كامل ومن ثم خلط الرماد بالتربة، أي استخدام الرماد كسماد عضوي. 
وإجمالا، يفضل عدم ممارسة عملية الحرق، لأنه يولد مخاطر بيئية وصحية، بسبب ما ينتج عن الحرق من غازات مثل حامض الهيدروكلوريك، والمعادن الثقيلة كالزئبق والرصاص والزرنيخ، والمركبات العضوية العالية الخطورة، مثل الديوكسين.
أما المجموعة الثالثة، فتتمثل في مخلفات الخضار والفواكه واللحوم والخبز الجاف.  وبإمكاننا استعمال هذه المخلفات كزبل طبيعي، وذلك بعد تحللها، أي عندما تختفي منها رائحة التحلل.  كما يمكننا إضافة هذه المخلفات إلى كومة السماد العضوي، أو ما يعرف بالكمبوست (الدبال)، الذي بإمكاننا تحضيره بهدف استخدامه لتسميد وتخصيب التربة الزراعية والحدائق.
والمقصود بالنفايات العضوية: النفايات التي أصلها عضوي، مثل مخلفات الطعام وفضلات الحيوانات والجرائد والأخشاب والريش والورق، والشعر، والقش، وأغصان وأوراق الشجر، والأعشاب الخضراء والجافة، ونجارة الخشب، وبقايا المحاصيل.
وبإمكاننا أيضا، تدوير المواد والفضلات العضوية باستخدامها كغطاء عضوي حيوي للتربة ("المَلْش")، وخاصة حول المزروعات والأشجار.  وذلك بهدف الحد من نمو الحشائش والمحافظة على رطوبة التربة وتجانس درجة حرارتها خلال اليوم، وحماية البنية الأساسية للتربة من الأضرار الناتجة عن تعرضها لظروف جوية جافة، أو للمطر الشديد أو للرياح الحادة.
والتغطية الحيوية العضوية للتربة، عبارة عن طبقة واقية من المواد العضوية، تتمثل في  بقايا المحاصيل أو أوراق الشجر أو التبن أو روث الحيوانات وغيرها.
ومن منظور التدوير وإعادة الاستعمال، لا وجود لشيء اسمه "نفايات".  إذ أن "النفايات"، في حقيقة الأمر، عبارة عن الموارد غير المستعملة أو غير المرغوب فيها.  وعندما تتراكم لدينا مثل تلك الموارد، فلا بد أن نبحث في كيفية التقليل منها أو إزالتها أو تدويرها.
وتكمن نقطة البداية، في أن نتحكم بما يدخل منزلنا من سلع.  بحيث نتجنب السلع التي تستخدم لمرة واحدة مثل شفرات الحلاقة، الصحون والكؤوس البلاستيكية ومناديل موائد الطعام الورقية. 
كما لا بد من استعمال المنتجات غير المُلوِّثة للبيئة، فضلا عن شراء السلع الأساسية التي تغليفها محدود وقليل.  ويجب أن يقتصر سلوكنا الاستهلاكي على شراء ما نحتاجه فعليا، وليس بدافع الإغراء الاستهلاكي العابر.  بمعنى، لابد أن نشتري السلع النوعية والمعمرة والتي أُنْتِجَت بطريقة بيئية، والتي تعتبر إدارتها اقتصادية وبإمكاننا إصلاحها بسهولة.        
وبالإضافة إلى تحويل كل المواد التي أصلها عضوي إلى سماد عضوي، فبإمكاننا الاحتفاظ بالمواد الأخرى لتحويلها أو استخدامها لأغراض متنوعة.
وعلى سبيل المثال، نستطيع إعادة استعمال قناني البلاستيك الفارغة لعزل الأشتال ووقايتها من الآفات الحشرية.  فضلا عن استخدام تلك القناني كدفيئة بلاستيكية صغيرة حول كل شتلة على حدة في الشتاء القارص، حيث توفر الدفء للأشتال والتربة من حولها، وتمنع انجماد الأشتال وموتها بسبب الصقيع.  ولتحقيق هذا الهدف، لا بد من ترك بعض الثقوب الصغيرة على جدار القنينة لتوفير التهوية اللازمة.
وفيما يتعلق بالورق، ننوه هنا، إلى أن النفايات الفلسطينية، وبخاصة في المدن، تحوي كميات كبيرة من الورق على شكل جرائد ومجلات وكتب وورق وأكياس وكرتون. 
وبإمكاننا إعادة تدوير وتصنيع الورق، وذلك بتجميعه في مواقع خاصة، وإرساله إلى مصنع متخصص يعمل على تقطيعه وتحويله إلى عجينة ورقية لاستخدامها في صناعات عديدة، كإنتاج أطباق البيض لتغطية الاستهلاك المحلي لمزارع الدجاج.  وتستخدم العجينة الورقية أيضا في إنتاج ألواح الكرتون والمواد العازلة في المباني.  كما يمكن إعادة تصنيع النفايات الورقية لإنتاج الورق للطباعة والاستخدامات المكتبية.

للمزيد من التفاعل، أو للحصول على معلومات إضافية، يمكنكم الكتابة على العنوان الإلكتروني التالي: 

george@maan-ctr.org

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية